بازگشت

صبره و بكائه


1. الصدوق حدثنا الحسين بن أحمد بن ادريس، قال حدثنا أبي، قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسي، قال حدثنا العباس بن معروف عن محمد بن سهيل النجراني رفعه الي أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام قال البكاؤن خمسة: آدم، و يعقوب و يوسف و فاطمة بنت محمد عليهماالسلام و علي بن الحسين عليهم السلام فأما آدم فبكي علي الجنة حتي صار في خديه امثال الأودية، و أما يعقوب فبكي علي يوسف حتي ذهب بصره و حتي قيل له «تألله تفتؤ تذكر يوسف حتي تكون حرضا او تكون من الهالكين» و أما يوسف فبكي علي يعقوب حتي تاذي به أهل السجن، فقالوا اما أن تبكي بالنهار و تسكت بالليل و اما أن تبكي بالليل و تسكت بالنهار فصالحهم علي واحد منهما.



[ صفحه 92]



أما فاطمة بنت محمد صلي الله عليه و آله فبكت علي رسول الله صلي الله عليه و آله حتي تأذي بها أهل المدينة و قالوا لها قد آذيتنا بكثرة بكاؤك فكانت تخرج الي مقابر الشهداء فتبكي حتي تقضي حاجتها ثم تنصرف، و اما علي بن الحسين فبكي علي الحسين عليه السلام عشرين سنة أو اربعين سنة و ما وضع بين يديه طعام الا بكي حتي قال له مولي له جعلت فداك يا بن رسول الله صلي الله عليه و آله اني أخاف عليك أن تكون من الهالكين، قال «انما اشكوبثي و حزني الي الله و اعلم من الله ما لا تعلمون» اني لم اذكر مصرع بني فاطمة الا خنفتني لذلك عبرة [1] .

2. قال ابن شهر آشوب: مما جاء في صبره عليه السلام انهي الي علي بن الحسين ان مسرفا استعمل علي المدينة و أنه يتوعده و كان يقول عليه السلام لم أر مثل المقدم في الدعا لان العبد ليست تحضره الاجابة في كل وقت فجعل يكثر من الدعا لما اتصل به عن المسرف و كان من دعائه: رب كم من نعمة انعمت بها علي قل لك عندها شكري و كم من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري و كم من معصية أتيتها فسترتها و لم تفضحني.

فيامن قل عند نعمته شكري فلم يحرمني و يامن قل عند بليته صبري فلم يخذلني و يامن رآني علي المعاصي فلم يفضحني ياذا المعروف الذي لا ينقضي أبدا و ياذا النعماء التي لا تحصي أمدا صل علي محمد و آل محمد و بك ادفع في نحره و بك استعيذ من شره فلما قدم المسرف المدينة اعتنقه و قبل رأسه و جعل يسأل عن حاله و حال أهله و سال عن حوايجه و أمر أن تقدم دابته و عزم عليه أن يركبها فركب و انصرف الي اهله [2] .

3. عنه عن الحلية قال ابراهيم بن سعد: سمع علي بن الحسين عليهماالسلام واعية في



[ صفحه 93]



بيته و عنده جماعة فنهض الي منزله ثم رجع الي مجلسه فقيل له أمن حدث كانت الواعية قال نعم فعزوه و تعجبوا من صبره فقال: انا اهل بيت نطيع الله عزوجل فيما يحب و نحمده فيما نكره، قال العتبي قال علي بن الحسين عليهماالسلام و كان من أفضل بني هاشم لابنه: يا بني اصبر علي النوائب و لا تتعرض للحقوق و لا تجب أخاك الي الذي مضرته عليك اكثر من منفعته له [3] .

3. عنه عن الصادق عليه السلام بكي علي بن الحسين عليهماالسلام عشرين سنة و ما وضع بين يديه طعام الا بكي حتي قال مولي له جعلت فداك يا بن رسول الله اني اخاف ان تكون من الهالكين قال انما اشكوا بثي و حزني الي الله و اعلم من الله ما لاتعلمون اني لم أذكر مصرع بني فاطمة سلام الله عليها الا خنقتني العبرة و في رواية أما آن لحزنك أن ينقضي، فقال له ويحك ان يعقوب النبي كان له اثنا عشر ابنا فغيب الله واحدا منهم فابيضت عيناه من كثرة بكائه عليه واحد و دب ظهره من الغم و كان ابنه حيا في الدنيا و أنا نظرت الي أبي و أخي و عمي سبعة عشر من اهل بيتي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني.

قد ذكر في الحلية نحوه و قيل انه بكي حتي خيف علي عينيه و كان اذا اخذ اناء يشرب ماء بكي حتي يملأها دمعا فقيل له في ذلك فقال و كيف لا أبكي و قد منع أبي من المآء الذي كان مطلقا للسباع و الوحوش، و قيل له لتبكي دهرك فلو قتلت نفسك لمازدت هذا فقال نفسي قتلتها و عليها أبكي [4] .

4. عنه، قال الاصمعي كنت بالبادية و اذا أنا بشاب منعزل عنهم في أطمار رثة عليه سيماء الهيبة فقلت لو شكوت الي هؤلاء حالك لأصلحوا بعض شانك فانشأ يقول.



[ صفحه 94]



لباسي للدنيا التجمل و الصبر

و لبسي للاخري البشاشة و البشر



اذا اعترني أمر لجأت الي العرا

لاني من القوم الذين لهم فخر



ألم تر أن العرف قدمات أهله

و ان الندي و الجود ضمهما قبر



علي العرف و الجود السلام فما بقي

من العرف الا الرسم في الناس و الذكر



و قائلة لما رأتني مسهدا

كأن الحشامني يلذعها الجمر



أباطن داء لوجوي منك ظاهرا

لقلت الذي بي ضاق عن وسعه الصدر



تغير أحوال و فقد أحبة

و موت ذوي الافضال قالت كذا الدهر



فتعرفته فاذا هو علي بن الحسين عليهماالسلام فقلت أبي أن يكون هذا الفرخ الا من ذلك العش [5] .

5. روي الاربلي عن جعفر بن محمد عليهماالسلام قال: سئل علي بن الحسين عليهماالسلام عن كثرة بكائه؟ قال: لا تلوموني فان يعقوب فقد سبطا من ولده فبكي حتي ابيضت عيناه و لم يعلم انه مات و قد نظرت الي أربعة عشر رجلا من أهل بيتي في غداة واحدة قتلي فترون حزنهم يذهب من قلبي؟ و سمع واعية في بيته و عنده جماعة فنهض الي منزله ثم رجع فقيل له: أمن حدث كانت الواعية؟ قال: نعم فعزوه و تعجبوا من صبره فقال: انا اهل بيت نطيع لله فيما يحب و نحمده فيما نكره [6] .

6. عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: اذا كان يوم القيامة نادي مناد ليقم أهل الفضل فيقوم ناس من الناس فيقال: انطلقوا الي الجنة فتلقاهم الملائكة فيقولون: الي أين؟ فيقولون الي الجنة قالوا: قبل الحساب؟ قالوا: نعم قالوا: و من أنتم؟ قالوا: أهل الفضل قالوا: و ما كان فضلكم؟ قالوا: كنا اذا جهل علينا حلمنا و اذا ظلمنا صبرنا و اذا أسيئي الينا غفرنا قالوا: أدخلوا الجنة فنعم اجر



[ صفحه 95]



العاملين.

ثم يقول: مناد ينادي ليقم أهل الصبر فيقوم ناس من الناس فيقال لهم: ادخلوا الجنة: فتلقاهم الملائكة فيقال لهم مثل ذلك فيقولون أهل الصبر، قالوا: و ما كان صبركم؟ قالوا: صبرنا أنفسنا علي طاعة الله و صبرناها عن معصية الله قالوا: ادخلوا الجنة فنعم اجر العالمين ثم ينادي مناد ليقم جيران الله في داره فيقوم ناس من الناس و هم قليل، فيقال لهم: انطلقوا الي الجنة فتلقاهم الملائكة فيقال لهم مثال ذلك قالوا: و بما جاورتم الله في داره؟ قالوا: كنا نتزاور في الله و نتجالس في الله و نتباذل في الله قالوا ادخلوا الجنة فنعم أجر العالمين [7] .

7. عنه عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: التارك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر كنابذ كتاب الله وراء ظهره الا أن يتقي تقاة قلت: و ما تقاته؟ قال يخاف جبارا عنيدا أن يفرط عليه أو أن يطغي، و قال عليه السلام: من كتم علما أحدا أو أخذ عليه صفدا فلا نفعه أبدا [8] .

8. ابن قولويه حدثني أبي رحمه الله عن جماعة مشايخي عن سعد بن عبدالله عن محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب عن أبي داوود المسترق، عن بعض أصحابنا عن أبي عبدالله عليه السلام قال: بكي علي بن الحسين علي أبيه حسين بن علي عليهم السلام عشرين سنة أو أربعين سنة و ما وضع بين يديه طعام الا بكي علي الحسين عليه السلام، حتي قال له مولي له جعلت فداك يا بن رسول الله صلي الله عليه و آله اني أخاف عليك ان تكون من الهالكين، قال انما اشكوا بثي و حزني الي الله و أعلم من الله ما لا تعلمون اني لم اذكر مصرع بني فاطمة الا خنقتني العبرة لذلك [9] .



[ صفحه 96]



9. عنه حدثني محمد بن جعفر الرزاز عن خاله محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الزيات، عن علي بن أسباط عن اسمعيل بن منصور عن بعض أصحابنا قال اشرف مولي لعلي بن الحسين عليهماالسلام و هو في سقيفة له ساجد يبكي فقال له يا مولاي يا علي بن الحسين اما آن لحزنك ان ينقضي فرفع رأسه اليه و قال ويلك أوثكلتك امك، و الله لقد شكي يعقوب الي ربه في أقل مما رأيت حتي قال يا أسفي علي يوسف انه فقد ابنا واحدا و أنا رأيت أبي و جماعة أهل بيتي يذبحون حول قال و كان علي بن الحسين عليه السلام يميل الي ولد عقيل فقيل له ما بالك تميل الي بني عمك هؤلاء دون آل جعفر فقال اني اذكر يومهم مع أبي عبدالله الحسين بن علي عليه السلام فأرق لهم [10] .

10. روي المجلسي عن ابن طاووس: عن الصادق عليه السلام انه قال: ان زين العابدين عليه السلام بكي علي أبيه أربعين سنة صائما نهاره قائما ليله فاذا حضر الافطار جاءه غلامه بطعامه و شرابه فيضعه بين يديه فيقول: كل يا مولاي فيقول: قتل ابن رسول الله جائعا قتل ابن رسول الله عطشانا فلا يزال يكرر ذلك و يبكي حتي يبل طعامه من دموعه ثم يمزج شرابه بدموعه، فلم يزل كذلك حتي لحق بالله عزوجل، و حدث مولي له عليه السلام انه برز يوما الي الصحراء.

قال: فتبعته فوجدته قد سجد علي حجارة خشنة فوقفت و أنا اسمع شهيقه و بكاءه و أحصيت عليه ألف مرة لا اله الا الله حقا حقا لا اله الا الله تعبد اورقا لا اله الا الله ايمانا و صدقا ثم رفع رأسه من السجود و أن لحيته و وجهه قد غمر بالماء من دموع عينيه، فقلت: يا سيدي اما آن لحزنك أن ينقضي و لبكائك ان تقل؟ فقال لي: ويحك ان يعقوب بن اسحاق ابن ابراهيم عليه السلام كان نبيا ابن نبي كان له اثنا عشر



[ صفحه 97]



ابنا فغيب الله سبحانه واحدا منهم فشاب رأسه من الحزن واحد و دب ظهر من الغم و ذهب بصره من البكاء و ابنه حي في دار الدنيا و أنا فقدت أبي و أخي و سبعة عشر من أهل بيتي صرعي مقتولين فكيف ينقضي حزني و يقل بكائي؟ [11] .


پاورقي

[1] امالي الصدوق: 85 و الخصال: 272.

[2] المناقب: 262:2.

[3] المناقب: 262:2.

[4] المناقب: 263:2.

[5] المناقب: 263:2.

[6] كشف الغمة: 102:2.

[7] كشف الغمة: 103:2.

[8] كشف الغمة: 103:2.

[9] كامل الزيارات: 107.

[10] كامل الزيارات: 107.

[11] بحار الانوار: 149:45.