بازگشت

علمه و تواضعه


1. قال المفيد: قد روي عنه فقهاء العامة من العلوم ما لا تحصي كثرة و حفظ عنه من المواعظ و الأدعية و فضائل القرآن و الحلال و الحرام و المغازي و الأيام ما هو مشهور بين العلماء و لو قصدنا الي شرح ذلك لطال به الخطاب و نقضي به الزمان و قد روت الشيعة له آيات و معجزات و براهين واضحات [1] .



[ صفحه 80]



2. قال ابن شهر آشوب: رأي الحسن البصري عند الحجرالأسود يقص فقال يا هناه أترضي نفسك للموت قال لا قال فعلمك الحساب قال: لا قال فثم دار العمل قال لا قال: فلله في الأرض معاذ غير هذا البيت قال: لا قال فلم تشغل الناس عن الطواف، ثم مضي قال الحسن: ما دخل مسامعي مثل هذه الكلمات من أحد قط أتعرفون هذا الرجل قالوا هذا زين العابدين فقال الحسن ذرية بعضها من بعض [2] .

3. عنه قال عليه السلام في قوله تعالي: يمحوالله ما يشاء» لو لا هذه الاية لا خبرتكم بما هو كائن الي يوم القيمة [3] .

4. عنه، عن موسي بن القسم البجلي باسناد له ان زين العابدين عليه السلام قال: انا لنعرف الرجل اذا رأيناه بحقيقة الايمان و بحقيقة النفاق، و ان شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم و اسماء آبائهم [4] .

5. عنه قال: لقيه عليه السلام عباد البصري في طريق مكة فقال: تركت الجهاد و صعوبته و أقبلت علي الحج و لينه و ان الله تعالي يقول «ان الله اشتري من المؤمنين أنفسهم و أموالهم» الاية فقال عليه السلام: اقرأ ما بعدها التائبون العابدون الي اخرها ثم قال: اذا ظهر هؤلاء لم نؤثر علي الجهاد شيئا [5] .

6. عنه كان الزهري عاملا لبني امية فعاقب رجلا فمات الرجل في العقوبة، فخرج هائما و توحش و دخل الي غار فطال مقامه تسع سنين، قال و حج علي بن الحسين عليهماالسلام فأتاه الزهري فقال له علي بن الحسين اني أخاف عليك من قنوطك مالا اخاف عليك من ذنبك فابعث بديه مسلمة الي أهله و اخرج الي أهلك



[ صفحه 81]



و معالم دينك، فقال له فرجت عني يا سيدي الله أعلم حيث يجعل رسالاته و رجع الي بيته و لزم علي بن الحسين و كان يعد من أصحابه و لذلك قال له بعض بني مروان يا زهري ما فعل نبيك يعني علي بن الحسين عليهماالسلام [6] .

7. عنه عن امتحان الفقهاء رجل كان له ثلاثة أعبد اسم كل واحد منهم ميمون فلما حضرته الوفاة قال ميمون حر و ميمون حر و ميمون عبد و لميمون مأة دينار، من الحر و من العبد و لمن المائة الدينار قال: المعتق من هو أقدم صحبة عند الرجل و يقترع الباقيان فايهما وقعت القرعة في سهمه فهو عبد للذي صار حرا و يبقي الثالث مدبرا لاخر و لا مملوك و يدفع اليه المائة الدينار بالمائور عن زين العابدين عليه السلام [7] .

8. عنه روي ان شاميا سأله عليه السلام عن بدؤا الوضوء فقال قال الله تعالي للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة الاية فخافوا غضب ربهم فجعلوا يطوفون حول العرش كل يوم ثلاث ساعات من النهار يتضرعون، قال فأمرهم أن يأتوا نهرا جاريا يقال له الحيوان تحت العرش فتوضؤا [8] .

9. عنه عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: كان آدم لما أراد أن يغشي حوا خرج بها من الحرم كانا يغتسلان و يرجعان الي الحرم [9] .

10. عنه عن علي بن ابراهيم بن هاشم القمي قال سعيد بن المسيب سألت علي بن الحسين عليهماالسلام عن رجل ضرب امرة حاملة برجله فطرحت ما في بطنها ميتا فقال عليه السلام اذا كان نطفة فان عليه عشر دينار و هي التي وقعت في الرحم و استقرت فيه أربعين يوما و ان طرحته و هو علقة فان عليه أربعين دينارا و هي التي وقعت في الرحم و استقرت فيه ثمانين يوما ان طرحته مضغة فان عليه ستين دينارا و هي التي



[ صفحه 82]



اذا وقعت في الرحم استقرت فيه مأة و عشرين يوما و ان طرحته و هو نسمة مخلقة له لحم و عظم مرتب الجوارح و قد نفخ فيه روح الحيوة و البقاء فان عليه دية كاملة [10] .

11. عنه سأل أبو حمزة الثمالي زين العابدين عليه السلام لاي علة صار الطواف سبعة أشواط قال: لأن الله تعالي قال للملائكة:«اني جاعل في الأرض خليفة» فردوا علي الله و قالوا:«أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك» قال الله تعالي: اني أعلم ما لا تعلمون و كان لا يحجبهم عن نفسه فحجبهم الله عن نفسه سبعة الآف عام فرحمهم فتاب عليهم و جعل لهم البيت المعمور الذي في السماء الرابعة و جعله مثابة للملائكة و وضع البيت الحرام تحت البيت المعمور فجعله مثابة للناس و أمنا فصار الطواف سبعة أشواط لكل ألف شوطا واحد [11] .

12. عنه كتب ملك الروم الي عبد الملك أكلت لحم الجمل الذي هرب عليه أبوك من المنية لا غزونك مائة ألف و مائة الف فكتب عبدالملك الي الحجاج ان يبعث الي زين العابدين عليه السلام و يتوعده و يكتب اليه ما يقول ففعل فقال علي بن الحسين ان لله لوحا محفوظا يلحظه في كل يوم ثلثمائة لحظة ليس منها لحظة الا يحيي فيها و يميت و يعز و يذل و يفعل ما يشاء و اني لأرجو أن يكفيك منها لحظة واحدة فكتب بها الحجاج الي عبدالملك فكتب عبدالملك بذلك الي ملك الروم فلما قرأه قال ما خرج هذا الا من كلام النبوة و قل ما يوجد كتاب زهد و موعظة لم يذكر فيه [12] .



[ صفحه 83]



13. عنه مما جاء في تواضعه قال النسوي في التاريخ قال نافع بن جبير لعلي بن الحسين عليهماالسلام انك تجالس أقواما دونا فقال له عليه السلام اني جالس من أنتفع بمجالسته في ديني [13] .

14. عنه قيل له عليه السلام: اذا سافرت كتمت نفسك أهل الرفقة فقال أكره أن آخذ برسول الله ما لا أعطي مثله [14] .

15. عنه عن الاغاني قال نافع قال عليه السلام ما اكلت بقرابتي من رسول الله شيئا قط [15] .

16. في محاسن البرقي و الكافي الكليني اخبر عبدالملك ان علي بن الحسين اعتق خادمة له ثم تزوجها فكتب اليه قد علمت انه كان في اكفائك من قريش من تمجد به في الصهر و تستحبه في الولد فلا لنفسك نظرت و لا علي ولدك أبقيت فأجا به عليه السلام ليس فوق رسول الله صلي الله عليه و آله مرتقي في مجد و لا مستزادا في كرم و انما كانت ملك يميني خرجت مني أراد الله عزوجل بأمر التمست ثوابه ثم نكحتها علي سنته و من كان زكيا في دين الله فليس يخل به شيئا من أمره و قد رفع الله بالاسلام الخسيسة و تم به النقيصة و اذهب به اللؤم فلا لؤم علي امرء مسلم انما اللؤم لؤم الجاهلية.

فقال سليمان يا أميرالمؤمنين لشد ما فخر عليك ابن الحسين فقال يا بني لا تقل ذلك فانها ألسن بني هاشم التي تفلق الصخر و تغرف من بحر و في العقد انه قال زين العابدين عليه السلام و هذا رسول الله تزوج أمته و امرأة عبده فقال عبدالملك ان علي بن الحسين يشرف من حيث يضع الناس و ذكر انه كان عبدالملك يقول انه



[ صفحه 84]



تزوج بامه و ذلك انه عليه السلام كانت ربته فكان يسميها امي [16] .

17. عنه، عن حلية الاولياء قال يحيي بن سعيد: سمعت علي بن الحسين عليهماالسلام يقول و اجتمع عليه اناس فقالوا له ذلك يعني الامامة فقال أحبونا حب الاسلام فانه ما برح بنا حبكم حتي صار علينا عارا و في رواية الزهري ما زال حبكم لنا حتي صار شينا علينا [17] .

18. عنه قال سفيان الثوري ذكر لعلي بن الحسين عليهماالسلام فضله فقال حسبنا ان نكون من صالحي قومنا [18] .

19. عنه عن امالي أبي عبدالله النيسابوري قيل له انك أبر الناس و لا تأكل مع أمك في قصعة و هي تريد ذلك فقال عليه السلام أكره أن تسبق يدي الي ما سبقت اليه عينها فاكون عاقالها فكان عبد ذلك يغطي الغضارة بطبق و يدخل يده من تحت الطبق و ياكل و كان عليه السلام يمر علي المدرة في وسط الطريق فينزل عن دابته حتي ينحيها بيده عن الطريق [19] .

20. عنه قال: أبو عبدالله عليه السلام كان علي بن الحسين عليهماالسلام يمشي مشية كان علي رأسه الطير لا يسبق يمينه شماله [20] .

21. عنه، عن سفيان بن عيينة قال: ما رؤي علي بن الحسين عليه السلام قط جايزا يديه فخذيه و هو يمشي [21] .

22. عنه، عن عبدالله بن مسكان عن علي بن الحسين انه كان يدعو خدمه كل شهر و يقول اني قد كبرت و لا أقدر علي النساء فمن أراد منكن التزوج زوجتها او البيع بعتها أو العتق اعتقتها فاذا قالت احداهن لا قال اللهم اشهد حتي يقول ثلاثا



[ صفحه 85]



و ان سكتت واحدة منهن قال لنسائه سلوها ما تريد و عمل علي مرادها [22] .

23. روي المجلسي عن الكيني، عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن ابي عبدالله عليه السلام قال: مر علي بن الحسين عليه السلام علي المجذومين و هو راكب حماره و هم يتغدون فدعوه الي الغداء فقال: أما اني لولا اني صائم لفعلت فلما صار الي منزله أمر بطعام فصنع و أمر أن يتنوقوا فيه ثم دعاهم فتغدوا عنده و تغدي معهم [23] .

24. عنه عن كتاب زهرة المهج باسناده عن ابن محبوب عن عبدالعزيز العبدي، عن ابن ابي يعفور عن الصادق عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهماالسلام اذا حضر الصلاة اقشعر جلده و اصفرلونه و ارتعد كالسعفة [24] .

25. عنه عن امالي الشيخ جماعة عن ابي المفضل باسناده الي شقيق البلخي، عمن أخبره من أهل العلم قال: قيل لعلي بن الحسين عليهماالسلام، كيف أصحبت يا ابن رسول الله؟ قال أصبحت مطلوبا بثمان: الله تعالي يطلبني بالفرائض و النبي صلي الله عليه و آله باسنة و العيان بالقوت، و النفس بالشهوة و الشيطان باتباعه و الحافظان بصدق العمل و ملك الموت بالروح و القبر بالجسد فأنا بين هذه الخصال مطلوب [25] .

26. عن روي ابن موسي بن جعفر عليهماالسلام كان حسن الصوت حسن القراءة و قال يوما من الايام: ان علي بن الحسين عليهماالسلام كان يقرأ القرآن فربما مر به المار فصعق من حسن صوته، و ان الامام لو أظهر من ذلك شيئا لما احتمله الناس قيل له: الم يكن رسول الله صلي الله عليه و آله يصلي بالناس و يرفع صوته بالقرآن؟ فقال: ان رسول الله صلي الله عليه و آله كان يحمل من خلفه، ما يطيقون [26] .



[ صفحه 86]



27. عنه عن الامالي عن ابن عبدون، عن علي بن محمد بن الزبير، عن علي ابن فضال، عن العباس بن عامر، عن أحمد بن زرق عن أبي أسامة عن أبي عبدالله عليه السلام: قال كان علي بن الحسين عليهماالسلام يقول: ما تجرعت جرعة غيظ أحب الي من جرعة غيظ أعقبها صبرا و ما أحب أن لي بذلك حمر النعم، قال: و كان يقول: الصدقة تطفي ء غضب الرب قال: و لا تسبق يمينه شماله و كان يقبل الصدقة قبل أن يعطيها السائل.

قيل له: ما يحملك علي هذا؟ قال: فقال: لست أقبل يد السائل انما أقبل يدربي أنها تقع في يدربي قبل أن تقع في يد السائل قال: و لقد كان يمر علي المدرة في وسط الطريق فينزل عن دابته حتي ينحيها بيده عن الطريق قال: و لقد مر بمجذومين فسلم عليهم و هم يأكلون فمضي ثم قال: ان الله لا يحب المتكبرين، فرجع اليهم فقال: اني صائم و قال: ائتوني بهم في المنزل قال: فأتوه فأطعمهم ثم أعطاهم [27] .

28. عنه ذكر محمد بن أبي عبدالله من رواة اصحابنا في أماليه، عن عيسي ابن جعفر عن العباس بن ايوب، عن أبي بكر الكوفي، عن حماد بن حبيب العطار الكوفي قال: خرجنا حجاجا فرحلنا من زبالة ليلا فاستقبلتنا ريح سوداء مظلمة، فتقطعت القافلة فتهت في تلك الصحاري و البراري، فانتهيت الي و ادقفر فلما أن جن اليل أويت الي شجرة عادية فلما أن اختلط الظلام اذا أنا بشاب قد أقبل علي أطمار بيض تفوح منه رائحة المسك.

فقلت في نفسي: هذا ولي من اولياء الله متي ما أحس بحركتي خشيت نفاره و أن أمنعه عن كثير مما يريد فعاله فأخفيت نفسي ما استطعت فدنا الي الموضع فتهيأ للصلاة ثم وثب قائما و هو يقول: يا من أحاز كل شي ء ملكوتا و قهر كل شي ء جبروتا





[ صفحه 87]



أولج قلبي فرح الاقبال عليك و ألحقني بميدان المطيعين لك، قال: ثم دخل في الصلاة فلما أن رأيته قد هدأت أعضاؤه و سكنت حركاته قمت الي الموضع الذي تهيا للصلاة فاذا بعين تفيض بماء أبيض فتهيات للصلاة.

ثم قمت خلفه فاذا أنا بمحراب كانه مثل في ذلك الوقت، فرأيته كلما مر بآية فيها ذكر الوعد و الوعيد يرددها بأشجان الحنين، فلما أن تقشع الظلام و ثب قائما و هو يقول: يا من قصده الطالبون فأصابوه مرشدا و امه الخائفون فوجدوه متفضلا و لجأ اليه العابدون فوجدوه نوالا، متي راحة من نصب لغيرك بدنه، و متي فرح من قصد سواك بنيته الي قد تقشع الظلام و لم أقض من خدمتك و طرا و لا من حاض مناجاتك مدرا صل علي محمد و آله و افعل بي اولي الأمرين بك يا ارحم الراحمين.

فخفت أن يفوتني شخصه و أن يخفي علي اثره فتعلقت به فقلت له: بالذي أسقط عنك ملال التعب و منحك شده شوق لذيذ الرعب الا الحقتني منك جناح رحمة و كنف رقة فاني ضال و بغيتي كلما صنعت و مناي كلما نطقت فقال: لو صدق توكلك ما كنت ضالا ولكن اتبعني واقف أثري فلما أن صار بجنب الشجرة اخذ بيدي فخيل الي أن الارض تمد من تحت قدمي.

فلما انفجر عمود الصبح قال لي: ابشر فهذه مكة قال: فسمعت الضجة و رأيت المحجة فقلت: بالذي ترجوه يوم الآزفة و يوم الفاقة من أنت؟ فقال لي: اما اذا أقسمت فأنا علي بن الحسين بن علي بن ابيطالب عليهم السلام. [28] .

29. عنه عن الجوهري عن البطائني عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان أبي ضرب غلاما له قرعة واحدةه بسوط و كان بعثه في حاجة فأبطا عليه، فبكي



[ صفحه 88]



الغلام و قال: الله يا علي بن الحسين عليه السلام تبعثني في حاجتك ثم تضربني قال: فبكي أبي و قال: يا بني اذهب الي قبر رسول الله صلي الله عليه و آله فصل ركعتين، ثم قال: اللهم اغفر لعلي بن الحسين عليه السلام خطيئته يوم الدين، ثم قال للغلام: اذهب فأنت حر لوجه الله، قال أبو بصير: فقلت له: جعلت فداك كان العتق كفارة الضرب؟! فسكت [29] .

30. عنه عن النضر، عن أبي سيار عن مروان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال علي بن الحسين عليهماالسلام: ما عرض لي قط أمران أحدهما للدنيا و الآخرة للاخرة فآثرت الدنيا الا رأيت ما أكره قبل أن أمسي [30] .

31. عنه عن كتاب عيون المعجزات المنسوب الي السيد الرتضي رحمه الله روي عن أبي خالد كنكر الكابلي انه قال: لقيني يحيي بن ام الطويل، رفع الله درجته و هو ابن داية زين العابدين عليه السلام فأخذ بيدي و صرت معه اليه عليه السلام فرأيته جالسا في بيت مفروش بالمعصفر مكلس الحيطان عليه ثياب مصبغة فلم أطل عليه الجلوس فلما أن نهضت قال لي: صر الي في غد ان شاء الله تعالي فخرجت من عنده و قلت ليحيي أدخلتني علي رجل يلبس المصبغات و عزمت علي ان لا أرجع اليه.

ثم اني فكرت في أن رجوعي اليه غير ضائر فصرت اليه في غد فوجدت الباب مفتوحا و لم أر أحدا فهممت بالرجوع فناداني من داخل الدار فظننت انه يريد غيري حتي صاح بي: يا كنكر ادخل و هذا اسم كانت أمي سمتني به ولا علم به غيري فدخلت اليه فوجدته جالسا في بيت مطين علي حصير من البردي و عليه فميص كرابيس و عنده يحيي فقال لي: يا أبا خالد اني قريب العهد بعروس و ان الذي رأيت بالأمس من رأي المرأة و لم أرد مخالفتها.

ثم قال عليه السلام و أخذ بيدي و بيد يحيي بن أم الطويل و مضي بنا الي بعض



[ صفحه 89]



الغدران و قال: قفا فوقفنا ننظر اليه فقال:«بسم الله الرحمن الرحيم» و مشي علي الماء حتي رأينا كعبه تلوح فوق الماء فقلت: الله اكبر أتت الكلمة الكبري و الحجة العظمي صلوات الله عليك ثم التفت عليه السلام و قال: ثلاثة لا ينظر الله اليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب اليهم المدخل فينا من ليس منا و المخرج منا من هو منا و القائل ان لهما في الاسلام نصيبا أعني هذين الصنفين [31] .

32. عنه عن ابن طاووس باسناده الي هارون بن موسي التلعكبري رضي الله عنه باسناده الي محمد بن عجلان قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: كان علي بن الحسين عليهماالسلام اذا دخل شهر رمضان لايضرب عبدا له و لا أمة و كان اذا أذنب العبد و الأمة يكتب عنده: أذنب فلان أذنبت فلانة يوم كذا و كذا و لم يعاقب فيجتمع عليهم الأدب، حتي اذا كان آخر ليلة من شهر رمضان دعاهم و جمعهم حوله ثم اظهر الكتاب ثم قال: يا فلان فعلت كذا و كذا و لم أؤدبك أتذكر ذلك فيقول: بلي يا ابن رسول الله حتي يأتي علي آخرهم و يقررهم جميعا.

ثم يقول وسطهم و يقول لهم: ارفعوا أصواتكم و قولوا: يا بن الحسين ان ربك قد أحصي عليك كلما عملت كما أحصيت علينا كلما عملنا ولديه كتاب ينطق عليك بالحق لا يغادر صغيرة و لا كبيرة مما أتيت الا أحصاها و تجد كلما علمت لديه حاضرا كما وجدنا كلما عملنا لديك حاضرا فاعف و اصفح كما ترجو من المليك العفو و كما تحب ان يعفو المليك عنك فأعف عنا تجده عفوا و بك رحيما و لك غفورا و لا يظلم ربك أحدا كما لديك كتاب ينطق بالحق علينا لا يغادر صغيرة و لا كبيرة مما أتيناها الا أحصاها.

فأذكر يا علي بن الحسين ذل مقامك بين يدي ركب الحكم العدل الذي



[ صفحه 90]



لا يظلم مثقال حبة من خردل و يأتي بها يوم القيامة و كفي بالله حسيبا و شهيدا فاعف و اصفح يعف عنك المليك و يصفح، فانه يقول:«وليعفوا و ليصفحوا الا تحبون أن يغفر الله لكم» و هو ينادي بذلك علي نفسك و يلقنهم و هم ينادون معه و هو واف بينهم يبكي و ينوح و يقول: رب انك أمرتنا أن نعفو عمن ظلمنا و قد عفونا عمن ظلمنا كما امرت فاعف عنا فانك اولي بذلك منا و من المأمورين و أمرتنا أن لا نرد سائلا عن أبوابنا و قد أتيناك سؤالا و مساكين و قد أنخنا بفنائك و ببابك نطلب نائلك و معروفك و عطاءك.

فامنن بذلك علينا و لا تخيبنا فانك اولي بذلك منا و من المأمورين الهي كرمت فأكرمني اذا كنت من سئوالك وجدت بالمعروف فأخلطني بأهل نوالك يا كريم، ثم يقبل عليهم فيقول: قد عفوت عنكم فهل عفوتم عني و مما كان مني اليكم من سوء ملكة؟ فاني مليك سوء لئيم ظالم مملوك لمليك كريم جواد عادل محسن متفضل؟ فيقولون: قد عفونا عنك يا سيدنا و ما أسأت فيقول لهم قولوا: اللهم اعف عن علي بن الحسين عليهماالسلام كما عفا عنا فاعتقه من النار كما أعتق رقابنا من الرق فيقولون ذلك.

فيقول: اللهم آمين رب العالمين اذهبوا فقد عفوت عنكم و اعتقت رقابكم رجاء للعفو عني و عتق رقبتي فيعتقهم، فاذا كان يوم الفطر أجازهم بجوائز تصونهم و تغنيهم عما في أيدي الناس و ما من سنة الا و كان يعتق فيها في آخر ليلة من شهر رمضان ما بين العشرين رأسا الي أقل أو اكثر و كان يقول: ان لله تعالي في كل ليلة من شهر رمضان عند الفطار سبعين ألف ألف عتيق من النار كلا قد استوجب النار.

فاذا كان آخر ليلة من شهر رمضان أعتق فيها مثل ما أعتق في جميعه و اني لأحب أن يراني الله و قد اعتقت رقابا في ملكي في دار الدنيا رجاء أن يعتق رقبتي من النار. و ما استخدم خادما فوق حول كان اذا ملك عبد في اول السنة أو في



[ صفحه 91]



وسط السنة اذا كان ليلة الفطر اعتق و استبدل سواهم في الحول الثاني ثم اعتق كذلك كان يفعل حتي لحق بالله تعالي و لقد كان يشتري السودان و ما به اليهم من حاجة يأتي بهم عرفات فيسد بهم تلك الفرج و الخلال فاذا أفاض أمر بعتق رقابهم و جوائز لهم من المال [32] .

33. قال ابن الحديد: من مثل علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام! و قال الشافعي في الرسالة في اثبات خبر الواحد: وجدت علي بن الحسين عليهماالسلام و هو أفقه أهل المدينة يعول علي أخبار الآحاد [33] .


پاورقي

[1] الارشاد: 244.

[2] المناقب: 258:2.

[3] المناقب: 258:2.

[4] المناقب: 258:2.

[5] المناقب: 258:2.

[6] المناقب: 258:2.

[7] المناقب: 258:2.

[8] المناقب: 258:2.

[9] المناقب: 258:2.

[10] المناقب: 259:2.

[11] المناقب: 259:2.

[12] المناقب: 259 : 2.

[13] المناقب: 260:2.

[14] المناقب: 260:2.

[15] المناقب: 260:2.

[16] المناقب لابن شهر آشوب: 260:2.

[17] المناقب: 260:2.

[18] المناقب: 260:2.

[19] المناقب: 260:2.

[20] المناقب: 260:2.

[21] المناقب: 260:2.

[22] المناقب: 260:2.

[23] بحار الانوار: 55:46.

[24] البحار:55:46.

[25] البحار: 69:46.

[26] البحار: 69:46.

[27] البحار: 74:46.

[28] البحار: 77:46.

[29] البحار: 92:46.

[30] البحار: 92:46.

[31] بحار الانوار: 102:46.

[32] بحار الانوار: 103:46.

[33] شرح النهج: 274:15.