بازگشت

جوده و زهده و عبادته


1. البرقي عن أبيه، عمن ذكره عن شهاب بن عبد ربه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام اذا سافر الي مكة للحج و العمرة تزود من أطيب الزاد من اللوز و السكر و السويق المحمص و المحلي [1] .

2. عنه عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال

[ صفحه 48]



لقد سافر علي بن الحسين عليهماالسلام علي راحلة عشر حجج ما قرعها بسوط [2] .

3. عنه عن يعقوب عن ابن ابي عمير، عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه السلام قال: حج علي بن الحسين عليهماالسلام علي راحلة عشر حجج ما قرعها بسوط و لقد بركت به سنة من سنواته فما قرعها بسوط [3] .

4. عنه قال حدثني عبد الرحمان بن حماد، عن عبدالله بن ابراهيم، عن أبي عمرو الغفاري عن جعفر بن ابراهيم الجعفري عن أبي عبدالله عن أبيه عليهماالسلام، قال: من أعان مؤمنا مسافرا علي حاجته نفس الله عنه ثلاثا و عشرين كربة في الدنيا و اثنتين و سبعين كربة في الاخرة حيث يغشي علي الناس بأنفسهم [4] .

5. محمد بن يعقوب عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: كان لعلي بن الحسين عليهماالسلام: ناقة حج عليها اثنين و عشرين حجة ما قرعها قرعة قط قال: فجاءت بعد موته و ما شعرنا بها الا و قد جاءني بعض خدمنا أو بعض الموالي فقال: ان الناقة قد خرجت فأتت قبر علي بن الحسين عليهماالسلام فانبركت عليه فدلكت بجرانها القبر و هي ترغو فقلت: أدركوها أدركوها و جيئوني بها قبل أن يعلموا بها أو يردها قال: و ما كانت رأت القبر قط [5] .

6. عنه عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن عيسي، عن حفص بن البختري عمن ذكره عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما مات أبي علي بن الحسين عليهماالسلام جاءت ناقة له من الرعي حتي ضربت بجرانها علي القبر و تمرغت عليه فأمرت بها فردت الي مرعاها و انه عليه السلام كان يحج عليها و يعتمر و لم يقرعها قرعة



[ صفحه 49]



قط [6] .

7. عنه باسناده عن فضالة بن أيوب، عن معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين صوالت الله عليهما يقول: اني لأحب أن أدوام علي العمل و ان قل [7] .

8. عنه باسناده عن فضالة بن أيوب، عن العلا، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين صلوات الله عليهما يقول: اني لاحب أن أقدم علي ربي و عملي مستو [8] .

9. عنه عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد، و أبو داود جميعا عن الحسين ابن سعيد، عن علي بن أبي جهمة عن جهم بن حميد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال:كان أبي عليه السلام يقول: كان علي بن الحسين صلوات الله عليهما اذا قام في الصلاة كأنه ساق شجرة لا يتحرك منه شي ء الا ما حركه الريح منه [9] .

10. عنه عن محمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد بن عيسي، عن ربعي بن عبدالله، عن الفضيل بن يسار عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين صلوات الله عليهما اذا قام في الصلاة تغير لونه فاذا سجد لم يرفع راسه حتي يرفض عرقا [10] .

11.الصدوق حدثنا عبدالله بن النضر بن السمعان التميمي رضي الله عنه قال حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد المكي، قال حدثنا أبو الحسن عبدالله بن محمد ابن عمرو الاطروش الحراني، قال حدثنا صالح بن زياد أبو سعيد الشوقي قال حدثنا أبو عثمان السكري، و اسمه عبدالله بن ميمون قال: حدثنا عبدالله بن معز



[ صفحه 50]



الأودي، قال: حدثنا عمران بن سليم، عن سويد بن غفلة عن طاووس اليماني قال مررت بالحجر فاذا انا بشحض راكع و ساجد فتأملته فاذا هو علي بن الحسين عليهماالسلام فقلت يا نفس رجل صالح من أهل بيت النبوة و الله لا غتنمن دعائه فجعلت ارقبه حتي فرغ من صلوته و رفع باطن كفيه الي السماء و جعل.

يقول سيدي سيدي هذه يداي قد مدد تهما اليك بالذنوب مملوة و عيناي بالرجاء ممدودة و حق لمن دعاك بالندم تذللا أن تجيبه بالكرم تفضلا سيدي أمن أهل الشقاء خلقتني فاطيل بكائي أم من أهل السعادة خلقتني فابشر رجائي سيدي ألضرب المقامع خلقت أعضائي أم لشرب الحميم خلقت أمعائي سيدي لو أن عبدا استطاع الهرب من مولاه لكنت أول الهاربين منك لكني أعلم أني لا أفوتك سيدي لو أن عذابي مما يزيد في ملكك لسالتك الصبر عليه غير أني أعلم أنه لا يزيد في ملكك طاعة المطيعين و لا ينقص منه معصية العاصين.

سيدي ما أنا و ما خطري هب لي بفضلك و جللني بسترك و اعف عن توبيخي بكرم وجهك الهي و سيدي ارحمني مطروحا علي الفراش تقلبني أيدي أحبتي و أرحمني مطروحا علي المغتسل يغسلني صالح جيرتي و ارحمني محمولا قد تناول الأقرباء باطراف جنازتي و ارحم في ذلك البيت المظلم و حشتي و غربتي وحدتي.

قال طاووس فبكيت حتي علا نحيبي، فالتفت الي فقال ما يبكيك يا يماني أو ليس هذا مقام المذنبين؟ فقلت حبيبي حقيق علي الله أن لا يردك وجدك محمد صلي الله عليه و آله قال فبينا نحن كذلك اذا قبل نفر من أصحابه فالتفت اليهم فقال معاشر أصحابي أوصيكم بالآخرة و لست أوصيكم بالدنيا فانكم بها مستوصون و عليها حريصون و بها مستمسكون، معاشر أصحابي ان الدنيا دار ممر و الآخرة دار مقر فخذوا من ممركم لمقركم و لا تهتكوا أستاركم عند من لا يخفي عليه أسراركم و



[ صفحه 51]



اخرجوا من الدنيا قلوبكم قبل أن تخرج منها أبدانكم أما رأيتم و سمعتم ما استدرج به من كان قبلكم من الامم السالفة و القرون الماضية الم تروا كيف فضح مستورهم وامطر مواطرالهوان عليهم بتبديل سرورهم بعد خفض عيشهم و لين رفاهيتهم صاروا حصايد النقم و مدارج المثلات أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم [11] .

12. عنه حدثنا المظفر بن جعفر بن العلوي السمرقندي رضي الله عنه حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشي عن أبيه، قال: حدثنا عبدالله بن محمد بن خالد الطيالسي، قال: حدثني أبي عن محمد بن زياد عن الأزدي، عن حمزة بن حمران، عن أبيه حمران بن أعين، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهماالسلام قال: كان علي بن الحسين عليهماالسلام يصلي في اليوم و الليلة ألف ركعة كما كان يفعل أميرالمؤمنين عليه السلام كانت له خمس مائة نخلة فكان يصلي عند كل نخلة ركعتين و كان اذا قام في صلاته غشي لونه لون آخر و كان قيامه في صلاته قيام العبد الذليل بن يدي الملك الجليل.

كانت أعضاؤه ترتعد من خشية الله عزوجل، و كان يصلي صلاة مودع، يري انه لا يصلي بعدها أبدا و لقد صلي ذات يوم فسقط الرداء عن احدي منكبيه، فلم يسوه حتي فرغ من صلاته فسأله بعض أصحابه عن ذلك فقال: ويحك أتدري بين يدي من كنت ان العبد لا يقبل من صلاته الا ما أقبل عليه منها بقلبه فقال الرجل هلكنا فقال: كلا ان الله عزوجل متمم ذلك بالنوافل و كان عليه السلام ليخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب علي ظهره و فيه الصرر من الدنانير و الدراهم و ربما حمل علي ظهره الطعام أو الحطب حتي يأتي بابا بابا فيقرعه ثم يناول من يخرج اليه و كان يغطي وجهه اذا ناول فقيرا لئلا يعرفه.



[ صفحه 52]



فلما توفي عليه السلام فقدوا ذلك فعلموا أنه كان علي بن الحسين عليهماالسلام و لما وضع عليه السلام علي المغتسل نظروا الي ظهره و عليه مثل ركب الابل، مما كان يحمل علي ظهره الي منازل الفقراء و المساكين، و لقد خرج ذات يوم و عليه مطرف خز فعرض له سائل فتعلق بالمطرف فمضي و تركه و كان يشتري الخز في الشتاء فاذا جاء الصيف باعه فتصدق بثمنه و لقد نظر عليه السلام يوم عرفة الي قوم يسألون الناس فقال: ويحكم أغيرالله تسألون في مثل هذا اليوم انه ليرجي في هذا اليوم لما في بطون الحبالي أن يكونوا سعداء.

لقد كان عليه السلام يأبي أن يؤاكل أمه فقيل له: يا ابن رسول الله أنت أبر الناس و أوصلهم للرحم فيكف لا تؤاكل امك؟ فقال: اني اكره أن تسبق يدي الي ما سبقت عينها اليه و لقد قال له عليه السلام رجل؟ يا ابن رسول الله اني لا حبك في الله حبا شديدا، فقال: اللهم اني أعوذ بك ان أحب لك فأنت لي مبغض، و لقد حج علي ناقة له عشرين حجة فما قرعها بسوط فلما توفيت أمر بدفنها لئلا تأكلها السباع و لقد سئلت عنه مولاة له فقالت: أطنب أو اختصر فقيل لها: بل اختصري.

فقالت: ما أتيته بطعام نهارا قط و ما فرشت له فراشا بليل قط و لقد انتهي ذات يوم الي قوم يغتابونه فوقف عليهم فقال: ان كنتم صادقين فغفر الله لي و ان كنتم كاذبين فغفر الله لكم فكان عليه السلام اذا جاءه طالب علم فقال مرحبا بوصية رسول الله صلي الله عليه و آله ثم يقول: ان طالب العلم اذا خرج من منزله لم يضع رجله علي رطب و لا يابس من الأرض الا سبحت له الي الأرضين السابعة و لقد كان يعول مائة أهل بيت من فقراء المدينة و كان يعجبه ان يحضر طعامه اليتامي و الأضراء و الزمني و المساكين الذين لا حيلة لهم و كان يناولهم بيده و من كان له منهم عيال حمله الي عياله من طعامه.

كان لا يأكل طعاما حتي يبدأ فيتصدق بمثله و لقد كان يسقط منه كل سنة سبع



[ صفحه 53]



ثفنات من مواضع سجوده لكثرة صلاته و كان يجمعها فلما مات دفنت معه و لقد كان بكي علي أبيه الحسين عليه السلام عشرين سنة و ما وضع بين يديه طعام الا بكي حتي قال له مولي له: يا ابن رسول الله أما آن لحزنك أن تنقضي؟! فقال له: ويحك ان يعقوب النبي عليه السلام كان له اثنا عشر ابنا فغيب الله عنه واحدا منهم فابيضت عيناه من كثرة بكائه عليه و شاب رأسه من الحزن و احدود ب ظهره من الغم و كان ابنه حيا في الدنيا و أنا نظرت الي أبي و أخي و عمي و سبعة عشر من أهلي بيتي مقتولين حولي فيكف ينقضي حزني [12] .

13. عنه حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن اسمعيل عن محمد بن عمر عن أبيه، عن علي بن المغيرة عن أبان بن تغلب قال قلت لأبي عبدالله عليه السلام اني رأيت علي بن الحسين عليهماالسلام اذا قام في الصلوة غشي لونه لون آخر فقال لي و الله ان علي بن الحسين كان يعرف الذي يقوم بين يديه [13] .

14. عنه حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي رضي الله عنه قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه قال: حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا أبومعمر اسمعيل بن ابراهيم بن معمر قال حدثنا عبدالعزيز بن أبي حازم قال: سمعت أبا حازم يقول ما رأيت هاشميا أفضل من علي بن الحسين و كان عليه السلام يصلي في اليوم و الليلة ألف ركعة حتي خرج بجبهته و آثار سجوده مثل كركرة البعير [14] .

15. روي ابو جعفر الطبري الامامي: قال ابليس يا رب اني رأيت العابدين لك من عبادك من أول الدهر الي عهد علي بن الحسين عليهماالسلام فلم أرفيهم



[ صفحه 54]



أعبدلك و لا أخشع منه فأذن لي يا الهي أن أكيده لأعلم صبره فنهاه الله عن ذلك فلم ينته فتصور لعلي بن الحسين و هو قائم بصورة أفعي له عشرة أرؤس محددة الأنياب منقلبة الأعين بالحمرة طلع عليه من جوف الأرض في موضع سجوده ثم تطاول فلم يرعه ذلك و لا نظر بطرفه اليه فانخفض الي الأرض في صورة في صورة الأفعي و قبض علي عشر أصابعه يكدمها بأنيابه و ينفخ عليها من نار جوفه فلم ينكسر طرفه و لم يحرك قدميه عن مكانهما و لم تختلجه شك و لا وهم في صلوته و لم يلبث ابليس حتي انقض عليه شهاب محرق من السماء.

فلما أحس به ابليس صرخ و قام الي جانب علي بن الحسين عليهماالسلام في صورته الأولي و قال يا علي انت سيدالعابدين كما سميت و أنا أبليس و الله لقد شاهدت من عبادة النبيين و المرسلين من لدن آدم الي زمنك فما رأيت مثل عبادتك و لوددت أنك استغفرت لي فان الله كان يغفرلي ثم تركه و ولي قال و كان يصلي فزحف ابنه محمد و هو طفل الي بئر كانت في داره بعيدة القعر فسقط فيها فنظرت اليه امه فصرخت و جعلت تضرب نفسها حول البئر و تستغيث به و تقول: يا بن رسول الله غرق و الله ابنك محمد و هو لا يسمع قولها و لا ينثني عن صلاته و هي تسمع اضطراب ابنها في الماء بقعر البئر فتشتد.

فلما طال عليها ذلك قالت له جزعا علي ابنها: ما أقصي قلوبكم يا أهل بيت النبوة و هو في صلاته لم يخرج منها أتمها و لما علم أقبل فجلس علي رأس البئر فمد يده الي قعرها و كانت لا تنال الا برشاء طويل فاخرجه بيده و هو يناغيه و يضحك لم يبل له جسد و لا ثوب بالماء و لما رأت امه ذلك ضحكت لسلامة ولدها فقال لها مالك يا ضعيفة اليقين بالله فبكت لما نالت منه في جزعها.

فقال لا تثريب عليك لو علمت اني كنت بين يدي جبار لو ملت عنه بوجهه لمال بوجهه عني فمن ترين أرحم بعبده منه و كان علي بن الحسين عليهماالسلام حسن



[ صفحه 55]



الصلاة يصلي كل يوم و ليلة ألف ركعة سوي الفريضة فقيل له أين هذا العمل من عمل علي اميرالمؤمنين عليه السلام جدك فقال للمتكلم اني نظرت في عمل علي صلوات الله عليه يوما واحدا فما استعطت ان أعد له من الحول الي الحول [15] .

16. أبو جعفر الطوسي أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا أبو عبدالله جعفر بن محمد بن حسين العلوي الحسيني قال: حدثنا أبو نصر احمد بن عبدالمنعم بن نصر الصيداوي قال: حدثنا حسين بن شداد الجعفي عن أبيه شداد بن رشيد عن عمرو بن عبدالله بن هند الجملي، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهماالسلام أن فاطمة بنت علي بن أبي طالب لما نظرت الي ما يفعل ابن اخيها علي بن الحسين بنفسه من الدأب في العبادة أتت جابر بن عبدالله بن عمرو بن حزام الأنصاري فقالت له: يا صاحب رسول الله ان لنا عليكم حقوقا من حقنا عليكم ان اذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا ان تذكروه الله و تدعوه الي البقيا علي نفسه.

هذا علي بن الحسين بقية أبيه الحسين قد انخزم أنفه و ثفنت جبهته و ركبتاه و راحتاه أدأب منه لنفسه في العبادة فأتي جابر بن عبدالله باب علي بن الحسين عليهماالسلام و بالباب أبو جعفر محمد بن علي عليهماالسلام في اغيلمة من بني هاشم قد اجتمعوا هناك فنظر جابر اليه مقبلا فقال: هذه مشية رسول الله صلي الله عليه و آله و سجيته فمن أنت يا غلام؟ قال: فقال أنا محمد بن علي بن الحسين فبكي جابر بن عبدالله رضي الله عنه، ثم قال: انت و الله الباقر عن العلم حقا ادن مني بأبي انت و امي فدنا منه فحل جابر ازاره و وضع يده علي صدره فقبله و جعل عليه خده و وجهه و قال له.

أقرئك عن جدك رسول الله صلي الله عليه و آله و قد أمرني أن أفعل بك ما فعلت و قال لي يوشك أن تعيش و تبقي حتي تلقي من ولدي من اسمه محمد يبقر العلم بقرا و قال



[ صفحه 56]



لي: انك تبقي حتي تعمي ثم يكشف لك عن بصرك ثم قال لي ائذن لي علي أبيك فدخل أبو جعفر علي أبيه فأخبره الخبر قال: ان شيخا بالباب و قد فعل بي كيت و كيت فقال: يا بني ذلك جابر بن عبدالله، ثم قال: أمن بين ولدان أهلك قال لك ما قال و فعل بك ما فعل؟ قال: نعم انا لله انه لم يقصدك فيه بسوء و لقد أشاط بدمك ثم اذن لجابر فدخل عليه فوجده في محرابه قد أنفسته العبادة.

فنهض علي عليه السلام فسأله عن حاله سؤالا خفيا ثم أجلسه بجنبه فأقبل جابر عليه يقول: يا بن رسول الله أما علمت أن الله تعالي انما خلق الجنة لكم و لمن أحبكم و خلق النار لمن أبغضكم وعاداكم، فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك؟ قال له علي بن الحسين عليهماالسلام: يا صاحب رسول الله اما علمت أن جدي رسول الله صلي الله عليه و آله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر فلم يدع الاجتهاد له و تعبد بأبي هو و أمي حتي انتفخ الساق و ورم القدم و قيل له: أتفعل هذا و قد غفرلك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر قال: فلا أكون عبدا شكورا.

فلما نظر جابر الي علي بن الحسين عليهماالسلام و ليس يغني فيه من قول يستميله من الجهد و التعب الي القصد قال له: يابن رسول الله البقيا علي نفسك فانك لمن أسرة بهم يستدفع البلاء و تستكشف اللأواء بهم يستمطر السماء فقال: يا جابر لا أزال علي منهاج أبوي مؤتسيا بهما صلوات الله عليهما حتي ألقاهما فأقبل جابر علي من حضر فقال لهم و الله ما رأي في أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين عليهماالسلام الا يوسف بن يعقوب عليهماالسلام و الله لذرية علي بن الحسين عليهماالسلام أفضل من ذرية يوسف ابن يعقوب ان منهم لمن يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا [16] .

7. قال الفتال: قال الباقر عليه السلام كان علي بن الحسين عليهماالسلام يصلي في يوم



[ صفحه 57]



و الليلة ألف ركعة و كانت الريح تميله به منزلة السنبلة [17] .

18. الطوسي باسنده عن محمد بن الحسين الجوهري، عن محمد بن أحمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن الحسين، عن علي بن حديد، عن محمد بن سليمان، عن عمرو بن خالد، عن أبي حمزة الثمالي أن علي بن الحسين عليهماالسلام أتي مسجد الكوفة عمدا من المدينة، فصلي فيه ركعتين ثم جاء حتي ركب راحلته و أخذ الطريق [18] .

19. قال الطبرسي: و لقد دخل أبو جعفر ابنه عليه السلام عليه فاذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد فرآه قد اصفرلونه من السهر و رمدت عيناه من البكاء و دبرت جبهته من السجود و ورمت ساقاه من القيام في الصلاة فقال أبو جعفر عليه السلام: فلم أملك حين رأيته بتلك الحال من البكاء فبكيت رحمة له و اذا هو يفكر فالتفت الي بعد هنيئة من دخولي فقال يا بني: أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة علي فأعطيته فقرء منها يسيرا ثم تركها من يده تضجرا و قال: من يقوي علي عبادة علي بن أبي طالب عليه السلام [19] .

20. عنه قال: روي عن طاووس اليماني قال: دخلت الحجر في الليل فاذا علي بن الحسين عليهماالسلام قد دخل فقام يصلي ماشاء الله ثم سجد فقلت: رجل صالح من أهل بيت النبوة لا سمعن الي دعائه فسمعته يقول في سجوده:«عبيدك بفنائك مسكينك بفنائك فقيرك بفنائك سائلك بفنائك» قال طاووس: فما دعوت بهن في كرب الا فرج عني [20] .

21. ابن شهر آشوب عن زرارة بن أعين سمع سائلا في جوف الليل يقول: اين الزاهدون في الدنيا الراغبون في الاخرة فهتف به هاتف من ناحية البقيع يسمع



[ صفحه 58]



صوته و لا يري شخصه ذلك علي بن الحسين [21] .

22. عنه عن حلية الأولياء و فضائل الصحابة كان علي بن الحسين عليهماالسلام اذا فرغ من وضوء الصلوة و صار بين وضوءه و صلوته أخذته رعدة و نفضة فقيل له في ذلك فقال و يحكم أتدرون الي من أقوم و من أريد أناجي [22] .

23. عنه و في كتبنا انه اذا كان اذا توضأ اصفرلونه فقيل له في ذلك فقال أتدرون من أتأهب للقيام بين يديه [23] .

24. عنه عن طاووس الفقيه رأيت في الحجر زين العابدين عليه السلام يصلي و يدعو عبيدك ببابك أسيرك بفنائك مسكينك بفنائك سائلك بفنائك يشكو اليك ما لا يخفي عليك [24] .

25. عنه، عن مصباح المتهجد كان له خريطة فيها تربة الحسين اذا قام في الصلوة تغير لونه فاذا سجد لم يرفع رأسه حتي يرفض عرقا [25] .

26. عنه عن الباقر عليه السلام كان علي بن الحسين يصلي في اليوم و الليلة ألف ركعة و كانت الريح تميله به منزلة السنبلة و كانت له خمسماة نخلة و كان يصلي عند كل نخلة ركعتين و كان اذا قام في صلوته غشي لونه لون آخر و كان قيامه في صلوته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل كان أعضاؤه ترتعد من خشية الله و كان يصلي صلوة مودع يري انه لا يصلي بعدها أبدا [26] .

27. عنه روي انه كان اذا قام الي الصلوة تغير لونه و اصابته رعدة و حال أمره فربما سأله عن حاله من لا يعرف أمره في ذلك فيقول اني أريد الوقوف بين يدي ملك عظيم و كان اذا وقف في الصلوة لم يشتغل بغيرها و لم يسمع شيئا لشغله



[ صفحه 59]



بالصلوة [27] .

28. عنه قال: سقط بعض ولده في بعض الليالي فانكسرت يده فصاح أهل الدار و اتاهم الجيران و جئي بالمجبر و جبر للصبي و هو يصيح من الألم و كل ذلك لا يسمعه فلما أصبح رأي الصبي يده مربوطة الي عنقه فقال: ما هذا فأخبروه [28] .

29. عنه قال: وقع حريق في بيت هو فيه ساجد فجعلوا يقولون: يا ابن رسول الله النار النار فما رفع رأسه حتي أطفيت فقيل له بعد قعوده ما الذي ألهاك عنها قال الهتني عنها النار الكبري [29] .

30. عنه عن الباقر عليه السلام و لقد كان سقط منه كل سنة سبع ثفنات في مواضع سجوده و كان يجمعها فلما مات دفنت معه [30] .

31. عنه عن الاصمعي قال: كنت أطوف حول الكعبة ليلة فاذا شاب ظريف الشمائل و عليه ذؤابتان و هو متعلق بأستار الكعبة و هو يقول نامت العيون و غابت النجوم و أنت الملك الحي القيوم غلقت الملوك أبوابها و أقامت عليها حراسها و بابك مفتوح للسائلين جئتك لتنظر الي برحمتك يا ارحم الراحمين ثم أنشأ يقول:



يا من يجيب دعا المضطر في الظلم

يا كاشف الضر و البلوي مع السقم



قد نام و فدك حول البيت قاطبة

و انت وحدك يا قيوم لم تنم



أدعوك رب دعاء قد أمرت به

فارحم بكائي بحق البيت و الحرم



ان كان عفوك لا يرجوه ذو سرف

فمن يجود علي العاصين بالنعم



قال فاقتيفيته، فاذا هو زين العابدين عليه السلام [31] .



[ صفحه 60]



32. عنه عن طاووس الفقيه رأيته يطوف من العشاء الي سحر و يتعبد فلما لم ير أحدا رمق السماء بطرفه و قال: الهي غارت نجوم سماواتك و هجعت عيون أنامك و أبوابك مفتحات للسائلين جئتك لتغفر لي و ترحمني و تريني وجوه جدي محمد صلي الله عليه و آله في عرصات القيمة، ثم بكي و قال و عزتك و جلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك و ما عصيتك اذ عصيتك و انابك شاك و لابنكالك جاهل و لا لعقوبتك متعرض و لكن سولت لي نفسي و أعانني علي ذلك سترك المرخي به علي.

فانا الأن من عذابك من يستنقذني و بحبل من أعتصم ان قطعت حبلك عني فواسوأتاه غدا من الوقوف بين يديك اذا قيل للمخفين جوزوا و للمثقلين حطوا مع المخفين اجوز أو مع المثقلين أحط و يلي كلما طال عمري كثرت خطاياي و لم أتب أما آن لي أن استحقي م ربي ثم بكي ثم انشأ يقول:



اتحرقني بالنار يا غاية المني

فاين رجائي ثم أين محبتي



اتيت بأعمال قباح ردية

و ما في الوري خلق جني كجنايتي



ثم بكي و قال سبحانك تغضي كأنك لا تري و تحلم كأنم لم تعصي تتودد الي خلقك بحسن الصنيع كأن بك الحاجة اليهم و أنت يا سيدي الغني عنهم ثم خرالي الأرض ساجدا فدنوت منه و شلت رأسه و وضعته علي ركبتي و بكيت حتي جرت دموعي علي خده، فاستوي جالسا و قال من ذالذي اشغلني عن ذكر ربي فقلت أنا طاووس يا ابن رسول الله ما هذا الجزع و الفزع و نحن يلزمنا ان نفعل مثل هذا و نحن عاصون جافون ابوك الحسين بن علي و امك فاطمة الزهراء وجدك رسول الله صلي الله عليه و آله.

قال: و التفت الي و قال هيهات هيهات يا طاووس دع عني حديث أبي و أمي و جدي خلق الله الجنة لمن أطاعه و أحسن و لو كان حبشيا و خلق النار لمن عصا و لو كان ولدا قرشيا أما سمعت قوله تعالي:«فاذا نفخ في الصور فلا انساب



[ صفحه 61]



بينهم يومئذ و لا يستاءلون» و الله لا ينفعك غدا الا تقدمة تقدمها من عمل صالح [32] .

33. عنه قال ابن حماد:



و راهب أهل البيت كان و لم يزل

يلقب بالسجاد حسن تعبد



يقضي بطول الصوم طول نهاره

منيبا و يفني ليله بتهجد



فأين به من علمه و وفائه

و أين به من نسكه و تعبد [33] .



34. عنه روي في الحلية و شرف النبي و الاغاني عن محمد بن اسحق بالاسناد عن الثمالي و عن الباقر عليه السلام أنه كان علي بن الحسين عليهماالسلام يحمل جراب الخبز علي ظهره بالليل فيتصدق به قال أبو حمزة الثمالي و سفيان الثوري كان عليه السلام يقول ان صدقة السر تطفي ء غضب الرب [34] .

35. عنه، عن الحلية و الاغاني عن محمد بن اسحق أنه كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون أين معاشهم فلما مات علي بن الحسين فقد و اما كانوا يؤتون به الليل [35] .

36. في رواية أحمد بن حنبل عن معمر عن شيبة بن نعامة أنه كان يقوت مائة أهل بيت و قيل كان في كل بيت جماعة من الناس [36] .

37. عنه في رواية محمد بن اسحق انه كان في المدينة كذا و كذا بيتا ياتيهم رزقهم و ما يحتاجون اليه لا يدرون من أين يايتهم فلما مات زين العابدين عليه السلام فقدوا ذلك فصرخو اصرخة واحدة [37] .

38. عنه في خبر عن أبي جعفر عليه السلام أنه كان يخرج في الليلة الظلماء فيحمل



[ صفحه 62]



الجراب علي ظهره حتي يأتي بابا فيقرعه ثم يناول من كان يخرج اليه و كان يغطي و جهه اذا ناول فقير الئلا يعرفه الخبر [38] .

39. عنه في خبر انه عليه السلام كان اذا جنه الليل و هدأت العيون قام الي منزله فجمع ما يبقي فيه عن قوت أهله و جعله في جراب و رمي به علي عاتقه و خرج الي دور الفقراء و هو ملثم و يفرق عليهم و كثيرا ما كانوا قياما علي أبوابهم ينتظرونه فاذا رأوه تباشروا به وقالوا جاء صاحب الجراب [39] .

40. عنه أبو جعفر في علل الشرايع عن سفيان بن عيينة رأي الزهري علي ابن الحسين عليهماالسلام في ليلة باردة مطيرة و علي ظهره دقيق و حطب و هو يمشي فقال له يا ابن رسول الله ما هذا قال أريد سفرا أعد له زادا أحمله الي موضع حريز.

فقال الزهري فهذا غلامي يحمله عنك فابي فقال فأحمله عنك فأني أرفعك عن حمله، فقال علي بن الحسين عليهماالسلام لكني لا أرفع نفسي عما ينجيني في سفري و يحسن و رودي علي ما أرد عليه سألتك بالله امضيت في حاجتك و تركتني فانصرف عنه فلما كان بعد أيام قال له يا ابن رسول الله لست أري لذلك السفر الذي ذكرته أثرا قال بلي يا زهري ليس ما ظننت ولكنه الموت و له كنت استعد [40] .

41. عنه، عن حمران بن اعين عن ابي جعفر عليه السلام انه كان يعول عليه السلام مائة بيت من فقراء المدينة و كان يعجبه أن يحضر طعامه اليتامي و الاضراء و الزمني و المساكين الذين لا حيلة لهم و كان يناولهم بعده و من كان منهم له عيال حمله الي عياله من طعامه و كان لا يأكل طعاما حتي يبدأ فيتصدق به [41] .



[ صفحه 63]



42. عنه عن الحلية قال الطائي: ان علي بن الحسين عليهماالسلام كان اذا ناول الصدقة قبله ثم ناوله [42] .

43. عنه عن شوف العروس عن أبي عبدالله الدامغاني انه قال: كان علي بن الحسين عليهماالسلام يتصدق بالسكر و اللوز فسئل عن ذلك فقرء قوله تعالي «لن تنالوا البر حتي تنفقوا مما تحبون» [43] .

44. عن عن الصادق عليه السلام أنه كان علي بن الحسين عليهماالسلام يعجب بالعنب فدخل منه الي المدينة شي ء حسن فاشترت منه ام ولده شيئا و أتته به عند افطاره فأعجبه فقبل أن يمديده وقف بالباب سائل فقال لها احمليه اليه، قال يا مولاي بعضه يكفيه قال لا و الله و ارسله اليه كله، فأشترت له من غد و أتيت به فوقف السائل ففعل مثل ذلك فارسلت فاشترت له و أتيت به في الليلة الثالثة و لم يأت سائل فأكل و قال: مافاتنا منه شي ء و الحمدلله [44] .

45. عنه عن الحلية قال ابو جعفر عليه السلام ان اباه علي بن الحسين عليهماالسلام قاسم الله ماله مرتين [45] .

46. عنه عن الحلية قال عمرو بن ثابت: لما مات علي بن الحسين فغسلوه جعلوا ينظرون الي آثار سواد في ظهره و قالوا ما هذا فقيل: كان يحمل جراب الدقيق ليلا علي ظهره يعطي فقراء أهل المدينة [46] .

47. عنه في روايات أصحابنا، أنه عليه السلام لما وضع علي المغتسل نظروا الي ظهره و عليه مثل ركب الابل مما كان يحمل علي ظهره الي منازل الفقراء و كان عليه السلام اذا انقضي الشتأ تصدق بكسوته و اذا انتضي الصيف تصدق بكسوته و كان يلبس



[ صفحه 64]



من خز اللباس فقيل له تعطيها من لايعرف قيمتها و لا يليق به لباسها فلو بعتها قتصدقت بثمنها فقال اني اكره أن أبيع ثوبا صليت فيه [47] .

48. عنه قال مما جاء في صومه و حجه عليه السلام روي عن أبي عبدالله عليه السلام أنه كان علي بن الحسين عليهماالسلام اذا كان يوم الذي يصوم فيه يأمر بشاة فتذبح و تقطع أعضاؤها و تطبخ فاذا كان عند المساء أكب علي القدور حتي يجد ريح المرقة و هو صائم ثم يقول هاتوا القصاع اغرفوا لان فلان حتي يأتي الي آخر القدور ثم يؤتي بخبز و تمر فيكون بذلك عشاؤه [48] .

49. عنه عن معتب عن الصادق عليه السلام قال كان علي بن الحسين عليهماالسلام شديد الاجتهاد في العبادة نهاره صائم و ليله قائم، فاضر ذلك بجسمه فقلت له يا أبه كم هذا الدؤب فقال أتحبب الي ربي لعله يزلفني [49] .

50. أبو جعفر عليه السلام و لقد سئلت عنه مولاة له فقالت أطنب أو اختصر فقيل بل اختصري فقالت ما أتيته بطعام نهارا و لا فرشت له فراشا ليلا قط [50] .

51. عنه حج عليه السلام ماشيا فسار في عشرين يوما من المدينة الي مكة قال زرارة بن أعين لقد حج علي ناقة عشرين حجة فما قرعها بسوط رواه صاحب الحلية عن عمرو بن ثابت [51] .

52. عنه عن ابراهيم الرافعي، قال التاثت عليها ناقته فرفع القضيب و اشار اليها فقال لو لا خوف القصاص لفعلت و في رواية من القصاص و رد يده عنها [52] .

53. عنه قال عبدالله بن المبارك حججت بعض السنين الي مكة فبينما أنا





[ صفحه 65]



سائر في عرض الحاج و اذا صبي سباعي أو ثماني و هو يسير في ناحية من الحجاج بلا زاد و راحلة فتقدمت اليه و سلمت عليه و قلت له مع من قطعت البرقال مع البار فكبر في عيني فقلت يا ولدي اين زادك و راحلتك فقال زادي تقوي و راحلتي رجلاي و قصدي مولاي فعظم في نفسي فقلت يا ولدي من تكون قال: مطلبي فقلت ابن لي فقال: هاشمي فقلت ابن لي فقال علوي فاطمي فقلت يا سيدي هل قلت شيأ من الشعر و قال نعم فقلت أنشدني شيئا من شعرك فانشد:



لنحن علي الحوض ذواده

نذوق و نسقي رواده



و ما فاز من فاز الا بنا

و ما خاب من حبنا زاده



و من سرنا نال منا السرور

و من ساءنا ساء ميلاده



و من كان غاصبنا حقنا

فيوم القيمة ميعاده



ثم غاب عن عيني الي أن أتيت مكة فقضيت حجتي و رجعت فاتيت الأبطح فاذا بحلقة مستديرة فاطلعت لأنظر من بها فاذا هو صاحبي فسألت عنه فقيل هذا زين العابدين عليه السلام. [53] .

54. عنه روي له عليه السلام



نحن بنو المصطفي ذو و غصص

يجرعها في الانام كاظمنا



عظيمة في الانام محنتنا

او لنا مبتلي و آخرنا



يفرح هذا الوري بعيدهم

و نحن أعيادنا مآتمنا



و الناس في الأمن و السرور

و ما يامن طول الزمان خائفنا



ما خصصنا به من الشرف

الطايل بين الأنام آفتنا



يحكم فينا و الحكم فيه لنا

جاحدنا حقنا و غاصبنا [54] .





[ صفحه 66]



55. قال الاربلي: أنه لما مات علي بن الحسين عليهماالسلام و جدوه يقوت مأة بيت من أهل المدينة كان يحمل اليهم ما يحتاجون اليه و قال محمد بن اسحق كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين كان معاشهم فلما مات علي بن الحسين عليهماالسلام فقدوا ما كانوا يؤتون به في الليل، و قال أبو حمزة الثمالي كان زين العابدين عليه السلام يحمل جراب الخبز علي ظهره بالليل فيتصدق به و يقول: أن صدقة السر تطفي غضب الرب، و لما مات عليه السلام و غسلوه جعلوا ينظرون الي آثار في ظهره فقالوا: ما هذا؟ قيل: كان يحمل جراب الدقيق علي ظهره ليلا و يوصلها الي فقراء المدينة سرا [55] .

56. عنه قال ابن عايشة: سمعت أهل المدينة يقولون: ما فقدنا صدقة السر حتي مات علي بن الحسين عليهماالسلام و قال سفيان: أراد علي بن الحسين الخروج الي الحج فاتخذت له سكينة بنت الحسين أخته زاد انفقت عليه ألف درهم فلما كان بظهر الحرة سيرت ذلك اليه فلم يزل يفرقه علي المساكين [56] .

57. عنه قال سعيد بن مرجانة: كنت يوما عند علي بن الحسين عليهماالسلام فقلت: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلي الله عليه و آله من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله تعالي بكل ارب منها اربا منه من النار حتي أنه ليعتق باليداليد، و بالرجل الرجل و بالفرج الفرج فقال علي عليه السلام: أنت سمعت هذه من أبي هريرة فقال سعيد: نعم فقال لغلام له أفره غلمانه و كان عبدالله بن جعفر قد أعطاه بهذا الغلام ألف دينار فلم يبعه - أنت حر لوجه الله تعالي [57] .

58. عنه قال نافع بن جبير يوما لعلي بن الحسين عليهماالسلام: أنت سيد الناس و



[ صفحه 67]



أفضلهم فتذهب الي هذا العبد فتجلس عنده يعني زيد بن أسلم فقال له ينبغي للعالم أن يتبع حيث ما كان [58] .

59. عنه قال رجل لسعيد بن المسيب، ما رأيت رجلا أورع من فلان لرجل سماه فقال له سعيد: أما رأيت علي بن الحسين عليهماالسلام؟ فقال ما رأيت أورع منه، و قال الزهري: لم أر هاشميا أفضل من علي بن الحسين عليهماالسلام و قال أبو حازم كذلك أيضا: ما رأيت هاشميا أفضل من علي بن الحسين و ما رأيت أحدا كان أفقه منه [59] .

60. عنه قال طاووس: رأيت علي بن الحسين عليهماالسلام ساجدا في الحجر فقلت: رجل صالح من أهل بيت طيب لأسمعن ما يقول؟ فأصغيت اليه فسمعته يقول: عبدك بفنائك مسكينك بفنائك سائلك بفنائك فقيرك بفنائك فوالله ما دعوت بهن في كرب الاكشف عني و كان يصلي في كل يوم و ليلة ألف ركعة فاذا أصبح سقط مغشيا عليه و كانت الريح تميله كالسنبلة و كان يوما خارجا فلقيه رجل فسبه فثارت اليه العبيد و الموالي فقال لهم علي: مهلا كفوا ثم أقبل علي ذلك الرجل فقال له: ما ستر عنك من أمرنا أكثر؟ ألك حاجة نعينك عليها فاستحيي الرجل فألقي اليه علي خميصة كانت عليه و أمر له بألف درهم فكان ذلك الرجل بعد ذلك يقول: أشهد انك من أولاد الرسل [60] .

61. عنه أنه عليه السلام دخل علي محمد بن أسامة بن زيد في مرضه فجعل محمد يبكي فقال له علي عليه السلام: ما شأنك؟ فقال: علي دين فقال له: كم هو؟ فقال: خمسة عشر ألف دينار فقال علي بن الحسين: هو علي فالتزمه عنه [61] .



[ صفحه 68]



62. عنه، عن عبدالله بن موسي عن أبيه عن أبيه عن جده قال: كانت أمي فاطمة بنت الحسين عليه السلام تأمرني أن أجلس الي خالي علي بن الحسين عليهماالسلام فما جلست اليه قط الاقمت بخير قد استفدته أما خشية الله تعالي تحدث في قلبي لما أري من خشية الله أو علم قد استفدته [62] .

63. عنه قد دخل ابنه أبو جعفر عليه السلام فاذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد فرآه قد اصفرلونه من السهر و رمضت عيناه من البكاء و دبرت جبهته و انخرم أنفه من السجود و رمت ساقاه و قدماه من القيام، في الصلوة قال أبو جعفر عليه السلام: فلم أملك حين رأيته بتلك الحال البكاء فبكيت رحمة له و اذا هو يفكر، فالتفت الي بعد هنيهة من دخولي و قال: يا بني أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة علي بن أبي طالب عليه السلام فأعطيته فقرأ فيها شيئا يسيرا ثم تركها من يده تضجرا و قال: من يقوي علي عبادة علي بن أبي طالب عليه السلام [63] .

64. عنه عن عبدالله بن محمد القرشي، قال: كان علي بن الحسين عليهماالسلام اذا توضأ يصفرلونه فيقول له أهله ما هذا الذي يغشاك؟ فيقول: أتدرون من أتأهب للقيام بين يديه و عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهماالسلام يصلي في اليوم و الليلة ألف ركعة و كانت الريح تميله بمنزلة السنبلة، و روي سفيان الثوري عن عبيدالله بن عبدالرحمن بن موهب قال: ذكر لعلي بن الحسين فضله فقاله: حسبنا أن نكون من صالحي قومنا و عن طاووس قال: دخلت الحجر في الليل فاذا علي بن الحسين عليهماالسلام قد دخل فقام يصلي فصلي ماشاءالله ثم سجد فقلت: رجل صالح من أهل بيت النبوة قال: عبيدك بفنائك الي آخر الحديث. [64] .



[ صفحه 69]



65- عنه عن ابراهيم بن علي عن أبيه قال: حججت مع علي بن الحسين عليهماالسلام فالتاثت الناقة عليه في مسيرها فأشار اليها بالقضيب ثم قال: أوه أوه لولا القصاص و رد يده عنها و قال: حج علي بن الحسين عليهماالسلام ماشيا فسار عشرين يوما و ليلة من المدينة الي مكة [65] .

66. عنه عن زرارة بن أعين قال: سمع قائل في جوف الليل و هو يقول: أين الزاهدون في الدنيا الراغبون في الآخرة؟ فهتف به هاتف من ناحية البقيع يسمع صوته و لا يري شخصه: ذلك علي بن الحسين عليه السلام [66] .

67. عنه، عن الزهري قال: لم أدرك أحدا من أهل هذا البيت يعني بيت النبي صلي الله عليه و آله أفضل من علي بن الحسين عليهماالسلام [67] .

68. عنه جلس الي سعيد بن المسيب فتي من قريش فطلع علي بن الحسين عليهماالسلام فقال القرشي لابن المسيب: من هذا يا با محمد؟ هذا سيد العابدين علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام [68] .

69. عنه و سكبت عليه الماء جارية ليتوضأ للصلوة فنعست فسقط الابريق من يدها فشجه فرفع رأسه اليها فقاله له الجارية: أن الله عزوجل يقول: و الكاظمين الغيظ قال: قد كظمت غيظي قالت: و العافين عن الناس، قال لها: عفا الله عنك، قالت «و الله يحب المحسنين» قال: اذهبي فأنت حرة لوجه الله تعالي [69] .

70. عنه روي أنه عليه السلام دعا مملوكه مرتين فلم يجبه و أجابه في الثالثة فقال له: يا بني أما سمعت صوتي؟ قال: بلي قال: فمالك لم تجبني؟ قال أمنتك قال: الحمد لله الذي جعل مملوكي يأمنني [70] .



[ صفحه 70]



71. عنه كان مما حفظ عنه عليه السلام من الدعاء حين بلغه توجه مسرف بن عقبة الي المدينة: رب كم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري و كم من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني و يامن قل عند بلائه صبري فلم يخذلني ياذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا و ياذا النعماء التي لا تحصي عددا صل علي محمد و آل محمد و ادفع عني شره فاني أدر أبك في نحره و أستعيذ بك من شره، فقدم مسرف بن عقبة المدينة و كان يقال: لا يريد غير علي ابن الحسين عليهماالسلام فسلم منه و أكرمه و حباه و وصله.

جاء الحديث من غير وجه أن مسرف بن عقبة لما قدم الي المدينة أرسل الي علي بن الحسين عليهماالسلام فأتاه فلما صار اليه قربه و أكرمه و قال له وصاني أميرالمؤمنين ببرك و تمييزك من غيرك فجزاه خيرا ثم قال أسرجوا له بغلتي و قال له: انصرف الي أهلك فاني أري ان قد أفزعناهم و اتعبناك بمشيك الينا و لو كان بأيدينا ما نقوي به علي صلتك بقدر حقك لوصلناك فقال له علي بن الحسين عليهماالسلام ما أعذرني للأمير و ركب فقال مسرف لجلسائه: هذا الخير الذي لا شر فيه موضعه من رسول الله صلي الله عليه و آله و مكانته منه [71] .

72. عنه جائت الرواية ان علي بن الحسين كان في مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله ذات يوم اذ سمع قوما يشبهون الله بخلقه ففزع لذلك و ارتاع له و نهض حتي أتي قبر رسول الله صلي الله عليه و آله فوقف عنده فرفع صوته يناجي ربه فقال في مناجاته له: الهي بدت قدرتك و لم تبد هيئة فجهلوك و قدروك بالتقدير علي غير ما أنت به شبهوك و أنا بري يا الهي من الذي بالتشبيه طلبوك ليس مثلك شي ء الهي و لم يدركوك و ظاهر ما بهم من نعمة دليلهم عليك لو عرفوك في خلقك يا الهي مندوحة أن



[ صفحه 71]



يتأولوك بل سووك بخلقك فمن ثم لم يعرفوك و اتخذوا بعض آياتك ربا فبذلك و صفوك فتعاليت يا الهي عما به المشبهون نعتوك [72] .

73. عنه كان علي بن الحسين عليه السلام يقول عند النظر الي الهلال: أيها الخلق المنير الدائب السريع المتقلب في منازل التقدير المتصرف في فلك التدبير آمنت بالذي نور بك الظلم و أوضح بك البهم و جعلك آية من آيات ملكه و علامة مع علامات سلطانه فامتهنك بالزيادة و النقصان و الطلوع و الافول و الانارة و الخسوف سبحانه ما ألطف ما دبر في أمرك و أ؟حسن ما صنع في شأنك، جعلك الله هلال شهر حادث لامر حادث جعلك الله هلال بركة لا تمحقها الأيام و طهارة لا تدنسها الاثام هلال أمن من الأفات و سلامة من السيئات اللهم اجعلنا من أرضي من طلع عليه و أزكي من نظر اليه و وفقنا فيه للتوبة و اعصمنا فيه بالمنة انك أنت المنان بالجزيل آمين رب العالمين. قال: ثم تدعو بما شئت [73] .

74. عنه عن يوسف بن أسباط قال: حدثني أبي قال: دخلت مسجد الكوفة فاذا شاب يناجي ربه و هو يقول في سجوده: سجد وجهي متعفرا في التراب لخالقي و حق له فقمت اليه فاذا هو علي بن الحسين عليهماالسلام فلما انفجر الفجر نهضت اليه، فقلت له: يابن رسول الله تعذب نفسك و قد فضلك الله بما فضلك؟ فبكي ثم قال: حدثني عمرو بن عثمان عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: كل عين باكية يوم القيامة الا أربعة أعين عين بكت من خشية الله و عين فقئت في سبيل الله و عين غضت عن محارم الله و عين باتت ساهرة ساجدة يباهي بها الله الملائكة.

يقول: أنظروا الي عبدي روحه عندي و جسده في طاعتي قد جافي بدنه عن المضاجع يدعوني خوفا من عذابي و طمعا في رحمتي أشهدوا أني قد غفرت له قلت:



[ صفحه 72]



هكذا أورده الحافظ في مسجد الكوفة و علي بن الحسين فما أظنه لم يصل الي العراق الا مع أبيه عليه السلام حين قتل و لما وصل هو الي الكوفة لم يكن باختيارة و لا متصرفا في نفسه فيمشي الي الجامع و يصلي فيه و للتحقيق حكم [74] .

75. عنه عن سفيان قال: كان علي بن الحسين عليهماالسلام يحمل معه جرابا فيه خبز فيتصدق به و يقول ان الصدقة تطفي غضب الرب [75] .

76. عنه قال: كان علي بن الحسين عليهماالسلام يقول: ما يسرني بنصيبي من الذل حمر النعم [76] .

77. عنه قيل كان هشام بن اسماعيل أسب شي ء لعلي و لاهل بيته عليهم السلام فعزل و أقيم علي الغراير فجاء علي بن الحسين عليهماالسلام فقال له: يابن عم عافاك الله لقد ساءني ما صنع بك فادعنا الي ما أحببت فقال: الله أعلم حيث يجعل رسالته [77] .

78. عنه و كان علي بن الحسين عليهماالسلام خارجا من المسجد فلقيه رجل فسبه فثارت اليه العبيد و الموالي فقال علي بن الحسين مهلا عن الرجل ثم أقبل عليه فقال ما سترعنك من أمرنا أكثر ألك حاجة نعينك عليها؟ فاستحيي الرجل و رجع الي نفسه فألقي عليه خميصة كانت عليه و أمر له بألف درهم قال: فكان الرجل يقول بعد ذلك: أشهد أنك من أولاد الرسل [78] .

79. عنه عن عبدالله بن عطاء قال: أذنب غلام لعلي بن الحسين ذنبا استحق به العقوبة، فأخذ له السوط ليضربه و قال: «قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله» فقال الغلام و ما أنا كذلك اني لأرجو رحمة الله و أخاف عذابه فألقي السوط و قال أنت عتيق [79] .



[ صفحه 73]



80. عنه استطال رجل علي علي بن الحسين عليهماالسلام فتغافل عنه، فقال له الرجل: اياك أعني، فقال له علي بن الحسين عليهماالسلام و عنك أغضي و قال أهل المدينة: ما فقدنا صدقة السر حتي فقدنا علي بن الحسين [80] .

81. عنه قال عليه السلام: انما التوبة العمل و الرجوع من الامر و ليست التوبة بالكلام [81] .

82. عنه قال عليه السلام: من قال: سبحان الله العظيم و بحمده من غير تعصب كتب الله تعالي له مأة ألف حسنة و محي عنه ثلاثه آلاف سيئة و رفع له ثلاثة آلالف درجة [82] .

83. عنه روي عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله انتظار الفرج عبادة و من رضي بالقليل من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل [83] .

84. عنه عن الزهري قال: حدثت علي بن الحسين بحديث فلما فرغت قال: أحسنت بارك الله فيك هكذا سمعناه قال: فقلت: لا أراني حدثت حديثا أنت أعلم به مني قال: لا تفعل ذلك فليس من العلم ما لم يعرف انما معني العلم ما عرف [84] .

85. عنه قد روي عن جابر و ابن الحنفية و باسناده عن رجل من أهل الكوفة و كان صدوقا قال: كان علي بن الحسين عليهماالسلام يقول في دعائه: اللهم من أنا حتي تغضب علي فو عزتك ما يزين ملكك احساني و لا يقبحه اسائتي و لا ينقص من خزانتك غنائي و لا يزيد فيها فقري [85] .



[ صفحه 74]



86. عنه قال الحافظ أبو نعيم في كتاب الحلية و كان الجماعة منه نقلوا و علي ما أورده عولوا و انا أذكر منه ما أظنهم أهملوه فاما ما ذكروه فلا فائدة في اعادته قال: ذكر طبقة من تابعي المدينة فمن هذه الطبقة علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام زين العابدين و منار القانتين و كان عابدا وفيا و جوادا حفيا قال: كان علي بن الحسين لايضرب بعيره من المدينة الي مكة [86] .

87. عنه قال عليه السلام: من ضحك ضحكة مج من عقله مجة علم [87] .

88. عنه، قال: ان الجسد اذا لم يمرض اشر و لا خير في جسد يأشر [88] .

89. عنه، قال عليه السلام: فقد الأحبة غربة [89] .

90. عنه، قال عليه السلام: من قنع بما قسم الله له فهو من أغني الناس و كان اذا ناول السائل الصدقة قبله ثم ناوله [90] .

91. عنه عن جعفر بن محمد عليهماالسلام قال: سئل علي بن الحسين عن كثرة بكائه؟ قال: تلوموني فان يعقوب فقد سبطا من ولده فبكي حتي ابيضت عيناه و لم يعلم انه مات و قد نظرت الي أربعة عشر رجلا من أهل بيتي في غداة واحدة قتلي فترون حزنهم يذهب من قلبي [91] .

92. عنه، سمع واعية في بيته و عنده جماعة فنهض الي منزله ثم رجع فقيل له أمن حدث كانت الواعية قال: نعم فعزوه و تعجبوا من صبره فقال: انا اهل بيت نطيع الله فيما يحب و نحمده فيما نكره [92] .

93. عنه عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: اذا كان يوم



[ صفحه 75]



القيامة نادي مناد ليقم أهل الفضل فيقوم ناس من الناس فيقال: انطلقوا الي الجنة فتلقاهم الملائكة فيقولون الي أين؟ فيقولون الي الجنة قالوا: قبل الحساب قالوا: نعم قالوا: من أنتم قالوا: أهل الفضل قالوا: و مان كان فضلكم؟ قالوا كنا اذا جهل علينا حلمنا و اذا ظلمنا صبرنا و اذا أسيئي الينا غفرنا قالوا أدخلوا الجنة فنعم أجر العاملين، ثم يقول: مناد ينادي ليقم أهل الصبر فيقوم ناس من الناس، فيقال لهم: أدخلوا الجنة: فتلقاهم الملائكة فيقال لهم مثل ذلك فيقولون أهل الصبر قالوا: ما كان صبركم؟

قالوا: صبرنا أنفسنا علي طاعة الله و صبرناها عن معصية الله قالوا: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين، ثم ينادي منادليقم جيران الله في داره فيقوم ناس من الناس و هم قليل فيقال لهم: انطلقوا الي الجنة، فتلقاهم الملائكة فيقال لهم مثل ذلك قالوا: و بما جاورتم الله في داره؟ قالوا: كنا نتزاور في الله و نتجالس في الله و نتباذل في الله قالوا ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين [93] .

94. عنه عن علي بن الحسين، قال التارك للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر كنابذ كتاب الله وراء ظهره الا أن يتقي تقاة قلت: و ما تقاته؟ قال يخاف جبارا عنيدا أن يفرط عليه أو أن يطغي و قال عليه السلام: من كتم علما أحدا و أخذ عليه صفدا فلا نفعه أبدا [94] .

95. محمد بن يعقوب، عن علي، عن أبيه و محمد بن اسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن عبدالرحمان بن الحجاج و حفص بن البختري و سلمة بياع السابري عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهماالسلام، اذا أخذ كتاب علي عليه السلام فنظر فيه قال: من يطيق هذا من يطيق ذا؟



[ صفحه 76]



قال: ثم يعمل به و كان اذا قامن الي الصلاة تغير لونه حتي يعرف ذلك في وجهه و ما أطاق أحد عمل علي عليه السلام من ولده من بعده الا علي بن الحسين عليهماالسلام [95] .

96. الحافظ أبو نعيم أخبرت عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أحمد بن يونس، ثنا مندل بن علي عن عمر بن عبدالعزيز عن أبي جعفر عن علي بن الحسين عليهم السلام قال: لا يقولن أحدكم اللهم تصدق علي بالجنة فانما يتصدق أصحاب الذنوب ولكن ليقولن اللهم ارزقني الجنة اللهم من علي بالجنة [96] .

97. عنه حدثنا محمد بن عبدالله الكاتب ثنا الحسن بن علي بن نصر الطوسي ثنا محمد بن عبدالكريم، ثنا الهيثم بن عدي، أخبرنا صالح بن حسان قال قال رجل لسعيد بن المسيب: ما رأيت أحدا أورع من فلان؟ قال: هل رأيت علي ابن الحسين عليهماالسلام قال: لا قال: ما رأيت أحدا أورع منه [97] .

98. عنه حدثنا أبوبكر بن مالك ثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل، حدثني عمرو بن محمد الناقد، ثنا سفيان بن عيينة قال قال الزهري: لم ار هاشميا أفضل من علي بن الحسين [98] .

99. عنه حدثنا أحمد بن جعفر ابن حمدان ثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبو معمر ثنا ابن أبي حازم، قال سمعت أبي حازم يقول: ما رأيت هاشميا أفضل من علي ابن الحسين [99] .

100. عنه حدثنا الحسين بن محمد بن كيسان ثنا اسمعيل بن اسحق القاضي ثنا علي بن عبدالله ثنا عبدالله بن هارون بن أبي عيسي أخبرني أبي عن حاتم بن أبي صغيرة عن عمر بن دينار. قال: دخل علي بن الحسين عليهماالسلام علي محمد بن أسامة



[ صفحه 77]



ابن زيد في مرضه فجعل يبكي، فقال ما شأنك؟ قال: علي دين قال: كم هو؟ قال: خمسة عشر ألف دينار قال: فهو علي [100] .

101. قال ابن الجوزي حدثني ابراهيم بن محمد قال: سمعت علي بن الحسين عليهماالسلام يقول ليلة في مناجاته: الهنا و سيدنا و مولانا لو بكينا حتي سقط أشفارنا و انتحبنا حتي تنقطع أصواتنا و قمنا حتي تيبس أقدامنا و ركعنا حتي تنخلع أو صالنا و سجدنا حتي تتنقا أحداقنا و أكلنا تراب الأرض طول أعمارنا و ذكرناك حتي تكل ألسنتنا ما استوخينا بذلك محو سيئة من سيآتنا [101] .

102. قال ابن أبي الحديد: قيل لعلي بن الحسين عليهماالسلام - و كان الغاية في العبادة: أين عبادتك من عبادة جدك؟ قال: عبادتي عند عبادة جدي كعبادة جدي عند عبادة رسول الله صلي الله عليه و آله [102] .

103. عنه قوله:«في الزلازل وقور» أي لا تحركه الخطوب الطارقة، يقال: ان علي بن الحسين عليهماالسلام كان يصلي فوقعت عليه حية فلم يتحرك لها ثم انسابت بين قدميه فما حرك احداهما عن مكانه و لا تغيرلونه [103] .

104. أبو طالب الاملي قال اخبرنا أبوالعباس الحسني، قال حدثنا محمد بن جعفر القرداني قال حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قال كان ابي علي بن الحسين عليهماالسلام اذا حضرت الصلاة يقشعر جلده و يصفرلونه و ترتعد فرايصه و يقف تحت السماء و دموعه علي خديه و يقول لو علم العبد من يناجي ما انفتل و لقدبر ز يوما الي الصحراء فتبعه مولي له فوجد قد سجد علي حجارة خشنة قال مولاه، فوقفت و أنا



[ صفحه 78]



أسمع شهيقه و بكاءه قال فأحصيت ألف مرة و هو يقول:

لا اله الا الله حقا حقا لا اله الا الله تعبد اورقا لا اله الا الله ايمانا و صدقا» ثم رفع رأسه من سجوده و ان لحيته و وجهه قد غمرا بالماء من دموع عينيه فقال له مولاه يا سيدي اما آن لحزنك ان ينقضي و بكائك ان يقل فقال له و يحك ان يعقوب بن اسحق بن ابراهيم عليهم السلام كان نبيا ابن نبي له أحد عشر ابنا فغيب الله واحدا منهم فشاب رأسه من الحزن و احد و دب ظهره من الغم و ذهب بصره من البكاء و ابنه حي في دار الدنيا و أنا رأيت أبي و أخي و سبعة عشر من اهلي مقتولين صرعي فكيف ينقضي حزني و يقل بكائي [104] .

105. قال ابن الصباغ قال ابن عائشة سمعت أهل المدينة يقولون ما فقدنا صدقة السر حتي مات علي بن الحسين عليهماالسلام و قال محمد بن اسحق: كان اناس من أهل المدينة يعيشون و لا يدرون من أين معاشهم و مآكلهم، فلما مات علي بن الحسين عليهماالسلام فقدوا ما كانوا يؤتون به ليلا الي منازلهم [105] .

106. عنه، عن ابراهيم ابن علي عن أبيه قال حججت مع علي بن الحسين عليهماالسلام فتلكاءت ناقته فاشار اليها بالقضيب ثم رد يده و قال: آه من القصاص و تلكاءت ناقته عليه مرة اخري بين جبال رضوي فاناخها و أراها القضيب و قال لتنطلقن أو لافعلن ثم ركبها فانطلقت و لم تتلكاء بعدها ابدا [106] .

107. عنه، قال: جلس الي سعيد بن المسيب فتي من قريش فطلع علي بن الحسين عليهماالسلام فقال القرشي لابن المسيب من هذا يا أبا محمد فقال هذا سيد العابدين علي بن الحسين عليهماالسلام [107] .



[ صفحه 79]



108. قال ابو حمزة الثمالي أتيت باب علي بن الحسين عليهماالسلام فكرهت ان انادي فقعدت علي الباب الي ان خرج فسلمت عليه و دعوت له فرد علي ثم انتهي بي الي حائط فقال يا أبا حمزة الا تري هذا الحائط فقلت بلي يا سيدي قال فاني متكي عليه يوما و انا حزين مفكر اذا دخل علي رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الرئحة فنظر في تجاه و جهي ثم قال لي يا علي بن الحسين مالي اراك كئيبا حزينا علي الدنيا فهو رزق حاضر يأكل منه البر و الفاجر.

فقلت ما عليها أحزن و انها كما تقول فقال علي الآخرة فهي وعد صادق يحكم فيه ملك قاهر فقلت ما علي هذا أحزن و أنها كما تقول قال فعلام حزنك قلت الخوف من فتنة ابن الزبير قال فضحك ثم قال يا علي هل رأيت أحدا سأل الله تعالي فلم يعطه قلت لاثم نظرت فاذا ليس قدامي أحد فعجبت من ذلك فاذا قائل اسمع صوته و لا أري شخصه يقول يا علي بن الحسين عليه السلام هذا الخضرنا جاك [108] .


پاورقي

[1] المحاسن: 360.

[2] المحاسن: 361.

[3] المحاسن: 361.

[4] المحاسن: 362.

[5] الكافي: 467:1.

[6] الكافي: 467:1.

[7] الكافي: 82:2.

[8] الكافي: 83:2.

[9] الكافي: 300:3.

[10] الكافي: 300:3.

[11] امالي الصدوق: 132.

[12] الخصال: 517.

[13] علل الشرايع: 221:1.

[14] علل الشرايع: 221:1.

[15] دلائل الامامة: ص 83.

[16] امالي الطوسي: 249:2.

[17] روضة الواعظين: 169.

[18] التهذيب: 32:6.

[19] اعلام الوري: 255.

[20] اعلام الوري: 255.

[21] المناقب: 250:2.

[22] المناقب: 250:2.

[23] المناقب: 250:2.

[24] المناقب: 250:2.

[25] الناقب: 251:2.

[26] المناقب:251:2.

[27] المناقب: 251:2.

[28] المناقب: 252:2.

[29] المناقب: 251:2.

[30] المناقب: 251:2.

[31] المناقب: 252:2.

[32] المناقب: 252:2.

[33] المناقب: 252:2.

[34] المناقب: 253:2.

[35] المناقب: 253:2.

[36] المناقب: 253:2.

[37] المناقب: 253:2.

[38] الناقب: 254:2.

[39] المناقب: 254:2.

[40] المناقب: 254:2.

[41] المناقب: 254:2.

[42] المناقب: 254:2.

[43] الناقب: 254:2.

[44] المناقب: 254:2.

[45] المناقب: 254:2.

[46] المناقب: 255:2.

[47] المناقب: 255:2.

[48] المناقب: 255:2.

[49] المناقب: 255:2.

[50] المناقب: 255:2.

[51] المناقب: 255:2.

[52] المناقب: 255:2.

[53] المناقب: 255:2.

[54] المناقب: 256:2.

[55] كشف الغمة: 77:2.

[56] كشف الغمة: 78:2.

[57] كشف الغمة: 78:2.

[58] كشف الغمة: 78:2.

[59] كشف الغمة:80:2.

[60] كشف الغمة: 80:2.

[61] كشف الغمة: 81:2.

[62] كشف الغمة: 84:2.

[63] كشف الغمة: 85:2.

[64] كشف الغمة: 86:2.

[65] كشف الغمة: 86:2.

[66] كشف الغمة: 86:2.

[67] كشف الغمة: 86:2.

[68] كشف الغمة: 87:2.

[69] كشف الغمة: 87:2.

[70] كشف الغمة: 87:2.

[71] كشف الغمة: 88:2.

[72] كشف الغمة: 89:2.

[73] كشف الغمة: 93:2.

[74] كشف الغمة: 99:2.

[75] كشف الغمة: 100:2.

[76] كشف الغمة: 100:2.

[77] كشف الغمة: 100:2.

[78] كشف الغمة: 100:2.

[79] كشف الغمة: 101:2.

[80] كشف الغمة: 101:2.

[81] كشف الغمة: 101:2.

[82] كشف الغمة: 101:2.

[83] كشف الغمة: 101:2.

[84] كشف الغمة: 101:2.

[85] كشف الغمة: 101:2.

[86] كشف الغمة: 101:2.

[87] كشف الغمة: 101:2.

[88] كشف الغمة: 101:2.

[89] كشف الغمة: 101:2.

[90] كشف الغمة: 101:2.

[91] كشف الغمة: 101:2.

[92] كشف الغمة: 101:2.

[93] كشف الغمة: 103:2.

[94] كشف الغمة: 103:2.

[95] الكافي: 163:8.

[96] حلية الاولياء: 140:3.

[97] حلية الاولياء: 141:3.

[98] حلية الاولياء: 141:3.

[99] حلية الاولياء: 141:3.

[100] حلية الاولياء: 141:3.

[101] تذكرة الخواص: 332.

[102] شرح النهج: 27:1.

[103] شرح النهج: 159:10.

[104] تيسير المطالب: 117.

[105] الفصول المهمة: 202.

[106] الفصول المهمة: 202.

[107] الفصول المهمة: 202.

[108] الفصول المهمه: 202.