بازگشت

و كان من دعائه في الالحاح علي الله تعالي


يا الله الذي لا يخفي عليه شي في الارض و لا في السماء، و كيف يخفي عليك- يا الهي- ما انت خلقته، و كيف لا تحصي ما انت صنعته، او كيف يغيب عنك ما انت تدبره، او كيف يستطيع ان يهرب منك من لا حيوة له الا برزقك، او كيف ينجو منك من لا مذهب له في غير ملكك؟!

سبحانك! اخشي خلقك لك اعلمهم بك، و اخضعهم لك اعملهم بطاعتك، و اهونهم عليك من انت ترزقه و هو يعبد غيرك.

سبحانك! لا ينقص سلطانك من اشرك بك، و كذب رسلك،



[ صفحه 384]



و ليس يستطيع من كره قضاءك ان يرد امرك، و لا يمتنع منك من كذب بقدرتك، و لا يفوتك من عبد غيرك، و لا يعمر في الدنيا من كره لقاءك.

سبحانك! ما اعظم شانك، و اقهر سلطانك، و اشد قوتك، و انفذ امرك.

سبحانك! قضيت علي جميع خلقك الموت: من وحدك و من كفر بك، و كل ذائق الموت، و كل صائر اليك.

فتباركت و تعاليت لا اله الا انت وحدك لا شريك لك امنت بك، و صدقت رسلك، و قبلت كتابك، و كفرت بكل معبود غيرك، و برئت ممن عبد سواك.

اللهم اني اصبح و امسي مستقلا لعملي، معترفا بذنبي، مقرا بخطاياي، انا باسرافي علي نفسي ذليل، عملي اهلكني، و هواي ارداني، و شهواتي حرمتني.

فاسالك يا مولاي سوال من نفسه لاهية لطول امله، و بدنه غافل لسكون عروقه، و قلبه مفتون بكثرة النعم عليه، و فكره قليل لما هو صائر اليه.

سوال من قد غلب عليه الامل، و فتنه الهوي، و استمكنت



[ صفحه 385]



منه الدنيا، و اظله الاجل، سوال من استكثر ذنوبه، و اعترف بخطيئته، سوال من لا رب له غيرك، و لا ولي له دونك، و لا منقذ له منك، و لا ملجا له منك الا اليك.

الهي اسالك بحقك الواجب علي جميع خلقك، و باسمك العظيم الذي امرت رسولك ان يسبحك به، و بجلال وجهك الكريم، الذي لا يبلي و لا يتغير، و لا يحول و لا يفني، ان تصلي علي محمد و ال محمد، و ان تغنيني عن كل شي بعبادتك، و ان تسلي نفسي عن الدنيا بمخافتك، و ان تثنيني بالكثير من كرامتك برحمتك فاليك افر، و منك اخاف، و بك استغيث، و اياك ارجو، و لك ادعو، و اليك الجا، و بك اثق، و اياك استعين، و بك اومن، و عليك اتوكل، و علي جودك و كرمك اتكل.