و كان من دعائه في التضرع و الاستكانة
الهي احمدك- و انت للحمد اهل- علي حسن صنيعك الي، و سبوغ نعمائك علي، و جزيل عطائك عندي، و علي ما فضلتني به من رحمتك، و اسبغت علي من نعمتك، فقد اصطنعت عندي ما يعجز عنه شكري.
و لو لا احسانك الي و سبوغ نعمائك علي ما بلغت احراز حظي، و لا اصلاح نفسي، و لكنك ابتداتني بالاحسان، و رزقتني في اموري كلها الكفاية، و صرفت عني جهد البلاء، و منعت مني محذور القضاء.
الهي فكم من بلاء جاهد قد صرفت عني، و كم من نعمة سابغة
[ صفحه 377]
اقررت بها عيني، و كم من صنيعة كريمة لك عندي.
انت الذي اجبت عند الاضطرار دعوتي، و اقلت عند العثار زلتي، و اخذت لي من الاعداء بظلامتي.
الهي ما وجدتك بخيلا حين سالتك، و لا منقبضا حين اردتك، بل وجدتك لدعائي سامعا، و لمطالبي معطيا، و وجدت نعماك علي سابغة في كل شان من شاني و كل زمان من زماني.
فانت عندي محمود، و صنيعك لدي مبرور تحمدك نفسي و لساني و عقلي، حمدا يبلغ الوفاء و حقيقة الشكر، حمدا يكون مبلغ رضاك عني، فنجني من سخطك.
يا كهفي حين تعييني المذاهب، و يا مقيلي عثرتي، فلو لا سترك عورتي لكنت من المفضوحين، و يا مويدي بالنصر، فلو لا نصرك اياي لكنت من المغلوبين، و يا من وضعت له الملوك نير المذلة علي اعناقها، فهم من سطواته خائفون، و يا اهل التقوي، و يا من له الاسماء الحسني،
اسالك ان تعفو عني، و تغفر لي، فلست بريا فاعتذر، و لا بذي قوة فانتصر، و لا مفر لي فافر
و استقيلك عثراتي، و اتنصل اليك من ذنوبي التي قد او بقتني، و احاطت بي فاهلكتني، منها فررت اليك- رب- تائبا
[ صفحه 378]
فتب علي، متعوذا فاعذني، مستجيرا فلا تخذلني، سائلا فلا تحرمني، معتصما فلا تسلمني، داعيا فلا تردني خائبا.
دعوتك- يا رب- مسكينا، مستكينا، مشفقا، خائفا، وجلا، فقيرا، مضطرا اليك اشكو اليك- يا الهي- ضعف نفسي عن المسارعة فيما وعدته اولياءك، و المجانبة عما حذرته اعداءك، و كثرة همومي، و وسوسة نفسي.
الهي لم تفضحني بسريرتي، و لم تهلكني بجريرتي، ادعوك فتجيبني و ان كنت بطيئا حين تدعوني، و اسالك كلما شئت من حوائجي، و حيث ما كنت وضعت عندك سري، فلا ادعو سواك، و لا ارجو غيرك لبيك لبيك، تسمع من شكا اليك، و تلقي من توكل عليك، و تخلص من اعتصم بك، و تفرج عمن لاذبك.
الهي فلا تحرمني خير الاخرة و الاولي لقلة شكري، و اغفر لي ما تعلم من ذنوبي ان تعذب فانا الظالم المفرط المضيع الاثم المقصر المضجع المغفل حظ نفسي، و ان تغفر فانت ارحم الراحمين.