بازگشت

و كان من دعائه في الرهبة


اللهم انك خلقتني سويا، و ربيتني صغيرا، و رزقتني مكفيا.

اللهم اني وجدت فيما انزلت من كتابك، و بشرت به عبادك ان قلت: يا عبادي الذين اسرفوا علي انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، ان الله يغفر الذنوب جميعا، و قد تقدم مني ما قد علمت و ما انت اعلم به مني، فياسواتا مما احصاه علي كتابك فلو لا المواقف التي اوءمل من عفوك الذي شمل كل شي لالقيت بيدي، و لو ان احدا استطاع الهرب من ربه لكنت انا احق بالهرب منك، و انت لا تخفي عليك خافية في الارض و لا في السماء الا اتيت بها، و كفي بك جازيا، و كفي بك حسيبا

اللهم انك طالبي ان انا هربت، و مدركي ان انا فررت، فها انا ذا بين يديك خاضع ذليل راغم، ان تعذبني فاني لذلك اهل، و هو- يا رب- منك عدل، و ان تعف عني فقديما شملني عفوك، و البستني عافيتك.

فاسالك- اللهم- بالمخزون من اسمائك، و بما وارته الحجب من بهائك، الا رحمت هذه النفس الجزوعة و هذه الرمة الهلوعة، التي لا تستطيع حر شمسك، فكيف تستطيع حر نارك؟! و التي لا تستطيع صوت رعدك، فكيف تستطيع صوت غضبك؟!



[ صفحه 376]



فارحمني- اللهم- فاني امرو حقير، و خطري يسير، و ليس عذابي مما يزيد في ملكك مثقال ذرة، و لو ان عذابي مما يزيد في ملكك لسالتك الصبر عليه، و احببت ان يكون ذلك لك، و لكن سلطانك- اللهم- اعظم، و ملكك ادوم من ان تزيد فيه طاعة المطيعين، او تنقص منه معصية المذنبين

فارحمني يا ارحم الراحمين، و تجاوز عني يا ذا الجلال و الاكرام، و تب علي، انك انت التواب الرحيم.