بازگشت

و من كلام له لمحمد بن مسلم بن شهاب الزهري يعظه


لما دخل عليه عليه السلام وهو كئيب حزين فقال زين العابدين عليه السلام: ما بالك مغموما؟ قال يا ابن رسول الله: غموم وهموم تتوالي علي لما امتحنت به من جهة حساد نعمي والطامعين في وممن ارجوه وممن أحسنت اليه فيخلف ظني.

فقال له علي بن الحسين عليه السلام: أحفظ عليك لسانك، تملك به اخوانك، قال الزهري: يا ابن رسول الله اني احسن



[ صفحه 55]



اليهم بما يبدر من كلامي، قال علي بن الحسين عليه السلام: هيهات هيهات اياك أن تعجب من فسك بذلك، وإياك أن تتكلم بما يسبق إلي القلوب انكاره وان كان عندك اعتذاره، فليس كل من تسمعه شراً يمكنك أن توسعه عذراً، ثم قال: يا زهري اما عليك أن تجعل المسلمين منك بمنزلة أهل بيتك فتجعل كبيرهم بمنزلة والدك وتجعل صغيرهم بمنزلة ولدك، وتجعل قربك منهم بمنزلة أخيك، فاي هؤلاء ان تظلم، ,اي هؤلاء تحب عليه أن تدعو عليه، وأي هؤلاء تحب أن تهتك ستره، وان عرض لك ابليس لعنه الله بان لك فضلا علي أحد من اهل القبلة، فانظر أن كان اكبر منك فقل قد سبقني بالايمان، والعمل الصالح فهو خير مني، وان كان اصغر منك فقل قد سبقني بالايمان، والعمل الصالح فهو خير مني، وان كان اصغر منك فقل قد سبقته بالمعاصي والذنوب فهو خير مني، وان كان تربك [1] فقل انا علي يقين من ذنبي، وفي شك من أمره، فما ادع يقيني لشكي، وان رأيت المسلمين يعظمونك ويوقرونك ويبجلونك، فقل هذا اخذوا به، وان رأيت منهم جفا وانقباضا، فقل هذا الذنب أحدثته، فانك اذا فعلت ذلك سهل الله عليك عيشك، وكثر اصدقائك فقل اعدائك وفرحت بما يكون من برهم ولم تأسف علي ما يكون من جفائهم، واعلم ان اكرم الناس علي



[ صفحه 56]



الناس من كان خيره عليهم فايضا، وكان عنهم مستغنيا متعففا، واكرم الناس من بعده عليهم من كان مستعففاً وان كان اليهم محتاجاً، فانما أهل الدنيا يتعقبون الأموال، فمن لم يزدحمهم فيما يتعقبونه كرم عليهم ومن لم يزاحمهم فيها ومكنهم من بعضها كان اعز واكرم [2] .


پاورقي

[1] الترب جمع اتراب من ولد معك في يوم واحد.

[2] الاحتجاج ج2 ص 174 للطبرسي وتنبيه الخواطر للورام ص 30 وكيف تكسب الاصدقاء في نظر اهل البيت ص 133 ط مصر.