بازگشت

و من كلام له في تفسير قوله تعالي: الذي جعل...


«في تفسير قوله تعالي: الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناءا» [1] .

كان يقول معني هذه الآية: انه سبحانه جعل الارض ملائمة لطباعكم موافقة لاجسادكم، ولم يجعلها شديدة الحرارة فتحرقكم ولا شديدة البرودة فتجمدكم، ولا شديدة الريح فتصدعكم، ولا شديدة الصلابة فتمتنع عليكم في دوركم، وقبور موتاكم، ولكنه عز وجل جعل فيها من المتانة ما تنتفعون به، وتتماسك عليها ابدانكم وبنيانكم وجعل فيها كثيراً من منافعكم، وجعل السماء سقفا محفوظاً من فوقكم، يدير فيها شمسها وقمرها ونجومها لمنافعكم وانزل من السماء ماء من علا ليبلغ قلل جبالكم، وتلالكم [2] وهضابكم [3] .



[ صفحه 54]



واوهادكم [4] ثم مزقه رذاذاً ووبلا [5] لاهطلا [6] فيفسد أرضكم وأشجاركم وزرعكم وثماركم وأخرج من الارض رزقا لكم فلا تجعلوا مع الله انداداً وأشباهاً، وأمثالا وأصناماً لا تعقل ولاتبصر ولا تسمع، وأنتم تعلمون انها لا تقدر علي شيء من هذه النعم الجليلة التي أنعم بها عليكم ربكم تعالت الأوه ونعمائه [7] .


پاورقي

[1] سورة البقرة الاية 22.

[2] التلال جمع تل من التراب معروف وهو الرابية.

[3] جمع الهضبة الجبل المنبسط علي الارض.

[4] الاوهاد جمع الوهد الارض المنخفضة.

[5] الرذاذ المطر الضعيف وبلت السماء مطرت الوبل.

[6] الهطل المطر انزل متتابعاً متفرقا عظيم القطر.

[7] عيون أخبار الرضا «عليه السلام» ص 78 ط طهران للصدوق.