بازگشت

و من كلام له في النهي عن الاغترار بما يعمله المرائي


قال: اذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديه، وتماوت في منطقه وتخاضع في حركاته، فرويداً لا يغرنكم، فما اكثر من يعجزه تناول الدنيا وركوب الحرام منها لضعف نيته ومهانته، وجبن قلبه، فنصب الدين فخاً لها، فهو لا يزال يختل الناس بظاهره، فان تمكن من حرام اقتحمه، وإذا وجدتموه يعف المال الحرام فرويداً لا يغرنكم حتي تنظروا ما عقده عقله، فما أكثر من ترك ذلك اجمع، ثم لا يرجع الي عقل متين، فيكون يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله، فاذا وجدتم عقله متيناً فرويداً لا يغرنكم حتي تنظروا مع هواه يكون عقله، أم يكون مع عقله هواه، وكيف محبته للرياسات الباطلة وزهده فيها، فان في الناس من خسر الدنيا والاخرة يترك الدنيا للدنيا، ويري ان لذة الرياسة الباطلة أفضل من لذة الأموال والنعم المباحة المحللة، فيترك ذلك أجمع طلبا



[ صفحه 47]



للرياسة حتي اذا قيل له: اتق الله (أخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد) فهو يخبط خبط عشوا، يقوده اول باطل الي أبعد غايات الخسارة، ويمده ربه بعد طلبه لما يقدر عليه في طغيانه، فهو يحل ما حرم الله، ويحرم ما أحل الله، لا يبالي ما فات من دينه اذا سلمت له الرياسة التي قد شقي من اجلها (فاولئك الذين غضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم عذابئً مهيناً) ولكن الرجل كل الرجل نعم الرجل هو الذي جهل هواه تبعا لأمر الله، وقواه مبذولة في رضي الله يري الذل مع الحق أقرب إلي العز الابد من العز في الباطل، ويعلم أن قليل ما يحتمله من ضرائها يؤديه إلي دوام النعيم في دار لا تبيد ولا تنفذ، وان كثيراً ما يلحقه من سرائها ان اتبع هواه يؤديه إلي عذاب لا انقطاع له ولا يزول، فذلكم الرجل نعم الرجل، فبه فتمسكوا، وبسنته فاقتدوا وإلي ربكم فتوسلوا، فانه لا ترد له دعوة، ولا تخيب له طلبة [1] .



[ صفحه 48]




پاورقي

[1] الاحتجاج ص 175 ج2 وتنبيه الخواطر ص 306 الورام وتفسير الامام العسكري ص 19.