بازگشت

و من خطبة له في التحذير عن الدنيا


حمد الله، واثني عليه، وذكر جده فصلي عليه ثم قال: ايها الناس احذركم من الدنيا وما فيها، فانها دار زوال وانتقال تنتقل باهلها من حال إلي حال وهي قد افنت القرون الخالية



[ صفحه 25]



والامم الماضية، وهو الذين كانوا أكثر منكم مالا، واطول اعماراً وأكثر آثاراً أفنتهم ايدي الزمان، وأحتوت عليهم الافاعي والديان، افنتهم الدنيا فكانهم لا كانوا لها أهلا ولا سكانا وقد اكل التراب لحومهم، وأزال محاسنهم، وبدد اوصالهم وشمائلهم وغير الوانهم، وطحنتهم ايدي الزمان افتطمعون بعدهم بالبقاء هيهات هيهات فلا بد من الملتقي، فتدبروا ما مضي من عمركم وما بقي ما فعلوا فيه ما سوف يلتقي عليكم بالاعمال الصالحة قبل انقضاء الاجل، وفروغ الامل، فعن قريب توخذون من القصور إلي القبور، حزينين غير مسرورين، فكم والله من فاجر قد استكملت عليه الحسرات، وكم من عزيز وقع في مسالك الهلكات حيث لا ينفعه الندم ولا يغاث من ظلم وقد وجدوا ما أسلفوا، واحذروا ما تزودوا، ووجدوا ما عملوا حاضراً، ولا يظلم ربك احداً، فهم في منازل البلوي همود [1] وفي عسكر الموتي خمود، ينتظرون صيحة القيمة، وحلول يوم الطامة [2] .



[ صفحه 27]



(ليجزي الذين امنوا ويجزي الذين احسنوا بالحسني) [3] .


پاورقي

[1] الهمود الموت.

[2] القيمة في غريب القرآن للسجستاني ص 161 والطامة الداهية لانها تطم كل شيء أي تعلوه وتغطيه.

[3] سورة النجم آية 30 والخطبة مذكورة في ناسخ التواريخ ج1 ص 484 من احواله (عليه السلام) نقلا عن نور العين للاسفرائيني ولمعات الافكار مخطوط للواعظ الكبير المرحوم الشيخ نظر علي بزيادة.