بازگشت

احوال أهل زمانه من الخلفاء وغيرهم، وما جري بينه وبينهم، وأحوال أصحابه وخدمه ومواليه ومدّاحيه


1 كا: العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن أبي علي صاحب الانماط، عن أبان بن تغلب قال: لما هدم الحجاج الكعبة فرق الناس ترابها فلما صاروا إلي بنائها فأرادوا أن يبنوها، خرجت عليهم حية، فمنعت الناس البناء حتي هربوا فأتوا الحجاج، فخاف أن يكون قد منع بناها، فصعد المنبر ثم نشد الناس وقال: رحم الله عبدا عنده مما ابتلينا به علم لما أخبرنا به، قال: فقام إليه شيخ فقال: إن يكن عند أحد علم فعند رجل رأيته جاء إلي الكعبة فأخذ مقدارها ثم مضي، فقال الحجاج: من هو؟ فقال علي بن الحسين عليه السلام فقال: معدن ذلك فبعث إلي علي بن الحسين عليه السلام فأتاه فأخبره بما كان من منع الله إياه البناء، فقال له علي بن الحسين عليهما السلام: يا حجاج عمدت إلي بناء إبراهيم وإسماعيل فألقيته في الطريق وانتهبته كأنك تري أنه تراث لك، اصعد المنبر وأنشد الناس أن لا يبقي أحد منهم أخذ منه شيئا إلا رده، قال: ففعل وأنشد الناس أن لايبقي منهم أحد عنده شئ إلا رده قال: فردوه.

فلما رأي جمع التراب أتي علي بن الحسين صلوات الله عليه فوضع الاساس وأمرهم أن يحفروا، قال: فتغيبت عنهم الحية، فحفروا حتي انتهوا إلي موضع القواعد، قال لهم علي بن الحسين عليه السلام: تنحوا، فتنحوا فدنا منها فغطاها بثوبه ثم بكي ثم غطاها بالتراب بيد نفسه، ثم دعا الفعلة فقال: ضعوا بناءكم قال: فوضعوا البناء، فلما ارتفعت حيطانها أمر بالتراب فالقي في جوفه فلذلك صار البيت



[ صفحه 116]



مرتفعا يصعد إليه بالدرج [1] .

2 ج: روي أن زين العابدين عليه السلام مر بالحسن البصري وهو يعظ الناس بمني، فوقف عليه، ثم قال: أمسك أسألك عن الحال التي أنت عليها مقيم أترضاها لنفسك فيما بينك وبين الله للموت إذا نزل بك غدا؟ قال: لا قال: أفتحدث نفسك بالتحول والانتقال عن الحال التي لاترضاها لنفسك إلي الحال التي ترضاها؟ قال: فأطرق مليا، ثم قال: إني أقول ذلك بلا حقيقة قال: أفترجو نبيا بعد محمد صلي الله عليه وآله يكون لك معه سابقة؟ قال: لا، قال: أفترجوا دارا غير الدار التي أنت فيها ترد إليها فتعمل فيها؟ قال: لا، قال: أفرأيت أحدا به مسكة عقل رضي لنفسه من نفسه بهذا، إنك علي حال لاترضاها ولاتحدث نفسك بالانتقال إلي حال ترضاها علي حقيقة ولاترجو نبيا بعد محمد صلي الله عليه وآله ولا دارا غير الدار التي أنت فيها فترد إليها فتعمل فهيا، وأنت تعظ الناس؟ قال: فلما ولي عليه السلام قال الحسن البصري: من هذا؟ قالوا: علي بن الحسين قال: أهل بيت علم، فما رؤي الحسين البصري بعد ذلك يعظ الناس [2] .

2 قب [3] ج: لقي عباد البصري علي بن الحسين عليه السلام في طريق مكة فقال له: يا علي بن الحسين تركت الجهاد وصعوبته، وأقبلت علي الحج ولينه، وإن الله عزوجل يقول: (إن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون إلي قوله: وبشر المؤمنين) [4] فقال علي ابن الحسين: إذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج [5] .



[ صفحه 117]



أقول: قد مر في باب استجابة دعائه عليه السلام حال كثير من صوفية زمانه.

4 ختص: روي محمد بن جعفر المؤدب أن أبا إسحاق عمرو بن عبدالله السبيعي صلي أربعين سنة صلاة الغداة بوضوء العتمة، وكان يختم القرآن في كل ليلة، ولم يكن في زمانه أعبد منه، ولا أوثق في الحديث عند الخاص والعام، وكان من ثقات علي بن الحسين عليه السلام، ولد في الليلة التي قتل فيها أميرالمؤمنين عليه السلام وقبض وله تسعون سنة، وهومن همدان، اسمه عمرو بن عبدالله بن علي بن ذي حمير ابن السبيع بن يبلغ الهمداني، ونسب إلي السبيع لانه نزل فيهم [6] .

5 ب: ابن عيسي، عن البزنطي قال: ذكر عند الرضا عليه السلام القاسم بن محمد خال أبيه وسعيد بن المسيب فقال: كانا علي هذا الامر وقال: خطب أبي إلي القاسم بن محمد يعني أبا جعفر عليهما السلام فقال القاسم لابي جعفر عليه السلام: إنما كان ينبغي لك أن تذهب إلي أبيك حتي يزوجك [7] .

6 ما: المفيد عن محمد بن الحسين البصير، عن العباس بن السري، عن شداد بن عبدالمخزومي، عن عامر بن حفص قال: قدم عروة بن الزبير علي الوليد ابن عبدالملك ومعه محمد بن عروة، فدخل محمد دار الدواب فضربته دابة فخر ميتا ووقعت في رجل عروة الآكلة ولم تدع وركه تلك الليلة فقال له الوليد: اقطعها فقال: لا، فترقت إلي ساقه فقال له: اقطعها وإلا أفسدت عليك جسدك، فقطعها بالمنشار وهو شيخ كبير لم يمسكه أحد، وقال: (لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا).

وقدم علي الوليد تلك السنة قوم من بني عبس، فيهم رجل ضرير، فسأله عن عينيه وسبب ذهابهما فقال: يا أميرالمؤمنين بت ليلة من بطن واد ولا أعلم عبسيا يزيد حاله علي حالي، فطرقنا سيل، فذهب ما كان لي من أهل وولد ومال، غير بعير وصبي مولود، وكان البعير صعبا فند [8] فوضعت الصبي واتبعت البعير، فلم



[ صفحه 118]



أجاوز إلا قليلا حتي سمعت صيحة ابني، فرجعت إليه ورأس الذئب في بطنه يأكله ولحقت البعير لاحتبسه فنفحني [9] برجله في وجهي فحطمه وذهب بعيني، فأصبحت لامال ولا أهل ولا ولد ولا بصر، فقال الوليد: انطلقوا إلي عروة ليعلم أن في الناس من هو أعظم منه بلاءا، وشخص عروة إلي المدينة فأتته قريش والانصار فقال له عيسي بن طلحة بن عبيدالله: ابشر يا أبا عبدالله! فقد صنع الله بك خيرا والله ما بك حاجة إلي المشي فقال: ما أحسن ما صنع الله بي، وهب لي سبعة بنين فمتعني بهم ما شاء، ثم أخذ واحدا وترك ستة، ووهب لي ستة جوارح متعني بهن ما شاء، ثم أخذ واحدة وترك خمسا: يدين ورجلا وسمعا وبصرا ثم قال: إلهي لئن كنت أخذت لقد أبقيت، وإن كنت ابتليت لقد عافيت [10] .

7 نبه: روي أنه لما نزع معاوية بن يزيد بن معاوية نفسه من الخلافة، قام خطيبا فقال: أيها الناس ما أنا بالراغب في التأمر عليكم، ولا بالآمن لكراهتكم بل بلينابكم وبليتم بنا، إلا أن جدي معاوية نازع الامر من كان أولي بالامر منه في قدمه وسابقته علي بن أبي طالب، فركب جدي منه ما تعلمون، وركبتم معه ما لاتجهلون، حتي صار رهين عمله، وضجيع حفرته، تجاوز الله عنه، ثم صار الامر إلي أبي، ولقد كان خليقا أن لا يركب سننه، إذ كان غير خليق بالخلافة فركب ردعه [11] واستحسن خطأه فقلت مدته وانقطعت آثاره، وخمدت ناره، ولقد أنسانا الحزن به الحزن عليه، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ثم أخفت [12] يترحم علي أبيه.

ثم قال: وصرت أنا الثالث من القوم الزاهد فيما لدي أكثر من الراغب وما كنت لاتحمل آثامكم، شأنكم وأمركم خذوه، من شئتم ولايته فولوه قال:



[ صفحه 119]



فقام إليه مروان بن الحكم فقال: يا أبا ليلي سنة عمرية، فقال له: يا مروان تخدعني عن ديني، ائتني برجال كرجال عمر أجعلها بينهم شوري، ثم قال: والله إن كانت الخلافة مغنما فقد أصبنا منها حظا، ولئن كانت شرا فحسب آل أبي سفيان ما أصابوا منها، ثم نزل فقالت له أمه: ليتك كنت حيضة فقال: وأنا وددت ذلك، ولم أعلم أن لله نارا يعذب بها من عصاه وأخذ غير حقه [13] .

8 ختص: هلك يزيد لعنه الله وهوابن ثلاثة وستين سنة، وولي الامر أربع سنين، وهلك معاوية بن يزيد وهو ابن إحدي وعشرين سنة، وولي الامر أربعين ليلة [14] .

9 ختص [15] ير: عمران بن موسي، عن موسي بن جعفر، عن علي بن معبد، عن علي بن الحسين، عن علي بن عبدالعزيز، عن أبيه، قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: لما ولي عبدالملك بن مروان واستقامت له الاشياء، كتب إلي الحجاج كتابا وخطه بيده: بسم الله الرحمن الرحيم من عبدالله عبدالملك بن مروان إلي الحجاج بن يوسف أما بعد فجنبني دماء بني عبدالمطلب فإني رأيت آل أبي سفيان لما ولغوا فيها لم يلبثوا بعدها إلا قليلا والسلام، وكتب الكتاب سرا لم يعلم به أحد وبعث به مع البريد إلي الحجاج، وورد خبر ذلك من ساعته علي علي بن الحسين عليه السلام، واخبر أن عبدالملك قد زيد في ملكه برهة من دهره لكفه عن بني هاشم وأمر أن يكتب ذلك إلي عبدالملك ويخبره بأن رسول الله صلي الله عليه وآله أتاه في منامه وأخبره بذلك، فكتب علي بن الحسين عليه السلام بذلك إلي عبدالملك بن مروان [16] .

10 حه: روي هشام [بن] الكلبي، عن أبيه قال: أدركت بني أود [17] وهم



[ صفحه 120]



يعلمون أبناءهم وحرمهم سب علي بن أبي طالب عليه السلام وفيهم رجل من رهط عبدالله بن إدريس بن هانئ، فدخل علي الحجاج بن يوسف يوما فكلمه بكلام فأغلظ له الحجاج في الجواب، فقال له: لاتقل هذا أيها الامير فلا لقريش ولا لثقيف منقبة يعتدون بها إلا ونحن نعتد بمثلها، قال له: وما مناقبكم؟ قال: ما ينقص عثمان ولا يذكر بسوء في نادينا قط قال: هذه منقبة قال: وما رؤي منا خارجي قط قال: ومنقبة قال: وما شهد منامع أبي تراب مشاهده إلا رجل واحد، فأسقطه ذلك عندنا وأخمله، فماله عندنا قدرو لاقيمة قال: ومنقبة، قال: وما أراد منا رجل قط أن يتزوج امرأة إلا سأل عنها هل تحب أبا تراب أو تذكره بخير فإن قيل إنها تفعل ذلك اجتنبها فلم يتزوجها قال: ومنقبة، قال: وما ولد فينا ذكر فسمي عليا ولاحسنا ولا حسينا ولا ولدت فينا جارية فسميت فاطمة قال: ومنقبة، قال: ونذرت امرأة مناحين أقبل الحسين إلي العراق إن قتله الله أن تنحر عشر جزر [18] فلما قتل وفت بنذرها قال: ومنقبة، قال: ودعي رجل منا إلي البراءة من علي ولعنه فقال: نعم وأزيدكم حسنا وحسينا قال: ومنقبة والله، قال: وقال لنا أميرالمؤمنين عبدالملك أنتم الشعار دون الدثار وأنتم الانصار بعد الانصار، قال: ومنقبة، قال: وما بالكوفة ملاحة إلا ملاحة بني أود، فضحك الحجاج قال هشام بن الكلبي: قال لي أبي: فسلبهم الله ملاحتهم، آخر الحكاية [19] .

11 يج: روي عن الباقر عليه السلام أنه قال: كان عبدالملك يطوف بالبيت وعلي بن الحسين يطوف بين يديه ولا يلتفت إليه ولم يكن عبدالملك يعرفه بوجهه فقال: من هذا الذي يطوف بين أيدينا ولا يلتفت إلينا؟ فقيل: هذا علي بن الحسين



[ صفحه 121]



عليه السلام، فجلس مكانه، وقال: ردوه إلي فردوه فقال له: يا علي بن الحسين إني لست قاتل أبيك، فما يمنعك من المصير إلي؟ فقال علي بن الحسين عليهما السلام: إن قاتل أبي أفسد بما فعله دنياه عليه، وأفسد أبي عليه بذلك آخرته، فان أحببت أن تكون كهو فكن، فقال: كلا، ولكن صر إلينا لتنال من دنيانا، فجلس زين العابدين وبسط رداه وقال: اللهم أره حرمة أوليائك عندك، فاذا إزاره مملوة دررا يكاد شعاعها يخطف الابصار، فقال له: من يكون هذا حرمته عند ربه يحتاج إلي دنياك؟! ثم قال: اللهم خذها فلا حاجة لي فيها [20] .

12 شا: هارون بن موسي، عن عبدالملك بن عبدالعزيز قال: لما ولي عبدالملك بن مروان الخلافة رد إلي علي بن الحسين عليهما السلام صدقات رسول الله صلي الله عليه وآله وصدقات أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وكانتا مضمومتين، فخرج عمر بن علي إلي عبدالملك يتظلم إليه من ابن أخيه.

فقال عبدالملك: أقول كما قال ابن أبي الحقيق:



إنا إذا مالت دواعي الهوي

وأنصت السامع للقائل



واصطرع الناس بألبابهم

نقضي بحكم عادل فاصل



لانجعل الباطل حقا ولا

نلط دون الحق بالباطل



نخاف أن تسفه أحلامنا

فنخمل الده مع الخامل [21] .



13 شا: أبومحمد الحسن بن محمد، عن جده، عن أبي جعفر محمد بن إسماعيل قال: حج علي بن الحسين عليه السلام فاستجهر الناس من جماله، وتشو قواله وجعلوا يقولون: من هذا؟ تعظيما له وإجلالا لمرتبته، وكان الفرزدق هناك فأنشأ يقول:



هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

والبيت يعرفه والحل والحرم





[ صفحه 122]



هذا ابن خير عبادالله كلهم

هذا التقي النقي الظاهر العلم



يكاد يمسكه عرفان راحته

ركن الحطيم إذا ماجاء يستلم



يغضي حياء ويغضي من مهابته

فما يكلم إلا حين يبتسم



أي القبائل ليست في رقابهم

لاولية هذا أوله نعم



من يعرف الله يعرف أولية ذا

فالدين من بيت هذا ناله الامم



إذا رأته قريش قال قائلها:

إلي مكارم هذا ينتهي الكرم [22] .



14 شا: أبومحمد الحسن بن محمد، عن جده، عن داود بن القاسم، عن الحسين بن زيد، عن عمه عمر بن علي، عن أبيه علي بن الحسين عليه السلام إنه كان يقول: لم أر مثل التقدم في الدعاء، فإن العبد ليس تحضره الاجابة في كل وقت وكان مما حفظ عنه عليه السلام من الدعاء حين بلغه توجه مسرف به عقبة إلي المدينة (رب كم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري، وكم من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري، فيامن قل عند نعمته شكري فلم يحرمني، وقل عند بلائه صبري فلم يخذلني، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا، ويا ذا النعماء التي لاتحصي عددا، صل علي محمد وآل محمد وادفع عني شره فاني أدرء بك في نحره وأستعيذ بك من شره) فقدم مسرف بن عقبة المدينة وكان يقال لايريد غير علي بن الحسين عليه السلام فسلم منه وأكرمه وحباه ووصله، وجاء الحديث من غير وجه أن مسرف بن عقبة لما قدم المدينة أرسل إلي علي بن الحسين عليه السلام فأتاه فلما صار إليه قربه وأكرمه وقال له: أوصاني أميرالمؤمنين تبرك وتمييزك من غيرك فجزاه خيرا ثم قال: أسرجوا له بغلتي وقال له: انصرف إلي أهلك فاني أري أن قد أفزعناهم وأتعبناك بمشيك إلينا، ولو كان بأيدينا ما نقوي به علي صلتك بقدر حقك لوصلناك، فقال له علي بن الحسين عليه السلام: ما أعذرني للامير، وركب، فقال مسرف بن عقبة لجلسائه: هذا الخير الذي لاشر فيه مع موضعه من رسول الله صلي الله عليه وآله ومكانه منه [23] .



[ صفحه 123]



بيان: مسرف هو مسلم بن عقبة الذي بعثه يزيد لعنه الله لوقعة الحرة فسمي بعدها مسرفا لاسرافه في إهراق الدماء، وقوله: ما أعذرني للامير: الظاهر أن كلمة ما للتعجب أي ما أظهر عذره في؟ ويحتمل أن تكون نافية من قولهم أعذر إذا قصر أي ما قصر الامير في حقي، والاول أظهر.

15 قب: حلية الاولياء [24] ووسيلة الملا وفضائل أبي السعادات بالاسناد عن ابن شهاب الزهري قال: شهدت علي بن الحسين عليه السلام يوم حمله عبدالملك بن مروان من المدينة إلي الشام، فأثقله حديدا ووكل به حفاظا في عدة وجمع فاستأذنتهم في التسليم والتوديع له، فأذنوا فدخلت عليه، والاقياد في رجليه والغل في يديه، فبكيت وقلت: وددت أني مكانك وأنت سالم، فقال: يا زهري أو تظن هذا بما تري علي وفي عنقي يكربني؟ أما لو شئت ما كان فانه وإن بلغ بك ومن أمثالك ليذكرني عذاب الله، ثم أخرج يديه من الغل ورجليه من القيد ثم قال: يا زهري لاجزت معهم علي ذا منزلتين من المدينة، قال: فما لبثنا إلا أربع ليال حتي قدم الموكلون به يطلبونه بالمدينة فما وجدوه، فكنت فيمن سألهم عنه، فقال لي بعضهم: إنا نراه متبوعا، إنه لنازل، ونحن حوله لاننام نرصده إذ أصبحنا فما وجدنا بين محمله إلا حديده، فقدمت بعد ذاك علي عبدالملك فسألني عن علي بن الحسين فأخبرته فقال: إنه قد جاءني في يوم فقده الاعوان، فدخل علي فقال: ما أنا وأنت؟! فقلت: أقم عندي، فقال: لا احب، ثم خرج فوالله لقد امئلا ثوبي منه خيفة، قال الزهري: فقلت: ليس علي بن الحسين عليه السلام حيث تظن إنه مشغول بنفسه فقال: حبذا شغل مثله فنعم ما شغل به [25] .

16 كشف: عن الزهري مثله [26] .

بيان: قوله عليه السلام: وإن بلغ بك أي لوشئت أن لايكون بي ما تري لم يكن



[ صفحه 124]



وإنه وإن بلغ وبك وبأمثالك كل مبلغ من الغم والحزن لكنه والله ليذكرني عذاب الله وإني لاحبه لذلك.

وفي كشف الغمة: وإن بلغ بك وبأمثالك غمر أي شدة وقوله: إنا نراه متبوعا أي يتبعه الجن ويخدمه ويطيعه قال الفيروز آبادي: [27] التابعة الجني والجنية يكونان مع الانسان يتبعانه حيث ذهب.

17 قب: الحلية [28] والاغاني [29] وغيرهما [30] : حج هشام بن عبدالملك



[ صفحه 125]



فلم يقدر علي الاستلام من الزحام، فنصب له منبر فجلس عليه وأطاف به أهل الشام فبينما هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين عليه السلام وعليه إزار ورداء، من أحسن الناس وجها وأطيبهم رائحة، بين عينيه سجادة كأنها ركبة عنز، فجعل يطوف فاذا بلغ إلي موضع الحجر تنحي الناس حتي يستلمه هيبة له، فقال شامي: من هذايا أمير المؤمنين؟ فقال: لا أعرفه، لئلا يرغب فيه أهل الشام فقال الفرزدق وكان حاضرا: لكني أنا أعرفه، فقال الشامي: من هو يا أبا فراس؟ فأنشأ قصيدة ذكر بعضها في الاغاني، والحلية، والحماسة، والقصيدة بتمامها هذه:



يا سائلي أين حل الجود والكرم؟

عندي بيان إذا طلابه قدموا



هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

والبيت يعرفه والحل والحرم



هذا ابن خير عباد الله كلهم

هذا التقي النقي الطاهر العلم



هذا الذي أحمد المختار والده

صلي عليه إلهي ماجري القلم



لو يعلم الركن من قدجاء يلثمه

لخر يلثم منه ما وطي القدم



هذا علي رسول الله والده

أمست بنور هداه تهتدي الامم



هذا الذي عمه الطيار جعفر

والمقتول حمزة ليث حبه قسم



هذا ابن سيدة النسوان فاطمة

وابن الوصي الذي في سيفه نقم



إذا رأته قريش قال قائلها

إلي مكارم هذا ينتهي الكرم



يكاد يمسكة عرفان راحته

ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم



وليس قولك: من هذا؟ بضائره

العرب تعرف من أنكرت والعجم



ينمي إلي ذروة العز التي قصرت

عن نيلها عرب الاسلا م والعجم





[ صفحه 126]



يغضي حياءا ويغضي من مهابته

فما يكلم إلا حين يبتسم



ينجاب نور الدجي عن نور غرته

كالشمس ينجاب عن إشراقها الظلم



بكفه خيزران ريحه عبق

من كف أروع في عرنينه شمم



ما قال: (لا) قط إلا في تشهده

لولا التشهد كانت لاؤه نعم



مشتقه من رسول الله نبعته

طابت عناصره والخيم والشيم



حمال أثقال أقوام إذا فدحوا

حلو الشمائل تحلو عنده نعم



إن قال قال بما يهوي جميعهم

وإن تكلم يوما زانه الكلم



هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله

بجده أنبياء الله قد ختموا



الله فضله قدما وشرفه

جري بذاك له في لوحه القلم



من جده دان فضل الانبياء له

وفضل امته دانت لها الامم



عم البرية بالاحسان وانقشعت

عنها العماية والاملاق والظلم



كلتا يديه غياث عم نفعهما

يستوكفان ولا يعروهما عدم



سهل الخليقة لا تخشي بوادره

يزينه خصلتان: الحلم والكرم



لا يخلف الوعد ميمونا نقيبته

رحب الفناء أريب حين يعترم



من معشر حبهم دين وبغضهم

كفر وقربهم منجي ومعتصم



يستدفع السوء والبلوي بحبهم

ويستزاد به الاحسان والنعم



مقدم بعد ذكر الله ذكرهم

في كل فرض ومختوم به الكلم



إن عد أهل التقي كانوا أئمتهم

أو قيل من خير أهل الارض قيل هم



لا يستطيع جواد بعد غايتهم

ولا يدانيهم قوم وإن كرموا



هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت

والاسد أسد الشري والبأس محتدم



يأبي لهم أن يحل الذم ساحتهم

خيم كريم وأيد بالندي هضم



لا يقبض العسر بسطا من أكفهم

سيان ذلك إن أثروا وإن عدموا



أي القبائل ليست في رقابهم

لاولية هذا أوله نعم؟



من يعرف الله يعرف أولية ذا

فالدين من بيت هذا ناله الامم





[ صفحه 127]



بيوتهم في قريش يستضاء بها

في النائبات وعند الحكم أن حكموا



فجده من قريش في ارومتها

محمد وعلي بعده علم



بدر له شاهد والشعب من احد

والخندقان ويوم الفتح قد علموا



وخيبر وحنين يشهدان له

وفي قريضة يوم صيلم قتم



مواطن قد علت في كل نائبة

علي الصحابة لم أكتم كما كتموا



فغضب هشام ومنع جائزته وقال: ألا قلت فينا مثلها؟ قال: هات جدا كجده وأبا كأبيه واما كامه حتي أقول فيكم مثلها، فحبسوه بعسفان بين مكة والمدينة فبلغ ذلك علي بن الحسين عليه السلام فبعث إليه باثني عشر ألف درهم وقال: اعذرنا يا أبا فراس، فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به، فردها وقال: يا ابن رسول الله ما قلت الذي قلت إلا غضبا لله ولرسوله، وما كنت لارزأ عليه شيئا، فردها إليه وقال: بحقي عليك لما قبلتها فقد رأي الله مكانك وعلم نيتك، فقبلها، فجعل الفرزدق يهجو هشاما وهو في الحبس، فكان مما هجاه به قوله:



أيحبسني بين المدينة والتي

إليها قلوب الناس يهوي منيبها



يقلب رأسا لم يكن رأس سيد

وعينا له حولاء باد عيوبها [31] .



[ صفحه 128]



فأخبر هشام بذلك فأطلقه، وفي رواية أبي بكر العلاف أنه أخرجه إلي البصرة [32] .

18 كش: محمد بن مسعود، عن محمد بن جعفر، عن محمد بن أحمد بن مجاهد عن الغلابي محمد بن زكريا، عن عبيدالله بن محمد بن عائشة، عن أبيه مثله [33] .

بيان: قوله: عرفان مفعول لاجله، والاغضاء إدناء الجفون وأغضي علي الشئ سكت، وانجابت السحابة انكشفت، والخيزران بضم الزاء شجر هندي وهو عروق ممتدة في الارض، والقصب، وعبق به الطيب بالكسر عبقا بالتحريك أي لزق به ورجل



[ صفحه 129]



عبق: إذا تطيب بأدني طيب لم يذهب عنه أياما، والاروع من يعجبك بحسنه وجهارة منظره، والعرنين بالكسر الانف، والشمم محركة ارتفاع قصبة الانف وحسنها واستواء أعلاها وانتصاب الاونبة أو ورود الارنبة وحسن استواء القصبة وارتفاعها أشد من ارتفاع الذلف أو أن يطول الانف ويدق وتسيل روثته.

وقوله: من كف: فيه تجريد مضاف إلي الاروع، والخيم بالكسر السجية والطبيعة، والشيم بكسر الشين وفتح الياء جمع الشيمة بالكسر وهي الطبيعة، وفدحه الدين أثقله، واستوكف استقطر، والبوادر جمع البادرة وهي ما يبدو من حد تك في الغضب من قول أو فعل، والنقيبة النفس والعقل والمشورة ونفاذ الرأي والطبيعة والاريب العاقل.

وقوله: يعترم علي المجهول من العرام بمعني الشدة أي عاقل إذا أصابته شدة وقوله: بعد غايتهم بضم الباء، والازمة الشدة وأزمت أي لزمت، والشري كعلي طريق في سلمي كثيرة الاسد، واحتدم عليه غيظا تحرق والنار التهبت والدم اشتدت حمرته حتي تسود، وفي بعض النسخ البأس بالباء الموحدة وفي بعضها بالنون وعلي الاول المراد أن شدتهم وغيظهم ملتهب في الحرب وعلي الثاني المراد أن الناس محتدمون عليهم حسدا، قوله.

خيم أي لهم خيم، والندي المطر ويستعارللعطاء الكثير.

وهضم ككتب جمع هضوم يقال يد هضوم أي تجود بمالديها، وأثري أي كثر ماله، والارومة كالاكولة الاصل.

وقوله: والخندقان إشارة إلي غزوة الخندق إما لكون الخندق محيطا بطرفي المدينة أولا نقسامه في الحفر بين المهاجرين والانصار، والصيلم الامر الشديد والداهية، والقتام الغبار والاقتم الاسود كالقاتم وقتم الغبار قتوما أرتفع، وأورده حياض قتيم كزبير الموت ذكرها الفيروزآبادي ووقوله: مواطن أي له أو هذه مواطن.

وقال الفيروز آبادي: رزأه ماله كجعله وعمله رزء بالضم أصاب منه شيئا ورزأه رزءا ومرزئة أصاب منه خيرا [34] .



[ صفحه 130]



نقل كلام يناسب المقام فيه غرابة، قال الزمخشري في الفايق [35] علي بن الحسين عليه السلام مدحه الفرزدق فقال:



في كفه جنهي ريحه عبق

من كف أروع في عرنينه شمم



قال القتيبي: الجنهي: الخيزران ومعرفتي هذه الكلمة عجيبة وذلك أن رجلا من أصحاب الغريب سألني عنه فلم أعرفه، فلما أخذت من الليل مضجعي أتاني آت في المنام: ألا أخبرته عن الجهني؟ قلت: لم أعرفه قال: هوالخيزران فسألته شاهدا فقال: هدية طرقنه، في طبق مجنه.

فهببت وأنا اكثر التعجب فلم ألبث إلا يسيرا حتي سمعت من ينشد: في كفه جنهي، وكنت أعرفه في كفه خيزران.

19 ختص: جعفر بن الحسين المؤمن، عن حيدر بن محمد بن نعيم ويعرف بأبي أحمد السمرقندي تلميذ أبي النصر محمد بن مسعود، عن محمد بن جعفر، عن محمد ابن أحمد بن مجاهد، عن الغلابي محمد بن زكريا، عن عبيدالله بن محمد بن عائشة مثل ما مر [36] .

20 ختص: علي بن الحسين بن يوسف، عن محمد بن جعفر العلوي، عن الحسن بن محمد بن جمهور، عن أبي عثمان المازني، عن كيسان، عن جويرية بن أسماء، عن هشام بن عبدالاعلي، عن فرعان وكان من رواة الفرزدق، قال: حججت سنة مع عبدالملك بن مروان، فنظر إلي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فأراد أن يصغر منه فقال: من هو؟ فقال الفرزدق: فقلت علي البديهة القصيدة المعروفة:



هذا ابن خير عباد الله كلهم

هذا التقي النقي الطاهر العلم



حتي أتمها وكان عبدالملك يصله في كل سنة بألف دينار فحرمه تلك السنة فشكا ذلك إلي علي بن الحسين عليهما السلام وسأله أن يكلمه فقال: أنا أصلك من مالي



[ صفحه 131]



بمثل الذي كان يصلك به عبدالملك وصن [37] عن كلامه فقال: والله يا ابن رسول الله لارزأتك شيئا، وثواب الله عزوجل في الآجل أحب إلي من ثواب الدنيا في العاجل، فاتصل ذلك بمعاوية بن عبدالله بن جعفر الطيار، وكان أحد سمحاء بني هاشم لفضل عنصره وأحد ادبائها وظرفائها فقال له: يا أبا فراس كم تقدر الذي بقي من عمرك؟ قال: قدر عشرين سنة، قال: فهذه عشرون ألف دينار أعطيتكها من مالي وأعف أبا محمد أعزه الله عن المسألة في أمرك فقال: لقد لقيت أبا محمد وبذل لي ماله فأعلمته أني أخرت ثواب ذلك لاجر الآخرة [38]

21 قب: الروضة سأل ليث الخزاعي سعيد بن المسيب، عن إنهاب المدينة قال: نعم شدوا الخيل إلي أساطين مسجد رسول الله صلي الله عليه وآله، ورأيت الخيل حول القبر، وانتهبت المدينة ثلاثا فكنت أنا وعلي بن الحسين نأتي قبر النبي صلي الله عليه وآله، فيتكلم علي بن الحسين بكلام لم أقف عليه، فيحال ما بيننا وبين القوم، ونصلي ونري القوم وهم لا يروننا، وقام رجل عليه حلل خضر علي فرس محذوف أشهب بيده حربة مع علي بن الحسين عليه السلام فكان إذا أومأ الرجل إلي حرم رسول الله صلي الله عليه وآله يشير ذلك الفارس بالحربة نحوه فيموت من غير أن يصيبه، فلما أن كفوا عن النهب دخل علي بن الحسين علي النساء فلم يترك قرطا في اذن صبي، ولا حليا علي امرأة ولاثوبا إلا أخرجه إلي الفارس فقال له الفارس: يا ابن رسول الله إني ملك من الملائكة من شيعتك وشيعة أبيك لما أن ظهر القوم بالمدينة استأذنت ربي في نصرتكم آل محمد، فأذن لي لان أدخرها يدا عندالله تبارك وتعالي وعند رسوله صلي الله عليه وآله وعندكم أهل البيت إلي يوم القيامة [39] .

بيان: قوله محذوف لعل المراد محذوف الذنب.



[ صفحه 132]



22 قب: رأي علي بن الحسين عليهما السلام الحسن البصري عند الحجر الاسود يقص فقال: يا هناه أتري نفسك للموت؟ قال: لا، قال: فعملك للحساب؟ قال: لا، قال: فثم دار العمل؟ قال: لا، قال: فلله في الارض معاذ غير هذا البيت؟ قال: لا، قال: فلم تشغل الناس عن الطواف!؟ ثم مضي قال الحسن: ما دخل مسامعي مثل هذه الكلمات من أحد قط أتعرفون هذا الرجل؟ قالوا: هذا زين العابدين فقال الحسن: ذرية بعضها من بعض [40] .

وكان الزهري عاملا لبني امية فعاقب رجلا فمات الرجل في العقوبة، فخرج هائما وتوحش ودخل إلي غار، فطال مقامه تسع سنين، قال: وحج علي بن الحسين عليه السلام فأتاه الزهري فقال له علي بن الحسين عليه السلام: إني أخاف عليك من قنوطك ما لا أخاف عليك من ذنبك، فابعث بدية مسلمة إلي أهله، واخرج إلي أهلك ومعالم دينك، فقال له: فرجت عني يا سيدي! الله أعلم حيث يجعل رسالاته ورجع إلي بيته، ولزم علي بن الحسين، وكان يعد من أصحابه، ولذلك قال له بعض بني مروان: يا زهري ما فعل نبيك؟ يعني علي بن الحسين عليه السلام [41] .

العقد [42] كتب ملك الروم إلي عبدالملك: أكلت لحم الجمل الذي هرب عليه أبوك من المدينة، لاغزونك بجنود مائة ومائة ألف ومائة الف، فكتب عبدالملك إلي الحجاج أن يبعث إلي زين العابدين عليه السلام ويتوعده ويكتب إليه ما يقول ففعل فقال علي بن الحسين عليه السلام: إن لله لوحا محفوظا يلحظه في كل يوم ثلاثمائة لحظة، ليس منها لحظة إلا يحيي فيها ويميت، ويعز ويذل، ويفعل ما يشاء، وإني لارجو أن يكفيك منها لحظة واحدة، فكتب بها الحجاج إلي عبدالملك، فكتب



[ صفحه 133]



عبدالملك بذلك إلي ملك الروم، فلما قرأه قال: ما خرج هذا إلا من كلام النبوة [43] .

23 قب: كان بابه يحيي بن ام الطويل المطمعي، ومن رجاله من الصحابة جابر بن عبدالله الانصاري، وعامر بن واثلة الكناني، وسعيد بن المسيب بن حزن وكان رباه أميرالمؤمنين، قال زين العابدين عليه السلام: سعيد بن المسيب أعلم الناس بما تقدم من الآثار، أي في زمانه، وسعيد بن جبهان الكناني مولي ام هانئ، ومن التابعين: أبومحمد سعيد بن جبير مولي بني أسد نزيل مكة، وكان يسمي جهيد العلماء ويقرء القرآن في ركعتين، قيل: وما علي الارض أحد إلا وهو محتاج إلي علمه ومحمد بن جبير بن مطعم، وأبوخالد الكابلي، والقاسم بن عوف، وإسماعيل بن عبدالله بن جعفر، وإبراهيم والحسن ابنا محمد ابن الحنفية، وحبيب بن أبي ثابت وأبويحيي الاسدي، وأبوحازم الاعرج، وسلمة بن دينار المدني الاقرن القاص ومن أصحابه: أبوحمزة الثمالي بقي إلي أيام موسي عليه السلام، وفرات بن أحنف بقي إلي أيام أبي عبدالله عليه السلام، وجابر بن محمد بن أبي بكر، وأيوب بن الحسن، وعلي بن رافع، وأبومحمد القرشي السدي الكوفي، والضحاك بن مزاحم الخراساني أصله من الكوفة، وطاووس بن كيسان أبوعبدالرحمان، وحميد بن موسي الكوفي، وأبان ابن تغلب بن رباح، وأبوالفضل سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفي، وقيس بن رمانة، وعبدالله البرقي، والفرزدق الشاعر، ومن مواليه شعيب [44] .

جا: المرزباني، عن حنظلة أبي غسان، عن هشام بن محمد، عن محرز ابن جعفر مولي أبي هريرة، قال: دخل أرطاة بن سمينة علي عبدالملك بن مروان وقد أتت عليه مائة وثلاثون سنة فقال له عبدالملك: ما بقي من شعرك يا أرطاة؟ قال: والله يا أميرالمؤمنين ما أطرب ولا أغضب ولا أشرب، ولا يجيئني الشعر إلا علي هذا غير أني الذي أقول:



[ صفحه 134]



رأيت المرء تأكله الليالي

كأكل الارض ساقطة الحديد



وما تبقي المنية حين تأتي

علي نفس ابن آدم من مزيد



وأعلم أنها ستكر حتي

توفي نذرها بأبي الوليد



قال: فارتاع عبدالملك، وكان يكني أبا الوليد فقال له أرطاة: إنما عنيت نفسي يا أميرالمؤمنين وكان يكني أرطاة بأبي الوليد فقال عبدالملك: وأنا والله سيمر بي الذي يمر بك [45] .

25 يل [46] .

فض: مما روي عن جماعة ثقات أنه لما وردت حرة بنت حليمة السعدية علي الحجاج بن يوسف الثقفي، فمثلت بين يديه، قال لها: أنت حرة بنت حليمة السعدية؟ قالت له: فراسة من غيرمؤمن! فقال لها: الله جاء بك فقد قيل عنك إنك تفضلين عليا علي أبي بكر وعمر وعثمان، فقالت: لقد كذب الذي قال: إني افضله علي هؤلاء خاصة قال: وعلي من غير هؤلاء؟ قالت: افضله علي آدم ونوح ولوط وإبراهيم وداود وسليمان وعيسي بن مريم عليهم السلام فقال لها: ويلك إنك تفضلينه علي الصحابة وتزيدين عليهم سبعة من الانبياء من اولي العزم من الرسل؟ إن لم تأتيني ببيان ما قلت، ضربت عنقك، فقالت: ما أنا مفضلته علي هؤلاء الانبياء، ولكن الله عزوجل فضله عليهم في القرآن بقوله عزوجل في حق آدم (وعصي آدم ربه فغوي) [47] وقال في حق علي (وكان سعيكم مشكورا) [48] فقال: أحسنت يا حرة، فبما تفضلينه علي نوح ولوط؟ فقالت: الله عزوجل فضله عليهما بقوله (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين [49] وعلي بن أبي طالب كان ملاكه تحت سدرة



[ صفحه 135]



المنتهي، زوجته بنت محمد فاطمة الزهراء التي يرضي الله تعالي لرضاها ويسخط لسخطها.

فقال الحجاج: أحسنت يا حرة فبما تفضلينه علي أبي الانبياء إبراهيم خليل الله؟ فقالت: الله عزوجل فضله بقوله (وإذ قال إبراهيم رب أرني كيفت تحيي الموتي قال أولم تؤمن قال بلي ولكن ليطمئن قلبي) [50] ومولاي أميرالمؤمنين قال قولا لا يختلف فيه أحد من المسلمين: لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا وهذه كلمة ما قالها أحد قبله ولا بعده فقال: أحسنت يا حرة فبما تفضلينه علي موسي كليم الله؟ قالت: يقول الله عزوجل (فخرج منها خائفا يترقب) [51] وعلي أبي طالب عليه السلام باب علي فراش رسول الله صلي الله عليه وآله لم يخف حتي أنزل الله تعالي في حقه (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) [52] .

قال الحجاج: أحسنت يا حرة فبما تفضلينه علي داود وسليمان عليهما السلام؟ قالت: الله تعالي فضله عليهما بقوله عزوجل (يا داود إنا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوي فيضلك عن سبيل الله) [53] قال لها: في أي شئ كانت حكومته؟ قالت: في رجلين رجل كان له كرم والآخر له غنم فنفشت الغنم بالكرم فرعته فاحتكما إلي داود عليه السلام فقال: تباع الغنم وينفق ثمنها علي الكرم حتي يعود إلي ما كان عليه، فقال له ولده: لا يا أبة بل يؤخذ من لبنها وصوفها، قال الله تعالي: (ففهمناها سليمان) [54] وإن مولانا أميرالمؤمنين عليا عليه السلام قال: سلوني عما فوق العرش، سلوني عما تحت العرش، سلوني قبل أن تفقدوني وإنه عليه السلام دخل علي رسول الله صلي الله عليه وآله يوم فتح خيبر فقال النبي



[ صفحه 136]



صلي الله عليه وآله للحاضرين: أفضلكم وأعلمكم وأقضاكم علي، فقال لها: أحسنت فبما تفضلينه علي سليمان؟ فقالت: الله تعالي فضله عليه بقوله تعالي: (رب هب ملكا لاينبغي لاحد من بعدي) [55] ومولانا أميرالمؤمنين علي عليه السلام قال: طلقتك يا دنيا ثلاثا لا حاجة لي فيك، فعند ذلك أنزل الله تعالي فيه (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لايريدون علوا في الارض ولافساد) [56] فقال: أحسنت يا حرة فبما تفضلينه علي عيسي بن مريم عليه السلام؟ قالت: الله تعالي عزوجل فضله بقوله تعالي (إذا قال الله يا عيسي بن مريمءأنت قلت للناس اتخذوني وامي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ماليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولاأعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ، ما قلت لهم إلا ما أمرتني به) الآية [57] فأخرالحكومة إلي يوم القيامة، وعلي بن أبي طالب لما ادعوا النصيرية [58] فيه ما ادعوه قتلهم ولم يؤخر حكومتهم، فهذه كانت فضائله لم تعد بفضائل غير قال: أحسنت يا حرة خرجت من جوابك، ولو لا ذلك لكان ذلك، ثم أجازها وأعطاها وسرحها سراحا حسنا رحمة الله عليها.

26 ضه: قال أبوعبدالله عليه السلام: إن سعيد بن جبير كان يأتم بعلي بن الحسين عليه السلام فكان علي يثني عليه، وما كان سبب قتل الحجاج له إلا علي هذا الامر، وكان مستقيما، وذكر أنه لما دخل علي الحجاج بن يوسف قال: أنت



[ صفحه 137]



شقي بن كسير؟ قال: امي كانت أعرف بي، سمتني سعيد بن جبير، قال: ما تقول في أبي بكر وعمر، هما في الجنة أو في النار؟ قال: لو دخلت الجنة فنظرت إلي أهلها لعلمت من فيها، ولو دخلت النار ورأيت أهلها لعلمت من فيها، قال: فما قولك في الخلفاء؟ قال: لست عليهم بوكيل، قال: أيهم أحب إليك؟ قال: أرضاهم لخالقي قال: فأيهم أرضي للخالق؟ قال: علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم قال: أبيت أن تصدقني قال: بل لم احب أن اكذبك [59] .

27 ختص: جعفر بن الحسين، عن أحمد بن شاذان، عن الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله مثله.

[60] 28 كا: حميد بن زياد، عن عبيدالله الدهقان، عن علي بن الحسن الطاطري عن محمد بن زياد بياع السابري، عن أبان، عن فضيل وعبيد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لما حضرت محمد بن اسامه الموت دخلت عليه بنوهاشم فقال لهم: قد عرفتم قرابتي ومنزلتي منكم وعلي دين فاحب أن تضمنوه عني فقال علي بن الحسين عليهما السلام: أما والله ثلث دينك علي ثم سكت وسكتوا، فقال علي بن الحسين عليهما السلام: علي دينك كله ثم قال علي بن الحسين عليه السلام: أما إنه لم يمنعني أن أضمنه أولا إلا كراهة أن تقولوا: سبقنا [61] .

29 كا: علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن بريد بن معاوية قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن يزيد بن معاوية دخل المدينة وهو يريد الحج، فبعث إلي رجل من قريش فأتاه، فقال له يزيد: أتقر لي أنك عبد لي إن شئت بعتك وإن شئت استرققتك؟ فقال له الرجل، والله يا يزيد ما أنت بأكرم مني في قريش حسبا، ولا كان أبوك أفضل من أبي في الجاهلية والاسلام



[ صفحه 138]



وما أنت بأفضل مني في الدين ولا بخير مني، فكيف اقر لك بما سألت!؟ فقال له يزيد: إن لم تقر لي والله قتلتك، فقال له الرجل: ليس قتلك إياي بأعظم من قتلك الحسين بن علي ابن رسول الله صلي الله عليه وآله، فأمر به فقتل، ثم أرسل إلي علي بن الحسين عليهما السلام فقال له مثل مقالته للقرشي، فقال له علي بن الحسين عليهما السلام: أرأيت إن لم اقر لك أليس تقتلني كما قتلت الرجل بالامس؟ فقال له يزيد لعنه الله: بلي، فقال له علي بن الحسين عليه السلام: قد أقررت لك بما سألت، أنا عبد مكره فإن شئت فأمسك، وإن شئت فبع، فقال له يزيد لعنه الله: أولي لك حقنت دمك، ولم ينقصك ذلك من شرفك [62] .

بيان: قال الجوهري: قولهم أولي لك: تهدد ووعيد، وقال الاصمعي: معناه قاربه ما يهلكه أي نزل به، انتهي، أقول: هذا المعني لايناسب المقام وإن احتمل أن يكون الملعون بعد في مقام التهديد، ولم يرض بذلك عنه صلوات الله عليه، ويمكن أن يكون المراد أن هذا أولي لك وأحري مما صنعه القرشي.

ثم اعلم أن في هذا الخبر إشكالا وهو أن المعروف في السير أن هذا الملعون لم يأت المدينة بعد الخلافة، بل لم يخرج من الشام حتي مات ودخل النار، فنقول: مع عدم الاعتماد علي السير لاسيما مع معارضة الخبر، يمكن أن يكن اشتبه علي بعض الرواة، وكان في الخبر أنه جري ذلك بينه عليه السلام وبين من أرسله المعلون لاخذ البيعة وهو مسلم بن عقبة كما مر.

قال ابن الاثير في الكامل: [63] لما سير يزيد مسلم بن عقبة قال: فإذا ظهرت عليهم فأبحها ثلاثا بما فيها من مال أو دابة أو سلاح فهو للجند، فاذا مضت الثلاث فاكفف عن الناس وانظر علي بن الحسين فاكفف عنه واستوص به خيرا فانه لم يدخل مع الناس، وقد أتاني كتابه وقد كان مروان بن الحكم كلم ابن عمر لما أخرج أهل المدينة عامل يزيد وبني امية في أن يغب أهله عنده، فلم يفعل



[ صفحه 139]



فكلم علي بن الحسين وقال: إن لي رحما وحرمي تكون مع حرمك فقال: افعل فبعث بامرأته وهي عائشة ابنة عثمان بن عفان وحرمه إلي علي بن الحسين، فخرج علي بحرمه وحرم مروان إلي ينبع، وقيل: بل أرسل حرم مروان وأرسل معهم ابنه عبدالله إلي الطائف.

ولما ظفر مسلم بن عقبة علي المدينة واستباحهم دعا الناس إلي البيعة ليزيد علي أنهم خول له [64] يحكم في دمائهم وأموالهم وأهليهم ما شاء، فمن امتنع من ذلك قتله، فقتل لذلك جماعة، ثم أتي مروان بعلي بن الحسين فجاء يمشي بين مروان وابنه عبدالملك حتي جلس بينهما عنده، فدعا مروان بشراب ليتحرم بذلك فشرب منه يسيرا ثم ناوله علي بن الحسين فلما وقع في يده قال مسلم: لاتشرب من شرابنا، فارعد كفه ولم يأمنه علي نفسه وأمسك القدح، فقال: جئت تمشي بين هؤلاء لتأمن عندي؟ والله لو كان إليهما لقتلتك، ولكن أميرالمؤمنين أوصاني بك وأخبرني أنك كاتبته، فإن شئت فاشرب، فشرب ثم أجلسه معه علي السرير، ثم قال: لعل أهلك فزعوا؟ قال: إي والله، فأمر بدابته فاسرجت له، ثم حمله عليها فرده، ولم يلزمه البيعة ليزيد علي ما شرط علي أهل المدينة [65] .

30 ين: النضر، عن حسن بن موسي، عن زرارة، عن أحدهما عليه السلام قال: إن علي بن الحسين عليه السلام تزوج ام ولد عمه الحسن عليه السلام، وزوج امه مولاه فلما بلغ ذلك عبدالملك بن مروان كتب إليه: يا علي بن الحسين كأنك لاتعرف موضعك من قومك، وقدرك عند الناس، تزوجت مولاة وزوجت مولاك بامك



[ صفحه 140]



فكتب إليه علي بن الحسين عليه السلام: فهمت كتابك، ولنا اسوة برسول الله صلي الله عليه وآله صلي الله عليه وآله فقد زوج زينب بنت عمه زيدا مولاه وتزوج مولاته صفية بنت حيي بن أخطب [66] .

31 ما: جماعة، عن أبي المفضل، عن المفضل بن محمد بن حارث، عن أبيه عن عبدالجبار بن سعيد، عن أبيه، عن صالح بن كيسان قال: سمع عامر بن عبدالله ابن الزبير وكان من عقلاء قريش ابنا له ينتقص علي بن أبيطالب عليه السلام فقال له: يا بني لا تنتقص عليا فإن الدين لم يبن شيئا فاستطاعت الدنيا أن تهدمه وإن الدنيا لم تبن شيئا إلا هدمه الدين، يا بني إن بني امية لهجوا بسبب علي بن أبي طالب عليه السلام في مجالسهم ولعنوه علي منابرهم، فكأنما يأخذون والله بضبعيه [67] إلي السماء مدا، وإنهم لهجوا بتقريظ ذويهم وأوائلهم من قومهم فكأنما يكشفون منهم من أنتن من بطون الجيف، فأنهاك عن سبه [68] .

32 لي: العطار، عن أبيه، عن الاشعري، عن ابن يزيد، عن عبدالله بن محمد المزخرف، عن علي بن عقبة، عن ابن بكير قال: أخذ الحجاج موليين لعلي فقال لاحدهما: ابرأ من علي فقال: ما جزاي إن لم أبرأ منه؟ فقال: قتلني الله إن لم أقتلك، فاختر لنفسك: قطع يديك أو رجليك؟ قال: فقال له الرجل: هو القصاص فاختر لنفسك قال: تالله إني لاري لك لسانا وما أظنك تدري من خلقك أين ربك؟ قال: هو بالمرصاد لكل ظالم، فأمر بقطع يديه ورجليه وصلبه، قال: ثم قدم صاحبه الآخر فقال: ما تقول؟ فقال: أنا علي رأي صاحبي قال: فأمر أن يضرب عنقه ويصلب [69] .

أقول: قد مر بعض أخبار الباب في أبواب أحوال أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام.



[ صفحه 141]



22 يج: روي أن علي بن الحسين عليه السلام حج في السنة التي حج فيها هشام بن عبدالملك وهو خليفة فاستجهر الناس منه عليه السلام، وتشوفوا وقالوا لهشام: من هو؟ قال هشام: لاأعرفه لئلا يرغب الناس فيه، فقال الفرزدق وكان حاضرا أنا أعرفه: هذا الذي تعرف البطحاء وطأته إلي آخر القصيدة فبعثه هشام وحبسه ومحا اسمه من الديوان، فبعث إليه علي بن الحسين عليه السلام بدنانير فردها، وقال: ما قلت ذلك إلا ديانة، فبعث بها إليه أيضا، وقال: قد شكر الله لك ذلك، فلما طال الحبس عليه وكان يوعده بالقتل شكا إلي علي بن الحسين عليهما السلام، فدعا له فخلصه الله، فجاء إليه وقال يا ابن رسول الله: إنه محا اسمي من الديوان فقال: كم كان عطاؤك؟ قال: كذا، فأعطاه لاربعين سنة وقال عليه السلام: لو علمت أنك تحتاج إلي أكثر من هذا لاعطيتك فمات الفرزدق بعد أن مضي أربعون سنة [70] .

بيان: قال الفيروز آبادي: جهر الرجل نظر إليه وعظم في عينه وراعه جماله وهيئته كاجتهره وجهر وجهير بين الجهورة والجهارة ذو منظر حسن والجهر بالضم هيئة الرجل وحسن منظره، وقال: تشوف إلي الخبر تطلع، ومن السطح تطاول ونظر وأشرف.

23 الفصول المهمة: شاعره الفرزدق وكثير عزة، بوابه أبوجبلة معاصره مروان، وعبدالملك، والوليد ابنه [71] .

24 كا: علي، عن أبيه، ومحمد بن يحيي عن أحمد بن محمد، عن ابن بزيع جميعا، عن حنان بن سدير، عن أبيه قال: دخلت أنا وأبي وجدي وعمي حماما بالمدينة، فإذا رجل في بيت المسلخ فقال لنا: ممن القوم؟ فقلنا: من أهل العراق فقال: وأي العراق؟ فقلنا: كوفيون فقال: مرحبا بكم يا أهل الكوفة أنتم الشعار دون الدثار، ثم قال: ما يمنعكم من الازر فان رسول الله صلي الله عليه وآله قال: عورة المؤمن



[ صفحه 142]



علي المؤمن حرام قال: ثم بعث إلي أبي كرباسة فشقها بأربعة ثم أعطي كل واحد منا واحدا فدخلنا فيها، فلما كنا في البيت الحار صمد لجدي، فقال: يا كهل ما يمنعك من الخضاب؟ فقال له جدي: أدركت من هو خير مني ومنك لا يختضب قال: فغضب لذلك حتي عرفنا غضبه في الحمام، قال: ومن ذاك الذي هو خير مني؟! فقال: أدركت علي بن أبي طالب عليه السلام وهو لايختضب قال: فنكس رأسه وتصاب عرقا فقال: صدقت وبررت ثم قال: يا كهل إن تختضب فان رسول الله صلي الله عليه وآله قد خضب وهو خير من علي، وإن تترك فلك بعلي سنة، قال: فلما خرجنا من الحمام سألنا عن الرجل فإذا هو علي بن الحسين، ومعه ابنه محمد بن علي صلوات الله عليهم [72] .

25 كا: علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسي، عن يونس، عن عمرو بن شمر عن جابر قال: قال علي بن الحسين عليه السلام: ما ندري كيف نصنع بالناس؟ إن حدثناهم بما سمعنا من رسول الله صلي الله عليه وآله ضحكوا: وإن سكتنا لم يسعنا قال: فقال ضمرة ابن معبد: حدثنا! فقال: هل تدرون ما يقول عدو الله إذا حمل علي سريره؟ قال: فقلنا: لا، فقال: إنه يقول لحملته: ألا تسمعون أني أشكو إليكم عدو الله خدعني وأوردني ثم لم يصدرني، وأشكو إليكم إخوانا واخيتهم فخذلوني، وأشكو إليكم أولادا حاميت عنهم فخذلوني، وأشكو إليكم دارا أنفقت فيها حريبتي [73] فصار سكانها غيري، فارفقوا بي ولا تستعجلوا! قال: فقال ضمرة: يا ابا الحسن إن كان هذا يتكلم بهذا الكلام يوشك أن يثب علي أعناق الذين يحملونه، قال: فقال علي ابن الحسين عليه السلام: اللهم إن كان ضمرة هزأ من حديث رسولك فخذه أخذ أسف قال: فمكث أربعين يوما ثم مات فحضره مولي له قال: فلما دفن أتي علي بن الحسين عليهما السلام فجلس إليه، فقال له: من أين جئت يا فلان؟ قال: من جنازة ضمرة فوضعت وجهي عليه حين سوي عليه فسمعت صوته والله أعرفه كما كنت أعرفه وهو



[ صفحه 143]



حي يقول: ويلك يا ضمرة بن معبد اليوم خذلك كل خليل، وصار مصيرك إلي الجحيم، فيها مسكنك ومبيتك والمقيل، قال: فقال علي بن الحسين عليه السلام أسأل الله العافية هذا جزاء من يهزأ من حديث رسول الله صلي الله عليه وآله [74] .

أقول: قال عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة [75] : كان سعيد ابن المسيب منحرفا عن أميرالمؤمنين، وجبهه محمد بن علي في وجهه بكلام شديد روي عبدالرحمن بن الاسود، عن أبي داود الهمداني قال: شهدت سعيد بن المسيب وأقبل عمر بن علي بن أبي طالب، فقال له سعيد: يا ابن أخي ما أراك تكثر غشيان مسجد رسول الله صلي الله عليه وآله كما تفعل إخوتك وبنو عمك فقال عمر: يا ابن المسيب أكلما دخلت المسجد أجئ فاشهدك؟ فقال: سعيد: ما احب أن تغضب سمعت أباك يقول: إن لي من الله مقاما لهو خير لبني عبدالمطلب مما علي الارض من شئ فقال عمر: وأناسمعت أبي يقول: ما كلمة حكمة في قلب منافق فيخرج من الدنيا حتي يتكلم بها، فقال سعيد: يا ابن أخي جعلتني منافقا؟ فقال: هو ما أقول ثم انصرف.

وكان الزهري من المنحرفين عنه، وروي جرير بن عبدالحميد عن محمد بن شيبة قال: شهدت مسجد المدينة فاذا الزهري وعروة بن الزبير جالسان يذكران عليا فنالا منه فبلغ ذلك علي بن الحسين عليه السلام فجاء حتي وقف عليهما، فقال: أما أنت يا عروة فان أبي حاكم أباك إلي الله فحكم لابي علي أبيك، وأما أنت يازهري فلو كنت بمكة لاريتك كرامتك.

أقول: ثم ذكر أحوال كثير من أهل زمانه عليه السلام ثم قال: روي أبوعمر النهدي قال: سمعت علي بن الحسين عليه السلام يقول: ما بمكة والمدينة عشرون رجلا يحبنا [76] .

26 ختص: أصحاب علي بن الحسين عليه السلام: أبوخالد الكابلي كنكر



[ صفحه 144]



ويقال: اسمه وردان، يحيي بن ام الطويل [77] سعيد بن المسيب المخزومي، حكيم ابن جبير [78] .

27 ذ: قال رجل لسعيد بن المسيب: ما رأيت رجلا أورع من فلان قال: فهل رأيت علي بن الحسين؟ قال: لا، قال: ما رأيت رجلا أورع منه.

28 ختص: ابن الوليد، عن الصفار، عن علي بن سليمان، وحدثنا أحمد ابن محمد بن يحيي، عن سعد، عن محمد بن علي بن سليمان، عن علي بن أسباط، عن أبيه، عن أبي الحسن موسي عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة نادي مناد أين حواري علي بن الحسين؟ فيقوم جبير بن مطعم، ويحيي بن ام الطويل، وأبوخالد الكابلي وسعيد بن المسيب [79] .

أقول: تمامه في كتاب الفتن في باب أحوال أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام.

29 ختص: جعفر بن الحسين، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن عيسي، عن يونس، عن جميل، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ارتد الناس بعد الحسين عليه السلام إلا ثلاثة: أبوخالد الكابلي، يحيي بن ام الطويل، وجبير بن مطعم ثم إن الناس لحقوا وكثروا، وكان يحيي بن ام الطويل يدخل مسجدرسول الله صلي الله عليه وآله، ويقول: كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء [80] .



[ صفحه 145]




پاورقي

[1] الكافي ج 4 ص 222 وأخرجه الصدوق في علل الشرائع ص 448 طبع النجف وابن شهر آشوب في المناقب ج 3 ص 281 طبع النجف الاشرف.

[2] احتجاج الطبرسي ص 171.

[3] مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 298.

[4] سورة التوبة، الاية: 111.

[5] احتجاج الطبرسي ص 171.

[6] الاختصاص للشيخ المفيد ص 83.

[7] قرب الاسناد ص 210 طبع النجف الاشرف.

[8] ندالبعير، نفروذهب شاردا.

[9] النفح: من نفحت الدابة الرجل ضربته بحد حافرها.

[10] أمالي الشيخ الطوسي 93.

[11] يقال: ركب فلان ردعه: اذا ردع فلم يرتدع.

[12] الخفت: ضد الجهر، والمخافتة مفاعلة منه، والتخافت تكلفه.

[13] تنبيه الخواطر ص 518.

[14] الاختصاص ص 131.

[15] نفس المصدر ص 314.

[16] بصائر الدرجات ج 8 ص 11.

[17] بنو أود بفتح الهمزة وسكون الواو وبالدال المهملة حي من بني سعد العشيرة من كهلان من القحطانية، وهم بنو أود بن صعب بن سعد العشيرة، وأيضا حي من همدان من كهلان من القحطانية، وهم بنو أود بن عبدالله بن قادم بن زيد بن عريب بن حشم ابن حاشد بن حبران ابن نوف بن همدان (نهاية الارب للقلقشندي) ص 83.

[18] الجزر: جمع جزور، وهو ما يجز من النوق أو الغنم.

[19] فرحة الغري ص 7 طبع ايران سنة 1311 ملحقا بمكارم الاخلاق.

[20] الخرائج والجرائح ص 194.

[21] ارشاد الشيخ المفيد ص 276 وقد سبق أن أشرنا إلي خروج عمر بن علي إلي عبدالملك يطلب منه توليته صدقات أميرالمؤمنين عليه السلام وتمثل عبدالملك بابيات ابن أبي الحقيق، نقلا عن العقد الفريد، فراجع.

[22] الارشاد ص 276.

[23] الارشاد ص 277 وفيه: (ثم قال لمن حوله: أسرجوا له بغلتي).

[24] حلية الاولياء ج 3 ص 135.

[25] مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 275.

[26] كشف الغمة ج 2 ص 263.

[27] القاموس ج 3 ص 8.

[28] حلية الاولياء ج 3 ص 139.

[29] الاغاني ج 14 ص 75 وج 19 ص 40 طبع الساسي بمصر.

[30] وهم جمع كثير من المتقدمين والمتأخرين وحسبك منهم من أعلامنا المتقدمين الشيخ المفيد في الاختصاص ص 191، والاربلي في كشف الغمة ج 2 ص 267 والراوندي في الخرايج والجرايح ص 195 والسيد المرتضي في أماليه ج 1 ص 67 69 والشيخ حسين ابن عبدالوهاب معاصر المرتضي والرضي ومشاركا لهما في بعض مشايخهما في عيون المعجزات ص 63 طبع النجف.

أما المتأخرون فلا يسعني ذكرهم لكثرتهم.

أما سائر أعلام المسلمين الذين ذكروا ذلك فهم كثير واليك طائفة منهم: أبوالفرج ابن الجوزي في صفة الصفوة ج 2 ص 54، والسبكي في طبقات الشافعية ج 1 ص 153 وابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب ج 1 ص 142، واليافعي في مرآة الجنان ج 1 ص 239، وابن عساكر في تاريخه في ترجمة الامام زين العابدين عليه السلام، وابن خلكان في وفيات الاعيان في ترجمة الفرزدق، وابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول ص 79 طبع ايران، وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ص 193 طبع النجف، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص 185 طبع ايران، والدميري في حياة الحيوان مادة (الاسد).

والسيوطي في شرح شواهد المغني ص 249 طبع مصر سنة 1322، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب ص 303 طبع النجف، والخطيب التبريزي في شرح ديوان الحماسة ج 2 ص 28، والعيني في شرح الشواهد الكبري بهامش خزانة الادب للبغدادي ج 2 ص 513، والقيرواني في زهر الاداب ج 1 ص 65، وابن نباتة المصري في شرح رسالة ابن زيدون بهامش الغيث المسجم للصفدي ج 2 ص 163، وابن كثير الشامي في البداية والنهاية ج 9 ص 108، وقال: وقد روي من طرق ذكرها الصولي والجريري وغير واحد الخ، وابن حجر في الصواعق المحرقة ص 198 طبع مصر سنة 1375، والشبلنجي في نور الابصار ص 129 والصاوي في ديوان الفرزدق ج 2 ص 848 وغيرهم وغيرهم.

[31] ديوان الفرزدق ج 1 ص 51 وفيه (يرددني) بدل (أيحبسني) وتفاوت في البيت الثاني.

ومن الغرائب وبعض الغرائب مصائب ان هذا الديوان (عني بجمعه وطبعه والتعليق عليه عبدالله اسماعيل الصاوي، صاحب دائرة المعارف للاعلام العربية) اذا قرأنا مقدمته نجد الصاوي يشير في ص 5 ان هشاما حبس الفرزدق بعسفان لما مدح علي ابن الحسين عليه السلام سنة حج هشام مستندا في ذلك إلي ابن خلكان، ثم يذكر أول البيتين اللذين قالهما الفرزدق في حبسه كما في الاصل نقلا عن شرح رسالة ابن زيدون.

هذا كله نجده في المقدمة، لكنا نجده في نفس الديوان في ج 1 ص 51 يذكر البيتين بتفاوت ثم يشير في الهامش إلي اختلاف الرواية في سبب انشائهما، ويذكر رواية الاغاني المصرحة بأن الفرزدق قالهما حين حبسه هشام علي مدحه علي بن الحسين عليه السلام بقصيدته التي أولها (هذا الذي تعرف البطحاء وطأته) الخ.

أما اذا رجعنا إلي نفس الديوان في حرف الميم في ج 2 ص 848 نجده يذكر ستة أبيات فقط من القصيدة ولا أدري ما الذي حداه إلي هذه الخيانة الادبية؟ أليس هوالذي سبق منه أن نقل عن تاريخ ابن خلكان والاغاني وشرح رسالة ابن زيدون سبب انشائها، ان لم يعتمد هذه الكتب فلم نقل عنها؟ وان اعتمدها في نقل السبب فلم لم ينقل القصيدة بكاملها عنهم؟ أليست هي جميعها من شعر الفرزدق؟ ألم يعلم وهو (الذي عني بجمعه الخ) ان القصيدة مثبتة في ديوان الفرزدق قبل أن يخلق؟ فهذا سبط ابن الجوزي ذكر في تذكرة الخواص رواية أبي نعيم في الخلية للقصيدة، ثم عقب ذلك بقوله: قلت: لم يذكر أبونعيم في الحلية الا بعض هذه الابيات والباقي أخذته من ديوان الفرزدق اه، ولعل الصاوي حاول تجاهل الواقع تقليدا لسلفه هشام حين تجاهل ذلك؟ وظن وظنه اثم أنه بفعله وفعله جرم سيخفي الحقيقة، ولن فاته أنها تظهر ولو بعد حين.

وان من الخير أن نرشد القارء الكريم إلي الطبعة الجديدة من ديوان الفرزدق (طبع دار صادر ودار بيروت) فقد أشار الاديب الفاضل الاستاذ كرم البستاني في مقدمة الديوان ص 5 إلي هذه القصيدة العصماء، كما أنه ذكرها في ج 2 ص 178 وهي أول قصيدة في حرف الميم.

[32] الماقب ج 3 ص 306.

[33] معرفة أخبار الرجال للكشي ص 86.

[34] القاموس ج 1 ص 16.

[35] الفائق للزمخشري ج 1 ص 219 طبع مصر 1364 ه.

[36] الاختصاص ص 191.

[37] منعني خل ل، يقال: صن عنه أي شمخ بأنفه تكبرا، وفي المصدر المطبوع: صني وهكذا في النسخة الكمباني فتحرر (ب).

[38] الاختصاص ص 191.

[39] المناقب ج 3 ص 284.

[40] المناقب ج 3 ص 297.

[41] المصدر السابق ج 3 ص 298.

[42] العقد الفريد ج 2 ص 203 وأخرجه عنه ابن شهر آشوب في المناقب ج 3 ص 299.

[43] المناقب ج 3 ص 299.

[44] المناقب ج 3 ص 311.

[45] أمالي الشيخ المفيد ص 77 طبع النجف.

[46] فضائل ابن شاذان ص 122 طبع بمبئ، سنة 1343 ه.

[47] سورة طه، الاية ك 121.

[48] سورة الانسان، الاية: 22.

[49] سورة التحريم، الاية: 10.

[50] سورة البقرة، الاية: 260.

[51] سورة القصص، الاية: 18.

[52] سورة البقرة، الاية: 207.

[53] سورة ص، الاية: 26.

[54] سورة الانبياء، الاية: 79.

[55] سورة ص، الاية: 35.

[56] سورة القصص، الاية: 83.

[57] سورة المائدة، الاية: 116.

[58] النصيرية: طائفة من الغلاة السبأية وملخص مقالتهم في الائمة من أهل البيت عليهم السلام، أنهم روح اللاهوت وقد نقل ابن حزم في الفصل ج 4 ص 142، والشهرستاني في الملل والنحل بهامش الفضل ج 2 ص 22 وغيرهما تفصيل مقالاتهم، وقال الشهرستاني عنهم: غلبوا في وقتنا هذا علي جند الاردن بالشام وعلي مدينة طبرية خاصة اه ولقد افتري الشهرستاني وابن حزم في عد هذه الطائفة من فرق الشيعة.

[59] روضة الواعظين ص 248 وأخرجه الكشي في رجاله ص 79 والمفيد في الاختصاص ص 205.

[60] الاختصاص ص 205 وأخرجه الكشي في رجاله ص 79.

[61] الكافي ج 8 ص 332 (الروضة).

[62] الكافي ج 8 ص 234 (الروضه).

[63] الكامل لابن الاثير ج 4 ص 48 طبعة بولاق.

[64] الخول: حشم الرجل وأتباعه، واحدهم خائل، وقد يكون واحدا، ويقع علي العبد والامة، وهو مأخوذ من التخويل: التمليك، وقيل من الرعاية (ومنه حديث أبي هريرة) اذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين كان عبادالله خولا، أي خدما وعبيدا، أي أنهم يستخدمونهم ويستعبدونهم (النهاية ج 2 ص 6).

[65] الكامل لابن الاثير ج 4 ص 51.

[66] كتاب الزهد باب التواضع والكبر (مخطوط بمكتي الخاصة).

[67] الضبع: بسكون الباء وسط العضد، وقيل هو ما تحت الابط (النهاية ج 3 ص 11).

[68] أمالي ابن الشيخ الطوسي ص 23 الملحق بأمالي والده عند الطبع.

[69] أمالي الصدوق ص 302.

[70] الخرائج والجرائح ص 195 وفيه (فاستخبر الناس عنه).

[71] الفصول المهمة ص 187 طبع النجف.

[72] الكافي ج 6 ص 497.

[73] الحريبة: مال الرجل الذي يعيش به، ويقوم به أمره الصحاح النهاية.

[74] الكافي ج 3 ص 234.

[75] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 4 ص 101 طبع مصر سنة 1379 ه.

[76] شرح نهج البلاغة ج 4 ص 104.

[77] في المصدر: بعد يحيي بن ام الطويل، المطعم.

والمراد به هو محمد بن جبير ابن مطعم، فقد ذكر الكشي في رجاله ص 76 طبع بمبئي: قال الفضل بن شاذان: ولم يكن في زمن الامام علي بن الحسين عليه السلام في أول أمره الاخمسة أنفس: سعيد بن جبير سعيد بن المسيب، محمد بن جبير بن مطعم، يحيي بن ام الطويل، أبوخالد الكابلي واسمه وردان ولقبه كنكر.

[78] الاختصاص ص 8.

[79] الاختصاص ص 61 ورواه الكشي في رجاله ص 7 ضمن حديث طويل.

[80] نفس المصدر ص 64 وأخرجه الكشي في رجاله ص 81.