بازگشت

مكارم أخلاقه وعلمه، واقرار المخالف والمؤالف بفضله وحسن خلقه وخلقه وصوته وعبادته


1 عم [1] شا: أبومحمد الحسن بن محمد، عن جده، عن محمد بن جعفر، وغيره قالوا: وقف علي علي بن الحسين رجل من أهل بيته فأسمعه وشتمه، فلم يكلمه فلما انصرف قال: لجلسائه: لقد سمعتم ما قال هذا الرجل، وأنا احب أن تبلغوا معي إليه حتي تسمعوا مني ردي عليه، قال: فقالوا له: نفعل ولقد كنا نحب أن يقول له ويقول: فأخذ نعليه ومشي وهو يقول: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) فعلمنا أنه لايقول له شيئا.

قال: فخرج حتي أتي منزل الرجل فصرخ به فقال: قولوا له: هذا علي بن الحسين، قال: فخرج إلينا متوثبا للشر وهو لايشك أنه



[ صفحه 55]



إنما جاء مكافئا له علي بعض ما كان منه، فقال له علي بن الحسين: يا أخي إنك كنت قد وقفت علي آنفا فقلت وقلت، فإن كنت قلت ما في فأستغفر الله منه، وإن كنت قلت ما ليس في فغفر الله لك، قال: فقبل الرجل بين عينيه وقال: بل قلت فيك ما ليس فيك وأنا أحق به [2] .

قال الراوي للحديث: والرجل هو الحسن بن الحسن رضي الله عنه.

2 كا: علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: مر علي بن الحسين صلوات الله عليهما علي المجذومين وهو راكب حماره وهم يتغدون فدعوه إلي الغداء فقال: أما إني لو لا أني صائم لفعلت، فلما صار إلي منزله أمر بطعام فصنع، وأمر أن يتنو قوا فيه، ثم دعاهم فتغدوا عنده وتغدي معهم [3] .

3 كا: علي بن محمد بن عبدالله القمي، عن البرقي، عن أبيه، عن إسماعيل القصير، عمن ذكره، عن الثمالي قال: ذكر عند علي بن الحسين غلاء السعر فقال: وما علي من غلائه، إن غلا فهو عليه، وإن رخص فهو عليه [4] .

4 تم: من كتاب زهرة المهج بإسناده عن ابن محبوب، عن عبدالعزيز العبدي عن ابن أبي يعفور، عن الصادق عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام إذا حضر الصلاة اقشعر جلده، واصفر لونه، وارتعد كالسعفة [5] .

5 شا: روي الواقدي، عن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي عليه السلام قال: كان هشام بن إسماعيل [6] يسيئ جواري فلقي منه علي بن الحسين عليه السلام أذي شديدا



[ صفحه 56]



فلما عزل أمر به الوليد أن يوقف للناس قال: فمر به علي بن الحسين عليه السلام وقد اوقف عند دار مروان، قال: قال: فسلم عليه، قال: وكان علي بن الحسين عليه السلام قد تقدم إلي خاصته ألا يعرض له أحد [7] .

6 عم [8] شا [9] قب: روي أن علي بن الحسين عليه السلام دعا مملوكه مرتين فلم يجبه، فلما أجابه في الثالثة فقال له: يا بني أما سمعت صوتي؟ قال: بلي: قال: فمالك لم تجبني؟ قال: أمنتك، قال الحمدلله الذي جعل مملوكي يأمنني [10] .

7 شا: أبومحمد الحسن بن محمد بن يحيي، عن جده، عن أبي نصر، عن عبدالرحمن بن صالح، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: كان بالمدينة كذا وكذا أهل بيت يأتيهم رزقهم وما يحتاجون إليه، لايدرون من أين يأتيهم، فلما مات علي بن الحسين عليه السلام فقدوا ذلك [11] .

8 شا: الحسن بن محمد، عن جده، عن أبي نصر، عن محمد بن علي بن عبدالله عن أبيه، عن جده عبدالله بن هارون، عن عمرو بن دينار قال: حضرت زيد بن اسامة بن زيد الوفاة فجعل يبكي، فقال له علي بن الحسين: ما يبكيك؟ قال: يبكيني أن علي خمسة عشر ألف دينار، ولم أترك لها وفاء فقال له علي بن الحسين لاتبك فهي علي وأنت بري منها فقضاها عنه [12] .

9 قب: الحلية مرسلا مثله، وفيه: محمد بن اسامة [13] .

10 فتح: محمد بن الحسن بن داود الخراجي، عن أبيه، ومحمد بن علي بن حسن المقري، عن علي بن الحسين بن أبي يعقوب الهمداني، عن جعفر بن محمد



[ صفحه 57]



الحسيني، عن الآمدي، عن عبدالرحمن بن قريب، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري قال: دخلت مع علي بن الحسين عليهما الصلاة والسلام علي عبدالملك ابن مروان، قال.

فاستعظم عبدالملك ما رأي من أثر السجود بين عيني علي بن الحسين عليه السلام فقال: يا أبا محمد لقد بين عليك الاجتهاد، ولقد سبق لك من الله الحسني وأنت بضعة من رسول الله صلي الله عليه وآله قريب النسب وكيد السبب، وإنك لذو فضل عظيم علي أهل بيتك وذوي عصرك، ولقد أوتيت من الفضل والعلم والدين والورع ما لم يؤته أحد مثلك ولا قبلك إلا من مضي من سلفك، وأقبل يثني عليه ويطريه، قال: فقال علي بن الحسين عليه السلام: كلما ذكرته ووصفته من فضل الله سبحانه وتأييده وتوفيقه فأين شكره علي ما أنعم يا أميرالمؤمنين؟ كان رسول الله صلي الله عليه وآله يقف في الصلاة حتي ترم قدماه، ويظمأ في الصيام حتي يعصب فوه، فقيل له: يا رسول الله ألم يغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فيقول صلي الله عليه وآله: أفلا أكون عبدا شكورا، الحمدلله علي ما أولي وأبلي، وله الحمد في الآخرة والاولي، والله لو تقطعت أعضائي، وسالت مقلتاي علي صدري، لن أقوم لله جل جلاله بشكر عشر العشير من نعمة واحدة من جميع نعمه التي لايحصيها العادون، ولا يبلغ حد نعمة منها علي جميع حمد الحامدين، لا والله أو يراني الله لا يشغلني شئ عن شكره وذكره، في ليل ولانهار، ولاسر ولاعلانية، ولو لا أن لاهلي علي حقا، ولسائر الناس من خاصهم وعامهم علي حقوقا لايسعني إلا القيام بها حسب الوسع والطاقة حتي أوديها إليهم لرميت بطرفي إلي السماء، وبقلبي إلي الله، ثم لم أرددهما حتي يقضي الله علي نفسي وهو خير الحاكمين، وبكي عليه السلام وبكي عبدالملك وقال: شتان بين عبد طلب الآخرة وسعي لها سعيها، وبين من طلب الدنيا من أين جاءته ماله في الآخرة من خلاق، ثم أقبل يسأله عن حاجاته وعما قصد له فشفعه فيمن شفع، ووصله بمال.



[ صفحه 58]



بيان: قال الفيروز آبادي: بينته أوضحته وعرفته فبان وبين وتبين وأبان واستبان كلها لازمة متعدية [14] وقال: العصب جفاف الريق في الفم والفعل كضرب [15] انتهي وكلمة (أو) في قوله أويراني الله، بمعني إلي أن، أو إلا أن أي لا والله لا أترك الاجتهاد إلي أن يراني الله علي تلك الحال.

11 قب: كتاب الانوار إن إبليس تصور لعلي بن الحسين عليه السلام وهو قائم يصلي في صورة أفعي له عشرة رؤس محددة الانياب، متقلبة الاعين بحمرة، فطلع عليه من جوف الارض من موضع سجوده، ثم تطاول في محرابه، فلم يفزعه ذلك، ولم يكسر طرفه إليه، فانقض علي رؤس أصابعه يكدمها بأنيابه، وينفخ عليها من نار جوفه، وهو لايكسر طرفه إليه، ولا يحول قدميه عن مقامه، ولا يختلجه شك ولاوهم في صلاته ولا قراءته؟ فلم يلبث إبليس حتي انقض إليه شهاب محرق من السماء، فلما أحس به صرخ، وقام إلي جانب علي بن الحسين في صورته الاولي، ثم قال: يا علي أنت سيد العابدين كما سميت وأنا إبليس، والله لقد رأيت عبادة النبيين من عند أبيك آدم إليك، فما رأيت مثلك ولا مثل عبادتك، ثم تركه وولي وهو في صلاته لا يشغله كلامه، حتي قضي صلاته علي تمامها [16] .

بيان: كدمه يكدمه عضه بأدني فمه.

12 كا: العدة، عن البرقي، عن ابن يزيد، عن عبدالله بن الفضل النوفلي عن أبيه، عن أبيه، عن عمه إسحاق بن عبدالله، عن أبيه عبدالله [17] بن الحارث قال: كانت لعلي بن الحسين عليه السلام قارورة مسك في مسجده، فاذا دخل إلي الصلاة أخذ منه وتمسح به [18] .



[ صفحه 59]



13 كا: العدة، عن سهل، عن الحسين بن يزيد، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن علي بن الحسين صلوات الله عليهما استقبله مولي له في ليلة باردة، وعليه جبة خز، ومطرف [19] خز، وعمامة خز وهو متغلف بالغالية [20] فقال له: جعلت فداك في مثل هذه الساعة علي هذه الهيئة إلي أين؟ قال: فقال: إلي مسجد جدي رسول الله صلي الله عليه وآله أخطب الحور العين إلي الله عزوجل [21] .

14 كا: العدة، عن البرقي، عن محمد بن علي، عن مولي لبني هاشم، عن محمد بن جعفر، والعدة، عن سهل، عن ابن اسباط، عن مولي لبني هاشم مثله [22] .

15 كا: علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمن ذكره، عن الثمالي قال: رأيت علي بن الحسين عليه السلام قاعدا واضعا إحدي رجليه علي فخذه، فقلت: إن الناس يكرهون هذه الجلسة ويقولون: إنها جلسة الرب، فقال: إني إنما جلست هذه الجلسة للملالة، والرب لا يمل ولا تأخذه سنة ولانوم [23] .

16 كا: العدة، عن البرقي، عن محمد بن علي، عن عبدالرحمن بن أبي هاشم، عن إبراهيم بن أبي يحيي المدائني، عن أبي عبدالله عليه السلام إن علي بن الحسين صلوات الله عليه كان يركب علي قطيفة [24] حمراء [25] .

17 كا: الحسين بن محمد، عن المعلي، عن الوشاء، عن عبدالله بن سنان عن عمر بن يزيد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: مرض علي بن الحسين عليه السلام ثلاث



[ صفحه 60]



مرضات في كل مرضة يوصي بوصية، فاذا أفاق أمضي وصيته [26] .

18 ما: جماعة، عن أبي المفضل، عن جعفر بن محمد العلوي، عن أحمد بن عبدالمنعم، عن حسين بن شداد، عن أبيه شداد بن رشيد، عن عمرو بن عبدالله بن هند، عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام إن فاطمه بنت علي بن أبي طالب لما نظرت إلي ما يفعل إبن أخيها علي بن الحسين بنفسه من الدأب في العبادة، أتت جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام الانصاري فقالت له: يا صاحب رسول الله إن لنا عليكم حقوقا، من حقنا عليكم أن إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكروه الله وتدعوه إلي البقيا علي نفسه، وهذا علي بن الحسين بقية أبيه الحسين قد انخرم أنفه، وثفنت جبهته وركبتاه وراحتاه، إدعابا منه لنفسه في العبادة، فأتي جابر بن عبدالله باب علي بن الحسين عليه السلام، وبالباب أبوجعفر محمد بن علي عليه السلام في أغيلمة من بني هاشم قد اجتمعوا هناك، فنظر جابر إليه مقبلا فقال: هذه مشية رسول الله صلي الله عليه وآله وسجيته، فمن أنت يا غلام؟ قال: فقال: أنا محمد بن علي بن الحسين، فبكي جابر رضي الله عنه، ثم قال: أنت والله الباقر عن العلم حقا ادن مني بأبي أنت، فدنا منه فحل جابر أزراره، ووضع يده علي صدره فقبله، وجعل عليه خده ووجهه وقال له: اقرئك عن جدك رسول الله صلي الله عليه وآله السلام وقد أمرني أن أفعل بك ما فعلت وقال لي: يوشك أن تعيش وتبقي حتي تلقي من ولدي من اسمه محمد يبقر العلم بقرا، وقال لي: إنك تبقي حتي تعمي ثم يكشف لك عن بصرك، ثم قال لي: ائذن لي علي أبيك، فدخل أبوجعفر علي أبيه فأخبره الخبر، وقال: إن شيخا بالباب وقد فعل بي كيت وكيت، فقال: يا بني ذلك جابر بن عبدالله، ثم قال: أمن بين ولدان أهلك قال لك ما قال، وفعل بك ما فعل؟ قال: نعم، قال: إنا لله إنه لم يقصدك فيه بسوء، ولقد أشاط بدمك، ثم أذن لجابر فدخل عليه، فوجده في محرابه قد أنضته العبادة، فنهض علي عليه السلام فسأله عن حاله سؤالا حفيا [27] ثم



[ صفحه 61]



أجلسه بجنبه، فأقبل جابر عليه يقول: يا ابن رسول الله أما علمت أن الله تعالي إنما خلق الجنة لكم ولمن أحبكم، وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم، فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك؟ قال له علي بن الحسين عليه السلام: يا صاحب رسول الله أما علمت جدي رسول الله صلي الله عليه وآله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فلم يدع الاجتهاد وتعبد بأبي هو وأمي حتي انتفخ الساق وورم القدم، وقيل له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال: أفلا أكون عبدا شكورا؟ فلما نظر جابر إلي علي بن الحسين عليه السلام وليس يغني فيه قول من يستميله من الجهد والتعب إلي القصد، قال له: يا ابن رسول الله البقيا علي نفسك فإنك من اسرة بهم يستدفع

البلاء، ويستكشف اللاواء، وبهم يستمطر السماء، فقال له: يا جابر لا أزال علي منهاج أبوي مؤتسيا بهما صلوات الله عليهما حتي ألقاهما، فأقبل جابر علي من حضر فقال لهم: والله ما أري في أولاد الانبياء بمثل علي بن الحسين إلا يوسف بن يعقوب عليهم السلام، والله لذرية علي بن الحسين أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب إن منهم لمن يملا الارض عدلا كما ملئت جورا [28] .

19 ل: المظفر العلوي، عن أبن العياشي، عن أبيه، عن عبدالله بن محمد ابن خالد الطيالسي، عن أبيه، عن محمد بن زياد الازدي، عن حمزة بن حمران عن أبيه حمران بن أعين، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قال: كان علي ابن الحسين عليه السلام يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، كما كان يفعل أميرالمؤمنين عليه السلام كانت له خمسمائة نخلة، فكان يصلي عند كل نخلة ركعتين، وكان إذا قام في صلاته غشي لونه لون آخر، وكان قيامه في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل، كانت أعضاؤه ترتعد من خشية الله عزوجل، وكان يصلي صلاة مودع يري أنه لا يصلي بعدها أبدا، ولقد صلي ذات يوم فسقط الرداء عن أحد منكبيه فلم يسوه حتي فرغ من صلاته، فسأله بعض أصحابه عن ذلك، فقال: ويحك أتدري بين يدي من كنت؟ إن العبد لاتقبل من صلاته إلا ما أقبل عليه



[ صفحه 62]



منها بقلبه، فقال الرجل: هلكنا، فقال: كلا إن الله عزوجل متمم ذلك بالنوافل، وكان عليه السلام ليخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب علي ظهره، وفيه الصرر من الدنانير والدراهم وربما حمل علي ظهره الطعام أو الحطب حتي يأتي بابا بابا فيقرعه، ثم يناول من يخرج إليه وكان يغطي وجهه إذا ناول فقيرا لئلا يعرفه فلما توفي عليه السلام فقدوا ذلك، فعلموا أنه كان علي بن الحسين عليه السلام، ولما وضع عليه السلام علي المغتسل نظروا إلي ظهره وعليه مثل ركب الابل.

مما كان يحمل علي ظهره إلي منازل الفقراء والمساكين، ولقد خرج ذات يوم وعليه مطرف خز فتعرض له سائل فتعلق بالمطرف فمضي وتركه، وكان يشتري الخز في الشتاء وإذا جاء الصيف باعه فتدق بثمنه، ولقد نظر عليه السلام يوم عرفة إلي قوم يسألون الناس فقال: ويحكم أغيرالله تسألون في مثل هذا اليوم إنه ليرجي في هذا اليوم لما في بطون الحبالي أن يكون سعيدا ولقد كان عليه السلام يأبي أن يواكل امه، فقيل له يا ابن رسول الله أنت أبر الناس وأوصلهم للرحم فكيف لاتواكل امك؟ فقال: إني أكره أن تسبق يدي إلي ما سبقت عينها إليه، ولقد قال له رجل: يا ابن رسول الله إني لاحبك في الله حبا شديدا، فقال: اللهم إني أعوذبك أن احب فيك وأنت لي مبغض، ولقد حج علي ناقة له عشرين حجة فماقرعها بسوط، فلما نفقت [29] أمر بدفنها لئلا يأكلها السباع، ولقد سئلت عنه مولاة له فقالت: اطنب وأختصر؟ فقيل لها: بل اختصري، فقالت: ماأتيته بطعام نهارا قط، وما فرشت له فراشا بليل قط، ولقد انتهي ذات يوم إلي قوم يغتابونه فوقف عليهم، فقال لهم: إن كنتم صادقين فغفر الله لي، وإن كنتم كاذبين فغفرالله لكم، وكان عليه السلام إذا جاءه طالب علم فقال: مرحبا بوصية رسول الله صلي الله عليه وآله، ثم يقول: إن طالب العلم إذا خرج من منزله لم يضع رجليه علي رطب ولا يابس من الارض إلا سبحت له إلي الارضين السابعة، ولقد كان يعول مائة أهل بيت من فقراء المدينة، وكان يعجبه أن يحضر طعامه اليتامي والاضراء والزمني والمساكين الذين لاحيلة لهم، وكان يناولهم بيده، ومن كان



[ صفحه 63]



منهم له عيال حمل له إلي عياله من طعامه، وكان لايأكل طعاما حتي يبدأ فيتصدق بمثله، ولقد كان تسقط منه كل سنة سبع ثفنات من مواضع سجوده لكثرة صلاته وكان يجمعها فلما مات دفنت معه، ولقد بكي علي أبيه الحسين عليه السلام عشرين سنة وما وضع بين يديه طعام إلا بكي حتي قال له موالي له: يا ابن رسول الله أما آن لحزنك أن ينقضي؟ فقال له: ويحك إن يعقوب النبي عليه السلام كان له اثني عشر ابنا فغيب الله عنه واحدا منهم فابيضت عيناه من كثرة بكائه عليه، وشاب رأسه من الحزن واحدودب ظهره من الغم، وكان ابنه حيا في الدنيا، وأنا نظرت إلي أبي وأخي وعمي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني! [30] .

توضيح المطرف بضم الميم وفتح الراء رداء من خز مربع ذو أعلام، وقوله عليه السلام: وإنه ليرجي أي هذا يوم فاضت رحمة الله علي العباد بحيث يرجي للجنين في الرحم أن يكتب ببركة هذا اليوم سعيدا مع أنه لا يقدر علي عمل ولا سؤال يستجلب بهما الرحمة، ومع ذلك ترجي له هذا الرحمة العظيمة، فكيف ينبغي أن يسأل من يقدر علي السؤال والعمل مثل هذا المطلب الخسيس الدنيوي من غيره تعالي، وقوله: مرحبا بوصية رسول الله صلي الله عليه وآله أي بمن أوصي به وبرعايته ويمكن الجمع بينه وبين مامر من عدد الثفنات، بأن السبع كانت تسقط بنفسها والعشرة كان يقطعها عليه السلام، أو أنه قد كان هكذا وقد كان كذلك، أو لم يحسب القطع الصغار في هذا الخبر.

20 ع: المفسر، عن علي بن محمد بن بشار، عن محمد بن يزيد المنقري عن سفيان بن عيينة، قال: قيل للزهري: من أزهد الناس في الدنيا؟ قال علي بن الحسين عليه السلام حيث كان، وقد قيل له فيما بينه وبين محمد ابن الحنفية من المنازعة في صدقات علي بن أبي طالب عليه السلام: لو ركبت إلي الوليد بن عبدالملك ركبة لكشف



[ صفحه 64]



عنك من غرر [31] شره وميله عليك بمحمد، فان بينه وبينه خلة، قال: وكان هو بمكة والوليد بها، فقال: ويحك أفي حرم الله أسأل غيرالله عزوجل؟! إني آنف أن أسأل الدنيا خالقها، فكيف أسألها مخلوقا مثلي؟! وقال الزهري: لاجرم إن الله عزوجل ألقي هبيته في قلب الوليد حتي حكم له علي محمد ابن الحنفية [32] .

21 ع: بهذا الاسناد عن سفيان بن عينة قال: قلت للزهري لقيت علي ابن الحسين عليه السلام؟ قال: نعم لقيته، وما لقيت أحدا أفضل منه، والله ما علمت له صديقا في السر، ولا عدوا في العلانية، فقيل له: وكيف ذلك؟ قال: لاني لم أر أحدا وإن كان يحبه إلا وهو لشدة معرفته بفضله يحسده، ولا رأيت أحدا وإن كان يبغضه إلا وهو لشدة مداراته له يداريه [33] .

22 كا: العدة، عن أحمد بن محمد، وأبوداود جميعا، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن أبي جهمة، عن جهم بن حميد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان أبي عليه السلام يقول: كان علي بن الحسين عليه السلام إذا قام إلي الصلاة كأنه ساق شجرة لايتحرك منه شئ إلا ما حركت الريح منه [34] .

23 كا: محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد، عن ربعي عن الفضيل، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام إذا قام إلي الصلاة تغير لونه، فإذا سجد لم يرفع رأسه حتي يرفض [35] عرقا [36] .

24 يب: محمد بن أحمد بن يحيي، عن أحمد بن الحسن، عن محمد بن الحصين وعلي بن حدبة، عن محمد بن سنان، عن عمرو بن خالد، عن الثمالي، أن علي بن



[ صفحه 65]



الحسين عليهما السلام أتي مسجد الكوفة عمدا من المدينة فصلي فيه أربع ركعات، ثم عاد حتي ركب راحلته وأخذ الطريق [37] .

35 كا: أحمد بن محمد عن علي بن الحسين، عن محمد بن عتبة، عن عبيد ابن هارون، عن أبي يزيد، عن حصين، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام إذا كان شهر رمضان لم يتكلم إلا بالدعاء والتسبيح والاستغفار والتكبير، فاذا أفطر قال: الهم إن شئت أن تفعل فعلت [38] .

26 كا: العدة، عن سهل، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن ابن القداح عن أبي عبدالله عليه السلام إن علي بن الحسين عليه السلام كان يتزوج وهو يتعرق [39] عرقا يأكل فما يزيد علي أن يقول: الحمدلله وصلي الله علي محمد وآله، ويستغفر الله، وقد زوجناك علي شرط الله [40] .

27 ع: بهذا الاسناد [41] عن سفيان بن عيينة قال: رأي الزهري علي بن الحسين عليه السلام ليلة باردة مطيرة، وعلي ظهره دقيق وهو يمشي فقال: يابن رسول الله ما هذا؟ قال: اريد سفرا أعد له زادا أحمله إلي موضع حريز فقال الزهري: فهذا غلامي يحمله عنك، فأبي، قال: أنا أحمله عنك فأني أرفعك عن حمله فقال علي بن الحسين: لكني لاأرفع نفسي عما ينجيني في سفري، ويحسن ورودي علي ماأرد عليه، أسألك بحق الله لما مضيت لحاجتك وتركتني، فانصرف عنه، فلما كان بعيد أيام قال له: يا ابن رسول الله لست أري لذلك السفر الذي ذكرته أثرا قال:



[ صفحه 66]



بلي يا زهري! ليس ما ظننت، ولكنه الموت وله أسعد، إنما الاستعداد للموت تجنب الحرام وبذل الندي في الخير [42] .

28 ع: ابن الوليد، عن ابن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن حمادبن عيسي، عن بعض أصحابنا، عن الثمالي، قال: رأيت علي بن الحسين عليه السلام يصلي فسقط رداؤه عن أحد منكبيه فلم يسوه حتي فرغ من صلاته قال: فسألته عن ذلك فقال: ويحك أتدري بين يدي من كنت؟! إن العبد لا يقبل من صلاته إلا ما أقبل عليه منها بقلبه، وكان علي بن الحسين عليه السلام ليخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب فيه الصرر من الدنانير والدراهم حتي يأتي بابا بابا فيقرعه ثم يناول من يخرج إليه، فلما مات علي بن الحسين عليه السلام فقدوا ذلك فعلموا أن علي بن الحسين الذي كان يفعل ذلك [43] .

29 ع: ابن الوليد، عن الصفار، عن أبن أبي الخطاب، عن ابن أسباط عن إسماعيل بن منصور، عن بعض أصحابنا قال: لما وضع علي بن الحسين علي السرير ليغسل نظر إلي ظهره وعليه مثل ركب الابل مما كان يحمل علي ظهره إلي منازل الفقراء والمساكين [44] .

30 ع: عنه، عن الصفار، عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن عمر عن أبيه، عن علي بن المغيرة، عن أبان بن تغلب قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: إني رأيت علي بن الحسين عليه السلام إذا قام في الصلاة غشي لونه لون آخر، فقال لي: والله إن علي بن الحسين كان يعرف الذي يقوم بين يديه [45] .

31 كا: علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أبي حمزة، قال: قال علي بن الحسين عليه السلام: لان أدخل السوق ومعي دراهم أبتاع به لعيالي لحما وقد قرموا إليه، أحب إلي من أن أعتق نسمة [46] .



[ صفحه 67]



32 كا: علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين إذا أصبح خرج غاديا في طلب الرزق فقيل له: يا ابن رسول الله أين تذهب؟ فقال: أتصدق لعيالي، قيل له: أتتصدق؟ قال: من طلب الحلال فهو من الله عزوجل صدقة عليه [47] .

33 ع: علي بن أحمد بن محمد، عن الاسدي، عن البرمكي، عن الحسين بن الهيثم، عن عباد بن يعقوب، عن ابن البطائني، عن أبيه، قال: سألت مولاة لعلي بن الحسين عليه السلام بعد موته فقلت: صفي لي امور علي بن الحسين عليه السلام فقالت: أطنب أو أختصر؟ فقلت: بل اختصري، قالت ما أتيته بطعام نهارا قط، ولا فرشت له فراشا بليل قط [48] .

34 دعوات الراوندي: عن الباقر عليه السلام قال: قال علي بن الحسين عليه السلام مرضت مرضا شديدا فقال لي أبي عليه السلام: ما تشتهي؟ فقلت: أشتهي أن أكون ممن لا أفترح علي الله ربي ما يدبره لي، فقال لي: أحسنت ضاهيت إبراهيم الخليل صلوات الله عليه حيث قال جبرئيل عليه السلام: هل من حاجة؟ فقال: لا أقترح علي ربي، بل حسبي الله ونعم الوكيل.

35 ع: المظفر العلوي، عن ابن العياشي، عن أبيه، عن محمد بن حاتم عن إسماعيل بن إبراهيم بن معمر، عن عبدالعزيز بن أبي حازم قال: سمعت أبا حازم يقول: ما رأيت هاشميا أفضل من علي بن الحسين عليه السلام، وكان عليه السلام يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، حتي خرج بجبهته وآثار سجوده مثل كركرة البعير [49] .

بيان: قال الجزري: الكركرة بالكسر زور البعير الذي إذا برك أصاب الارض وهي ناتئة عن جسمه كالقرصة 36 لي: الحسين بن محمد بن يحيي العلوي.

عن يحيي بن الحسين بن جعفر عن شيخ من أهل اليمن يقال له: عبدالله بن محمد قال: سمعت عبدالرزاق يقول: جعلت



[ صفحه 68]



جارية لعلي بن الحسين عليهما السلام تسكب الماء عليه وهو يتوضأ للصلاة، فسقط الابريق من يد الجارية علي وجهه فشجه [50] فرفع علي بن الحسين عليه السلام رأسه إليها فقالت الجارية: إن الله عزوجل يقول: (والكاظمين الغيظ) [51] فقال لها: قد كظمت غيظي، قالت (والعافين عن الناس) قال لها: قد عفي الله عنك، قالت: (والله يحب المحسنين) قال: اذهبي فأنت حرة [52] .

37 شا: الحسن بن محمد العلوي، عن جده، عن شيخ من اليمن قد أتت عليه بضع وتسعون سنة، عن عبدالله بن محمد، عن عبدالرزاق مثله [53] .

38 قب: كانت جارية له تسكب عليه الماء فنعست فسقط الابريق من يدها تمام الخبر [54] .

39 لي: الهمداني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية ابن عمار، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان بالمدينة رجل بطال يضحك الناس منه فقال: قد أعياني هذا الرجل أن أضحكه، يعني علي بن الحسين قال: فمر علي عليه السلام وخلفه موليان له قال: فجاء الرجل حتي انتزع رداءه من رقبته، ثم مضي، فلم يلتفت إليه علي عليه السلام، فاتبعوه وأخذوا الرداء منه فجاؤا به فطرحوه عليه، فقال لهم: من هذا؟ فقالوا: هذا رجل بطال يضحك أهل المدينة، فقال: قوالوا له: إن الله يوما يخسر فيه المبطلون [55] .

40 قب: مرسلا مثله [56] .



[ صفحه 69]



41 ن: الحسين بن أحمد البيهقي، عن محمد بن يحيي الصولي، عن الجوهري عن أحمد بن عيسي بن زيد بن علي، عن عمه، عن الصادق عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام لا يسافر إلا مع رفقة لا يعرفونه ويشترط عليهم أن يكون من خدم الرفقة فيما يحتاجون إليه، فسافر مرة مع قوم فرآه رجل فعرفه فقال لهم: أتدرون من هذا؟ فقالوا: لا، قال هذا علي بن الحسين عليه السلام فوثبوا إليه فقبلوا يده ورجله وقالوا: يا ابن رسول الله أردت أن تصلينا نار جهنم لو بدرت منا إليك يد أو لسان أماكنا قد هلكنا إلي آخر الدهر؟ فما الذي يحملك علي هذا؟ فقال: إني كنت سافرت مرة مع قوم يعرفونني فأعطوني برسول الله صلي الله عليه وآله مالا أستحق، فاني أخاف أن تعطوني مثل ذلك فصاركتمان أمري أحب إلي [57] .

42 ما: جماعة، عن أبي المفضل، باسناده إلي شقيق البلخي عمن أخبره من أهل العلم قال: قيل لعلي بن الحسين عليه السلام: كيف أصحبت يا ابن رسول الله؟ قال: أصبحت مطلوبا بثمان: الله تعالي يطلبني بالفرائض، والنبي صلي الله عليه وآله بالسنة والعيال بالقوت، والنفس بالشهوة، والشيطان باتباعه، والحافظان بصدق العمل وملك الموت بالروح، والقبر بالجسد، فأنا بين هذه الخصال مطلوب [58] .

43 ج: روي أن موسي بن جعفر عليه السلام كان حسن الصوت، حسن القراءة، وقال يوما من الايام: إن علي بن الحسين عليه السلام كان يقرأ القرآن فربما مر به المار فصعق من حسن صوته، وإن الامام لو أظهر من ذلك شيئا لما احتمله الناس، قيل له: ألم يكن رسول الله صلي الله عليه وآله يصلي بالناس ويرفع صوته بالقرآن؟ فقال: إن رسول الله صلي الله عليه وآله كان يحمل من خلفه ما يطيقون [59] .

44 كا: العدة، عن سهل، عن ابن شمون، عن علي بن محمد النوفلي مثله. [60] .



[ صفحه 70]



45 كا: العدة، عن سهل، عن الحجال، عن علي بن عقبة، عن رجل، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين صلوات الله عليهما أحسن الناس صوتا بالقرآن، وكان السقاؤن يمرون فيقفون ببابه، يستمعون قراءته، وكان أبوجعفرعليه السلام أحسن الناس صوتا [61] .

46 ثو: ابن الوليد، عن الصفار، عن البرقي، عن يونس بن يعقوب عن الصادق عليه السلام قال: قال علي بن الحسين عليه السلام لابنه محمد عليه السلام حين حضرته الوفاة: إنني قد حججت علي ناقتي هذه عشرين حجة، فلم أقرعها بسوط قرعة فإذا نفقت فادفنها لاتأكل لحمها السباع، فان رسول الله صلي الله عليه وآله قال: ما من بعير يوقف عليه موقف عرفة سبع حجج إلا جعله الله من نعم الجنة، وبارك في نسله فلما نفقت حفر لها أبوجعفر عليه السلام ودفنها [62] .

47 ير: أحمد بن محمد، عن الاهوازي، والبرقي، عن النضر، عن يحيي الحلبي، عن عمران الحلبي، عن محمد الحلبي قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: لما اتي بعلي بن الحسين عليه السلام يزيد بن معاوية عليهما لعائن الله ومن معه جعلوه في بيت فقال بعضهم: إنما جعلنا في هذا البيت ليقع علينا فيقتلنا، فراطن الحرس، فقالوا: انظروا إلي هؤلاء يخافون أن يقع عليهم البيت وإنما يخرجون غدا فيقتلون، قال علي بن الحسين عليه السلام: لم يكن فينا أحد يحسن الرطانة [63] غيري، والرطانة عند أهل المدينة الرومية [64] .

48 قب: [65] سن: قال أبوعبدالله عليه السلام: كان علي بن الحسين



[ صفحه 71]



صلوات الله عليه يمشي مشية كأن علي رأسه الطير لايسبق يمينه شماله [66] .

بيان: قال الجزري في صفة الصحابة: كأنما علي رؤوسهم الطير وصفهم بالسكون والوقار، وأنه لم يكن فيهم طيش ولا خفة لان الطير لا تكاد تقع إلا علي شئ ساكن [67] .

49 ير: ابن معروف، عن حماد بن عيسي، عن حريز، عن فضيل، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن علي بن الحسين عليه السلام اتي بعسل فشر به فقال: والله إني لاعلم من أين هذا العسل؟ وأين أرضه؟ وإنه ليمتار من قرية كذا وكذا [68] .

50 ك: ابن الوليد، عن ابن أبان، عن الاهوازي، عن النضر، عن يحيي الحلبي، عن معمر بن يحيي، عن أبي خالد الكابلي، عن علي بن الحسين عليه السلام قال: إذا بني بنو العباس مدينة علي شاطئ الفرات كان بقاؤهم بعدها سنة [69] .

51 سن: ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن ابن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: حج علي بن الحسين صلوات الله عليه علي راحلة عشر حجج ما قرعها بسوط ولقد بركت به سنة من سنواته فما قرعها بسوط [70] .

52 سن: بعض أصحابنا رفعه، قال: قال أبو عبدالله عليه السلام: كان علي بن الحسين عليه السلام إذا سافر إلي مكة للحج والعمرة، تزود من أطيب الزاد من اللوز والسكر والسويق المحمض والمحلي.

قال: وحدثني به ابن يزيد، عن محمد بن سنان، وابن أبي عمير، عن عبدالله ابن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام [71] .

53 سن: محمد بن علي، عن علي بن أسباط، عن سيابة بن ضريس، عن حمزة بن حمران، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام إذا كان



[ صفحه 72]



اليوم الذي يصوم فيه، يأمر بشاة فتذبح وتقطع أعضاؤها وتطبخ، وإذا كان عند المساء أكب علي القدور حتي يجد ريح المرق وهو صائم، ثم يقول: هاتوا القصاع اغرفوا لآل فلان، واغرفوا لآل فلان، حتي يأتي علي آخر القدور، ثم يؤتي بخبز وتمر فيكون ذلك عشاءه [72] .

54 قب: عنه عليه السلام مثله [73] .

55 سن: أبي، عن أبن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: كان علي ابن الحسين عليه السلام يعجبه العنب، فكان ذات يوم صائما، فلما أفطر كان أول ما جاءت العنب، أتته ام ولد له بعنقود فوضعته بين يديه، فجاء السائل فدفع إليه فدست إليه أعني إلي السائل فاشترته منه، ثم أتته فوضعته بين يديه، فجاء سائل آخر فأعطاه ففعلت ام الولد مثل ذلك، حتي فعل ثلاث مرات، فلما كان في الرابع أكله [74] .

56 سن: ابن يزيد وابن أبي عمير، عن ابن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام ليبتاع الراحلة بمائة دينار يكرم بها نفسه [75] .

57 يج: روي عن داود بن فرقد قال: ذكر عند أبي عبدالله عليه السلام قتل الحسين عليه السلام وأمر ابنه في حمله إلي الشام، فقال: إنه لما ورد إلي السجن قال بعض من فيه لبعض: ما أحسن بنيان هذا الجدار، وكان عليه كتابة بالرومية فقرأها علي بن الحسين عليه السلام فتراطن الروم بينهم وقالوا: ما في هؤلاء من هو أولي بدم المقتول من هذا؟ يعنون علي بن الحسين عليه السلام [76] .



[ صفحه 73]



58 شا: أبومحمد الحسن بن محمد العلوي، عن جده، عن محمد بن ميمون البزاز، عن سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب الزهري قال: حدثنا علي بن الحسين عليه السلام وكان أفضل هاشمي أدركناه قال: أحبونا حب الاسلام، فما زال حبكم لنا حتي صار شينا علينا [77] .

بيان: لعل المراد النهي عن الغلو، أي أحبونا حبا يكون موافقا لقانون الاسلام ولايخرجكم عنه، ولازال حبكم كان لنا حتي أفرطتم وقلتم فينا ما لانرضي به، فصرتم شينا وعيبا علينا، حيث يعيبوننا الناس بما تنسبون إلينا.

59 شا: الحسن بن محمد بن يحيي [عن جده، عن إدريس بن محمد بن يحيي] [78] بن عبدالله بن الحسن، وأحمد بن عبدالله بن موسي، وإسماعيل ابن يعقوب جميعا، عن عبدالله بن موسي، عن أبيه، عن جده قال: كانت امي فاطمة بنت الحسين عليه السلام تأمرني أن أجلس إلي خالي علي بن الحسين عليه السلام، فما جلست إليه قط إلا قمت بخير قد أفدته، إما خشية لله تحدث لله في قلبي لما أري من خشيته لله، أو علم استفدته منه [79] .

بيان: قال الفيروزآبادي: أفدت المال استفدته وأعطيته ضد [80] .

60 شا: روي أبومعمر، عن عبدالعزيز [81] بن أبي حازم، قال: سمعت أبي يقول: ما رأيت قط هاشميا أفضل من علي بن الحسين عليه السلام [82] .

61 عم [83] شا: محمد بن الحسين، عن عبدالله بن محمد القرشي، قال: كان



[ صفحه 74]



علي بن الحسين عليه السلام إذا توضأ اصفر لونه، فيقول له أهله: ما الذي يغشاك؟ فيقول: أتدرون لمن أتاهب للقيام بين يديه؟ [84] .

62 عم [85] شا: روي عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، وكانت الريح تميله بمنزلة النسبلة [86] .

63 شا: روي سفيان الثوري، عن عبيدالله بن عبدالرحمان بن وهب قال: ذكر لعلي بن الحسين عليه السلام فضله فقال: حسبنا أن نكون من صالحي قومنا [87] .

64 ما: ابن عبدون، عن علي بن محمد بن الزبير، عن علي بن فضال، عن العباس بن عامر، عن أحمد بن زرق، عن أبي اسامة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: ما تجرعت جرعة غيظ أحب إلي من جرعة غيظ أعقبها صبرا، وما احب أن لي بذلك حمرا النعم قال: وكان يقول: الصدقة تطفئ غضب الرب قال: وكان لاتسبق يمينه شماله، وكان يقبل الصدقة قبل! أن يعطيها السائل، قيل له: ما يحملك علي هذا؟ قال: فقال: لست اقبل يد السائل إنما اقبل يد ربي، إنها تقع في يد ربي قبل أن تقع في يد السائل، قال: ولقد كان يمر علي المدرة في وسط الطريق فينزل عن دابته حتي ينحيها بيده عن الطريق، قال: ولقد مر بمجذومين فسلم عليهم وهم يأكلون، فمضي ثم قال: إن الله لايحب المتكبرين، فرجع إليهم فقال: إني صائم وقال: ائتوني بهم في المنزل، قال: فأتوه فأطعمهم ثم أعطاهم [88] .

65 شا: أبومحمد الحسن بن محمد بن يحيي، عن جده، عن أبي محمد الانصاري عن محمد بن ميمون البزاز، عن الحسين بن علوان، عن أبي علي بن زياد بن رستم



[ صفحه 75]



عن سعيد بن كلثوم، قال: كنت عند الصادق جعفر بن محمد عليه السلام، فذكر أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فأطراه ومدحه بما هو أهله، ثم قال: والله ما أكل علي ابن أبي طالب من الدنيا حراما قط حتي مضي لسبيله، وما عرض له أمران قط هما لله رضا إلا أخذ بأشدهما عليه في دينه، وما نزلت برسول الله صلي الله عليه وآله نازلة قط إلا دعاه ثقة به، وما أطاق عمل رسول الله صلي الله عليه وآله من هذه الامة غيره، وإن كان ليعمل عمل رجل كأن وجهه بين الجنة والنار، يرجو ثواب هذه ويخاف عقاب هذه ولقد أعتق من ماله ألف مملوك في طلب وجه الله والنجاة من النار، مما كد بيديه ورشح منه جبينه، وإن كان ليقوت أهله بالزيت والخل والعجوة، وما كان لباسه إلا الكرابيس إذا فضل شئ عن يده من كمه دعا بالجلم [89] فقصه، وماأشبهه من ولده ولاأهل بيته أحد أقرب شبها به في لباسه وفقهه من علي بن الحسين عليه السلام، ولقد دخل أبو جعفر ابنه عليه فاذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد، فرآه، وقد اصفر لونه من السهر، ورمضت عيناه من البكاء، ودرت جبهته، وانخرم أنفه من السجود، وقد ورمت ساقاه وقدماه من القيام في الصلاة، فقال أبوجعفر عليه السلام: فلم أملك حين رأيته بتلك الحال البكاء، فبكيت رحمة له، فاذا هو يفكر، فالتفت إلي بعد هنيئة من دخولي فقال: يا بني أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة علي ابن أبي طالب عليه السلام فأعطيته فقرأ فيها شيئا يسيرا، ثم تركها من يده تضجرا وقال: من يقوي علي عبادة علي بن أبي طالب عليه السلام [90] .

بيان: رمضت أي احترقت [91] .

66 شا: أبومحمد الحسن بن محمد، عن جده، عن سلمة بن شبيب، عن



[ صفحه 76]



عبيدالله بن محمد التيمي، قال: سمعت شيخا من عبدالقيس يقول: قال طاوس: دخلت الحجر في الليل فاذا علي بن الحسين عليه السلام قد دخل فقام يصلي، فصلي ما شاء الله ثم سجد قال: فقلت: رجل صالح من أهل بيت الخير لاستمعن إلي دعائه، فسمعته يقول في سجوده: (عبيدك بفناءك، مسكينك بفناءك، فقيرك بفناءك، سائلك بفناءك قال طاووس: فما دعوت بهن في كرب إلا فرج عني [92] .

67 شا: أبومحمد الحسن بن محمد، عن جده، عن عمار، عن عبدالله بن بكير عن زرارة، قال: سمع سائل في جوف الليل وهو يقول: أين الزاهدون في الدنيا، أين الراغبون في الآخرة، فهتف به هاتف من ناحية البقيع نسمع صوته ولا نري شخصه: ذاك علي بن الحسين عليه السلام [93] .

68 قب: عن زرارة مثله [94] .

69 شا: أبومحمد الحسن بن محمد، عن جده، عن أحمد بن محمد بن الرافعي عن إبراهيم بن علي، عن أبيه، قال: حججت مع علي بن الحسين عليهما السلام فالتاثت الناقة عليه في سيرها، فأشار اليها بالقضيب، ثم قال: آه لو لا القصاص ورد يده عنها [95] .

بيان: الالتياث الابطاء.

70 شا: بهذا الاسناد، قال: حج علي بن الحسين عليه السلام ما شيا، فسار عشرين يوما من المدينة إلي مكة [96] .

71 شا: روي عبدالرزاق، عن معمر، عن الزهري قال: لم ادرك أحدا من أهل هذا البيت يعني بيت النبي صلي الله عليه وآله أفضل من علي بن الحسين عليه السلام [97] .

72 شا: أبومحمد الحسن بن محمد، عن جده، عن أبي يونس محمد بن أحمد، عن أبيه وغير واحد من أصحابنا أن فتي من قريش جلس إلي سعيد بن المسيب



[ صفحه 77]



فطلع علي بن الحسين عليه السلام: فقال القرشي لابن المسيب: من هذا يا أبا محمد؟ فقال: هذا سيد العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام [98] .

73 فتح: ذكر محمد بن أبي عبدالله من رواة أصحابنا في أماليه عن عيسي بن جعفر، عن العباس بن أيوب، عن أبي بكر الكوفي، عن حماد بن حبيب العطار الكوفي، قال: خرجنا حجاجا فرحلنامن زبالة ليلا، فاستقبلتنا ريح سوداء مظلمة، فتقطعت القافلة فتهت في تلك الصحاري والبراري فانتهيت إلي واد قفر، فلما أن جن الليل أويت إلي شجرة عادية، فلما أن اختلط الظلام إذا أنا بشاب قد أقبل عليه أطمار بيض، تفوح منه رائحة المسك، فقلت في نفسي: هذا ولي من أولياء الله متي ما أحس بحركتي خشيت نفاره وأن أمنعه عن كثير مما يريد فعاله، فأخفيت نفسي ما استطعت، فدنا إلي الموضع فتهيأ للصلاة، ثم وثب قائما وهو يقول: يا من أحاز كل شئ ملكوتا، وقهر كل شئ جبروتا، أولج قلبي فرح الاقبال عليك، وألحقني بميدان المطيعين لك، قال: ثم دخل في الصلاة، فلما أن رأيته قد هدأت أعضاؤه، وسكنت حركاته، قمت إلي الموضع الذي تهيأ للصلاة فاذا بعين تفيض بماء أبيض فتهيأت للصلاة، ثم قمت خلفه، فاذا أنا بمحراب كأنه مثل في ذلك الوقت، فرأيته كلما مر بآية فيها ذكر الوعد والوعيد يرددها بأشجان الحنين، فلما أن تقشع الظلام وثب قائما وهو يقول: يا من قصده الطالون فأصابوه مرشدا، وأمه الخائفون فوجدوه متفضلا، ولجأ إليه العابدون فوجدوه نوالا، متي راحة من نصب لغيرك بدنه، ومتي فرح من قصد سواك بنيته، إلهي قد تقشع الظلام ولم أقض من خدمتك وطرا، ولامن حاض مناجاتك مدرا، صل محمد علي محمد وآله، وافعل بي أولي الامرين بك يا أرحم الراحمين، فخفت أن يفوتني شخصه، وأن يخفي علي أثره فتعلقت به، فقلت له: بالذي أسقط عنك ملال التعب، ومنحك شدة شوق لذيذ الرعب إلا ألحقتني منك جناح رحمة، وكنف [99] رقة؟ فاني ضال، وبغيتي



[ صفحه 78]



كلما صنعت، ومناي كلما نطقت، فقال: لو صدق توكلك ما كنت ضالا، ولكن اتبعني واقف أثري، فلما أن صار بجنب الشجرة أخذ بيدي فخيل إلي أن الارض تمد من تحت قدمي، فلما انفجر عمود الصبح قال لي: ابشر فهذه مكة، قال: فسمعت الضجة ورأيت المحجة، فقلت: بالذي ترجوه يوم الآزفة ويوم الفاقة، من أنت؟ فقال لي: أما إذا أقسمت فأنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين [100] .

74 قب: عن حماد بن حبيب مثله [101] .

75 قب: في زهده عليه السلام حلة الاوليآء [102] وفضائل الصحابة: كان علي ابن الحسين إذا فرغ من وضوء الصلاة وصار بين وضوئه وصلاته أخذته رعدة ونفضة فقيل له في ذلك فقال: ويحكم أتدرون إلي من أقوم؟! ومن أريد اناجي؟.

وفي كتبنا: أنه كان إذا توضأ اصفر لونه، فقيل له في ذلك فقال: أتدرون من أتأهب للقيام بين يديه.

طاوس الفقيه: رأيت في الحجر زين العابدين عليه السلام يصلي ويدعو (عبيدك ببابك، أسيرك بفناءك، مسكينك بفناءك، سائلك بفناءك، يشكو إليك ما لايخفي عليك). وفي خبر: لا تردني عن بابك.

وأتت فاطمة بنت علي بن أبي طالب عليهم السلام إلي جابر بن عبدالله، فقالت له: يا صاحب رسول الله صلي الله عليه وآله إن لنا عليكم حقوقا ومن حقنا عليكم أن إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكروه الله، وتدعوه إلي البقيا علي نفسه، وهذا علي بن الحسين بقية أبيه الحسين قد انخرم أنفه [103] ونقبت جبهته وركبتاه وراحتاه أذاب نفسه في العبادة، فأتي جابر إلي بابه واستأذن، فلما دخل عليه وجده في



[ صفحه 79]



محرابه قد أنضته [104] العبادة، فنهض علي فسأله عن حاله سؤالا حفيا، ثم أجلسه بجنبه، ثم أقبل جابر يقول: يا ابن رسول الله أما علمت أن الله إنما خلق الجنة لكم ولمن أحبكم، وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم، فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك؟! فقال له علي بن الحسين: يا صاحب رسول الله أما علمت أن جدي رسول الله صلي الله عليه وآله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فلم يدع الاجتهاد له، وتعبد بأبي هو وامي حتي انتفخ الساق وورم القدم، وقيل له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا، فلما نظر إليه جابر وليس يغني فيه قول، قال: يا ابن رسول الله البقيا علي نفسك فانك من اسرة بهم يستدفع البلاء، وبهم تستكشف اللاواء، وبهم تستمسك السماء فقال: يا جابر لا أزال علي منهاج أبوي مؤتسيا بهما حتي ألقاهما، فأقبل جابر علي من حضر فقال لهم: ما رؤي من أولاد الانبياء مثل علي بن الحسين، إلا يوسف بن يعقوب والله لذرية علي بن الحسين أفضل من ذرية يوسف [105] .

مصباح المتجهد: كان له خريطة فيها تربة الحسين عليه السلام، وكان لايسجد إلا علي التراب [106] .

تهذيب الاحكام: الصادق عليه السلام، كان علي بن الحسين إذا قام إلي الصلاة تغير لونه؟ فاذا سجد لم يرفع رأسه حتي يرفع عرقا [107] .

الباقر عليه السلام كان علي بن الحسين يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة



[ صفحه 80]



وكانت الريح تميله بمنزلة السنبلة، وكانت له خمسمائة نخلة، فكان يصلي عند كل نخلة ركعتين، وكان إذا قام في صلاته غشي لونه لون آخر، وكان قيامه في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل، كان أعضاؤه ترتعد من خشية الله وكان يصلي صلاة مودع يري أنه لايصلي بعدها أبدا.

وروي أنه كان إذا قام إلي الصلاة تغير لونه، وأصابته رعدة، وحال أمره، فربما سأله عن حاله من لايعرف أمره في ذلك، فيقول: إني أريد الوقوف بين يدي ملك عظيم، وكان إذا وقف في الصلاة لم يشتغل بغيرها، ولم ينسمع شيئا لشغله بالصلاة.

وسقط بعض ولده في بعض الليالي فانكسرت يده، فصاح أهل الدار، وأتاهم الجيران، وجيئ بالمجبر فجبر الصبي وهو يصيح من الالم، وكل ذلك لايسمعه فلما أصبح رأي الصبي يده مربوطة إلي عنقه، فقال: ما هذا؟ فأخبروه.

ووقع حريق في بيت هوفيه ساجد، فجعلوا يقولون: يا ابن رسول الله النار النار، فما رفع رأسه حتي اطفئت، فقيل له بعد قعوده: ما الذي ألهاك عنها؟ قال: ألهتني عنها النار الكبري.

الاصمعي: كنت أطوف حول الكعبة ليلة، فاذا شاب ظريف الشمائل وعليه ذؤابتان، وهو متعلق بأستار الكعبة وهو يقول: (نامت العيون، وعلت النجوم وأنت الملك الحي القيوم، غلقت الملوك أبوابها، وأقامت عليها حراسها، وبابك مفتوح للسائلين، جئتك لتنظر إلي برحمتك يا أرحم الراحمين) ثم أنشأ يقول:



يا من يجيب دعا المضطر في الظلم

يا كاشف الضر والبلوي مع السقم



قد نام وفدك حول البيت قاطبة

وأنت وحدك يا قيوم لم تنم



أدعوك رب دعاء قد أمرت به

فارحم بكائي بحق البيت والحرم



إن كان عفوك لايرجوه ذوسرف

فمن يجود علي العاصين بالنعم [108] .



[ صفحه 81]



قال: فاقتفيته فاذا هو زين العابدين عليه السلام.

طاووس الفقيه: رأيته يطوف من العشاء إلي سحر ويتعبد، فلما لم ير أحدا رمق السمآء بطرفه، وقال: إلهي غارت نجوم سماواتك، وهجعت عيون أنامك، وأبوابك مفتحات للسائلين، جئتك لتغفرلي وترحمني وتريني وجه جدي محمد صلي الله عليه وآله في عرصات القيامة، ثم بكي وقال: وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك، وما عصيتك إذ عصيتك وأنا بك شاك، ولا بنكالك جاهل، ولا لعقوبتك متعرض، ولكن سولت لي نفسي وأعانني علي ذلك سترك المرخي به علي، فالآن من عذابك من يتسنقذني؟ وبحبل من أعتصم إن قطعت حبلك عني؟ فواسا أتاه غدا من الوقوف بين يديك، إذا قيل للمخفين جوزوا، وللمثقلين حطوا، أمع المخفين أجوز؟ أم مع المثقلين أحط؟ ويلي كلما طال عمري كثرت خطاياي ولم أتب، أما آن لي أن أستحي من ربي؟! ثم بكي وأنشأ يقول:



أتحرقني بالنار يا غاية المني

فأين رجائي ثم أين محبتي



أتيت بأعمال قباح زرية

وما في الوري خلق جني كجنايتي





[ صفحه 82]



ثم بكي وقال: سبحانك تعصي كأنك لاتري، وتحلم كأنك لم تعص تتودد إلي خلقك بحسن الصنيع كأن بك الحاجة إليهم، وأنت يا سيدي الغني عنهم ثم خر إلي الارض ساجدا؟ قال: فدنوت منه وشلت برأسه ووضعته علي ركبتي وبكيت حتي جرت دموعي علي خده، فاستوي جالسا وقال: من الذي أشغلني عن ذكر ربي؟ فقلت: أنا طاوس يا ابن رسول الله ما هذا الجزع والفزع؟ ونحن يلزمنا أن نفعل مثل هذا ونحن عاصون جانون، أبوك الحسين بن علي وامك فاطمة الزهراء، وجدك رسول الله صلي الله عليه وآله!؟ قال: فالتفت إلي وقال: هيهات هيهات يا طاوس دع عني حديث أبي وامي وجدي خلق الله الجنة لمن أطاعه وأحسن، ولو كان عبدا حبشيا، وخلق النار لمن عصاه ولو كان ولدا قرشيا أما سمعت قوله تعالي (فاذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون) [109] والله لا ينفعك غدا إلا تقدمة تقدمها من عمل صالح [110] .

بيان: قوله عليه السلام: زرية بتقديم المعجمة من قولهم زري عليه أي عابه وعاتبه وشلت بالشئ بضم الشين أي رفعته.

76 قب: وكفاك من زهده الصحيفة الكاملة والندب المروية عنه عليه السلام.

فمنها ما روي الزهري: يا نفس حتام إلي الحياة سكونك، وإلي الدنيا وعمارتها ركونك، أما اعتبرت بمن مضي من أسلافك، ومن وارته الارض من آلافك، ومن فجعت به من إخوانك.

شعر:



فهم في بطون الارض بعد ظهورها

محاسنهم فيها بوال دواثر



خلت دورهم منهم وأقوت عراصهم

وساقتهم نحو المنايا المقادر





[ صفحه 83]



وخلوا عن الدنيا وما جمعوا لها

وضمتهم تحت التراب الحفائر [111] .



ومنها ما روي الصادق عليه السلام: حتي متي تعدني الدنيا وتخلف، وء أتمنها فتخون



[ صفحه 84]



وأستنصحها فتغش، لاتحدث جديدة إلا تخلق مثلها، ولاتجمع شملا إلا بتفريق بين حتي كأنها غيري، أو محتجبة تغار علي ألاف وتحسد أهل النعم، شعر:



[ صفحه 85]



فقد آذنتني بانقطاع وفرقة

وأومض لي من كل افق بروقها



ومنها ما روي سفيان بن عيينة: أين السلف الماضون؟ والاهل والاقربون؟



[ صفحه 86]



والانبياء والمرسلون؟ طحنتهم والله المنون، وتوالت عليهم السنون، وفقدتهم العيون وإنا إليهم لصائرون، وإنا لله وإنا إليه راجعون:



[ صفحه 87]



إذا كان هذا نهج من كان قبلنا

فإنا علي آثارهم نتلاحق



فكن عالما أن سوف تدرك من مضي

ولو عصمتك الراسيات الشواهق



فما هذه دار المقامة فاعلمن

ولو عمر الانسان ما ذر شارق [112] .



توضيح: الآلاف جمع الالف بالكسر بمعني الاليف، وفجعه كمنعه أو جمعه، وأقوت الدار، أي خلت، والبين الفراق والوصل ضد، والمراد هنا الثاني ويمكن أن يقرأ بتشديد اليآء بأن يكون صفة، وغيري فعلي من الغيرة، والمنون الدهر والموت، وذرت الشمس بالتشديد طلعت، والشارق الشمس حين تشرق.



[ صفحه 88]



77 قب: ومما جاء في صدقته عليه السلام ما روي في الحلية [113] وشرف النبي والاغاني [114] وعن محمد بن إسحاق بالاسناد عن الثمالي، وعن الباقر عليه السلام إنه كان علي بن الحسين عليه السلام يحمل جراب الخبز علي ظهره بالليل فيتصدق به، قال أبو حمزة الثمالي وسيفان الثوري كان عليه السلام يقول: إن صدقة السر تطفئ غضب الرب.

الحلية [115] والاغاني [116] عن محمد بن إسحاق إنه كان ناس من أهل المدينة يعيشون لايدرون من أين معاشهم، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به بالليل.

وفي رواية أحمد به حنبل عن معمر، عن شيبة بن نعامة: أنه كان يقوت مائة أهل بيت بالمدينة، وقيل: كان في كل بيت جماعة من الناس.

الحلية [117] قال: إن عائشة سمعت أهل المدينة يقولون: ما فقدنا صدقة السر حتي مات علي بن الحسين عليهما السلام.

وفي رواية محمد بن إسحاق إنه كان في المدينة كذا وكذا بيتا يأتيهم رزقهم وما يحتاجون إليه لايدرون من أين يأتيهم، فلما مات زين العابدين عليه السلام فقدوا ذلك فصرخوا صرخة واحدة.



[ صفحه 89]



وفي خبر: عن أبي جعفر عليه السلام إنه كان يخرج في الليلة الظلماء، فيحمل الجراب علي ظهره حتي يأتي بابا بابا، فيقرعه ثم يناول من كان يخرج إليه، وكان يغطي وجهه إذا ناول فقيرا لئلا يعرفه، الخبر.

وفي خبر: أنه كان إذا جنه الليل، وهدأت العيون قام إلي منزله، فجمع ما يبقي فيه عن قوت أهله، وجعله في جراب ورمي به علي عاتقه وخرج إلي دور الفقراء وهو متلثم، ويفرق عليهم، وكثيرا ما كانوا قياما علي أبوابهم ينتظرونه فإذا رأوا تباشروا به، وقالوا: جاء صاحب الجراب.

الحلية [118] قال الطائي: إن علي بن الحسين عليه السلام كان إذا ناول الصدقة السائل قبله ثم ناوله.

شرف العروس: عن أبي عبدالله الدامغاني أنه كان علي بن الحسين عليه السلام يتصدق بالسكر واللوز فسئل عن ذلك فقرأ قوله تعالي: (لن تنالوا البر حتي تنفقوا مما تحبون) [119] وكان عليه السلام: يحبه.



[ صفحه 90]



الصادق عليه السلام إنه كان علي بن الحسين عليه السلام يعجب بالعنب فدخل منه إلي المدينة شئ حسن، فاشترت منه ام ولده شيئا وأتته به عند إفطاره فأعجبه، فقبل أن يمد يده وقف بالباب سائل، فقال لها: احمليه إليه، قالت: يا مولاي بعضه يكفيه قال: لا والله وأرسله إليه كله، فاشترت له من غدو أتت به فوقف السائل، ففعل مثل ذلك فأرسلت فاشترت له، وأتته به في الليلة الثالثة ولم يأت سائل فأكل وقال: ما فاتنامنه شئ والحمدلله [120] .

الحلية [121] قال أبوجعفر عليه السلام: إن أباه علي بن الحسين عليهما السلام قاسم الله ماله مرتين.

الزهري: لما مات زين العابدين عليه السلام فغسلوه، وجد علي ظهره مجل [122] فبلغني إنه كان يستقي لضعفة جيرانه بالليل.

الحلية [123] قال: عمرو بن ثابت: لما مات علي بن الحسين فغسلوه جعلوا ينظرون إلي آثار سواد في ظهره وقالوا: ما هذا؟ فقيل: كان يحمل جرب الدقيق ليلا علي ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة.

وفي روايات أصحابنا: إنه لما وضع علي المغتسل نظروا إلي ظهره وعليه مثل ركب الابل مما كان يحمل علي ظهره إلي منازل الفقراء.

وكان عليه السلام إذا انقضي الشتاء تصدق بكسوته، وإذا انقضي الصيف تصدق بكسوته، وكان يلبس من خز اللباس فقيل له: تعطيها من لايعرف قيمتها ولايليق به لباسها، فلو بعتها فتصدقت بثمنها، فقال: إني أكره أن أبيع ثوبا صليت فيه [124] .



[ صفحه 91]



78 قب: ومما جاء في صومه وحجه عليه السلام معتب عن الصادق عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام شديد الاجتهاد في العبادة نهاره صائم وليله قائم فأضر ذلك بجسمه فقلت له: يا أبه كم هذا الدؤب؟ فقال له: أتحبب إلي ربي لعله يزلفني، وحج عليه السلام ماشيا فسار في عشرين يوما من المدينة إلي مكة.

زرارة بن أعين: لقد حج علي ناقة عشرين حجة فماقرعها بسوط.

رواه صاحب الحلية [125] عن عمرو بن ثابت.

إبراهيم الرافعي قال: التاثت عليه ناقته فرفع القضيب وأشار إليها وقال: لولا خوف القصاص لفعلت، وفي رواية: آه من القصاص، ورد يده عنها.

وقال عبدالله بن مبارك: حججت بعض السنين إلي مكة فبينما أنا سائر في عرض الحاج وإذا صبي سباعي أو ثماني؟ وهو يسير في ناحية من الحاج بلا زاد ولا راحلة فتقدمت إليه وسلمت عليه، وقلت له: مع من قطعت البر؟ قال: مع البار فكبر في عيني، فقلت: يا ولدي أين زادك وراحلتك؟ فقال: زادي تقواي، وراحلتي رجلاي، وقصدي مولاي، فعظم في نفسي، فقلت: يا ولدي ممن تكون؟ فقال: مطلبي، فقلت: أبن لي؟ فقال: هاشمي، فقلت: هاشمي، فقلت: أبن لي، فقال: علوي فاطمي فقلت: يا سيدي هل قلت شيئا من الشعر؟ فقال: نعم، فقلت: أنشدني شيئا من شعرك، فأنشد:



لنحن علي الحوض رواده

نذود ونسقي وراده



وما فاز من فاز إلا بنا

وما خاب من حبنا زاده



ومن سرنا نال منا السرور

ومن ساءنا ساء ميلاده



ومن كان غاصبنا حقنا

فيوم القيامة ميعاده



ثم غاب عن عيني إلي أن أتيت مكة فقضيت حجتي ورجعت، فأتيت الابطح فإذا بحلقة مستديرة، فاطلعت لانظر من بها فإذا هو صاحبي، فسألت عنه فقيل:



[ صفحه 91]



78 قب: ومما جاء في صومه وحجه عليه السلام معتب عن الصادق عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام شديد الاجتهاد في العبادة نهاره صائم وليله قائم فأضر ذلك بجسمه فقلت له: يا أبه كم هذا الدؤب؟ فقال له: أتحبب إلي ربي لعله يزلفني، وحج عليه السلام ماشيا فسار في عشرين يوما من المدينة إلي مكة.

زرارة بن أعين: لقد حج علي ناقة عشرين حجة فماقرعها بسوط.

رواه صاحب الحلية [126] عن عمرو بن ثابت.

إبراهيم الرافعي قال: التاثت عليه ناقته فرفع القضيب وأشار إليها وقال: لولا خوف القصاص لفعلت، وفي رواية: آه من القصاص، ورد يده عنها.

وقال عبدالله بن مبارك: حججت بعض السنين إلي مكة فبينما أنا سائر في عرض الحاج وإذا صبي سباعي أو ثماني؟ وهو يسير في ناحية من الحاج بلا زاد ولا راحلة فتقدمت إليه وسلمت عليه، وقلت له: مع من قطعت البر؟ قال: مع البار فكبر في عيني، فقلت: يا ولدي أين زادك وراحلتك؟ فقال: زادي تقواي، وراحلتي رجلاي، وقصدي مولاي، فعظم في نفسي، فقلت: يا ولدي ممن تكون؟ فقال: مطلبي، فقلت: أبن لي؟ فقال: هاشمي، فقلت: هاشمي، فقلت: أبن لي، فقال: علوي فاطمي فقلت: يا سيدي هل قلت شيئا من الشعر؟ فقال: نعم، فقلت: أنشدني شيئا من شعرك، فأنشد:



لنحن علي الحوض رواده

نذود ونسقي وراده



وما فاز من فاز إلا بنا

وما خاب من حبنا زاده



ومن سرنا نال منا السرور

ومن ساءنا ساء ميلاده



ومن كان غاصبنا حقنا

فيوم القيامة ميعاده



ثم غاب عن عيني إلي أن أتيت مكة فقضيت حجتي ورجعت، فأتيت الابطح فإذا بحلقة مستديرة، فاطلعت لانظر من بها فإذا هو صاحبي، فسألت عنه فقيل:



[ صفحه 92]



هذا زين العابدين عليه السلام، ويروي له عليه السلام:



نحن بنو المصطفي ذوو غصص

يجرعها في الانام كاظمنا



عظيمة في الانام محنتنا

أولنا مبتلي وآخرنا



يفرح هذا الوري بعيدهم

ونحن أعيادنا مآتمنا



والناس في الامن من والسرور وما

يأمن طول الزمان خائفنا



وما خصصنا به من الشرف

الطائل بين الانما آفتنا



يحكم فينا الحكم فيه لنا

جاحدنا حقنا وغاصبنا [127] .



79 ين: الجوهري، عن البطائني، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن أبي ضرب غلاما له قرعة واحدة بسوط، وكان بعثه في حاجة فأبطأ عليه، فبكي الغلام وقال: الله يا علي بن الحسين تبعثني في حاجتك ثم تضربني قال: فبكي أبي وقال: يا بني اذهب إلي قبر رسول الله صلي الله عليه وآله فصل ركعتين ثم قل: اللهم اغفر لعلي ابن الحسين خطيئته يوم الدين، ثم قال للغلام: اذهب فأنت حر لوجه الله، قال أبوبصير: فقلت له: جعلت فداك كأن العتق كفارة الضرب؟! فسكت [128] .

80 ين: الحسن بن علي قال: قال أبوالحسين عليه السلام: إن علي بن الحسين عليهما السلام ضرب مملوكا، ثم دخل إلي منزله فأخرج السوط ثم تجرد له ثم قال: اجلد علي بن الحسين! فأبي عليه، فأعطاه خمسين دينارا [129] .

81 ين: النضر، عن أبي سيار، عن مروان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام: ما عرض لي قط أمران أحدهما للدنيا والآخر للآخرة فآثرت الدنيا إلا رأيت ما أكره قبل أن أمسي [130] .



[ صفحه 93]



82 قب: النسوي في التاريخ قال نافع بن جبير لعلي بن الحسين عليه السلام: إنك تجالس أقواما دونا؟ فقال له: إني اجالس من أنتفع بمجالسته في ديني.

وقيل له عليه السلام: إذا سافرت كتمت نفسك أهل الرفقة؟ فقال: أكره أن آخذ برسول الله ما لا اعطي مثله [131] .

الاغاني [132] قال نافع: قال عليه السلام: ما أكلت بقرابتي من رسول الله صلي الله عليه وآله شيئا قط.

أمالي أبي عبدالله النيسابوري قيل له: إنك أبر الناس ولا تأكل مع امك في قصعة وهي تريد ذلك؟ فقال عليه السلام: أكره أن تسبق يدي إلي ما سبقت إليه عينها فأكون عاقا لها فكان بعد ذلك يغطي الغضارة بطبق ويدخل يده من تحت الطبق ويأكل وكان عليه السلام يمر علي المدرة في وسط الطريق فينزل عن دابته حتي ينحيها بيده عن الطريق [133] .

بيان: قال الفيروز آبادي الغضارة: الطين اللازب الاخضر الحر كالغضار

والنعمة والسعة والخصب [134] .

أقول: المراد هنا إما الطعام أو ظرفه مجازا.

83 قب: سفيان بن عيينة، قال: ما رؤي علي بن الحسين عليه السلام قط جائزا بيديه فخذيه وهو يمشي.

عبدالله بن مسكان، عن علي بن الحسين إنه كان يدعو خدمه كل شهر ويقول: إني قد كبرت ولا أقدر علي النساء، فمن أراد منكن التزويج زوجتها، أو البيع بعتها.

أو العتق أعتقتها، فإذا قالت إحداهن: لا، قال: اللهم اشهد، حتي يقول ثلاثا، وإن سكتت واحدة منهن قال لنسائه: سلوها ما تريد، وعمل علي مرادها [135] .



[ صفحه 94]



84 قب: في كرمه وصبره وبكائه عليه السلام تاريخ الطبري [136] قال الواقدي: كان هشام بن إسماعيل يؤذي علي بن الحسين عليهما السلام في إمارته فلما عزل أمر به الوليد أن يوقف للناس فقال: ما أخاف إلا من علي بن الحسين، فمر به علي بن الحسين وقد وقف عند دار مروان، وكان علي قد تقدم إلي خاصته الا يعرض له أحد منكم بكلمة، فلما مر ناداه هشام: الله أعلم حيث يجعل رسالاته.

وزاد ابن فياض في الرواية في كتابه أن زيد العابدين أنفذ إليه وقال: انظر إلي ما أعجزك من مال تؤخذ به فعندنا ما يسعك فطب نفسا منا ومن كل من يطيعنا، فنادي هشام: الله أعلم حيث يجعل رسالاته [137] .

كافي الكليني، ونزهة الابصار، عن أبي مهدي: إن علي بن الحسين عليه السلام مر علي المجذومين وهو راكب حمار وهم يتغدون، فدعوه إلي الغداء فقال: إني صائم، ولو لا أني صائم لفعلت، فلما صار إلي منزله أمر بطعام فصنع وأمر أن يتنوقوا فيه، ثم دعاهم فتغدوا عنده وتغدي معهم [138] .

وفي رواية: أنه عليه السلام تنزه عن ذلك لانه كان كسرا من الصدقة لكونه حراما عليه.

الكافي: عيسي بن عبدالله، قال: احتضر عبدالله فاجتمع غرماؤه فطالبوه بدين لهم، فقال: لامال عندي أعطيكم، ولكن ارضوا بمن شئتم من ابني عمي علي بن الحسين وعبدالله بن جعفر، فقال الغرماء: عبدالله بن جعفرملي مطول، وعلي بن الحسين رجل لامال له صدوق فهو أحب إلينا، فأرسل إليه فأخبره الخبر، فقال عليه السلام: أضمن لكم المال إلي غلة ولم تكن له غلة، قال: فقال القوم: قد رضينا وضمنه، فلما أتت الغلة أتاح الله له المال فأوفاه [139] .



[ صفحه 95]



الحلية [140] : قال سعيد بن مرجانة: عمد علي بن الحسين إلي عبد له كان عبدالله بن جعفر أعطاه به عشرة آلاف درهم أو ألف دينار، فأعتقه.

وخرج زين العابدين وعليه مطرف خز فتعرض له سائل فتعلق بالمطرف فمضي وتركه.

ومما جاء في صبره عليه السلام: الحلية: [141] قال إبراهيم بن سعد: سمع علي بن الحسين عليهما السلام واعية في بيته وعنده جماعة، فنهض إلي منزله ثم رجع إلي مجلسه فقيل له: أمن حدث كانت الواعية؟ قال: نعم فعزوه وتعجبوا من صبره، فقال: إنا أهل بيت نطيع الله عزوجل فيما نحب ونحمده فيما نكره.

(وفيها [قال العتبي] قال علي بن الحسين عليهما السلام وكان من أفضل بني هاشم لابنه: با يني اصبر علي النوائب، ولا تتعرض للحقوق، ولا تجب أخاك إلي الامر الذي مضرته عليك أكثر من منفعته له [142] .

محاسن البرقي [143] بلغ عبدالملك أن سيف رسول الله صلي الله عليه وآله عنده، فبعث يستوهبه منه ويسأله الحاجة، فأبي عليه، فكتب إليه عبدالملك يهدده وأنه يقطع رزقه من بيت المال، فأجابه عليه السلام: أما بعد فإن الله ضمن للمتقين المخرج من حيث يكرهون، والرزق من حيث لا يحتسبون، وقال جل ذكره: (إن الله لا يحب كل خوان كفور) [144] فانظر أينا أولي بهذه الآية.

في حلمه وتواضعه: شتم بعضهم زين العابدين صلوات الله عليه، فقصده غلمانه فقال: دعوه فان ما خفي منا أكثر مما قالوا، ثم قال له: ألك حاجة يا رجل؟ فخجل الرجل فأعطاه ثوبه وأمر له بألف درهم، فانصرف الرجل صارخا يقول: أشهد أنك ابن رسول الله [145] .



[ صفحه 96]



ونال منه الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام فلم يكلمه، ثم أتي منزله وصرخ به، فخرج الحسن متوثبا للشر، فقال للحسن: يا أخي إن كنت قلت ما في فأستغفر الله منه، وإن كنت قلت ما ليس في يغفر الله لك، فقبل الحسن بين عينيه وقال: بل قلت ما ليس فيك وأنا أحق به [146] .

وشتمه آخر، فقال: يافني إن بين أيدينا عقبة كؤدا، فان جزت منها فلا ابالي بما تقول، وإن أتخير فيها فأنا شر مما تقول [147] .

ابن جعدية قال: سبه عليه السلام رجل، فسكت عنه فقال: إياك أعني، فقال عليه السلام: وعنك أغضني [148] .

وكسرت جارية له قصعة فيها طعام فاصفر وجهها، فقال لها: اذهبي فأنت حرة لوجه الله.

[149] وقيل: إن مولي لعلي بن الحسين عليهما السلام يتولي عمارة ضيعة له، فجاء ليطلعها فأصاب فيها فسادا وتضييعا كثيرا غاضه من ذلك ما رآه وغمه، فقرع المولي بسوط كان في يده، وندم علي ذلك، فلما انصرف إلي منزله أرسل في طلب المولي، فأتاه فوجده عاريا والسوط بين يديه، فظن أنه يريد عقوبته، فاشتد خوفه، فأخذ علي بن الحسين السوط ومد يده إليه وقال: يا هذا قد كان مني إليك ما لم يتقدم مني مثله، وكانت هفوة وزلة، فدونك السوط واقتص مني، فقال المولي: يا مولاي والله إن ظننت إلا أنك تريد عقوبتي وأنا مستحق للعقوبة، فكيف أقتص منك؟ قال: ويحك اقتص، قال: معاذ الله أنت في حل وسعة، فكرر ذلك عليه مرارا، والمولي كل ذلك يتعاظم قوله ويجلله، فلما لم يره يقتص، قال له: أما إذا أبيت فالضيعة صدقة عليك، وأعطاه إياها.

وانتهي عليه السلام إلي قوم يغتابونه، فوقف عليهم فقال لهم: إن كنتم صادقين فغفر الله لي، وإن كنتم كاذبين فغفرالله لكم [150] .



[ صفحه 97]



85 قب: حلية أبي نعيم [151] وتاريخ النسائي، روي عن أبي حازم وسفيان ابن عيينة، والزهري قال: كل واحد منهم: ما رأيت هاشميا أفضل من زين العابدين، ولا أفقه منه [152] .

وقال عليه السلام في قوله تعالي: (يمحو الله ما يشاء) [153] لولا هذه الآية لاخبرتكم بما هو كائن إلي يوم القيامة [154] .

وقلما يوجد كتاب زهد وموعظة لم يذكر فيه، قال علي بن الحسين: أو قال زين العابدين [155] .

وقد روي عنه الطبري، وابن البيع، وأحمد، وابن بطة، وأبوداود، وصاحب الحلية، والاغاني، وقوت القلوب، وشرف المصطفي، وأسباب نزول القرآن والفائق، والترغيب وا لترهيب، عن الزهري، وسفيان بن عيينة، ونافع والاوزاعي، ومقاتل، والواقدي ومحمد بن إسحاق [156] .

الاصمعي: كنت بالبادية وإذا أنا بشاب منعزل عنهم في أطمار رثة، وعليه سيماء الهيبة، فقلت: لو شكوت إلي هؤلاء حالك لاصلحوا بعض شأنك فأنشأ يقول:



لباسي للدنيا التجلد والصبر

ولبسي للاخري البشاشة والبشر



إذا اعترني [157] أمر لجأت إلي العز

لاني من القوم الذين لهم فخر



ألم تر أن العرف قد مات أهله

وأن الندي والجود ضمهما قبر



علي العرف والجود السلام فما بقي

من العرف إلا الرسم في الناس والذكر





[ صفحه 98]



وقائلة لما رأتني مسهدا [158] .

كأن الحشامني يلذعها الجمر



اباطن داء لوحوي منك ظاهرا

فقلت الذي بي ضاق عن وسعه الصدر



تغير أحول وفقد أحبة

وموت دوي الافضال قالت كذا الدهر



فتعرفته فإذا هو علي بن الحسين عليهما السلام فقلت أبي أن يكون هذا الفرخ إلا من ذلك العش [159] .

بيان: قوله: (وقائلة) منصوب بفعل مقدر كرأيت أو أذكر [160] وقوله: (اباطن داء) قول القائلة و (لو) للتمني.

86 كشف: كان عليه السلام إذا مشي لايجاوز يده فخذه، ولايخطر بيده، وعليه السكينة والخشوع [161] .

وقال سفيان: جاء رجل إلي علي بن الحسين عليهما السلام فقال: إن فلانا قد وقع فيك وآذاك، قال: فانطلق بنا إليه، فانطلق معه وهو يري أنه سينصر لنفسه، فلما أتاه، قال له: يا هذا إن كان ما قلت في حقا، فانه تعالي يغفره لي، وإن كان ما قلت في باطلا، فالله يغره لك [162] .

وكان يقول: اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في لوامح العيون علانيتي وتقبح عندك سريرتي، اللهم كما أسأت وأحسنت إلي، فإذا عدت فعد علي [163] .

وكان إذا أتاه السائل يقول: مرحبا بمن يحمل زادي إلي الآخرة [164] .

وإنه عليه السلام كان لايحب أن يعينه علي طهوره أحد وكان يستقي الماء لطهوره ويخمره قبل أن ينام، فاذا قام من الليل بدأ بالسواك، ثم توضأ ثم يأخذ في صلاته، وكان يقضي مافاته من صلاة نافلة النهار في الليل، ويقول: يا بني ليس



[ صفحه 99]



هذا عليكم بواجب، ولكن أحب لمن عود منكم نفسه عادة من الخير أن يدوم عليها وكان لايدع صلاة الليل في السفر والحضر [165] .

87 كشف: وكان عليه السلام يوما خارجا فلقيه رجل فسبه، فثارت إليه العبيد والموالي، فقال لهم علي: مهلا كفوا، ثم أقبل علي ذلك الرجل فقال: ماستر عنك من أمرنا أكثر، ألك حاجة نعينك عليها، فاستحيي الرجل، فألقي إليه علي خميصة [166] كانت عليه، وأمر له بألف درهم، فكان ذلك الرجل بعد ذلك يقول: أشهد أنك من أولاد الرسل [167] .

وكان عنده عليه السلام قوم أضياف فاستعجل خادما له بشواء كان في التنور فأقبل به الخادم مسرعا فسقط السفود [168] منه علي رأس بني لعلي بن الحسين عليه السلام تحت الدرجة فأصاب رأسه فقتله، فقال علي للغلام وقد تحير الغلام واضطرب: أنت حر فانك لم تعتمده، وأخذ في جهاز ابنه ودفنه [169] .

وعن عبدالله بن علي بن الحسين قال: كان أبي يصلي بالليل حتي يزحف إلي فراشه [170] بيان: الزحف: مشي الصبي بالانسحاب علي الارض، أي كان يعسر عليه القيام لشدة الاعياء من العبادة.

88 كشف: الحافظ عبدالعزيز بن الاخضر، روي عن يوسف بن أسباط عن أبيه، قال: دخلت مسجد الكوفة، فاذا شاب يناجي ربه وهو يقول في سجوده: (سجد وجهي متغفرا في التراب لخالقي وحق له) فقمت إليه، فاذا هو علي بن



[ صفحه 100]



الحسين عليه السلام فلما انفجر الفجر، نهضت إليه فقلت له: يا ابن رسول الله تعذب نفسك وقد فضلك الله بما فضلك؟ فبكي ثم قال: حدثني عمرو بن عثمان، عن اسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: كل عين باكية يوم القيامة إلا أربعة أعين: عين بكت من خشية الله، وعين فقئت في سبيل الله، وعين غضت عن محارم الله، وعين باتت ساهرة ساجدة يباهي بها الله الملائكة ويقول: انظروا إلي عبدي روحه عندي وجسده في طاعتي، قد جافي بدنه عن المضاجع، يدعوني خوفا من عذابي وطمعا في رحمتي، اشهدوا أني قد غفرت له [171] .

وعن سفيان: قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يحمل معه جرابا فيه خبز فيتصدق به، ويقول: إن الصدقة لتطفئ غضب الرب، وعنه قال: كان عليه السلام يقول: ما يسرني بنصيبي من الذل حمرالنعم.

وعن عبدالله بن عطا قال: أذنب غلام لعلي بن الحسين عليه السلام ذنبا استحق به العقوبة فأخذ له السوط وقال: (قل للذين آمنوا يغفروا للذين لايرجون أيام الله) [172] فقال الغلام: وما أنا كذاك إني لارجو رحمة الله وأخاف عذابه، فألقي السوط وقال: أنت عتيق [173] .

وسقط له ابن في بئر فتفزع أهل المدينة لذلك حتي أخرجوه، وكان قائما يصلي، فما زال عن محرابه، فقيل له في ذلك، فقال: ما شعرت، إني كنت اناجي ربا عظيما [174] .

وكان له ابن عم يأتيه بالليل متنكرا فيناوله شيئا من الدنانير فيقول: لكن علي بن الحسين لايواصلني، لاجزاه الله عني خيرا، فيسمع ذلك ويحتمل ويصبر عليه ولايعرفه بنفسه، فلما مات علي عليه السلام فقدها فحينئذ علم أنه هو كان، فجاء إلي قبره وبكي عليه [175] .



[ صفحه 101]



وكان عليه السلام يقول في دعائه: اللهم من أناحتي تغضب علي، فوعزتك ما يزين ملك إحساني، ولايقبحه إساءتي، ولا ينقص من خزائنك غناي، ولا يزيد فيها فقري.

وقال ابن الاعرابي: لما وجه يزيد بن معاوية عسكره لاستباحة أهل المدينة ضم علي بن الحسين عليه السلام إلي نفسه أربعمائة منا يعولهن إلي أن انقرض جيش مسلم بن عقبة، وقد حكي عنه مثل ذلك عند إخراج ابن الزبير بني امية من الحجاز [176] ، وقال عليه السلام وقد قيل له: مالك إذا سافرت كتمت نسبك أهل الرفقة؟ فقال: أكره أن آخذ برسول الله صلي الله عليه وآله مالا اعطي مثله، وقال رجل لرجل من آل الزبير كلاما أقذع فيه فأعرض الزبيري عنه، ثم دار الكلام فسب الزبيري علي بن الحسين فأعرض عنه ولم يجبه، فقال له الزبيري: ما يمنعك من جوابي؟ قال: ما يمنعك من جواب الرجل، ومات له ابن فلم ير منه جزع، فسئل عن ذلك فقال: أمر كنا نتوقعه، فلما وقع لم ننكره [177] .

بيان: قال الفيروز آبادي [178] قذعه كمنعه رماه بالفحش وسوء القول كأقذعه.

89 كشف: قال طاوس: رأيت رجلا يصلي في المسجد الحرام تحت الميزاب يدعو ويبكي في دعائه فجئته حين فرغ من الصلاة، فإذا هو علي بن الحسين عليه السلام فقلت له: يا ابن رسول الله رأيتك علي حالة كذا، ولك ثلاثة أرجو أن تؤمنك من الخوف، أحدها: أنك ابن رسول الله، والثاني: شفاعة جدك، والثالث: رحمة الله فقال: يا طاوس أما أني ابن رسول الله صلي الله عليه وآله فلا يؤمنني، وقد سمعت الله تعالي يقول (فلا أنساب بينهم يومئذ ولايتساءلون) [179] وأما شفاعة جدي فلا تؤمنني لان الله



[ صفحه 102]



تعالي يقول: (ولايشفعون إلا لمن ارتضي) [180] وأما رحمة الله فإن الله تعالي يقول (إنها قريبة من المحسنين) [181] ولا أعلم أني محسن [182] .

90 كا: أبوعلي الاشعري، عن عيسي بن أيوب، عن علي بن مهزيار عن فضالة، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين صلوات الله عليهما يقول: إني لاحب أن اقدم علي العمل وإن قل [183] .

وبهذا الاسناد عن فضالة.

عن العلا، عن محمد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول: إني لاحب أن أقدم علي ربي وعملي مستو [184] .

91 كا: علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن خلاد، عن الثمالي عن علي بن الحسين عليه السلام قال: قال: ما احب أن لي بذل نفسي حمر النعم وما تجرعت من جرعة أحب إلي من جرعة غيط لا اكافئ بها صاحبها [185] .

بيان: أي [لا] احب ذل نفسي وإن حصلت لي به حمر النعم، أولا احب ذل نفسي ولا أرضي بدله حمر النعم، فيكون تمهيدا لما بعده، فإن شفاء الغيظ مورث للذل.

92 من كتاب عيون المعجزات المنسوب إلي السيد المرتضي ره: روي عن أبي خالد كنكر الكابلي أنه قال: لقيني يحيي بن ام الطويل رفع الله درجته وهو ابن داية زين العابدين عليه السلام فأخذ بيدي وصرت معه إليه عليه السلام فرأيته جالسا في بيت مفروش بالمعصفر مكلس الحيطان، عليه ثياب مصبغة، فلم أطل عليه الجلوس، فلما أن نهضت قال لي: صر إلي في غد إن شاء الله تعالي، فخرجت من عنده، وقلت ليحيي أدخلتني علي رجل يلبس المصبغات، وعزمت علي أن لا أرجع



[ صفحه 103]



إليه، ثم إني فكرت في أن رجوعي إليه غير ضائر، فصرت إليه في غد، فوجدت الباب مفتوحا ولم أر أحدا، فهممت بالرجوع، فناداني من داخل الدار، فظننت أنه يريد غيري، حتي صاح بي: يا كنكر ادخل، وهذااسم كانت امي سمتني به ولا علم أحد به غيري، فدخلت إليه فوجدته جالسا في بيت مطين علي حصيرمن البردي، وعليه قميص كرابيس، وعنده يحيي، فقال لي: يا أبا خالد إني قريب العهد بعروس، وإن الذي رأيت بالامس من رأي المرأة، ولم ارد مخالفتها، ثم قام عليه السلام وأخذ بيدي وبيد يحيي بن ام الطويل ومضي بنا إلي بعض الغدران وقال: قفا، فوقفنا ننظر إليه فقال: (بسم الله الرحمن الرحيم) ومشي علي الماء حتي رأينا كعبه تلوح فوق الماء، فقلت: الله أكبر الله أكبر، أنت الكلمة الكبري والحجة العظمي، صلوات الله عليك، ثم التفت إلينا عليه السلام وقال: ثلاثة لاينظر الله إليهم يوم القيامة ولايزكيهم ولهم عذاب أليم: المدخل فينا من ليس منا، والمخرج منا من هو منا، والقائل إن لهما في الاسلام نصيبا أعني هذين الصنفين [186] .

أقول: روي ابن أبي الحديد [187] عن سفيان الثوري، عن عمرو بن مرة عن أبي البختري، قال: أثني رجل علي علي بن الحسين في وجهه وكان يبغضه أنا دون ما تقول، وفوق ما في نفسك.

93 قل: بإسنادنا إلي هارون بن موسي التلعكبري رضي الله عنه، بإسناده إلي محمد بن عجلان، قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: كان علي بن الحسين عليهما السلام إذا دخل شهر رمضان لا يضرب عبدا له ولا أمة، وكان إذا أذنب العبد والامة يكتب عنده: أذنب فلان، أذنبت فلانة يوم كذا وكذا، ولم يعاقبه فيجتمع عليهم الادب، حتي إذا كان آخر ليلة من شهر رمضان دعاهم وجمعهم حوله



[ صفحه 104]



ثم أظهر الكتاب ثم قال: يا فلان فعلت كذا وكذا، ولم اؤدبك أتذكر ذلك؟ فيقول: بلي يا ابن رسول الله، حتي يأتي علي آخرهم، ويقررهم جميعا، ثم يقوم وسطهم ويقول لهم: ارفعوا أصواتكم، وقولوا: يا علي بن الحسين إن ربك قد أحصي عليك كلما عملت كما أحصيت علينا كلما عملنا، ولديه كتاب ينطق عليك بالحق، لايغادر صغيرة ولا كبيرة مما أتيت إلا أحصاها، وتجد كلما عملت لديه حاضرا كما وجدنا كلما عملنا لديك حاضرا، فاعف واصفح كما ترجو من المليك العفو، وكما تحب أن يعفو المليك عنك فاعف عنا تجده عفوا، وبك رحيما، ولك غفورا ولايظلم ربك أحدا، كما لديك كتاب ينطق بالحق علينا لايغادر صغيرة ولاكبيرة مما أتيناها إلا أحصاها، فاذكر يا علي بن الحسين ذل مقامك بين يدي ربك الحكم العدل، الذي لا يظلم مثقال حبة من خردل، ويأتي بها يوم القيامة وكفي بالله حسيبا وشهيدا، فاعف واصفح يعف عنك المليك ويصفح، فانه يقول: (وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفرالله لكم) وهو ينادي بذلك علي نفسك ويلقنهم، وهم ينادون معه وهو واقف بينهم يبكي وينوح ويقول: رب إنك أمرتنا أن نعفو عمن ظلمنا، وقد عفونا عمن ظلمنا كما أمرت فاعف عنا، فانك أولي بذلك منا ومن المأمورين وأمرتنا أن لا نرد سائلا عن أبوابنا، وقد أتيناك سؤالا ومساكين وقد أنخنا بفنائك وببابك نطلب نائلك ومعروفك وعطاءك، فامنن بذلك علينا ولا تخيبنا فانك أولي بذلك منا ومن المأمورين، إلهي كرمت فأكرمني إذ كنت من سؤالك وجدت بالمعروف فأخلطني بأهل نوالك يا كريم، ثم يقبل عليهم فيقول: قد عفوت عنكم فهل عفوتم عني ومما كان مني إليكم من سوء ملكة؟ فاني مليك سوء لئيم ظالم مملوك لمليك كريم جواد عادل محسن متفضل؟ فيقولون: قد عفونا عنك يا سيدنا، وما أسأت، فيقول لهم قولوا: اللهم اعف عن علي بن الحسين كما عفا عنا، فاعتقه من النار كما أعتق رقابنا من الرق، فيقولون ذلك، فيقول: اللهم آمين رب العالمين اذهبوا فقد عفوت عنكم وأعتقت رقابكم رجاء للعفو عني وعتق رقبتي فيعتقهم، فإذا كان يوم الفطر أجازهم بجوائز تصونهم وتغنيهم عما



[ صفحه 105]



في أيدي الناس، وما من سنة إلا وكان يعتق فيها في آخر ليلة من شهر رمضان ما بين العشرين رأسا إلي أقل أو أكثر، وكان يقول: إن لله تعالي في كل ليلة من شهر رمضان عند الافطار سبعين ألف ألف عتيق من النار كلا قد استوجب النار فاذا كان آخر ليلة من شهر رمضان أعتق فيها مثل ما أعتق في جميعه، وإني لاحب أن يراني الله وقد أعتقت رقابا في ملكي في دار الدنيا رجاء أن يعتق رقبتي من النار.

وما استخدم خادما فوق حول، كان إذا ملك عبدا في أول السنة أو في وسط السنة إذا كان ليلة الفطر أعتق، واستبدل سواهم في الحول الثاني ثم أعتق، كذلك كان يفعل حتي لحق بالله تعالي، ولقد كان يشتري السودان وما به إليهم من حاجة يأتي بهم عرفات فيسد بهم تلك الفرج والخلال، فاذا أفاض أمر بعتق رقابهم وجوائز لهم من المال [188] .

94 كا: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون عمن يروي عن أبي عبدالله عليه السلام إن علي بن الحسين صلوات الله عليهما تزوج سرية كانت للحسن بن علي عليهما السلام، فبلغ ذلك عبدالملك بن مروان فكتب إليه في ذلك كتابا إنك صرت بعل الاماء، فكتب إليه علي بن الحسين عليهما السلام: إن الله رفع بالاسلام الخسيسة، وأتم به الناقصة، وأكرم به من اللؤم، فلا لؤم علي مسلم إنما اللؤم لؤم الجاهلية، إن رسول الله صلي الله عليه وآله أنكح عبده ونكح أمته، فلما انتهي الكتاب إلي عبدالملك قال لمن عنده: أحبروني عن رجل إذا أتي ما يضع الناس لم يزده إلا شرفا؟ قالوا: ذاك أميرالمؤمنين قال: لا والله ما هو ذاك؟ قالوا: ما نعرف إلا أميرالمؤمنين قال: فلا والله ما هو بأمير المؤمنين ولكنه علي بن الحسين [189] .

95 يب: الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن حسين بن عثمان، عن ابن مسكان، عن الحلبي، قال: سألته عن لبس الخز فقال: لابأس به إن علي بن الحسين عليهما السلام كان يلبس الكساء الخز في الشتاء، فاذا جاء الصيف باعه وتصدق



[ صفحه 106]



بثمنه، وكان يقول: إني لاستحيي من ربي أن آكل ثمن ثوب قد عبدت الله فيه [190] .

96 كا: العدة، عن سهل، عن محمد بن عيسي، عن سليمان بن راشد، عن أبيه قال: رأيت علي بن الحسين عليهما السلام وعليه دراعة [191] سوداء وطيلسان [192] أزرق [193] .

97 كا: العدة، عن سهل، عن البزنطي، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: كان علي بن الحسين صلوات الله عليهما يلبس الجبة الخز بخمسين دينارا والمطرف الخز بخمسين دينارا [194] .

98 كا: العدة، عن سهل، عن الوشاء، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يلبس في الشتاء الجبة الخز، والمطرف الخز، والقلنسوة الخز، فيشتو فيه ويبيع المطرف في الصيف ويتصدق بثمنه، ثم يقول: (من حرم زينة الله التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق [195] .

99 كا: علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير عمن ذكره، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كانت لعلي بن الحسين عليه السلام وسائد وأنماط [196] .



[ صفحه 107]



فيها تماثيل، يجلس عليها [197] .

100 كا: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن أبي حمزة، عن أبيه قال: رأيت علي بن الحسين عليهما السلام في فناء الكعبة في الليل وهو يصلي فأطال القيام حتي جعل مرة يتوكأ علي رجله اليمني ومرة علي رجله اليسري، ثم سمعته يقول بصوت كأنه باك: يا سيدي تعذبني وحبك في قلبي، أما وعزتك لئن فعلت لتجمعن بيني وبين قوم طالما عاديتهم فيك [198] .

101 كا: علي، عن أبيه و القاساني جميعا، عن القاسم بن محمد، عن سليمان ابن داود، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري قال: قال علي بن الحسين عليه السلام: لومات من بين المشرق و المغرب لما استوحشت بعد أن يكون القرآن معي، وكان عليه السلام إذا قرأ (مالك يوم الدين) يكررها، حتي كان أن يموت [199] .

102 كا: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عمن ذكره، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول: إنه يسخي نفسي في سرعة الموت والقتل فينا قول الله: (أو لم يروا أنا نأتي الارض ننقصها من أطرافها) [200] هو ذهاب العلماء [201] .

103 كا: عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب عن عبدالله بن غالب الاسدي، عن أبيه، عن سعيد بن المسيب قال: حضرت علي ابن الحسين عليه السلام يوما حين صلي الغداة فإذا سائل بالباب، فقال علي بن الحسين: أعطوا السائل، ولاتردوا سائلا [202] .



[ صفحه 108]



104 دعوات الراوندي: عن محمد بن الحسين الخزاز، عن أبيه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام يلبس الصوت وأغلظ ثيابه إذا قام إلي الصلاة، وكان عليه السلام إذا صلي يبرز إلي موضع خشن فيصلي فيه، ويسجد علي الارض فأتي الجبان وهو جبل بالمدينة، يوما ثم قام علي حجارة خشنة محرقة، فأقبل يصلي، وكان كثير البكاء، فرفع رأسه من السجود وكأنما غمس في الماء من كثرة دموعه.


پاورقي

[1] اعلام الوري ص 154.

[2] الارشاد ص 273.

[3] أخرج الحديث الامير ورام في تنبيه الخواطر ص 422 طبع النجف.

[4] الكافي ج 5 ص 81.

[5] فلاح السائل ص 101 طبعة ايران سنة 1282 ه.

[6] هو هشام بن اسماعيل المخزومي ولي المدينة سنة 84 ولاه عبدالملك بن مروان وبقي واليا عليها حتي سنة 87 فعزله الوليد بن عبدالملك عن المدينة وورد عزله فيما ذكر ليلة الاحد لسبع ليال خلون من شهر ربيع الاول (عن الطبري باختصار).

[7] ارشاد المفيد ص 274.

[8] اعلام الوري ص 154.

[9] الارشاد ص 275.

[10] مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 296.

[11] الارشاد ص 275.

[12] الارشاد ص 275.

[13] مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 301 بتفاوت.

وفي الحلية ج 3 ص 141.

[14] القاموس المحيط ج 4 ص 204.

[15] نفس المصدر ج 1 ص 105.

[16] مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 277.

[17] في نسخة الكمباني (عن عمه اسحاق بن الفضل عن أبيه عمه، عن عبدالله بن الحارث، وهو تصحيف (ب).

[18] الكافي ج 6 ص 515 وفيه قال حدثني أبي عن أبيه.

[19] المطرف، كمكرم رداء من خز مربع ذي اعلام جمع مطارف (القاموس).

[20] الغالية: طيب معروف (القاموس).

[21] الكافي ج 6 ص 517.

[22] نفس المصدر ج 6 ص 516 بتفاوت يسير.

[23] نفس المصدر ج 1 ص 661.

[24] القطيفة: دثار مخمل جمع قطائف وقطف بضمتين (القاموس).

[25] الكافي ج 6 ص 541، وأخرجه البرقي في المحاسن ص 629.

[26] نفس المصدر ج 7 ص 56.

[27] يقال: حفي عنه: أكثر السؤال عن حاله، وفي النسخة (خفيا) وهو تصحيف.

(ب).

[28] أمالي ابن الشيخ المطبوع بآخر امالي أبيه ص 407.

[29] نفقت الدابة ماتت (القاموس).

[30] الخصال ج 2 ص 100 في ذكر ثلاث وعشرين خصلة من الخصال المحمودة التي وصف بها علي بن الحسين عليه السلام.

[31] الغرر: غرر بنفسه تغريرا وتغرة كتحلة عرضها للهلكة والاسم الغرر محركة (القاموس).

[32] علل الشرايع ص 87.

[33] نفس المصدر ص 88.

[34] الكافي ج 3 ص 300.

[35] ارفضاض الدموع ترششها.

(القاموس).

[36] الكافي ج 3 ص 300.

[37] تهذيب الاحكام ج 6 ص 32 طبع النجف، والذي وفقناللاسهام في اخراجه.

[38] الكافي ج 4 ص 88.

[39] العرق بالفتح العظم اذا أخذت منه معظم اللحم، يقال: عرقت اللحم وأعرقته وتعرقته اذا أردت أخذ اللحم بأسنانك، والمراد أنه كان يوقع العقد وخطبة النكاح موجزا علي الخوان من غير تطويل (ب).

[40] الكافي ج 5 ص 368.

[41] يربد الاسناد الذي مرتحت الرقم: 20 (ب).

[42] علل الشرايع ص 88.

[43] علل الشرايع ص 88.

[44] علل الشرايع ص 88.

[45] علل الشرايع ص 88.

[46] الكافي ج 2 ص 12.

[47] الكافي ج 2 ص 12.

[48] علل الشرايع ص 88.

[49] علل الشرايع ص 88.

[50] الشجاج: الجراح وشجه جرحه.

[51] سورة آل عمران الاية: 134.

[52] أمالي الصدوق ص 201.

[53] ارشاد المفيد ص 274.

[54] مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 296.

[55] أمالي الصدوق ص 220.

[56] مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 279.

[57] عيون أخبار الرضا ج 2 ص 145.

[58] أمالي ابن الشيخ ص 410.

[59] الاحتجاج ص 215.

[60] الكافي ج 2 ص 615.

[61] نفس المصدر ج 2 ص 616.

[62] ثواب الاعمال ص 46 طبع بغداد سنة 1962 وأخرجه البرقي في المحاسن ص 635.

[63] الرطانة: التكلم بالاعجمية.

[64] بصائر الدرجات: أول الباب الثاني عشر من الجزء السابع.

[65] مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 301.

[66] المحاسن ص 125 طبع ايران.

[67] النهاية لابن الاثير الجزري ج 3 ص 51 طبع مصر سنة 1311.

[68] بصائرالدرجات لم نقف عليه عاجلا.

[69] كمال الدين ص 368.

[70] المحاسن ص 361.

[71] المحاسن ص 360.

[72] المحاسن ص 369.

[73] مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 294 بتفاوت يسير.

[74] المحاسن ص 547.

[75] المحاسن ص 639.

[76] لم نعثر عليه في الخرايج والجرايح، وأخرجه الصفار في بصائر الدرجات باب 12 ج 7.

[77] ارشاد المفيد ص 271 وأخرجه في حلية الاولياء ج 3 ص 136 بتفاوت.

[78] ما بين العلامتين ساقط من النسخة، راجع ص 238 من الارشاد طبع دارالكتب (ب).

[79] نفس المصدر ص 271.

[80] القاموس المحيط ج 1 ص 325.

[81] في النسخة (عبدالله بن أبي حازم) وما جعلناه في الصلب موافق للمصدر ص 238 كما مر عن علل الشرائع تحت الرقم: 35.

[82] الارشاد ص 271.

[83] اعلام الوري ص 153 مرسلا.

[84] الارشاد ص 271.

[85] اعلام الوري ص 153 مرسلا.

[86] الارشاد ص 272.

[87] الارشاد ص 272.

[88] امالي ابن الشيخ الطوسي ص 604.

[89] الجلم: والجلمان بلفظ التثنية، آلة كالمقص لجلم الصوف (المنجد).

[90] الارشاد ص 272.

[91] من المظنون قويا ان بكون (رمصت) من الرمص محركة وسخ أبيض يجتمع في موق العين فان سال فهو غمص، وان جهد فهو رمص، وقد رمصت عينه بالكسر من باب تعب (المجمع).

[92] الارشاد ص 272.

[93] الارشاد ص 272.

[94] مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 289 بتفاوت يسير.

[95] الارشاد ص 273.

[96] الارشاد ص 273.

[97] الارشاد ص 273.

[98] الارشاد ص 273.

[99] الكنف: محركة الجانب، الظل، يقال أنت في كنف الله أي في حرزه ورحمته.

[100] مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 283.

[101] مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 289.

[102] حلية الاولياء ج 3 ص 132.

[103] يقال: انخرم أنفه: اي انشقت وترته، فهو أخرم، وفي النسخة: انخرم نفسه، وهو تصحيف.

[104] الانضاء: الابلاء ورجل انضته العبادة أبلته وأهزلته.

[105] مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 289.

[106] مصباح المتهجد ص 511 والموجود فيه غير ما في الاصل والذي فيه (وروي معاوية ابن عمار قال كان لابي عبدالله عليه السلام خريطة ديباج صفراء فيها تربة أبي عبدالله عليه السلام فكان اذا حضرت الصلاة صبه علي سجادته، وسجد عليه) وأين هذا مما نقله المجلسي ره بتوسط المناقب عن مصباح المتهجد؟ ثم ان بين المناقب وبين مصباح المتهجد تفاوت فلاحظ.

[107] تهذيب الاحكام ج 2 ص 286 وأخرجه الكليني في الكافي ج 3 ص 300.

[108] هذه الابيات أنشدها الامام زين العابدين عليه السلام ولم ينشئها. اذ أن البيت الاول والثاني والرابع منها عين ماورد من شعر منازل الذي فلج نصفه وشل بسبب دعاه أبيه عليه عند البيت الحرام. ولما تضرع منازل إلي أبيه بالعفو عنه وأقنعه باتيان البيت الحرام ليستغفر له ونفرت به الناقة في الطريق وهلك، جاء منازل إلي البيت مستغيثا ومستجيرا فكان من قوله في جوف الليل:



يا من يجيب دعا المضطر في الحرم

يا كاشف الضر والبلوي مع السقم



قد نام وفدك حول البيت وانتهبوا

يدعو وعينك يا قيوم لم تنم



هب لي بجودك فضل العفو عن جرمي

يا من أشار اليه الخلق في الحرم



ان كان عفوك لا يلقاه ذو سرف

فمن يجود علي العاصين بالنعم



فسمعه الامام أميرالمؤمنين عليه السلام وأغاثه وعلمه الدعاء المعروف بدعاء (المشلول).

وقد ذكر الحديث كله والشعر والدعاء العلامة المجلسي ره في المجلد التاسع من البحار ص 562 طبح الكمباني نقلا عن مهج الدعوات ويوجد فيه في ص 151 طبع ايران سنة 1323.

[109] سورة المؤمنون الاية: 101.

[110] مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 291.

[111] قال ابن كثير الشامي في تاريخه البداية والنهاية ج 9 ص 109:

وروي الحافظ ابن عساكر من طريق محمد بن عبدالله المقري، حدثني سفيان بن عيينة عن الزهري قال: سمعت علي بن الحسين سيد العابدين يحاسب نفسه ويناجي ربه: يا نفس حتام إلي الدنيا سكونك، والي عمارتها ركونك، أما اعتبرت بمن مضي من أسلافك، ومن وارته الارض من آلافك؟ ومن فجعت به من اخوانك، ونقل إلي الثري من أقرانك؟



فهم في بطون الارض بعد ظهورها

محاسنهم فيها بوال دواثر



خلت دورهم منهم وأقوت عراصهم

وساقتهم نحو المنايا المقادر



وخلوا عن الدنيا وما جمعوا لها

وضمتهم تحت التراب الحفائر



كم خرمت أيدي المنون، من قرون بعد قرون؟ وكم غيرت الارض ببلائها، وغيبت في ثرائها ممن عاشرت من صنوف وشيعتهم إلي الارماس، ثم رجعت عنهم إلي عمل أهل الافلاس:



وأنت علي الدنيا مكب منافس

لخطابها فيها حريص مكاثر



علي خطر تمسي وتصبح لاهيا

أتدري بماذا لو عقلت تخاطر



وان امرءا يسعي لدنياه دائبا

ويذهل عن أخراه لاشك خاسر



فحتام علي الدنيا اقبالك؟ وبشهواتها اشتغالك؟ وقد وخطك القتير، وأتاك النذير وأنت عما يرادبك ساه، وبلذة يومك وغدك لاه، وقد رأيت انقلاب أهل الشهوات، وعاينت ماحل بهم من المصيبات:



وفي ذكر هول الموت والقبر والبلي

عن اللهو واللذات للمرء زاجر



أبعد اقتراب الاربعين تربص

وشيب قذال منذر للكابر [للاكابر] ظ



كأنك معني بما هو ضائر

لنفسك عمدا عن الرشد حائر



انظر إلي الامم الماضية، والملوك الفانية، كيف اختطفتهم عقبان الايام، ووافاهم الحمام، فانمحت من الدنيا آثارهم، وبقيت فيها أخبارهم، وأضحوا رمما في التراب إلي يوم الحشر والمآب:



أمسوا رميما قي التراب وعطلت

مجالسهم منهم واخلت مقاصر



وحلوا بدار لاتزاور بينهم

وأني لسكان القبور التزاور



فما أن تري الا قبورا ثووابها

مسطحة تسفي عليها الاعاصر



كم من ذي منعة وسلطان، وجنود واعوان، تمكن من دنياه، ونال ما تمناه، وبني فيها القصور والدساكر، وجمع فيها الاموال والذخائر، وملح السراري والحرائر:



فما صرفت كف المنية اذ أتت

مبادرة تهوي اليه الذخائر



ولا دفعت عنه الحصون التي بني

وحف بها أنهاره والدساكر



ولا قارعت عنه المنية حيلة

ولا طمعت في الذب عنه العساكر



أتاه من الله ما لايرد، ونزل به من قضائه مالا يصد، فتعالي الله الملك الجبار المتكبر العزيز القهار، قاصم الجبارين، ومبيد المتكبرين، الذي ذل لعزه كل سلطان وأباد بقوته كل ديان:



مليك عزيز لايرد قضاؤه

حكيم عليم نافذ الامر قاهر



عني كل ذي عز لعزة وجهه

فكم من عزيز للمهيمن صاغر



لقد خضعت واستسلمت وتضاءلت

لعزة ذي العرش الملوك الجبابر



فالبدارالبدار، والحذار الحذار، من الدنيا ومكائدها، وما نصبت لك من مصائدها وتحلت لك من زينتها، وأظهرت لك من بهجتها، وأبرزت لك من شهواتها، وأخفت عنك من قواتلها وهلكاتها:



وفي دون ما عاينت من فجعاتها

إلي دفعها داع وبالزهد آمر



فجد ولا تغفل وكن متيقظا

فعما قليل يترك الدار عامر



فشمر ولا تفتر فعمرك زائل

وأنت إلي دار الاقامة صائر



ولا تطلب الدنيا فان نعيمها

وان نلت منها غبه لك ضائر



فهل يحرص عليها لبيب؟ أو يسربها أريب؟ وهو علي ثقة من فنائها، وغير طامع في بقائها أم كيف تنام عينا من يخشي البيات؟ وتسكن نفس من توقع في جميع اموره الممات:



ألا لا ولنا نغر نفوسنا

وتشغلنا اللذات عما نحاذر



وكيف يلذ العيش من هو موقف

بموقف عدل يوم تبلي السرائر



كأنا نري أن لانشور وأننا

سدي مالنا بعد الممات مصادر



وما عسي أن ينال صاحب الدنيا من لذتها؟ ويتمتع به من بهجتها، مع صنوف عجائبها وقوارع فجائعها، وكثرة عذابه في مصابها وطلبها، وما يكابد من أسقامها وأوصابها وآلامها:



أما قد نري في كل يوم وليلة

يروح علينا صرفها ويباكر



تعاورنا آفاتها وهمومها

وكم قد نري يبقي لها المتعاور



فلا هو مغبوط بدنياه آمن

ولا هو عن تطلابها النفس قاصر



كم قد غرت الدنيا من مخلد اليها؟ وصرعت من مكتب عليها، فلم تنعشه من عثرته ولم تنقذه من صرعته، ولم تشفه من ألمه، ولم تبره من سقمه، ولم تخلصه من وصمه.



بل أوردته بعد عز ومنعة

موارد سوء مالهن مصادر



فلما رأي أن لانجاة وأنه

هو الموت لا ينجيه منه التحاذر



تندم اذ لم تغن عنه ندامة

عليه وأبكته الذنوب الكبائر



اذ بكي علي ما سلف من خطاياه، وتحسر علي ما خلف من دنياه، واستغفر حين لا ينفعه الاستغفار ولا ينجيه الاعتذار، عند هول المنية، ونزول البلية:



أحاطت به أحزانه وهمومه

وأبلس لما أعجزته المقادر



فليس له من كربة الموت فارج

وليس له مما يحاذر ناصر



وقد جشأت خوف المنية نفسه

ترددها منه اللها والحناجر



هنالك خف عواده، وأسلمه أهله وأولاده، وارتفعت البرية بالعويل، وقد أيسوا من العليل فغمضوا بأيديهم عينيه، ومد عند خروج روحه رجليه، وتخلي عنه الصديق، والصاحب الشفيق:



فكم موجع يبكي عليه مفجع

ومستنجد صبرا وما هو صابر



ومسترجع داع له الله مخلصا

يعدد منه كل ما هو ذاكر



وكم شامت مستبشر بوفاته

وعما قليل للذي صار صائر



فشقت جيوبها نساؤه، ولطمت خدودها أماؤه، وأعول لفقده جيرانه، وتوجع لرزيته اخوانه، ثم أقبلوا علي جهازه، وشمروا لابرازه، كأنه لم يكن بينهم العزيز المفدي ولا الحبيب المبدي:



وحل أحب القوم كان بقربه

يحث علي تجهيزه ويبادر



وشمر من قد أحضروه لغسله

ووجه لما فاض للقبر حافر



وكفن في ثوبين واجتمعت له

مشيعة اخوانه والعشائر



فلو رأيت الاصغر من أولاده، وقد غلب الحزن علي فؤاده، ويخشي من الجزع عليه، وخضبت الدموع عينيه، وهو يندب أباه، ويقول: يا ويلاه واحرباه:



لعاينت من قبح المنية منظرا

يهال لمرآه ويرتاع ناظر



أكابر أولاد يهيج اكتئابهم

اذا ما تناساه البنون الاصاغر



وربة نسوان عليه جوازع

مدامعهن فوق الخدود غوازر



ثم اخرج من سعة قصره، إلي ضيق قبره، فلما استقر في اللحد وهيئ عليه اللبن، احتوشته اعماله، وأحاطت به خطاياه، وضاق ذرعا بمارآه، ثم حثوا بأيديهم عليه التراب وأكثروا البكاء عليه والانتحاب، ثم وقفوا ساعة عليه، وآيسوا من النظر اليه، وتركوه رهنا بما كسب وطلب:



فولوا عليه معولين وكلهم

لمثل الذي لاقي اخوه محاذر



كشاء رتاع آمنين بدالها

بمديته بادي الذراعين حاسر



فريعت ولم ترتع قليلا وأجفلت

فلما نأي عنها الذي هو جاذر



عادت إلي مرعاها. ونسيت ما في اختها دهاها، أفبأفعال الانعام اقتدينا؟ أم علي عادتها جرينا؟ عد إلي ذكر المنقول إلي دار البلي، واعتبر بموضعه تحت الثري، المدفوع إلي هول ما تري:



ثوي مفردا في لحده وتوزعت

مواريثه والاصاهر



وأحنوا علي أمواله يقسمونها

فلا حامد منهم عليها وشاكر



فيا عامر الدنيا ويا ساعيا لها

ويا آمنا من أن تدور الدوائر



كيف امنت هذه الحالة، وأنت صائر اليها لامحالة، أم كيف ضيعت حياتك؟ وهي مطيتك إلي مماتك، أم كيف تشبع من طعامك؟ وأنت منتظر حمامك، أم كيف تهنأ بالشهوات؟ وهي مطية الافات:



ولم تتزود للرحيل وقد دنا

وأنت علي حال وشيك مسافر



فيالهف نفسي كم اسوف توبتي

وعمري فان والردي لي ناظر



وكل الذي أسلفت في الصحف مثبت

يجازي عليه عادل الحكم قاهر



فكم ترقع آخرتك بدنياك؟ وتركب غيك وهواك؟ أراك ضعيف اليقين، يا مؤثر الدنيا علي الدين، أبهذا أمرك الرحمن؟ أم علي هذا نزل القرآن؟ أما تذكر ما أمامك من شدة الحساب، وشر المآب؟ أما تذكر حال من جمع وثمر، ورفع البناء وزخرف وعمر؟ أما صار جمعهم بورا، ومساكنهم قبورا؟



تخرب ما يبقي وتعمر فانيا

فلا ذاك موفور ولا ذاك عامر



وهل لك ان وافاك حتفك بغتة

ولم تكتسب خيرا لدي الله عاذر



أترضي بأن تفني الحياة وتنقضي

ودينك منقوص ومالك وافر.

[112] مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 292.

[113] حلية الاولياء ج 3 ص 135.

[114] الاغاني ج 14 ص 75.

[115] حلية الاولياء ج 3 ص 136.

[116] الاغاني ج 14 ص 75.

[117] حلية الاولياء ج 4 ص 136 وفيه سند الحديث ينتهي إلي محمد بن زكريا قال سمعت ابن عائشة يقول قال ابي: سمعت أهل المدينة الخ. وهو الصواب ومن المعلوم سقوط لفظ (ابن) قبل عائشة وتصرف الناسخ باسقاط (قال أبي) من الحديث فجعل القائل عائشة بينما يصرح التاريخ بوفاتها في سنة 57 من الهجرة أيام معوية وظاهر الحديث أن زمان القول كان بعد وفاة علي بن الحسين فكيف يتفق ذلك، وفي تاريخ ابن كثير الشامي ج 9 ص 114 ذكر الحديث وفيه ان القائل هو ابن عائشة.

[118] حلية الاولياء ج 3 ص 137 وفيها (قبله) كما في الاصل. والظاهر تأنيث الضمير اما باعتبار الصدقة لما ورد من استحباب تقبيل الصدقة واستعادتها من يد السائل وتقبيلها واعادتها له ثانيا كما في حديث المعلي بن خنيس عن الصادق عليه السلام قال: ان الله لم يخلق شيئا الا وله خازن يخزنه الا الصدقة، فان الرب يليها بنفسه، وكان أبي اذا تصدق بشئ وضعه في يد السائل ثم ارتجعه منه فقبله وشمه ثم رده في يد السائل، وذلك انها تقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل، فأحببت أن أقبلها اذ ولاها الله، الحديث، (الوسائل ج 4 ص 303) واما تأنيثه باعتبار يد المتصدق لما ورد من استحباب تقبيل المتصدق يده كما روي ذلك ابن فهد الحلي في عدة الداعي ص 44 من قول أميرالمؤمنين عليه السلام اذا ناولتم السائل فليرد الذي يناوله يده إلي فيه فيقبلها، فان الله عزوجل يأخذها قبل ان تقع في يد السائل فانه عزوجل يأخذ الصدقات، ويحتمل أن يكون تذكير الضمير باعتبار (ما ناوله).

[119] سورة آل عمران الاية: 92.

[120] سبق الحديث عن المحاسن برقم 55 من الباب نفسه بتفاوت.

[121] حلية الاولياء ج 3 ص 140 بزيادة في آخره.

[122] المجمل: بسكون الجيم من مجل كفرح ونصر، ومجلت يده اذا ثخن جلدها وظهر فيها ما يشبه البثر من العمل بالاشياء الصلبة الخشنة (المجمع).

[123] حليه الاولياء ج 3 ص 136.

[124] مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 294.

[125] حلية الاولياء ج 3 ص 132 ونص الحديث فيه هكذا، قال: كان علي بن الحسين لايضرب بعيره من المدينة إلي مكة.

[126] حلية الاولياء ج 3 ص 132 ونص الحديث فيه هكذا، قال: كان علي بن الحسين لايضرب بعيره من المدينة إلي مكة.

[127] مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 294.

[128] كتاب الزهد للحسين بن سعيد الاهوازي باب ما جاء في الملوك (مخطوط بمكتبتي الخاصة).

[129] كتاب الزهد للحسين بن سعيد الاهوازي باب ما جاء في الملوك (مخطوط بمكتبتي الخاصة).

[130] نفس المصدر في باب ما جاء في الدنيا ومن طلبها.

[131] مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 300.

[132] الاغاني ج 14 ص 75 طبعة الساسي.

[133] مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 300.

[134] القاموس ج 2 ص 102 الطبعة الثالثة.

[135] مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 301.

[136] تاريخ الطبري ج 8 ص 61 طبعة الحسينينة بتفاوت مع ذكر السند.

[137] مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 301.

[138] الكافي ج 2 ص 123.

[139] الكافي ج 5 ص 97 بتفاوت، وأخرجه ابن شهر آشوب في المناقب ج 3 ص 301.

[140] حلية الاولياء ج 3 ص 136.

[141] نفس المصدر ج 3 ص 138.

[142] نفس المصدر ج 3 ص 138.

[143] لم نعثر عليه عاجلا في المحاسن وقد أخرجه ابن شهر آشوب في المناقب ج 3 ص 302 بتفاوت يسير.

[144] سورة الحج الاية: 38.

[145] مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 296.

[146] مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 296.

[147] مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 296.

[148] مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 296.

[149] مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 296.

[150] نفس المصدر ج 3 ص 197 بتفاوت يسير.

[151] حلية الاولياء ج 3 ص 141 بدون الذيل.

[152] مناقب ابن شهر آشوب ج ص 297.

[153] سورة الرعد الاية 39.

[154] مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 298.

[155] نفس المصدر ج 3 ص 299.

[156] مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 299.

[157] اعتره أمر: أصابه.

[158] السهد والسهاد: الارق.

[159] مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 303 وفيه في البيت الاول (التجمل) بدل (التجلد) وفي البيت الثاني (إلي العرا) بدل (إلي العز).

[160] بل الواو، واو رب، و (قائلة) بالكسر، أي رب قائلة. (ب).

[161] كشف الغمة ج 2 ص 261.

[162] نفس المصدر ج 2 ص 262.

[163] نفس المصدر ج 2 ص 262.

[164] نفس المصدر ج 2 ص 262.

[165] نفس المصدر ج 2 ص 263.

[166] نفس المصدر ج 2 ص 273.

[167] الخميصة: كساء أسوء مربع معلم.

[168] السفود، كتنور: حديدة يشوي عليها اللحم جمع سفافيد.

[169] كشف الغمة ج 2 ص 273.

[170] نفس المصدر ج 2 ص 287.

[171] كشف الغمة ج 2 ص 294.

[172] سورة الجاثية الاية: 14.

[173] كشف الغمة ج 2 ص 296.

[174] نفس المصدر ج 2 ص 303.

[175] نفس المصدر ج 2 ص 303.

[176] نفس المصدر ج 2 ص 304.

[177] نفس المصدر ج 2 ص 305.

[178] القاموس ج 3 ص 65.

[179] سورة المؤمنون الاية: 101.

[180] سورة الانبياء الاية: 28.

[181] سورة الاعراف الاية: 56، والاية هكذا (ان رحمة الله قريب من المحسنين).

[182] كشف الغمة ج 2 ص 305.

[183] الكافي ج 2 ص 82.

[184] الكافي ج 2 ص 83.

[185] نفس المصدر ج 2 ص 109.

[186] أخرج الحديث محمد بن جرير الطبري في دلائل الامامة ص 91 بدون ذكر المعجزات.

[187] وردت هذه الكلمة في شرح نهج البلاغه ج 17 ص 46 طبع مصر سنة 1378 منسوبة للامام أميرالمؤمنين عليه السلام قالها جوا بالمن أثني عليه في وجهه، وكان عنده متهما.

[188] الاقبال ص 477.

[189] الكافي ج 5 ص 345.

[190] تهذيب الاحكام ج 2 ص 369.

[191] الدراعة: جبة مشقوقة المقدم (تاج العروس).

[192] الطيلسان: معرب مثلثة اللام ثوب يحيط بالبدن ينسج للبس، خال عن التفضيل والخياطة، وفسره أدي شير بأنه: كساء مدور أخضر لا أسفل له، لحمته أو سداه من صوف يليسه الخواص من العلماء والمشايخ، وهو من لباس العجم.

(المعرب للجواليقي).

[193] الكافي ج 6 ص 449.

[194] الكافي ج 6 ص 450.

[195] الكافي: ج 6 ص 451 والاية في سورة الاعراف: 32.

[196] الانماط: جمع نمط: ضرب من البسط.

[197] الكافي: ج 6 ص 477.

[198] الكافي: ج 2 ص 579.

[199] الكافي: ج 2 ص 602.

[200] سورة الرعد، الاية: 41.

[201] الكافي: ج 1 ص 38.

[202] الكافي: ج 4 ص 15.