بازگشت

في رجب


و هو مما انفردنا به و صدره موجود في الصحيفة الثانية الي قوله و وحدتي مع بعض الاختلاف و قد وجدناه في البحار نقلا عن مؤلف المزار الكبير بسند متصل الي طاوس اليماني: و عن الشهيد مرسلا عن طاووس اليماني انه قال: مررت بالحجر في رجب و اذا انا بشخص راكع و ساجد، فتاملته فاذا هو علي بن الحسين عليهماالسلام، فقلت: يا نفسي، رجل صالح من اهل بيت النبوه، و الله لاغتنم دعاءه، فجعلت ارقبه حتي فرغ من صلاته، و رفع باطن كفيه الي السماء و جعل يقول:

سيدي سيدي، و هذه يداي قد مددتهما اليك بالذنوب مملوة، و عيناي اليك بالرجاء ممدودة، و حق لمن دعاك بالندم تذللا، ان تجيبه بالكرم تفضلا.

سيدي، امن اهل الشقاء خلقتني فاطيل بكائي؟ ام من اهل السعادة خلقتني



[ صفحه 375]



فابشر رجائي؟

سيدي، الضرب المقامع خلقت اعضائي؟ ام لشرب الحميم خلقت امعائي؟

سيدي، لو ان عبدا استطاع الهرب من مولاه، لكنت اول الهاربين منك، لكني اعلم اني لا افوتك.

سيدي، لو ان عذابي يزيد في ملكك لسالتك الصبر عليه، غير اني اعلم انه لا يزيد في ملكك طاعة المطيعين، و لا ينقص منه معصية العاصين.

سيدي، ما انا، و ما خطري؟ هب لي خطاياي بفضلك، و جللني بسترك، و اعف عن توبيخي بكرم وجهك.

الهي و سيدي، ارحمني مطروحا علي الفراش تقلبني ايدي احبتي، و ارحمني مطروحا علي المغتسل يغسلني صالح جيرتي، و ارحمني محمولا قد تناول الاقرباء اطراف جنازتي، و ارحم في ذلك البيت المظلم وحشتي و غربتي و وحدتي فما للعبد من يرحمه الا مولاه!

ثم سجد و قال:

اعوذ بك من نار



[ صفحه 376]



حرها لا يطفي، و جديدها لا يبلي، و عطشانها لا يروي.

و قلب خده الايمن و قال:

اللهم لا تقلب وجهي في النار بعد تعفيري و سجودي لك بغير من مني عليك، بل لك الحمد و المن علي.

ثم قلب خده الايسر و قال:

ارحم من اساء و اقترف، و استكان و اعترف.

ثم عاد الي السجود، و قال:

ان كنت بئس العبد، فانت نعم الرب، العفو، العفو (مائه مره).

قال طاوس: فبكيت حتي علا نحيبي، فالتفت الي و قال: ما يبكيك يا يماني؟ او ليس هذا مقام المذنبين! فقلت: حبيبي حقيق علي الله ان لا يردك وجدك محمد صلي الله عليه و آله.

قال طاوس: فلما كان في العام المقبل في شهر رجب بالكوفة فمررت بمسجد غني، فرايته عليه السلام يصلي فيه و يدعو بهذا الدعاء، و فعل كما فعل في الحجر.