عند الاسطوانة السابعة في مسجد الكوفه
و هو مما انفردنا به و قد ذكر نحوا منه في الصحيفة الثانية الي قوله يا كريم مع مخالفة لما هنا و يظهر انه اخذه من رواية الصدوق في المجالس كما اشرنا اليه في حاشية الصحيفة الثانية و تقدم نقلا عن الصحيفة الثالثة عن مجموع الرائق دعاء في التضرع يقرب منه مع مخالفة في امور و تقدم ايضا عنها عن امالي الشيخ و مجموع الرائق مناجات تقرب مما في الصحيفة الثانية و مما هنا الي قوله يا كريم و تخالفهما في امور و هذا الدعاء قد اشير اليه في الصحيفة الثالثة و لكنه لم يذكر فيها كما مر و قد وجدناه في البحار نقلا عن الشهيد و مؤلف المزار الكبير مرفوعا الي ابي حمزه الثمالي قال: بينا انا قاعد يوما في المسجد عند الاسطوانه السابعه اذا برجل مما يلي ابواب كنده قد دخل، فنظرت الي احسن الناس وجها و اطيبهم ريحا، و انظفهم ثوبا، معمم بلا طيلسان و لا ازار، عليه قميص و دراعة و عمامة، و في
[ صفحه 335]
رجليه نعلان عربيان، فخلع نعليه، ثم قام عند السابعه و رفع مسبحتيه حتي بلغتا شحمتي اذنيه، ثم ارسلهما بالتكبير، فلم يبق في بدني شعره الا قامت، ثم صلي اربع ركعات احسن ركوعهن و سجودهن، و قال:
الهي ان كنت قد عصيتك فقد اطعتك في احب الاشياء اليك الايمان بك، منا منك به علي لا منا مني به عليك، لم اتخذ لك ولدا و لم ادع لك شريكا.
و قد عصيتك علي غير وجه المكابرة و لا الخروج عن عبوديتك و لا الجحود لربوبيتك و لكن اتبعت هواي، و ازلني الشيطان بعد الحجة علي و البيان
فان تعذبني فبذنوبي غير ظالم، و ان تعف عني فبجودك و كرمك يا كريم
ثم خر ساجدا يقولها حتي انقطع نفسه.
و قال ايضا في سجوده:
يا من يقدر علي قضاء حوائج السائلين، يا من يعلم ضمير الصامتين، يا من لا يحتاج الي تفسير، يا من يعلم خائنة الاعين و ما تخفي الصدور، يا من انزل العذاب علي
[ صفحه 336]
قوم يونس و هو يريد ان يعذبهم فدعوه و تضرعوا اليه، فكشف عنهم العذاب، و متعهم الي حين.
قد تري مكاني، و تسمع كلامي، و تعلم حاجتي، فاكفني ما اهمني من امر ديني و دنياي و آخرتي، يا سيدي يا سيدي (سبعين مره).
ثم رفع راسه فتاملته، فاذا هو مولاي زين العابدين علي بن الحسين عليهماالسلام، فانكببت علي يديه اقبلهما، فنزع يده مني، و اوما الي بالسكوت، فقلت: يا مولاي انا من عرفته في ولائكم، فما الذي اقدمكم الي هنا؟ قال: هو ما رايت.
(و قال في البحار) ايضا انه وجد الرواية بخط بعض الافاضل منقولا من خط علي بن سكون انتهي.