بازگشت

في الاعتراف بالتقصير و طلب مزيد العافية


كما في الصحيفة الرابعة قال علي ما رواه السيد فضل الله الراوندي في دعواته و قد ذكره الفاضل في الصحيفة الثالثة في ضمن دعآء كبير رواه عن بعض العلماء و يظهر من السيد انه دعاء مستقل بل و من ادعية الصحيفة فيكون من الأربعة الساقطة التي لم يعثر اليها الفاضل المذكور فانه قال (يعني السيد) في الفصل الأول من الباب الثالث في سلوة المريض و صلاحه و ادبه و دعائه عند المرض بعد ذكر اخبار و ادعية موجزة و كان زين العابدين صلوات الله



[ صفحه 278]



و سلامه عليه اذا مرض يدعو و ساق الدعاء الخامس عشر من الصحيفة الكاملة ثم قال و من دعائه صلوات الله و سلامه عليه و آله رب انك الي آخر ما يأتي ثم قال و من دعائه عند ذكر الموت و ذكر الدعاء الأربعين من الصحيفة مع ان سياق الدعاء يفصح عن كونه من اجزائه و حيث ان بين ما اورده السيد و نقله الفاضل اختلافا كثيرا ذكرناه هنا «انتهي»

رب انك قد حسنت خلقي، و عظمت عافيتي، و وسعت علي في رزقك، و لم تزل تنقلني من نعمة الي كرامة، و من كرامة الي رضي تجدد لي ذلك في ليلي و نهاري، لا اعرف غير ما انا فيه من عافيتك يا مولاي، حتي ظننت ان ذلك واجب عليك لي، و انه لا ينبغي لي ان اكون في غير مرتبتي، لاني لم اذق طعم البلاء فاجد طعم الرضا، و لم يذللني الفقر فاعرف لذة الغني، و لم يلهني الخوف فاعرف فضل الامن.

يا الهي، فاصبحت و امسيت في غفلة مما فيه غيري ممن هو دوني نكرت



[ صفحه 279]



آلائك و لم اشكر نعمائك، و لم اشك في ان الذي انا فيه دائم غير زائل عني، و لا احدث نفسي بانتقال عافية، و لا حلول فقر و لا خوف و لا حزن في عاجل دنياي و في آجل آخرتي.

فحال ذلك بيني و بين التضرع اليك في دوام ذلك لي مع ما امرتني به من شكرك، و وعدتني عليه من المزيد من لدنك، فسهوت و لهوت و غفلت و اشرت و بطرت و تهاونت، حتي جاء التغير مكان (تغيير مكان خ ل) العافية بحلول البلاء، و نزل الضر منزل الصحة بانواع الاذي و اقبل الفقر بازالة الغني، فعرفت ما كنت فيه للذي صرت اليه فسالتك مسئلة من لا يستوجب ان تسمع له دعوة لعظيم ما كنت فيه من الغفلة، و طلبت طلبة من لا يستحق نجاح الطلبة للذي كنت فيه من اللهو و العزة (و الغرة ظ) و تضرعت تضرع من لا يستوجب الرحمة للذي كنت فيه



[ صفحه 280]



من الزهو و الاستطالة، فركبت الي ما اليه صيرتني، و ان كان الضر قد مسني، و الفقر قد اذلني، و البلاء قد جائني.

فان يك ذلك يا الهي من سخطك علي، فاعوذ بحلمك من سخطك يا مولاي، و ان كنت اردت ان تبلوني فقد عرفت ضعفي و قلة حيلتي، اذ قلت: «ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا و اذا مسه الخير منوعا».

و قلت: «فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه و نعمه فيقول ربي اكرمن و اما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانن».

و قلت: «ان الانسان ليطغي ان رآه استغني».

و قلت «و اذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه او قاعدا او قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كان لم يدعنا الي ضر مسه».

و قلت: «اذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا اليه ثم اذا خوله نعمه منه نسي ما كان يدعو اليه من



[ صفحه 281]



قبل».

و قلت: «و يدعو الانسان بالشر دعاءه بالخير و كان الانسان عجولا».

و قلت:«اذا اذقنا الانسان منا رحمة فرح بها».

صدقت و بررت يا مولاي، فهذه صفاتي التي اعرفها من نفسي، قد مضت بقدرتك في، غير ان وعدتني منك وعدا حسنا ان ادعوك فتستجيب لي.

فانا ادعوك كما امرتني، فاستجب لي كما وعدتني، و اردد علي نعمتك، و انقلني مما انا فيه الي ما هو اكبر منه، حتي ابلغ منه رضاك، و انال به ما عندك فيما اعددته لاوليائك الصالحين، انك سميع الدعاء، قريب مجيب، و صلي الله علي محمد و آله الطيبين الاخيار.