بازگشت

في الصلاة علي النبي


كما في الصحيفة الثالثه و هو من الأحد و عشرين الساقطة من الصحيفة الكاملة قال علي ما وحدة في نسخة الصحيفة التي قد كانت برواية الشيخ الفقيه المعروف بابن شاذان من اكابر قدماء



[ صفحه 30]



اصحابنا و من المعاصرين للشيخ المفيد و اعلم انه قال ابن شاذان فيا وائل تلك الصحيفه هكذا و دعاء المتوكل يعني ابن هارون راوي الصحيفه الكامله في الدفتر علي نحو ما وجد في صحيفة زيد و صحيفة الصادق عليه السلام سوي الصلاة علي النبي صلي الله عليه و آله (و هو)

اللهم صل علي محمد عبدك و رسولك، و مفتاح باب جنتك، و الناهض باعباء مواثيق عهدك الي عبادك، و ذريعة المومنين الي رضوانك، و المستقل بما حملته من الاشارة بآياتك، و الذي لم يستطع الا موافقة علمك، و قبول الرسالة اذ تقدم له قبولها في ام الكتاب عندك، و كيف يستطيع رد ما نفذت به مشيئتك من يتقلب في قبضتك و ناصيته بيدك؟!

اللهم كما اخترت محمدا علي علم لامرك، و جعلته شهيدا علي خلقك، و مبلغا عنك حجج آباتك، و اعلام شواهد بيناتك، فاسمع من اذنت له في الاستماع من الحق الذي صرحت عنه رسالته، و بصر من لم تجعل علي بصره غشاوة



[ صفحه 31]



القلوب فنكل عن ان يري الحق في احسن صورته، و اوصل باذنك الهدي الي القلوب التي لم تغلفها بطبعك، و كان حجتك علي من علمته بالمعاندة لك، و الخلاف علي رسلك، و بلغ مجهود الصبر في اظهار حقك، و آثر الجد علي التقصير و الريث في امرك ابتغاء الوسيلة عندك، و الزلفة لديك و طول الخلود في رحمتك، و حتي قلت له «فتول عنهم فما انت بملوم».

فبلغه غاية الوصلة (غاية كرامتك خ ل) [1] و زده كما وصل بيننا و بين معرفتك.

اللهم و كما قمعت به الكفر علي جرانه و جدعت انف النفاق بحجة نبوته، و قطعت قرائن الضلال بنور هدايته، (بضوء نوره خ ل) [2] و جعلته بمنك علي المشركين ثاقبا [3] و لنبوة المرسلين خاتما،



[ صفحه 32]



و علي الكتب الاولي مهيمنا، و بكل مبتعث قبله من الرسل مومنا، و لمن بلغ عنك شاهدا، و لمن ادبر عنك مجاهدا، و لك الي قيام الساعة حامدا، و للمومنين في غربة القيامة قائدا، و بين الحق و الباطل فارقا، و بحقك في عبادك ناطقا، و لمن تقدمه من الانبياء مصدقا، فصل عليه صلوة ترفعه بها علي درجات النبيين، تنضر بها وجهه في موقف الساعة يوم الدين.

اللهم و كما جعلته بامرك صادعا، و لشمل منتشر الهدي جامعا و لعدد المشركين قاطعا، و لحمي الحق ان يستباح مانعا، و لما نجم من قرن الضلال قاصفا و لما نبغ من الباطل بسيف الحق دامغا و لما ائتمنته عليه من الرسالة مبلغا، و للمستجيبين له المتعلقين بعروته بشيرا، و للمتخلفين عن ضوء نهار حقه نذيرا و سراجا منيرا، و لمن استصبح بذكاء زنده مستنيرا. و فرضت علينا تعزيزه و توقيره



[ صفحه 33]



و مهابته، و امرتنا ان لا نرفع الاصوات علي صوته، و ان تكون كلها مخفوضة دون هيبته، فلا نجهر بها عليه عند مناجاته، و نلقاه باخمدها عند محاورته، و نكف من غرب الالسن لدي مسئلته، اعظاما منك لحرمة نبوته، و اجلالا لقدر رسالته، و تمكينا في اثناء الصدور لمحبته، و توكيدا بين حواشي القلوب لمودته، فارفعه بسلامنا الي حيث قدرت في سابق علمك ان تبلغه اياه بصلاتنا عليه.

اللهم وهب له من رياض جنتك، و الدرج المتخذة لاهل ولايتك ما تقصر عنه مسئلة السائلين من عبادك، كرامة تنزله شرف (صرف خ ل) ذروتها، و تبلغه قصوي مكنة غايتها، و تهطل سحائب النعيم بمزن ودقه و طوائف المزيد و الرضوان من فوقها، و تجري اليه جداول فضلك فيها، و تشرفه بالوسيلة علي نازليها.

اللهم اجعله اجزل من احرز نصيبا من



[ صفحه 34]



رحمتك، و انضر من اشرق وجهه لسجال عطيتك، و اقرب الانبياء زلفة يوم المقعد عندك، و اوفرهم حظا من رضوانك، و اكثرهم صفوف امة في جناتك.

اللهم و ابلغ به من تشريف منزلته، و اعلاء رتبته، و خاصة خالصته، و مكنة زلفته، و جزيل مثوبته، و الزياده في كرامته، و شكر قديم سابقته، و رفع درجته، و اعطائه الوسيلة التي استثناها علي امته ما انت اهله في كرمك و فيض فضلك و جزيل مواهبك، و ما محمد اهله فيك فيما بلغ في رضاك، و تحري من حفظ حقك، و تولي من المحاماة عن دينك، و الذب عن حدود نهيك، فقد دعا الي اثبات الخلق و الامر لك، و صبر علي الاذي فيك، و لم يشر بالربوبية، الا اليك، منا منك عليه لا منا منه عليك، و بما انعمت به عليه من فضلك و مكنت في قلبه من معرفتك، و دللته عليه من اعلام



[ صفحه 35]



قدرتك و اصطفيته له من تبليغ رسالتك.

اللهم و مهما تواري عنا من حجب الغيوب عندك، و توليت طي علمه عن عبادك، و كان في خزائن امرك، و لم تنزله في تاويل لديه في كتابك، و خانتنا الصفات، و كلت الالسن دون عبارته، فلم تهتد القلوب الي منازلك فيه من فضل عطاء توتيه، و ذخيرة كرامة توصلها اليه، و تهطل سمائها عليه.

فاعط محمدا من ذلك حتي يرضي، وزده من ثوابك بعد الرضا ما لا تبلغه مسئلة السائلين، و تقصر عنه المني حتي لا تبقي غاية غبطة الا اوفيت به عليها، و لا ارتفاع درجة الا حللت به اليها و جعلته مخلدا في اعلي علوها.

اللهم و كما اكثرت ذرء امته، و عدد المستجيبين لرسالته، و المعترفين لحجته، حتي استفاض دينه، و علت كلمته فقد امت به لسان الباطل، حتي كلت حجته، و دمغت [4] به الكفر فاضحي ماموما [5] .



[ صفحه 36]



قد هشمت في راسه بيضته و جدعت به انف الباطل، فاستخفي لقبح خليته، و طال به الاسلام، و انبجست ينابيع حكمته، فاحو المثوبة له علي حسب ما ابلي في حقك و تقدم فيه من النصيحة لخلقك.

اللهم و اجعله خطيب وفد المومنين اليك، و المكسو حلل الامان اذا وقف بين يديك، و الناطق اذا خرست الالسن في الثناء عليك.

اللهم و ابسط لسانه في الشفاعة، و ار اهل الموقف من النبيين و اتباعهم تمكن منزلته، و اوهل [6] ابصار اهل المعروف العلي بشعاع نور درجته، وقفه في المقام المحمود الذي وعدته، و اغفر ما احدث المحدثون بعده في امته، مما كان اجتهادهم فيه تحريا لمرضاتك و مرضاته،



[ صفحه 37]



و ما لم يكن تاليبا علي دينك و نقضا لشريعته، و احفظ من قبل بالتسليم و الرضا دعوته، و اجعلنا ممن تكثر به وارديه، و لايذاد عن حوضه اذا ورده، و اسقنا منه كاسا رويا لا نظما بعده.

اللهم انه قد سبقنا بتقديمك اياه، و تاخيرنا عن رويته و ان كان لم يسبقنا بآياته و علاماته، و ما حج به عقولنا من برهان رسالاته، فامنا به غير شكاك، و لا دفني خواطر حالت بيننا و بين الاعتراف بحجته و قد عظم تلهفنا علي الذين اخرجوه من بلده، و كانوا مع الذي كايده و جحده، و تمنينا ان لو شهدنا مشهدا من مشاهده، فنرد ايدي الذين حاربوه الي صدورهم، و نضرب صفحات خدودهم و لبات نحورهم.

اللهم فاذ قد فاتتنا نصرته، و ضرب وجوه المنكرين بحجته (لحجته ظ) و قصرت بنا عن دهره، و لم تخرجنا في مدة من نصره و عزره و آواه و وقره،



[ صفحه 38]



و خرج من بيته مهاجرا معه، فصانه بنفسه عن المشركين و منعه لا عن لحمة و لا نسبة، فاجعلنا من اسعد اتباعه، و اولاهم يوم القيمة لمحبته و رافته، و اقرهم عيونا في المقام المحمود برويته و اعرفهم مقاما بعد السابقين الاولين في ثلته، و اوجه من ضممته من التابعين لهم بالاحسان الي زمرته، و اسدهم في الدنيا اعتقادا لمحبته.

اللهم احضره ذكرنا عند طلبته اليك في امته، و اخطرنا بباله لندخل في عدة من ترحمه بشفاعته، و اره من اشرف صلواتنا و سبحات نورها المتلالئة بين يديه، ما تعرفه به اسمائنا عند كل درجة نرقي به اليها، و يكون وسيلة لديه، و خاصة به، و قربة منه، و يشكرنا علي حسب ما مننت به علينا من الصلاة عليه.

اللهم و ان كان علمك قد سبق بشقوتي، و كنت عندك من المعذبين لخطيئتي، فبلغ محمدا ما حوته لطائف مسئلتي،



[ صفحه 39]



وزده من عندك حتي يرضي.

و ان رحمتني كما عرفتني به توحيدك، و استنقذتني من هوة الكفر الي نجاة الايمان، فشهادتي له بالبلاغ عندك، و الاحتجاج لك علي من انكرك، و خفض الجناح لمن استجاب لك دعائه اليك و خلع كل معبود دونك.

اللهم و صل علي محمد صلواتك علي الانبياء و اهل بيوتات المرسلين، و اجمع به شملهم في غربة يوم القيمة، و انطقهم بالتسائل لدي انعدام الافواه عن النطق بين يديك، و صل بمحمد ارحامهم يوم تقاطع الارحام، و احللهم اشرف المقام بين يديه و درجات المنزل المحمود، و نضر وجه محمد باستنقاذك اياهم من شر ذلك اليوم العصيب.


پاورقي

[1] كذا في رسالة ملحقات الصحيفه للمجلسي.

[2] كذا في رسالة ملحقات المجلسي.

[3] كذا وحد و لعل الصواب شهابا ثاقبا.

[4] دمغه كمنعه و نصره شجه حتي بلغت الشجه الدماغ و هو مخ الرأس او الجلدة الرقيقة التي هو منها و تسمي ام الدماغ (منه).

[5] المأموم من اصيبت ام رأسه و هي في دماغه او الجلدة الرقيقة التي عليه (منه).

[6] كأنه من الوهل بالتحريك و هو الفرع (منه).