بازگشت

اذا مجد ربه و استقصي في الثناء عليه


كما في الصحيفة الثالثه و هو من الأحد و عشرين الساقطة من الصحيفة الكاملة قال علي ما وجدناه في عدة نسخ من الصحيفة السجادية الغير المشهوره و من ذلك ما رأيته في نسخة الصحيفة الكاملة السجادية برواية الشيخ ابي الحسين محمد بن بحر الرهني الكرماني الزماشيري المعاصر للصدوق و في نسخة اخري برواية الشيخ الفقيه ابي الحسن محمد بن احمد بن علي بن الحسن ابن شاذان المعاصر للمفيد و قد رأيته في مجموعة عتيقة ايضا في بلدة اردبيل الا ان بينهما اختلافات قد جمعنا بينها و تعرضنا لها بقدر الامكان انتهي

(اقول) و آخر هذا الدعاء من قوله يا من لا تنقضي عجائب عظمته



[ صفحه 23]



الي الاخر موجود في الصحيفة الكاملة السجادية بعنوان (دعاؤه لنفسه و لاهل ولايته) مع بعض تفاوت و هو هذا الدعاء

اللهم ان احدا لا يبلغ من شكرك غاية و ان ابعد الا حصل عليه من احسانك ما يلزمه شكرك، و لا يبلغ مبلغا من طاعتك، و ان اجتهد الا كان مقصرا دون استحقاقك بفضلك، فاشكر عبادك عاجز عن شكرك، و اعبدهم لك مقصر عن طاعتك، لا يجب لاحد منهم ان تغفر له باستحقاقه، و لا يحق له ان ترضي عنه باستيجابه.

فمن غفرت له فبطولك و من رضيت عنه فبفضلك، تشكر يسير ما تشكر به، و تثيب علي قليل ما تطاع فيه، حتي كان شكر عبادك الذي اوجبت عليه ثوابهم، و اعظمت فيه جزائهم، امر ملكوا استطاعة الامتناع منه دونك فكافاتهم او لم يكن سببه بيدك فجازيتهم بل ملكت يا الهي امرهم قبل ان يملكوا عبادتك، و اعددت



[ صفحه 24]



ثوابهم قبل ان يفيضوا في طاعتك، و ذلك ان سنتك الافضال، و عادتك الاحسان، و سبيلك العفو كل البرية معترفة بانك غير ظالم لمن عاقبت، و شاهدة بانك متفضل علي من عافيت، و كل مقر علي نفسه بالتقصير عما استوجبت، فلولا ان الشيطان يختدعهم عن طاعتك ما عصاك احد، و لو لا انه يصور لهم الباطل في مثال الحق ما ضل عن طريقك ضال.

فسبحانك ما ابين كرمك في معاملة من اطاعك او عصاك، تشكر المطيع علي ما انت توليته له، تملي العاصي (للعاصي ظ) فيما تملك معاجلته فيه اعطيت كلا منهما ما لا يجب له، و تفضلت علي كل منهما بما يقصر عمله عنه، و لو كافيت المطيع علي ما انت توليته له بالسواء لاوشك ان يفقد ثوابك، و ان تزول عنه نعمتك، و لكنك جازيته علي المدة القصيرة الفانية بالمدة الطويلة الخالدة، و علي الغاية



[ صفحه 25]



القريبة الزائلة بالغاية المديدة الباقية.

ثم لم تسمه القصاص فيما اكل من رزقك الذي يقوي به علي طاعتك، و لم تحمله علي المناقشة في الالات التي تسبب باستعمالها الي مغفرتك و لو فعلت به ذلك لذهب جميع ما كدح له و صارت جملة ما سعي فيه جزاء للصغري من مننك، و لبقي رهنا بين يديك بسائر نعمك، فمتي كان يستحق شيئا من ثوابك؟ لا، متي.

فهذه يا الهي حالة من اطاعك، و سبيل من تعبد لك فاما العاصي امرك، و المواقع نهيك، فلم تعاجله بنقمتك لكي يستبدل بحاله في معصيتك حال الانابة الي طاعتك، و لقد كان يستحق يا الهي في اول ما هم بعصيانك كل ما اعددت لجميع خلقك من عقوبتك، فجميع ما اخرت عنه من وقت العذاب و ابطات عليه من سطوات النقمة، فترك من حقك و رضي بدون واجبك.

فمن اكرم يا الهي



[ صفحه 26]



منك و من اشقي ممن هلك عليك؟! فتباركت ان توصف الا بالاحسان، و كرمت ان يخاف منك الا العدل، لا يخشي جورك علي من عصاك، و لا يخاف اغفالك ثواب من ارضاك، فصل علي محمد و آله و هب لي منك املي و زدني من هداك ما اصل به الي توفيق عملي انك منان كريم.

يا من لا تنقضي عجائب عظمته احجبنا عن الالحاد في عظمتك و يا من لا تنتهي مدة ملكه اعتق رقابنا من نقمتك، و يا من لا تفني خزائن رحمته اجعل لنا نصيبا من رحمتك، و يا من تنقطع دون رويته الابصار ادننا من قربك، و يا من تصغر عند خطره الاخطار كرمنا عليك، و يا من تظهر عنده بواطن الاخبار لا تفضحنا لديك، و اغننا عن هبة الواهبين بهبتك، و اكفنا وحشة القاطعين بصلتك حتي لا نرغب الي احد مع فضلك، و لا نستوحش من احد مع



[ صفحه 27]



بذلك.

اللهم كد لنا و لا تكد علينا، و امكر لنا و لا تمكر بنا، و ادل لنا و لا تدل منا.

اللهم قنا عذابك، و اهدنا بك، و لا تباعدنا عنك، فانك من تقه يسلم، و من تهده يعلم، و من تقربه اليك يغنم.

اللهم انما يكفي الكفاة بفضل قوتك فاكفنا، و انما يعطي المعطون من فضل جدتك فاعطنا، و انما يهتدي المهتدون بنور حكمتك فاهدنا.

اللهم انك من واليت لم يضرره خذلان الخاذلين، و من اعطيت لم ينقصه منع المانعين، و من هديت لم يغوه اضلال المضلين فامنعنا بعزتك من شر عبادك، و اغننا عن غيرك بارفادك و اسلك بنا سبل الحق بارشادك، و اكفنا حد نوائب الزمان، و سوء مصائد الشيطان، و مرارة صولة السلطان، و اجعل سلامة قلوبنا في ذكر عظمتك، و فراغ ابداننا في شكر نعمتك، و انطلاق



[ صفحه 28]



السننا في وصف ملتك، و اجعلنا من دعاتك الداعين اليك و من هداتك الدالين عليك، و من خاصتك الحاضرين لديك.