بازگشت

في الاعتراف بالتقصير و طلب من يد العاقبة


علي ما رواه السيد فضل الله الراوندي في دعواته و قد ذكره الفاضل في الصحيفة الثالثة في ضمن دعاء كبير رواه عن بعض العلماء و يظهر من السيد انه دعاء مستقل بل هو من ادعية الصحيفة فيكون من الاربعة الساقطة التي لم يعثر عليها لافاضل المذكور فانه قال في الفضل الاول من الباب الثالث في سلوة المريض و صلاحه واد به و دعائه عند المرض بعد ذكر اخبار و ادعية موجزة و كان زين العابدين صلوات الله و سلامه عليه اذا مرض يدعو و سان الدعاء الخامسة عشر من الصحيفة الكاملة ثم قال و من دعائه صلوات الله و سلامه عليه و آله رب انك الي اخر ما ياتي ثم قال و من دعائه عند ذكر الموت و ذكر الدعاء الاربعين من الصحيفة مع ان سياق الدعاء يفصح عن كونه من اجزائه و حيثان بين ما اورده السيد و نقله الفاضل اختلاف كثير ذكرناه منا

رب انك قد حسنت خلقي، و عظمت عافيتي، و وسعت علي في رزقك، و لم تزل تنقلني من



[ صفحه 141]



نعمة الي كرامة، و من كرامة الي رضا تجدد لي ذلك في ليلي و نهاري، لا اعرف غير ما انا فيه من عافيتك يا مولاي، حين ضننتا ان ذلك واجب عليك لي، و انه لا ينبغي لي ان اكون في غير مرتبتي، لاني لم اذق طعم البلاء فاجد طعم الرضا، و لم يذللن الفقر فاعرف لذة الغني، و لم يهق الخوف فاعرف فضل الامن.

يا الهي، فاصبحت و امسيت في غفلة مما فيه غيري ممن هو دوني فكرت آلائك و لم اشكر نعمائك، و لم اشك في ان الذي انا فيه دائم غير زائل عني، و لا احدث نفسي بانتقال عافية، و لا حلول فقر و لا خوف و لا حزن في عاجل دنياي و في آجل آخرتي.

فحال ذلك بيني و بين التضرع اليك في دوام ذلك لي مع ما امرتني به من شكرك، و وعدتني عليه من المزيد من لدنك، فسهوت و لهوت و غفلت و اشرت و بطرت و تهاونت، حتي جاء التغير فكان العافية بحلول البلاء، و نزل الضر منزل الصحة بانواع الاذي و اقبل الفقر بازالة الغني، فعرفت ما كنت فيه للذي سرت اليه فسئلتك مسئلة من لا يستوجب ان تسمع له دعوة لعظيم ما كنت



[ صفحه 142]



فيه من الغفلة، و طلبت طلبة من لا يستحق نجاح الطلبة للذي كنت فيه من اللهو و الغرة و تضرعت تضرع من لا يستوجب الرحمة للذي كنت فيه من الزهو و الاستطالة، فركنت الي ما اليه صيرتني، و ان كان الضر قد مسني، و الفقر قد اذلني، و البلاء قد جائني.

فان بك ذلك يا الهي من سخطك علي، فاعوذ بحلمك من سخطك يا مولاي، و ان كنت اردت ان تبلوني فقد عرفت ضعفي و قلة حيلتي، اذ قلت: «ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر كان جزوعا و اذا مسه الخير كان منوعا».

و قلت: «فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه و نعمه فيقول ربي اكرمن و اما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانن».

و قلت: «ان الانسان ليطغي ان رآه استغني».

و قلت «و اذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه او قاعدا او قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كان لم يدعنا الي ضر مسه».

و قلت: «اذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا اليه ثم اذا خوله نعمة



[ صفحه 143]



منه نسي ما كان يدعو اليه من قبل».

و قلت: «و يدعو الانسان بالشر دعائه بالخير و كان الانسان عجولا».

و قلت:«اذا اذقنا الانسان منا رحمة فرح بها».

و صدقت و بررت يا مولاي، فهذه صفاتي التي اعرفها من نفسي، قد مضت بقدرتك في، غير ان وعدتني منك وغدا حسنا ان ادعوك فتستجيب لي.

فانا ادعوك كما امرتني، فاستجب لي كما وعدتني، و اردد علي نعمتك، و انقلني مما انا فيه الي ما هو اكبر منه، حتي ابلغ منه رضاك، و انال به ما عندك فيما اعددته لاوليائك الصالحين، انك سميع الدعاء، قريب مجيب، و صلي الله علي محمد و آله الطيبين الاخيار.