بازگشت

في جوف الليل و في وقت السحر في الخلوة حيث لم يرا حدا ناظرا الي السماء


كما رواه ابن شهر آشوب في مناقبه عن طاوس اليماني الفقيه من العامة انه قال رايت علي بن الحسين عليه السلام يطوف من العشاء الي السحر و يتعبد فلما لم ير احدا رمق السماء بطرفه و قال :

الهي غارت نجوم سمواتك، و هجعت عيون انامك، و ابوابك مفتحات للسائلين، جئتك لتغفر لي و ترحمني، و تريني وجه جدي محمد صلي الله عليه و آله في عرصات القيمة.

ثم بكي و قال:

و عزتك و جلالك ما اردت بمعصيتي مخالفتك، و ما عصيتك اذ عصيتك و انا بك شاك، و لا بنكالك جاهل، و لا لعقوبتك متعرض، و لكن سولت لي نفسي، و اعانني علي ذلك سترك المرخي علي فالان من عذابك من يستنقذني؟



[ صفحه 192]



و بحبل من اعتصم ان قطعت حبلك عني؟ فواسوأتاه غدا من الوقوف بين يديك اذا قيل للمخفين جوزوا و للمثقلين حطوا امع المخفين اجوز، ام مع المثقلين احط؟

ويلي كلما طال عمري كثرت خطاياي و لم اتب، اما آن لي ان استحيي من ربي.

ثم بكي، و انشا يقول:

اتحرقني بالنار يا غاية المني فاين رجائي ثم اين توكلي اتيت باعمال قباح ردية و ما في الوري خلق جنا كجنايتي

ثم بكي، و قال:

سبحانك تعصي كانك لا تري، و تحلم كانك لم تعص، تتودد الي خلقك بحسن الصنيع كان بك الحاجة اليهم و انت يا سيدي الغني عنهم.

ثم خر الي الارض ساجدا، فدنوت منه، و شلت راسه، و وضعته علي ركبتي، و بكيت حتي جرت دموعي علي خده، فاستوي



[ صفحه 193]



جالسا و قال:

من الذي اشغلني عن ذكر ربي؟! فقلت: انا طاوس يابن رسول الله، ما هذا الجزع و الفزع؟ و نحن يلزمنا ان نفعل مثل هذا و نحن عاصون خافون! ابوك الحسين بن علي، و امك فاطمة الزهراء، وجدك رسول الله صلي الله عليه و آله! قال: فالتفت الي و قال: هيهات هيهات يا طاوس، دع عني حديث ابي و امي وجدي، خلق الله الجنة لمن اطاعه و احسن و لو كان عبدا حبشيا، و خلق النار لمن عصاه و لو كان ولدا قرشيا.

اما سمعت قوله تعالي: «فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ و لا يتسائلون»

و الله لا ينفعك غدا الا تقدمة تقدمها من عمل صالح.