بازگشت

اذا مجد ربه في الثناء و استقصي عليه تعالي


علي ما وجدناه في عدة نسخ من الصحيفة السجادية الغير المشهورة و من ذلك ما رايته في نسخة الصحيفة الكاملة السجادية برواية الشيخ ابو الحسن محمد بن بحر الرهني الكرماني الزماشيري المعاصر للصدوق و في نسخة اخري برواية الشيخ الفقيه ابي الحسن محمد بن احمد بن علي بن الحسن بن شاذان المعاصر للمفيد و قد رياته في مجموعة عتيقة ايضا في بلدة اردبيل الان ان بينهما اختلافات قد جمعنا بينها و تعرضنا لها بقدر الامكان و هو :



[ صفحه 21]



اللهم ان احدا لا يبلغ من شكرك غايه و ان ابعد الا حصل عليه من احسانك ما يلزمه شكرك، و لا يبلغ مبلغا من طاعتك، و ان اجتهد الا كان مقصرا دون استحقاقك بفضلك، فاشكر عبادك عاجز عن شكرك، و اعبدهم لك مقصر عن طاعتك، لا يجب لاحد منهم ان تغفر له باستحقاقه، و لا يحق له ان ترضي عنه باستيجابه. فمن غفرت له فبطولك و من رضيت عنه فبفضلك، تشكر يسير ما تشكر به، و تثيب علي قليل ما تطاع فيه، حتي كان شكر عبادك الذي اوجبت عليه ثوابهم، و اعظمت فيه جزائهم، امر ملكوا استطاعة الامتناع منه دونك فكافاتهم او لم يكن سببه



[ صفحه 22]



بيدك فجاريتهم بل ملكت يا الهي امرهم قبل ان يملكوا عبادتك، و اعددت ثوابهم قبل ان يفيضوا في طاعتك، و ذلك ان سنتك الافضال، و عادتك الاحسان، و سبيلك العفو كل البرية معترفة بانك غير ظالم لمن عاقبت، و شاهد بانك متفضل علي من عافيت، و كل مقر علي نفسه بالتقصير عما استوجبت، فلولا ان الشيطان يختدعهم عن طاعتك ما عصاك احد، و لو لا انه يصور لهم الباطل في مثال الحق ما ضل عن طريقك ضال.

فسبحانك ما ابين كرمك في معاملة من اطاعك او عصاك، تشكر المطيع علي ما انت توليته له، و تملي للعاصي فيما تملك



[ صفحه 23]



معاجلته فيه اعطيت كلا منهما ما لا يجب له، و تفضلت علي كل منهما بما يقصر عمله عنه، و لو كافيت المطيع علي ما انت توليته له بالسوء لاوشك ان يفقد ثوابك، و ان تزول عنه نعمتك، و لكنك جازيته علي المدة القصيرة الفانية بالمدة الطويلة الخالدة، و علي الغاية القريبة الزائلة بالغاية المديدة الباقية.

ثم لم تسمه القصاص فيما اكل من رزقك الذي يقوي به علي طاعتك، و لم تحمله علي المناقشة في الالات التي تسبب باستعمالها الي مغفرتك و لو فعلت به ذلك لذهب جميع ما كدح له و لصارت جمله ما سعي فيه جزاء للصغري من مننك،



[ صفحه 24]



و لبقي رهنا بين يديك بسائر نعمك، فمتي كان يستحق شيئا من ثوابك؟ لا، متي.

فهذه يا الهي حالة من اطاعك، و سبيل من تعبد لك فاما العاصي امرك، و المواقع نهيك، فلم تعاجله بنقمتك لكي يستبدل بحاله في معصيتك حال الانابة الي طاعتك، و لقد كان يستحق يا الهي في اول ما هم بعصيانك كل ما اعددت لجميع خلقك من عقوبتك، فجميع ما تاخرت عنه من وقت العذاب و ابطات به عليه من سطوات النقمة، فترك من حقك و رضي بدون واجبك.

فمن اكرم يا الهي منك و من اشقي ممن هلك عليك؟! فتباركت ان توصف الا بالاحسان، و كرمت ان يخاف منك الا العدل، لا يخشي جورك علي من



[ صفحه 25]



عصاك، و لا يخاف اغفالك ثواب من ارضاك، فصل علي محمد و آله وهب لي منك املي و زدني من هداك ما اصل به الي توفيق عملي انك منان كريم.

يا من لا ينقضي عجائب عظمته احجبنا عن الالحاد في عظمتك و يا من لا تنتهي مدة ملكه اعتق رقابنا من نقمتك، و يا من لا تفني خزائن رحمته اجعل لنا نصيبا من رحمتك، و يا من تنقطع دون رؤيته الابصار ادننا من قربك، و يا من تصغر عند خطره الاخطار كرمنا عليك، و يا من تظهر عنده بواطن الاخبار لا تفضحنا لديك، و اغننا عن هبة الواهبين بهبتك، و اكفنا وحشة القاطعين بصلتك لا ترغب الي احد مع فضلك، و لا تستوحش



[ صفحه 26]



من احد مع بذلك. اللهم كد لنا و لا تكد علينا، و امكر لنا و لا تمكر بنا، و ادل لنا و لا تدل منا.

اللهم قنا عذابك، و اهدنا بك، و لا تباعدنا عنك، فانك من تقه يسلم، و من تهده يعلم، و من تقربه اليك يغنم.

اللهم انما يكفي الكفاة بفضل قوتك فاكفنا، و انما يعطي المعطون من فضل جدتك فاعطنا، و انما يهتدي المهتدون بنور حكمتك فاهدنا.

اللهم انك من واليت لم يضرره خذلان الخاذلين، و من اعطيت لم ينقصه منع المانعين، و من هديت لم يغوه اضلال المضلين فاعفنا بعزتك من شر عبادك، و امنعنا عن غيرك بارفادك و اسلك بنا سبل الحق بارشادك، و اكفنا حد نوائب



[ صفحه 27]



الزمان، و سوء مصائد الشيطان، و مرارة صولة السلطان، و اجعل سلامة قلوبنا في ذكر عظمتك، و فراغ ابداننا في شكر نعمتك، و انطلاق السننا في وصف منتك، و اجعلنا من دعاتك الداعين اليك و من دعاتك الدالين عليك، و من خاصتك الحاضرين لديك.