بازگشت

بعد العصر يوم الجمعة


اللهم انك انهجت سبيل الدلاله عليك باعلام الهدايه بمنك علي خلقك، و اقمت لهم منار القصد الي طريق امرك بمعادن لطفك و توليت اسباب الانابه اليك بمستوضحات من حججك، قدره منك علي استخلاص افاضل عبادك، و حضا لهم علي اداء مضمون شكرك، و جعلت تلك الاسباب لخصائص من اهل الاحسان عندك، و ذوي الحياء لديك، تفضيلا لاهل المنازل منك، و تعليما ان ما امرت به من ذلك مبرا من الحول و القوه الا بك، و شاهدا في امضاء الحجه علي عدلك، و قوام وجوب حكمك.

اللهم و قد استشفعت المعرفه بذلك اليك، و وثقت



[ صفحه 217]



بفضيلتها عندك و قدمت الثقه بك وسيله في استنجاز موعودك، و الاخذ بصالح ما ندبت اليه عبادك، و انتجاعا بها محل تصديقك، و الانصات الي فهم غباوه الفطن عن توحيدك، علما مني بعواقب الخيره في ذلك، و استرشادا لبرهان آياتك، و اعتمدتك حرزا واقيا من دونك، و استنجدت الاعتصام بك كافيا من اسباب خلقك، فارني مبشرات من اجابتك تفي بحسن الظن بك، و تنفي عوارض التهم لقضائك، فانه ضمانك للمجتدين و وفاوك للراغبين اليك.

اللهم و لا اذلن علي التعزز بك، و لا استقفين نهج الضلاله عنك و قدامتك ركائب طلبتي، و انيخت نوازع الامال مني اليك، و ناجاك عزم البصائر لي فيك.

اللهم و لا اسلبن عوائد مننك غير متوسمات الي غيرك.



[ صفحه 218]



اللهم و جدد لي وصله الانقطاع اليك، و اصدد قوي سببي عن سواك حتي افر عن مصارع الهلكات اليك، و احث الرحله الي ايثارك باستظهار اليقين فيك، فانه لا عذر لمن جهلك بعد استعلاء الثناء عليك، و لا حجه لمن اختزل عن طريق العلم بك مع ازاحه اليقين مواقع الشكوك فيك، و لا يبلغ الي فضائل القسم الا بتاييدك و تسديدك فتولني بتاييد من عونك، و كافني عليه بجزيل عطائك.

اللهم اثني عليك احسن الثناء، لان بلاءك عندي احسن البلاء، اوقرتني نعما و اوقرت نفسي ذنوبا، كم من نعمه



[ صفحه 219]



اسبغتها علي لم اود شكرها، و كم من خطيئه احصيتها علي استحيي من ذكرها، و اخاف جزاءها! ان تعف لي عنها فاهل ذلك انت، و ان تعاقبني عليها فاهل ذلك انا.

اللهم فارحم ندائي اذا ناديتك، و اقبل علي اذا ناجيتك، فاني اعترف لك بذنوبي، و اذكر لك حاجتي، و اشكو اليك مسكنتي وفاقتي و قسوه قلبي و ميل نفسي، فانك قلت: «فما استكانوا لربهم و ما يتضرعون» و ها انا ذا يا الهي قد استجرت بك، و قعدت بين يديك مستكينا، متضرعا اليك، راجيا لما عندك، تراني و تعلم ما في نفسي، و تسمع كلامي، و تعرف حاجتي و مسكنتي و حالي و منقلبي و مثواي و ما اريد ان ابتدي فيه من منطقي، و الذي ارجو منك في عاقبه امري، و انت محص لما اريد التفوه به من مقالي.

جرت مقاديرك باسبابي و ما يكون مني في سريرتي و علانيتي، و انت متم لي ما اخذت عليه ميثاقي، و بيدك لا بيدك غيرك زيادتي و نقصاني.



[ صفحه 220]



فاحق ما اقدم اليك قبل الذكر لحاجتي، و التفوه بطلبتي، شهادتي بوحدانيتك، و اقراري بربوبيتك التي ضلت عنها الاراء، و تاهت فيها العقول، و قصرت دونها الاوهام، و كلت عنها الاحلام و انقطع دون كنه معرفتها منطق الخلائق، و كلت الالسن عن غايه وصفها فليس لاحد ان يبلغ شيئا من وصفك، و يعرف شيئا من نعمتك الا ما حددته و وصفته و وقفته عليه و بلغته اياه، فانا مقر باني لا ابلغ ما انت اهله من تعظيم جلالك، و تقديس مجدك، و تمجيدك و كرمك، و الثناء عليك، و المدح لك، و الذكر لالائك، و الحمد لك علي بلائك و الشكر لك علي نعمائك، و ذلك ما تكل الالسن عن صفته، و تعجز الابدان عن اداء شكره، و اقراري لك بما احتطبت علي نفسي، من موبقات الذنوب التي قد اوبقتني، و اخلقت عندك وجهي، و لكبير خطيئتي، و عظيم جرمي.

هربت اليك ربي، و جلست بين يديك مولاي، و تضرعت اليك سيدي، لاقر لك بوحدانيتك، و بوجود ربوبيتك، و اثني عليك بما اثنيت علي نفسك، و اصفك بما يليق بك من صفاتك، و اذكر ما انعمت به علي من معرفتك، و اعترف لك



[ صفحه 221]



بذنوبي و استغفرك لخطيئتي، و اسالك التوبه منها اليك، و العود منك علي بالمغفره لها، فانك قلت: «استغفروا ربكم انه كان غفارا» و قلت: «ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين» .

الهي اليك اعتمدت لقضاء حاجتي، و بك انزلت اليوم فقري و فاقتي، التماسا مني لرحمتك، و رجاء مني لعفوك، فاني لرحمتك و عفوك ارجي مني لعملي، و رحمتك و عفوك اوسع من ذنوبي، فتول اليوم قضاء حاجتي بقدرتك علي ذلك و تيسير ذلك عليك، فاني لم ار خيرا قط الا منك، و لم يصرف عني سوءا قط احد غيرك، فارحمني سيدي يوم يفردني الناس في حفرتي، و افضي اليك بعملي، فقد قلت سيدي: «و لقدنا دانا نوح فلنعم المجيبون».

اجل! و عزتك سيدي لنعم المجيب انت، و لنعم المدعو انت، و لنعم المستعان انت، و لنعم الرب انت،



[ صفحه 222]



و لنعم القادر انت، و لنعم الخالق انت، و لنعم المبدي انت، و لنعم المعيد انت، و لنعم المستغاث انت، و لنعم الصريخ انت.

فاسالك يا صريخ المكرو بين، و يا غياث المستغيثين، و يا ولي المومنين، و الفعال لما يريد، يا كريم يا كريم يا كريم ان تكرمني في مقامي هذا و فيما بعده كرامه لا تهينني بعدها ابدا، و ان تجعل افضل جائزتك اليوم فكاك رقبتي من النار و الفوز بالجنه، و ان تصرف عني شر كل جبار عنيد، و شر كل شيطان مريد، و شر كل ضعيف من خلقك او شديد، و شر كل قريب او بعيد، و شر كل من ذراته و براته و انشاته و ابتدعته، و من شر الصواعق و البرد و الريح و المطر، و من شر كل ذي شر، و من شر كل دابه صغيره او كبيره بالليل و النهار انت آخذ بناصيتها ان ربي علي صراط مستقيم.



[ صفحه 223]