بازگشت

في مناجاة الذاكرين ليوم الاربعاء


الهي لو لا الواجب من قبول امرك، لنزهتك من ذكري اياك علي ان ذكرك لك بقدري لا بقدرك، و ما عسي ان يبلغ مقداري حتي اجعل محلا لتقديسك، و من اعظم النعم علينا جريان ذكرك علي السنتنا، و ادنك لنا بدعائك و تنزيهك و تسبيحك.

الهي فالهمنا ذكرك في الخلاء و الملا، و الليل و النهار و الاعلان و الاسرار، و في السراء و الضراء، و آنسنا بالذكر الخفي، و استعملنا بالعمل الزكي و السعي المرضي، و جازنا بالميزان الوفي.

الهي بك هامت القلوب الوالهه و علي معرفتك



[ صفحه 52]



جمعت العقول المتباينه، فلا تطمئن القلوب الا بذكراك، و لا تسكن النفوس الا عند روياك.

انت المسبح في كل مكان، و المعبود في كل زمان، و الموجود في كل اوان و المدعو بكل لسان، و المعظم في كل جنان و استغفرك من كل لذه بغيره ذكرك، و من كل راحه بغير انسك و من كل سرور بغير قربك، و من كل شغل بغير طاعتك.

الهي انت قلت و قولك الحق: «يا ايها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا و سبحوه بكره و اصيلا» و قلت و قولك الحق: «فاذكروني اذكركم».

فامرتنا بذكرك، و وعدتنا عليه ان تذكرنا تشريفا لنا و تفخيما و اعظاما، وها نحن ذاكروك كما امرتنا، فانجزلنا ما وعدتنا، يا ذاكر الذاكرين و يا ارحم الراحمين.



[ صفحه 53]