بازگشت

يوم


- من يومنا هذا اي من وقتنا، و اليوم و ان كان في اللغه عباره عن الزمن الذي يقع ما بين طلوع الشمس الي غروبها الا ان العرب قد تطلقه و تريد به مطلق الوقت و الحين نهارا كان او ليلا فيقولون: ذخرتك لهذا اليوم اي لهذا الوقت الذي افتقرت فيه اليك. و منه: تلك ايام الحرج اي وقته و لا يكادون يفرقون بين قولهم يومئذ و حينئذ و ساعتئذ. و اليوم المضاف الي الدين المراد به مطلق الوقت ايضا. و الدين هنا بمعني الجزاء خيرا كان او شرا.

- المراد بايامهم: دولتهم و ملكهم و ظهور خلافتهم و تمكنهم في الارض و الخلق و عبر ذلك بالايام لكونها ظرفا له كما قال تعالي (و ذكرهم بايام الله) (ابراهيم: 5) اي وقايعه في الامم الخاليه.

و الاشاره بذلك الي ايام صاحب الامر المهدي المنتظر صلوات الله و سلامه عليه و انما اضافها الي جميعهم لان دولته دولتهم و كلمته كلمتهم جميعا فالمنسوب الي بعضهم منسوب الي كلهم كما قال تعالي (فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب و الحكمه و آتيناهم ملكا عظيما) (النساء: 54). قال ابن عباس: الملك في آل ابراهيم ملك يوسف و داود و سليمان عليهم السلام و انما نسبه الي عامتهم لان تشريف البعض تشريف للكل.

قال العلامه الطبرسي في تفسير قوله تعالي (وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا) (النور: 55). المروي عن اهل البيت عليهم السلام انها في المهدي من آل محمد عليهم السلام.

روي العياشي باسناده عن علي بن الحسين عليهماالسلام، انه قراء الايه و قال: هم و الله شيعتنا اهل البيت يفعل الله ذلك بهم علي يدي رجل منا و هو مهدي هذه الامه و هو الذي قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتي يلي رجل من عترتي اسمه اسمي يملاء الارض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما. و تضمنت هذه الايه البشاره لهم بالاستخلاف و التمكن في البلاد و ارتفاع الخوف عنهم عند قيام المهدي منهم و يكون المراد بقوله تعالي (كما استخلف الذين من قبلهم) هو ان جعل الصالح للخلافه خليفه مثل آدم و داود و سليمان عليهم السلام.

و علي هذا اجماع العتره الطاهره و اجماعهم حجه لقول النبي صلي الله عليه و آله و سلم: اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي اهل بيتي لن يفترقا حتي يردا علي الحوض.

و ايضا فان التمكن علي الاطلاق لم يتفق فيما مضي فهو منتظر لان الله عز و جل لا يخلف وعده.

و من كلام اميرالمومنين عليه السلام في نهج البلاغه: لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس علي ولدها و تلا عقيب ذلك (و نريد ان نمن علي الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم ائمه و نجعلهم الوارثين). (القصص: 5).

و بذكر هذه الايه المباركه المتضمنه بالمن و الاحسان ثم الكتاب و نرجو الله تعالي ان يعاملنا بالفضل و الاحسان و المن و الامتنان. و نسئله ان يصلي علي محمد و آله الطاهرين صلوه دائمه ناميه لا انقطاع لا بدها و لا منتهي لامدها و ان يجعل ذلك عونا لنا و سببا لنجاح طلبتنا انه ذو الفضل العظيم و المن الجسيم و الحمد لله رب العالمين.