بازگشت

يقن


اليقين لغه: العلم الذي لا شك معه. و اصطلاحا اعتقاد الشي ء بانه كذا مع اعتقاد انه لا يمكن الا كذا.

و عند اهل الحقيقه: رويه العيان بقوه الايمان لا بالحجه و البرهان.

و قيل: مشاهده الغيوب بصفاء القلوب، و ملاحظه الاسرار بمحافظه الافكار.

و قيل: الاستعانه بالله في كل حال و الرجوع الي الله في كل امر و النظر الي الله في كل شي ء.

و لما كان لليقين مراتب و هي علم اليقين، و عين اليقين و حق اليقين قيد عليه السلام اليقين المسئول بقوله (من استيقن به حق اليقين) و هو اعلي المراتب و ايثار التعبير باستيقن للمبالغه قال صاحب الكشاف: الاستيقان ابلغ من الايقان.

اليقين لغه: العلم الذي لا شك معه. و اصطلاحا اعتقاد الشي ء بانه كذا مع اعتقاد انه لا يمكن الا كذا.

و عند اهل الحقيقه: رويه العيان بقوه الايمان لا بالحجه و البرهان.

و قيل: في معني اليقين اصطلاحا: هو العلم الحاصل عن نظر و استدلال و لهذا لا يسمي علم الله تعالي يقينا.

و قال المحقق الطوسي في بعض رسائله: اليقين: اعتقاد جازم مطابق ثابت لا يمكن زواله و هو في الحقيقه مولف من علمين: العلم بالمعلوم و العلم بان خلاف ذلك محال.

قال الشيخ بيان الحق ابوالقاسم محمود بن ابي الحسن النيسابوري في كتاب خلق الانسان: قالوا: ان اليقين يقينان:

احدهما- ينفي الشك و هذا لا يغلب الشهوه و هو يقين التوحيد.

و الاخر- نور مشرق للصدر غالب للشهوات مبطل للاختيار صارت لصاحبه امور الدنيا و الاخره و احوال الملكوت معاينه، و اصبحت لامره خاضعه طائعه و علي هذا جاء عن الله في الزبور المنزل علي داود عليه السلام: لو صدق يقينكم ثم قلتم للجبل انتقل فقع في البحر لوقع.

و ذلك ان القلب اذا وصل الي الله تعالي و امتلاء من عظمته و اشرق بنور جلاله و هيبته فبعد ذلك اينما وقع البصر دار الفكر حوالي ما امتلاء به القلب اذ وصل الي الله و امتلاء من عظمته من العمل الصرف الصافي الخالص غير الممزوج بالشبهات المكدر.

بالشائبات بمنزله الشمس اذا در (در الحليب: كثر.) قرنها (قرن الشمس: اعلاها و اول ما يبدو منها). و استوي حاجبها (حاجب الشمس: ناحيه منها). و اشرق ضيائها فحيث ما سرت من بلاد الله فضوئها معك يريك الاشياء بالوانها و هياتها و مقاديرها و اشكالها، فكذلك شمع اليقين اذا اشرقت و استضائت بنورها النفس اراه ذلك امر الملكوت و احوال الدنيا و الاخره و بواطن الاشياء و الاسرار التي في الغيوب مما كشفها الله لانبيائه و اطلع عليها قلوب خيرته و اصفيائه.

و مما يويد هذا المعني ما رواه ثقه الاسلام في الصحيح باسناده عن اسحاق بن عمار قال سمعت اباعبدالله عليه السلام يقول: ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم صلي بالناس الصبح فنظر الي شاب في المسجد و هو يخفق و يهوي براسه مصفرا لونه قد نحف جسمه و غارت عيناه في راسه فقال له رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كيف اصبحت يا فلان قال: اصبحت يا رسول الله موقنا فعجب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من قوله، و قال : ان لكل يقين حقيقه فما حقيقه يقينك؟

فقال: ان يقيني يا رسول الله هو الذي احزنني و اسهر ليلي و اظماء هو اجري فعزفت نفسي عن الدنيا و ما فيها حتي كاني انظر الي عرش ربي و قد نصب للحساب و حشر الخلائق لذلك و انا فيهم و كاني انظر الي اهل الجنه يتنعمون في الجنه و يتعارفون علي الارائك متكئون، و كاني انظر الي اهل النار و هم فيها معذبون مصطر خون و كاني الان اسمع زفير النار يدور في مسامعي.

فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: هذا عبد نور الله قلبه بالايمان ثم قال له الزم ما انت عليه فقال الشاب ادع لي يا رسول الله ان ارزق الشهاده معك فدعا له رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فلم يلبث ان خرج في بعض غزوات النبي صلي الله عليه و آله و سلم فاستشهد بعد تسعه نفر و كان هو العاشر.

و هذا الشاب هو حارثه بن مالك بن النعمان الانصاري كما وردت به روايه اخري.