بازگشت

وقي


- وقاه الله يقيه وقايه بالكسر: حفظه.

- وقيت الشي ء اقيه وقيا و وقايه: اذا صنته و حفظته من الاذي. قيل معناه: وقنا من عذابك و سخطك. و هو مثل قوله صلي الله عليه و آله و سلم (اعوذ بك منك) قال بعض العارفين في قوله صلي الله عليه و آله و سلم في سجوده (اعوذ بعفوك من عقابك، و اعوذ برضاك من سخطك، و اعوذبك منك) انه حين امر بالقرب في قوله تعالي (و اسجد و اقترب) (العلق: 19). قال في سجوده (اعوذ بعفوك من عقابك) و هو كلام عن مشاهده فعل الله فاستعاذ ببعض افعاله من بعض. و العفو كما يراد به صفته العافي قد يراد به الاثر الحاصل عن صفه العفو في المعفو عنه كالخلق و الصنع.

ثم لما قرب فغني عن مشاهده الاقعال و ترفي الي مصادرها و هي الصفات. قال (اعوذ برضاك من سخطك) و هما صفتان متضادتان. ثم لما راي ذلك نقصانا في التوحيد اقتزب و ترقي عن مشاهده الصفات الي ملاحظه الذات فقال (و اعوذ بك منك) و هذا فرار اليه منه مع قطع النظر عن الافعال و الصفات.

فهذه ثلث مراتب و المرتبه الثالثه هي اول مقام الوصول الي ساحه العزه.

ثم للسباحه في لجه الوصول درجات آخر لا تتناهي، و لذلك لما ازداد قربا قال (لا احصي ثناء عليك) فكان ذلك حذفا لنفسه عن درجه الاعتبار في ذلك المقام و اعترافا منه بالعجز عن الاحاطه بماله من صفات الجلال و نعوت الكمال و كان قوله بعد ذلك (انت كما اثنيت علي نفسك) كمالا للاخلاص و تجريدا للكمال المطلق الذي به هو هو عن ان يلحقه حكم لغيره و همي او عقلي انتهي.

فعليهذا ليس هناك مضاف مقدر كسخطك و عقابك بل هو من باب الترقي الي المرتبه الثالثه من المراتب الثلاث المذكوره التي هي ملاحظه الذات دون الافعال و الصفات. و قس علي ذلك قوله عليه السلام (و احفظنا بك و اهدنا اليك و لا تباعدنا عنك) فلا حاجه الي تقدير مضاف في شي ء من ذلك كما قيل: ان معناه: (و احفظنا بحفظك و اهدنا الي صراطك المستقيم. و لا تباعدنا عن رحمتك).

و ان كان هذا المعني في نفسه صحيحا ظاهرا الا ان حمله علي ذلك التحقيق اليق بمقام الداعي صلوات الله عليه.

- اتقي يتقي و تقي يتقي كقضي يقضي: صار تقيا.

التقي: التقوي: الاسم من اتقي: مخافه الله و العمل بطاعته. و الجمع: تقي و يجوز ان يكون التقي: جمع تقاه فيكون الجمع باعتبار مراتبه و هو في اللغه بمعني الوقايه و هي فرط الصيانه و خص في عرف الشرع بوقايه النفس عما يضرها في الاخره.

و للتقوي ثلث مراتب:

الاولي- التوقي عن العذاب المخلد بالتبري عن الكفر و عليه قوله تعالي (و الزمهم كلمه التقوي). (الفتح: 26).

الثانيه- التجنب عن كل ما يوثم من فعل او ترك حتي الصغائر عند قوم و هو المتعارف بالتقوي في الشرع و هو المعني بقوله تعالي (و لو ان اهل القري آمنوا و اتقوا). (الاعراف: 96).

الثالثه- ان يتنزه عن كل ما يشغل سره عن الحق و يتبتل اليه بكليته و هو التقوي الحقيقي المامور به في قوله تعالي (يا ايها الذين آمنوا اتقوا لله حق تقاته). (آل عمران: 102).

و لهذه المرتبه عرض عريض متفاوت فيه طبقات اصحابها حسب تفاوت درجات استعدادتهم الفائضه عليهم بموجب المشيه الالهيه. و المراد به هنا ما يعم المراتب الثلاث.

- اتقي يتقي و تقي يتقي كقضي يقضي: صار تقيا.

التقي: التقوي: الاسم من اتقي: مخافه الله و العمل بطاعته. و الجمع: تقي و يجوز ان يكون التقي: جمع تقاه فيكون الجمع باعتبار مراتبه و هو في اللغه بمعني الوقايه و هي فرط الصيانه و خص في عرف الشرع بوقايه النفس عما يضرها في الاخره.

و للتقوي ثلث مراتب:

الاولي- التوقي عن العذاب المخلد بالتبري عن الكفر و عليه قوله تعالي (و الزمهم كلمه التقوي). (الفتح: 26).

الثانيه- التجنب عن كل ما يوثم من فعل او ترك حتي الصغائر عند قوم و هو المتعارف بالتقوي في الشرع و هو المعني بقوله تعالي (و لو ان اهل القري آمنوا و اتقوا). (الاعراف: 96).

الثالثه- ان يتنزه عن كل ما يشغل سره عن الحق و يتبتل اليه بكليته و هو التقوي الحقيقي المامور به في قوله تعالي (يا ايها الذين آمنوا اتقوا لله حق تقاته). (آل عمران: 102).

و لهذه المرتبه عرض عريض متفاوت فيه طبقات اصحابها حسب تفاوت درجات استعدادتهم الفائضه عليهم بموجب المشيه الالهيه. و المراد به هنا ما يعم المراتب الثلاث.

- قد مر معني التقوي و مراتبه.

و قال بعض العارفين: ان خيرات الدنيا و الاخره جمعت تحت لفظه واحده و هي التقوي:

انظر ما في القرآن الكريم من ذكرها. فكم علق عليها من خير و وعد لها من ثواب و اضاف اليها من سعاده دنيويه و كرامه اخرويه و لنذكر من خصالها و آثارها الوارده فيه اثنتي عشره خصله:

الاولي- المدحه و الثناء قال تعالي (و ان تصبروا و تتقوا فان ذلك من عزم الامور). (آل عمران: 186).

الثانيه- الحفظ و الحراسه قال تعالي (و ان تصبروا و تتقوا لا يضركم كيدهم شيئا). (آل عمران: 120).

الثالثه- التائيد و النصر قال تعالي (ان الله مع الذين اتقوا). (النحل: 128).

الرابعه- النجاه من الشدائد و الرزق الحلال قال تعالي (و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب). (الطلاق: 3 -2).

الخامسه- صلاح العمل قال تعالي (يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم). (الاحزاب: 71 -70).

السادسه- غفران الذنوب قال تعالي (يغفر لكم ذنوبكم). (الصف: 12).

السابعه- محبه الله تعالي (ان الله يحب المتقين). (التوبه: 4).

الثامنه- قبول الاعمال قال الله تعالي (انما يتقبل الله من المتقين). (المائده: 27).

التاسعه- الاكرام و الاعزاز قال تعالي (ان اكرمكم عندالله اتقيكم). (الحجرات: 13).

العاشره- البشاره عند الموت قال تعالي (الذين آمنوا و كانوا يتقون، لهم البشري في الحيوه الدنيا و في الاخره). (يونس: 64 -63).

الحاديه عشر- النجاه من النار قال تعالي (ثم ننجي الذين اتقوا). (مريم: 72).

الثانيه عشر- الخلود في الجنه قال تعالي (اعدت للمتقين). (آل عمران: 133).