بازگشت

وعد


- الوعد: هو الخبر عن ايصال نفع الي الغير و دفع ضرر عنه في المستقبل سواء كان النفع مستحقا اولا و عداه بعلي لتضمينه معني الايجاب اي وعدهم موجبا علي ذاته الشريفه ايجاب كرم و تفضل.

- العده: الوعد و اصلها وعد بالكسر استثقلت الكسره علي الواو فنقلت الي العين ثم حذف الواو و لزمت تاء التانيث عوضا منها.

قال الفراء يقال: وعدته خيرا و وعدته شرا باسقاط الالف فاذا اسقطوا الخير و الشر قالوا في الخير: وعدته و في الشر: او عدته بالالف و في الخير: الوعد و العده و في الشر: الايعاد و الوعيد فاذا قالوا اوعدته بالشر اثبتوا الالف مع الباء.

قال صاحب المحكم قال: ابن الاعرابي او عدته خيرا بالالف. و هو نادر.

و الخلف في الوعد عند العرب كذب و في الوعيد كرم قال الشاعر:



اذا وعد السراء انجز وعده

و ان اوعد الضراء فالعفو مانعه



و لخفاء الفرق في ذلك من كلام العرب انتحل بعض اهل البدع القول بوجوب الوعيد قياسا علي الوعد لجهلهم باللغه العربيه.

و ذلك ان الوعد حق عليه و الوعيد حق له و من اسقط حق نفسه فقد اتي بالجود و الكرم و من اسقط حق غيره فذلك هو اللوم فهذا هو الفرق بين الوعد و الوعيد.

- المواعيد: جمع ميعاد مصدر بمعني الوعد. نص عليه الزمخشري في الاساس قال: قد اخلف وعده وعدته و موعده و موعدته و موعوده و ميعاده. و هذا الوقت و المكان ميعادهم انتهي.

فيكون الميعاد مصدرا و اسم زمان و اسم مكان او مصدر بمعني المواعده نص عليه الجوهري في الصحاح قال: و الميعاد: المواعده و الوقت و الموضع.

لا يقال: المواعده انما تكون من الطرفين و المستعاذ منه انما هو وعد الشيطان.

لانا نقول: الطاعه في القبول من الموعود بمنزله المواعده فكانه استعاذ من وعد الشيطان و الطاعه له في قبول وعده فهو كقوله تعالي (و واعدنا موسي) (الاعراف: 142). قال ابواسحاق: لما كانت الطاعه في القبول بمنزله المواعده فهو من الله وعد و من موسي عليه السلام قبول و اتباع اجري مجري المواعده.

و يحتمل ان يكون المواعيد: جمع موعود او موعوده مصدرين بمعني الوعد.

و الوعد من الشيطان: اما بالقاء الخواطر الفاسده او بالسنه اوليائه من شياطين الجن و الانس:

فمن مواعيده الباطله: ان يعد الغفران مع ارتكاب الكبائر كما قال تعالي (ياخذون عرض هذا الادني و يقولون سيغفرلنا). (الاعراف: 169).

و ربما وعد من لا يقين له بانه لا قيامه و لا حساب و لا جزاء و لا عقاب فاجتهدوا في استيفاء اللذات العاجله و اغتنموا فرصه الحيوه الزائله.

و قال بعض من كان علي ظاهر الاسلام انه لم ياتنا ممن مات خبر نتحقق معه امر الخطاب و العقاب و انما هو شي ء يقال فلا ينبغي للعاقل ان يترك لذاته الدنيويه خوفا من امر غير متحقق فربما اذا مات لم يجد مما خافه شيئا اليس يكون قد فاته من لذات الدنيا ما لا يمكنه تلافيه.

و من مواعيد الشيطان الكاذبه: ما اخبرنا به الله سبحانه في قوله: الشيطان يعدكم الفقر (البقره: 268). فان وعده بالفقر من خفي حيله.

و بيانه: انه لما كان البخل صفه مذمومه عند كل احد لم يمكنه ان يجره ابتداء اليها الا بتقديم مقدمه هي الوعد بالفقر ليمسك عن انفاق الجيد من ماله فاذا اطاعه زاد فيمنعه من الانفاق بالكليه و ربما تدرج الي ان يمنع الحقوق الواجبه فلا يودي الزكوه و لا يصل الرحم و لا يرد الوديعه فاذا صار هكذا ذهب وقع الذنوب من قلبه فيقدم علي المعاصي كلها.