- الهوي بالقصر: ميل النفس الاماره بالسوء الي مقتضي طباعها من اللذات الدنيويه الي حد الخروج عن الحدود الشرعيه و هو اشد جاذب للانسان عن قصد الحق و اتباع دليله و اقوي صاد عن الاهتداء بمناره و سلوك سبيله و لذلك جعل سبحانه متابعته و الانقياد اليه عباده فقال (ارايت من اتخذ الهه هواه) (الفرقان: 43). كما جعل موافقه الشيطان عباده له فقال تعالي (الم اعهد اليكم يا بني آدم ان لا تعبدوا الشيطان) (يس: 60). و قد ورد في التحذير منه و من اتباعه قاصمه الظهور و لو لم يرد في ذلك الا قوله تعالي (و لا تتبع الهوي فيضلك عن سبيل الله) (ص: 26). لكفي.

و عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم: ثلث مهلكات: شح مطاع. و هوي متبع. و اعجاب المرء بنفسه.

و عن اميرالمومنين عليه السلام: ان اخوف ما اخاف عليكم اثنان: اتباع الهوي. و طول الامل. اما اتباع الهوي فيصد عن الحق. و اما طول الامل فينسي الاخره.

و للانسان مع هواه ثلث احوال:

الاولي- ان يغلبه الهوي فيستعبده كما قال تعالي (ارايت من اتخذ الهه هواه افانت تكون عليه و كيلا). (الفرقان: 43).

و الثانيه- ان يغالبه فيقهره مره و يقهر مره و اياه قصد بمدح المجاهدين و عناه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بقوله: و قد سئل اي الجهاد افضل؟ فقال: جهاد هواك.

و الثالثه- ان يغلب هواه كالانبياء و الاوصياء و كثير من صفوه الاولياء. و هذا المعني قصد النبي صلي الله عليه و آله و سلم بقوله: ما من احد الا و له شيطان فقيل يا رسول الله و لا انت؟ فقال: و لا انا الا ان الله تعالي اعانني علي شيطاني حتي ملكته.

فان الشيطان يتسلط علي الانسان بحسب وجود الهوي. و الله اعلم.

- الهواء بالمد: الجو و هو المسخريين السماء و الارض و الجمع: اهويه.