بازگشت

همم


- هم بالشي ء: اراده و بابه رد.

- هم بالامر: اذا قصده و عزم عليه- كما مر- و قيل: هو اول العزم. و قد يطلق علي العزم القوي.

قال امين الاسلام الطبرسي في مجمع البيان: الهم في اللغه علي وجوه:

منها- العزم علي الفعل كقوله تعالي (اذهم قوم ان يبسطوا اليكم ايديهم) (المائده: 11). اي ارادوا ذلك و عزموا عليه.

منها- خطور الشي ء بالبال و ان لم يقع العزم عليه كقوله تعالي (اذ همت طائفتان منكم ان تفشلا و الله و ليهما). (آل عمران: 122).

يعني ان الفشل خطر ببالهما و لو كان الهم هنا عزما لما كان الله وليهما. و لان العزم علي المعصيه معصيه و لا يجوز ان يكون الله سبحانه ولي من عزم علي الفرار عن نصره نبيه.

و منها- ان يكون بمعني المقاربه قالوا هم فلان ان يفعل كذا اي كاد يفعله.

و منها- الشهوه و ميل الطبع يقول القائل فيما يشتهيه و يميل اليه طبعه هذا اهم الاشياء الي و في ضده ليس هذا من همي.

و قال بعضهم: الهم علي ثلثه انواع:

احدها- العزم و هو التصميم.

الثاني- الخطره التي لا تقصد و لا تستقر.

الثالث- حديث النفس اختيار ان تفعل ما يوافقها او يخالفها او ان لا تفعل.

فان قلت: ما المراد بالهم هنا و اي معني من هذه المعاني ينبغي حمل الهم عليه في الدعاء؟

قلت: ينبغي ان يحمل علي المعني الاول و هو القصد و العزم و توطين النفس علي الفعل او الترك لانه الذي يترتب عليه رضي الله تعالي في الطاعه و سخطه في المعصيه.

و اما بمعني الخطره او حديث النفس فان كان طاعه فلا مانع من ان يترتب عليه رضاه تعالي كما جرت عادته في عموم الفضل و الاحسان. و ان كان معصيه فقد انعقد الاجماع من الامه علي ان لا مواخذه به و علي هذا المعني للهم حمل جماعه من العلماء:

ما رواه في الكافي عن زراره عن احدهما عليهماالسلام قال: ان الله تعالي جعل لادم في ذريته من هم بحسنه و لم يعملها كتبت له حسنه و من هم بحسنه و عملها كتبت له عشرا و من هم بسيئه و لم يعملها لم تكتب عليه و من عمل بها كتبت عليه سيئه.

و عن ابي بصير عن ابي عبدالله عليه السلام قال: المومن ليهم بالحسنه و لا يعمل بها فتكتب له حسنه فان هو عملها كتبت له عشر حسنات و ان المومن ليهم بالمعصيه ان يعملها فلا يعملها فلا تكتب عليه.

و روي البخاري و مسلم في صحيحيهما عن ابن عباس عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فيما يروي عن ربه تبارك و تعالي قال: ان الله كتب الحسنات و السيات ثم بين ذلك فمن هم بحسنه فلم يعملها كتبها الله عنده حسنه كامله و من هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات الي سبعمائه ضعف الي اضعاف كثيره و ان هم بسيئه فلم يعملها كتبها الله عنده حسنه كامله، و ان هم بها فعملها كتبها الله سيئه واحده.

فالهم في هذه الاخبار محمول علي معني الخطور و حديث النفس الذي لا استقرار معه.

و اما العزم و التصميم علي المعصيه فهو في نفسه معصيه فان عملها كانت معصيه ثانيه.

هذا ما ذهب اليه اكثر المحدثين و المتكلمين و جمهور العامه و جماعه من اصحابنا منهم امين الاسلام الطبرسي في مجمع البيان.

و الشريف المرتضي قدس سره قال في تنزيه الانبياء: اراده المعصيه و العزم عليها معصيه.

و قد تجاوز ذلك قوم حتي قالوا ان العزم علي الكبيره كبيره و علي الكفر كفر .

و استدلوا علي ذلك بقوله تعالي (ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشه في الذين آمنوا لهم عذاب اليم) (النور: 19 قال ابن شهر آشوب قدس سره: في متشابهات القرآن و مختلفه: ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشه الايه، يدل علي ان العزم علي الفسق فسق لانه اذا لزم الوعيد علي محبه شياع الفاحشه من غيره فاذا احبها من نفسه و ارادها كان اعظم و الايه وعيد لمن يحب ان تشيع الفاحشه في المومنين.

و قوله تعالي (اجتنبوا كثيرا من الظن) (الحجرات: 12). و الاخبار المستفيضه الداله علي حرمه الحسد و احتقار الناس و اراده المكروه بهم.

و يويد ما ذهبوا اليه ظاهر عباره الدعاء.

و قال كثير من الاصحاب انه غير مواخذه به لظاهر الاخبار المتقدمه. و اجابوا عن الايتين بانهما مخصصتان باظهار الفاحشه و المظنون كما هو الظاهر من سياقهما.

و عن الثالث ان العزم المختلف فيه ما له صوره في الخارج كالزنا و شرب الخمر. و اما ما لا صوره في الخارج كالاعتقادات و خبائث النفس مثل الحسد و غيره فليس من صور محل الخلاف فلا حجه فيه علي ما نحن فيه، و اما احتقار الناس و اراده المكروه بهم فاظهار هما حرام يواخذ به و لا نزاع فيه و بدونه اول المسئله.

قال بعض المحققين: و الحق ان المسئله محل الاشكال.

- الهامه: كل ذات سم يقتل كالحيه.

و الجمع: الهو ام و قد تقع الهامه علي ما يدب من الحشرات و ان لم يقتل.

- الهم و الغم قيل: كلاهما بمعني الحزن.

و قيل: الغم: الكرب و هو الحزن الشديد فيكون اخص من الهم و قيل: الهم ما يقدر الانسان علي ازالته كالافلاس و الغم ما لا يقدر علي ازالته كموت الولد.

و قالوا: ان الهم قسمان:

قسم يختص بالدنيا و علائق احوالها.

و قسم يختص بالاخره:

اما الذي يختص بالدنيا فهو الذي يجب التخلي عنه و الرغبه الي الله تعالي في كشفه و ازالته اذ كان اعظم شاغل للعبد و قاطع به عن سلوك سبيل الحق و قصده بل اشد مهلك جاذب له عن الترقي في مدارج القرب الي الحضيض.

و اما الذي يختص بالاخره فهو الذي يجب التحلي به و حمل النفس عليه و عدم الانفكاك عنه اذ كان اعظم آخذ بزمام النفس الي سلوك سبيل الهدي و اشد جاذب الي الوصول الي ساحل عزه ذي الجلال و مطالعه انوار كبريائه كما اشار الي ذلك اميرالمومنين صلوات الله و سلامه عليه في خطبه له حيث قال:

ان من احب عباد الله اليه عبدا اعانه علي نفسه فاستشعر الحزن و تجلبب الخوف فزهر مصباح الهدي في قلبه- الي ان قال- قد خلع سرابيل الشهوات و تخلي عن الهموم الا هما واحدا انفرد به فخرج من صفه العمي و مشاركه اهل الهوي.

فقوله عليه السلام: (قد تخلي عن الهموم) يريد به هموم الدنيا و علايقها. و قوله (الا هما واحدا) يريد به هم الاخره و لذلك رتب عليه الخروج من صفه العمي و مشاركه اهل الهوي.

فقوله عليه السلام: (قد تخلي عن الهموم) يريد به هموم الدنيا و علايقها. و قوله (الا هما واحدا) يريد به هم الاخره و لذلك رتب عليه الخروج من صفه العمي و مشاركه اهل الهوي.

و في الصحيح عن ابي عبدالله عليه السلام من اصبح و امسي و الدنيا اكبر همه جعل الله الفقر بين عينيه و شتت امره و لم ينل من الدنيا الا ما قسم له، و من اصبح و امسي و الاخره اكبر همه جعل الله الغني في قلبه و جمع له امره.

اذا عرفت ذلك ظهر ان المراد بالهموم الذي كان عليه السلام يستكشفها بهذه الدعاء: الهموم الدنيويه التي قلما تخلو منها النفوس البشريه.

- الاهتمام هنا من همه الامر فاهتم اي حزنه و اقلقه فقلق لامن اهتم بالشي ء بمعني قام به.