بازگشت

نشأ


- انشا انشاء: رباه. ينشئهم: يربيهم و منه قوله تعالي (او من ينشاء في الحليه و هو في الخصام غير مبين) (الزخرف: 18). اي يربي في الزينه. و انشي ء و نشي ء بالهمزه و التثقيل بمعني واحد.

و في هذا الكلام اشاره الي حكمه اختلاف الليالي و الايام و تفاوت زمان النور و الظلام و هو من لطائف صنع الله تعالي و عجائب رحمته للعباد كما قال سبحانه (ان في خلق السموات و الارض و اختلاف الليل و النهار لايات لاولي الالباب) (آل عمران: 190). فان من الغرائب تعاون المتنافيين علي امر واحد و هو اصلاح مزاج الحيوان و معاشه.

قال بعض العارفين من اصحابنا: انظر ايها العارف المتعمق في اسرار حكمه الله تعالي وجوده:

انه لو لم يخلق هذه الاجرام النيرات علي الوضع الذي يقع به التفاوت بين الليل و النهار بان تلج مده من هذا في ذلك و مده اخري بالعكس و يقدر التعاقب بينهما علي نظام محكم و نسق مضبوط لما صلحت احوال الخلايق و البلاد و لادت امزجه الحيوان و النبات الذي به قوامه الي الفساد.

و قد علمت ان نشاه الاخره من الدنيا، و ان الدنيا قنطره الاخره و في فساد القنطره قبل العبور بطلان العبور و الحرمان عن الوصول الي دار السرور. فاذن قد تحقق و تبين عند اولوالالباب غايه الحكمه في اختلاف الليل و النهار و توالجهما علي هذا الوجه المودي للنتائج و الاثار.