بازگشت

مسا


- اصبح و امسي يكونان تامين بمعني وصلنا الي الصبح و المساء و دخلنا فيها و يكونان ناقصتين و لهما حينئذ معنيان:

احدهما- ان يكونا بمعني صار مطلقا من غير اعتبار الوقتين الذين يدل عليهما تركيب الفعل اعني الصبح و السماء بل باعتبار الزمن الذي يدل عليه صيغه الفعل اعني الماضي فيهما او الحال او الاستقبال في مضارعهما فيكونان لافاده الانتقال من حال الي حال مجردا عن ملاحظه الوقت و منه قوله تعالي (فاصبحتم بنعمته اخوانا). (آل عمران: 103).

و الثاني- ان يكونا بمعني كان في الصبح و كان في المساء فيقترن في هذا المعني مضمون الجمله اعني مصدر الخبر مضافا الي الاسم بزمان الفعل اعني الذي يدل عليه تركيبه و الذي تدل عليه صيغته فمعني اصبح زيد اميرا ان اماره زيد مقترنه بالصبح في الزمن الماضي.

فاعلم ان بعض الفضلاء صرح في نظير هذه العباره من الدعاء: ان اصبح و امسي محتمله للمعاني الثلثه فقال: اصبح و امسي اما تامه او بمعني صار او لا قتران مضمون الجمله بهذين الوقتين انتهي.

و لا يخفي ان احتمال كونهما هنا بمعني صار باطل: اما اولا فلو قصد هذا المعني لاكتفي باحد الفعلين عن الاخر اذهما بمعني واحد علي هذا المعني.

و اما ثانيا فلان المقصود بايراد الفعلين الاستمراري اي كل صباح و مساء و كونهما بمعني صار ينتفي معه هذا الغرض فلم يبق الا احتمال المعنيين الاخرين و ان مثل هذا الكلام في الدعاء انشاء في صوره الخبر فالمقصود به الاقرار لله سبحانه بالعبوديه صباحا و مساء لا الاخبار عن كونه دخل في الصباح و المساء حال كونه عبدا و لا ان عبوديته مقترنه بالصبح و المساء في الزمن الماضي.