بازگشت

كلل


- كل، هنا لاستغراق افراد المضاف اليه و هو مبتدء خبره قوله: معترفه، و تانيثه باعتبار المعني، او لا كتساب المضاف التانيث من المضاف اليه لصحه الاستغناء بالمضاف اليه عن المضاف. فان قلت: كيف يصح هذا الاستغراق و كثير من الناس لا يعترف بوجوده فضلا عن عدله وجوده؟

قلت: يجوز ان يكون الاستغراق عرفيا فالمراد بالبريه: الموحدون منهم، و ان يكون حقيقيا و المراد بالاعتراف اعم من ان يكون صريحا او لزوما و اضطرارا:

اما الاول فهو الاعتراف من المومنين، و اما الثاني فهو الشامل لكل احد مومنا كان او كافرا و ذلك:

ان العقول متفقه علي وجود الصانع سبحانه و الانقطاع اليه عند تضايق حلق البلاء عليه كما اشار اليه سبحانه بقوله (و اذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون الا اياه) (الاسري: 67). و هذا امر مجبول عليه كل احد. لا تجد احدا الا و فزعه و انقطاعه الي خالقه، مركوز في نفسه و طبعه.

و قد نبه بعضهم علي هذا المعني فقال: التوكل علي الخالق و الانقطاع اليه من اطباع الخلق للعجز المعجون بجبلتهم و الحاجه المركبه في طبيعتهم (و له من في السموات و الارض كل له قانتون) (الروم: 26). و لك حمل الاعتراف علي كونه يوم القيمه كما حمل بعض المفسرين قوله تعالي (كل له قانتون) علي ذلك. و الله اعلم.