- كفي: تستعمل متعديه لواحد، و متعديه لاثنين: فالاولي بمعني «اجزء» و «اغني» تقول: كفاني الشي ء اي اغناني، و الثانيه بمغي و قي كقوله تعالي (و كفي الله المومنين القتال) (الاحزاب: 25). اي وقاهم. و قيل في الايه بمعني اغني ايضا اي اغناهم عن القتال و تستعمل بهذا المعني متعديه لو احد، و متعديه لاثنين و كلا المعنيين صحيحان هنا. اذ يصح ان يفسر قوله عليه السلام: اكفنا بمعني اغننا عن وحشه القاطعين و بمعني قنا وحشه القاطعين.

- كافاه مكافاه و كفاء بالكسر و المد: جازاه و في هذه الفقره اشاره الي قوله تعالي (للذين احسنوا الحسني و زياده) (يونس: 26). و قوله تعالي (ليوفيهم اجورهم و يزيدهم من فضله) (فاطر: 30). و نحو ذلك مما ورد به النص القاطع بمضاعفه الثواب و زياده الاجر. علي ان اقل قليل منه اكثر من كثير العمل اذ لا نسبه بين المتناهي المنقطع و غير المتناهي الباقي لو لا فضل الله وسعه جوده و كرمه و الله غني كريم.

- كفي- كما مر- بمعني اجزء و اغني و بمعني و قي فالاولي متعديه لواحد كقوله: قليل منك يكفيني. و الثانيه متعديه لاثنين كقوله تعالي (و كفي الله المومنين القتال) (الاحزاب: 25). فان جعلت قوله عليه السلام (يا كافي الفرد الضعيف) من الاولي فالمعني: يا مجزيه و مغنيه عن كل صاحب و مويد و ان جعلته من الثانيه فمعناه: يا واقي الفرد الضعيف كل مهم فحذف المفعول للتعميم مع الاختصار بقرينه ان المقام مقام المبالغه.