بازگشت

كبر


- الكبرياء: الشرف و العظمه و التجبر كالكبر و صاحبها متكبر و هي صفه مدح لله تعالي و ذم لغيره.

و ذلك ان حقيقه الكبر هيئه نفسانيه تنشاء من تصور الانسان في نفسه امرين.

احدهما- كونه اكمل من غيره.

و الثاني- كونه اعلي رتبه ممن سواه.

و لما كان هذان الاعتبار ان انما يصدقان حقيقه علي الله سبحانه لعلمه بكمال ذاته المقدسه و شرفه و علوه علي مخلوقاته كان الكبر و الكبرياء له صفه مدح و لغيره صفه ذم.

و لذلك ورد في الحديث عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم يقول الله عز و جل: الكبرياء ردائي و العظمه ازاري فمن نازعني واحدا منهما القيته في جهنم.

- استكبار الطاعه اي استعظامها لاعتقاد خروجه عن التقصير فيها و هو مما يجب الاستعاذه منه لاستلزامه العجب و الادلال نعوذ بالله من ذلك بل الواجب علي الانسان ان يعد طاعته ناقصه و يعتقد تقصير نفسه فيها فان طاعه جميع الخلق في جنب عظمته تعالي حقيره نزره.

و قد اعترف خاتم الانبياء و سيد الاوصياء صلوات الله عليهما بالتقصير.

و من الظاهر المعلوم: ان ما من احد و ان اشتد في طلب مرضات الله تعالي حرصه، و طال في العمل اجتهاده ببالغ ما الله سبحانه اهله من الطاعه له و كمال الاخلاص و دوام الذكر و توجه القلب اليه و اداء حق شكر نعمه اذ هو بكل نعمته يستحق الطاعه و الشكر و نعمه غير محصوره كما قال تعالي (و ان تعدوا نعمه الله لا تحصوها) (النحل: 18). فاذا قوبلت الطاعه بالنعمه بقي اكثر نعمه غير مشكور لا مقابل له من الطاعه فكيف تستكبر طاعه في جنب عظمته و احسانه و استحقاقه لما هو اهله و قد قال سبحانه (و ما قدروا الله حق قدره). (الحج: 74).

و روي ثقه الاسلام في الكافي عن سعد بن ابي خلف عن ابي الحسن موسي عليه السلام قال لبعض ولده يا بني عليك بالجد لا تخرجن نفسك عن حد التقصير في عباده الله و طاعته فان الله لا يعبد حق عبادته.

و عن ابي عبدالله عليه السلام: كل عمل تريد به الله تعالي فكن فيه مقصرا عند نفسك فان الناس كلهم في اعمالهم فيما بينهم و بين الله مقصرون الا من عصمه الله تعالي.

و يحتمل ان يراد باستكبار الطاعه: استثقالها كما قال تعالي (و انها لكبيره الا علي الخاشعين) (البقره: 45). و لكن مقابله استصغار المعصيه ترجح المعني الاول.

- تكبر و استكبر: اعتقد في نفسه انها كبيره، و استكبر عليه و تكبر: راي انه اكبر منه.

قال بعضهم: الاستكبار علي الله كنايه عن ترك سئواله و الخشوع له و لا يراد به حقيقته اذا لا يستكبر عليه احد من القائلين بوجوده عز و جل حقيقه.

و علي هذا فمعني ترك الاستكبار عليه ان يعرف العبد قدر نفسه بالنسبه الي ربه و خالقه و رازقه و مدبره فيقيمها في مقام طاعته و يبعدها عن مقام معصيته و يذكره في جميع الحالات بقلب سليم ذليل منقادا راضيا بجميع ما فعله من البلاء و الالام فمن فعل ذلك فقد ترك الاستكبار علي الله و تواضع له فكان احب عباده اليه.

و عن ابي عبدالله عليه السلام قال: فيما اوحي الله تعالي الي داود عليه السلام: كما ان اقرب الناس الي المتواضعون كذلك ابعد الناس من الله المتكبرون.