بازگشت

فرر


- قوله عليه السلام (و اليك المفر و المهرب) اي اليك الفرار و الهرب و هما مصدران ميميان بمعني، و عطف الثاني علي الاول من عطف الشي ء علي مرادفه نحو ( عوجا و لا امتا) (طه: 107). و فائدته التاكيد لان ذكر الشي ء مرتين يفيد التاكيد.

اعلم ان فرار العبد الي الله تعالي علي مراتب:

فاولها- الفرار من بعض آثاره كالفرار من اثر غضبه الي اثر رحمته كما قال تعالي حكايه عن المومنين في التضرع اليه (ربنا و لا تحملنا ما لا طاقه لنا به واعف عنا و اغفرلنا و ارحمنا) (البقره: 286). الايه. فكانهم لم يروا الا الله تعالي و افعاله ففروا من بعضها الي بعض.

الثانيه- ان يفني العبد عن مشاهده و يترقي في درجات القرب و المعرفه الي مصادر الافعال و هي الصفات فيفر من بعضها الي بعض.

الثالثه- ان يترقي عن مقام الصفات الي ملاحظه الذات فيفر منها اليها كقوله تعالي (لا ملجاء من الله الا اليه) (التوبه: 118). فهذه ثلث مراتب للفرار الي الله تعالي. و المرتبه الثالثه هي اول مقام الوصول الي ساحل العزه ثم للسباحه في لجه الوصول الي درجات لا تتناهي و الله اعلم.