بازگشت

غيب


- اغتاب فلان فلانا: اذا ذكره بما يسوئه و يكرهه من العيوب و كان فيه فان لم يكن فيه فهو بهت و تهمه.

و في العرف: ذكر الانسان المعين او بحكمه في غيبته بما يكره نسبته اليه مما هو حاصل فيه و يعد نقصا في العرف بقصد الانتقاص و الذم قولا او اشاره او كنايه او تعريضا او تصريحا فلا غيبه في غير معين كواحد مبهم غير محصور كاحد اهل البلد بخلاف مبهم من محصور كواحد من المعينين كاحد قاضي البلد فاسق مثلا فانه في حكم المعين كما صرح به شيخنا البهائي قدس سره في شرح الاربعين، و لا بذكر عيبه في حضوره و ان كان اثما لا يذائه الا بقصد الوعظ و النصيحه، و لا بذكر ما ليس فيه فانه بهتان و تهمه، و لا بذكر عيبه لا لقصد الانتقاص كذكره للطبيب لقصد العلاج و للسلطان لقصد الترحم.

- الغيب: ما غاب ادراكه عن الحس و العقل غيبه كامله بحيث لا يدرك بواحد منهما بطريق البداهه و هو قسمان:

قسم لا دليل عليه و هو الذي اريد بقوله تعالي (و عنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو). (الانعام: 59 قال الشريف الرضي رضوان الله عليه: هذه استعاره فالمراد: و عنده الوصله الي علم الغيب فاذا شاء فتحه لانبيائه و ملائكته و ان شاء اغلق عليهم علمه و منعهم فهمه، و عبر عن ذلك بالمفاتح و هي احسن عباره و اوقع استعاره لان كل ما يتوصل به الي فتح المبهم و بيان المستعجم يسمي بذلك الا تري الي قول الرجل لصاحبه اذا اشكل عليه امر او اختل له حفظ: افتح علي اي بين لي و فهمني ما عزب عني.

و قسم نصب عليه دليل كوجود الصانع و صفاته و النبوات و ما يتعلق بها من الشرايع و الاحكام و الاخبار عن اليوم الاخر و احواله من البعث و النشور و الحساب و الجزاء، و المراد به هنا ما اوحاه تعالي الي رسله و انبيائه من النوعين و افاضته عليهم بواسطه الملائكه.

- قال الراغب في المفردات: الغيب: مصدر غابت الشمس و غيرها: اذا استترت عن العين يقال غاب عني كذا و استعمل في كل غائب عن الحاسه و عما يغيب عن علم الانسان بمعني الغائب و يقال للشي ء غيب و غائب باعتباره بالناس لا بالله تعالي فانه لا يغيب عنه شي ء (لا يعزب عنه مثقال ذره في السموات و لا في الارض) (سباء: 3). و الغيب في قوله تعالي (يومنون بالغيب) (البقره: 3). ما لا يقع تحت الحواس و لا تقتضيه بدايه العقول و انما يعلم بخبر الانبياء عليهم السلام و بدفعه يقع علي الانسان اسم الالحاد.

و قال في الرياض: المراد بالغيب: الخفي الذي لا ينفذ فيه ابتداء الا علم اللطيف الخبير و انما نعلم نحن منه ما اعلمناه و نصب لنا دليلا عليه و ذلك نحو الصانع و صفاته و النبوات و ما يتعلق بها و البعث و النشور و الحساب و الوعد و الوعيد و غير ذلك.

و يحتمل ان يكون المراد بالغيب: القلب لانه مستور. و المعني و مصدقوهم بقلوبهم لا الذين يقولون بافواههم ما ليس في قلوبهم- و اتباع الرسل مبتداء خبره قوله بعد ذلك: فاذكرهم...