بازگشت

غني


- الغني يقال علي معان:

احدهما- عدم الحاجه مطلقا و ليس ذلك الا لله تعالي و هو المذكور في قوله تعالي (ان الله هو الغني الحميد). (لقمان: 26).

و الثاني- قله الحاجه و هو المذكور في قوله عليه السلام: الغني غني النفس.

و الثالث- كثره المال بحسب ضروب الناس و هو المراد في قوله تعالي (و من كان غنيا فليستعفف) (النساء: 6). و المراد هنا المعني الثاني.

- كونه تعالي غنيا يعود الي عدم حاجته في شي ء ما الي شي ء ما، فمعناه عباره عن سلب مطلق الحاجه، و اضافته الي الاغنياء علي معني كبيرهم و رئيسهم كما يقال: ملك الملوك و سيد السادات و عظيم العظماء، و مولي الموالي.

- الغناء بالفتح و المد: الكفايه و بالكسر و القصر: عدم الحاجه و فيه اشاره الي قوله تعالي (يا ايها الناس انتم الفقراء الي الله و الله هو الغني الحميد) (فاطر: 15). و يجب ان يحمل الغني هنا علي ما هو اعم من الغني المتعارف فيراد به سلب مطلق الحاجه كما يجب ان يراد بالفقر مطلق الحاجه اذ حقيقه الغناء هو استقلال الشي ء بذاته في كل ماله من غير تعلق له بالغير اصلا و هو بهذا المعني لا يكون الا لله تعالي و حقيقه الفقر هو عدم استقلال الشي ء بذاته و تعلقه بالغير و لو في شي ء ما، و هو بهذا المعني صفه لكل ممكن فثبت انه تعالي غني عن خلقه من كل الوجوه و تحقيق فقرهم اليه من كل وجه لما تقرر من ان فقيرا بالذات من وجه ما: فهو فقير بالذات من جميع الوجوه كما برهن عليه في محله.