بازگشت

غفل


- الغفله: عدم التفطن للشي ء و غيبته عن البال، و قد استعمل فيمن تركه اهمالا و اعراضا كما في قوله تعالي (و هم في غفله معرضون) (الانبياء: 1 (. يقال: غفله: عن الشي ء من باب قعد غفولا و غفله و غفلا بالتحريك و اغفلته اغفالا اي تركته اهمالا لعدم التفطن له.

و قال الراغب: الغفله: سهو يعتري الانسان من قله التحفظ و التيقظ يقال غفل فهو غافل.

و قال ابوالهلال العسكري في فروق اللغويه: الفرق بين السهو و الغفله: ان الغفله تكون عما يكون، و السهو يكون عما لا يكون، تقول: غفلت عن هذا الشي ء حتي كان و لا تقول سهوت عنه حتي كان لانك اذا سهوت عنه لم يكن و يجوز ان تغفل عنه و يكون.

و فرق آخر ان الغفله تكون عن فعل الغير تقول كنت غافلا عما كان من فلان و لا يجوز ان يسهي عن فعل الغير.

- المراد بالغفله- هنا- الغفله عن كل ما يقرب الي الله تعالي و يوجب الوصول اليه سبحانه.

و قيل: الغفله: متابعه النفس علي ما تشتهيه. و قال سهل: الغفله: ابطال الوقت بالبطاله.

و قيل: هي صفه للقلب توجب ترك الحق و عدم ذكر الموت و ما بعده و الميل الي الباطل و حب الدنيا و قد نهي الله تعالي رسوله ان يكون من الغافلين حيث قال (و اذكر ربك في نفسك تضرعا و خيفه و دون الجهر من القول بالغدو و الاصال و لا تكن من الغافلين) (الاعراف: 205). قيل فيه اشاره الي انه يجب علي الانسان ان يستحضر دائما جلال الله سبحانه و عظيم كبريائه بحسب الطاقه البشريه ليتنور جوهر نفسه و يستعد لقبول الاثرات القدسيه فيضاهي سكان خطائر الجبروت الذين مدحهم الله بقوله بعد هذه الايه (ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته و يسيحونه و له يسجدون). (الاعراف: 206).