ترجمه: خداوندا درود بر محمد و آل او فرست و مرا تندرستى ده تا بندگى كنم و دلى فارغ كه رغبت از جهان بگردانم و دانشى كه بكار برم و زهدى كه به اندك روزى بسازم
شرح:
اللهم ارزقنى صحه فى عباده:
اللهم انى اسالك الصحه فى جسدى و عقلى، و لكنى لا اريدها للهو و العبث و المعصيه لاوامرك و نواهيك و الانحراف عن خطك المستقيم، فتكون مشكله لى على مستوى الواقع و المصير، باعتبارها وسيله من وسائل القوه السلبيه فى دائره انسانيتى المتطلعه اليك، بل اريدها لعبادتك الخاشعه فى خط الاخلاص لك، فتكون اداه من ادوات الارتفاع اليك، و منطلقا من منطلقات القرب منك، و طاقه حيويه لتحريكها فى دائره عبوديتى لك.
و فراغا فى زهاده:
و اسالك ان تجعل الفراغ العملى الذى قد تحتويه بعض مراحل حياتى فراغا لا تستهلكه الشهوات المحرمه، و لا تسيطر عليه الاجواء العابثه، و لا تحركه الانحرافات الخاطئه، بل يكون فراغا يدفع الى التفكير فى خطه جديده لطاعه جديده، و خط عملى متحرك فى اتجاه الاهداف الكبيره، و حركه للراحه النفسيه و الجسديه التى تاخذ باسباب اللهو البرىء الذى لا يجعل الحياه لهوا كلها، او بالوان اللذه المحلله التى لا تستغرق الانسان فى احاسيسها الحلوه حتى يغفل عن واجباته و مسوولياته لتمتد به الشهوه الى ما لا يرضى به الله.
اجعل فراغى فراغ زهاده تملك فيه نفسى كل القوه لضبط انفعالاتها الذاتيه، و تحديد حركتها العمليه، و ينطلق فيه العقل ليسيطر عل مواقع الانسان فى كل مفردات حياته الخاصه و العامه، و ذلك من خلال مفهوم الزهد الذى يختزن فى داخله القوه الاراديه التى تمنع من الاهتزاز فى دائره الانحراف، و الوعى العملى للخطوط المستقيمه و المنحرفه فى النتائج الايجابيه و السلبيه على مستوى المصير.
و علما فى استعمال:
اللهم ارزقنى علما واسعا عميقا ممتدا فى كل آفاق المعرفه فى رحاب الكون كله ، و الانسان كله، و فى منطلقات الغيب الذى ينفتح بنا على آفاق معرفه الله، من خلال حركه العقل و مضمون الوحى، و لكنى لا اريده علما تجريديا يحلق فى الفراغ ليكون مجرد فكر يطوف فى العقل، و معرفه تنير الوعى، بعيدا عن الواقع العملى الذى تتحرك به حياتى، بل اريده علما منفتحا على الحياه كلها، و متحركا فى خط المسووليه التى حملتنى اياها فى اداره نفسى على النهج الذى وضعته للانسان فى وحيك، و فى اداره الحياه فى ساحتى و ساحه الناس من حولى، ليكون العمل مرادفا للعلم، لان العلم ليس قيمه فى ذاته، بل هو القيمه فى خط التغيير العملى للواقع فى اتجاه الافضل، كما جاء عن اميرالمومنين على بن ابىطالب (ع ): «اذا علمتم فاعملوا بما علمتم لعلكم تهتدون». و عن الامام على بن الحسين (ع) انه قال: «مكتوب فى الانجيل: لا تطلبوا علم ما لا تعملون و لما تعملوا بما علمتم، فان العلم اذا لم يعمل به لم يزدد صاحبه الا كفرا و لم يزدد من الله الا بعدا».
و فى ضوء ذلك، لا بد للعلم ان يكون فى مضمونه الفكرى عمليا فى دائرته الطبيعيه، فلا يكون شيئا لا غناء له على مستوى النتائج العمليه كما هو الحال فى العلم الذى لا ينفع من علمه و لا يضر من جهله، فهو مجرد حشو للفكر بالمعلومات التى لا نتيجه لها.
و ورعا فى اجمال:
اللهم ارزقنى الورع عن الحرام حتى اقف عند حدودك التى اردت لعبادك ان يقفوا عندها، فلا يتجاوزوها الى المناطق المحرمه التى ابعدتهم عنها لما فيها من فساد لانفسهم و للحياه من حولهم، و اعطنى الاراده الواعيه التى تمنحنى الثبات فى مواقف الاهتزاز الشيطانى التى تزل فيها الاقدام، وهب لى الوعى الشرعى الذى يعرفنى مواقع الشبهات التى تقترب بى من الحرام، فتثير فى نفسى التهاويل فى حركتى نحو الالتزام لتدفع بى الى الانحراف عن خط الاستقامه.
و اجعلنى ممن يقف فى خط الاعتدال و التوازن فى ذلك كله، حتى لا اقع فى الوسواس الذهنى و العملى، الذى يحول الورع الروحى الى وسوسه عمليه تحركنى فى دائره الاوهام الخياليه، فلا استقر عند يقين، و لا اسكن الى طمانينه، و لا اقف فى امورى على اشراقه من نور.
ارزقنى- يا رب- الورع الذى يدفعنى الى ان اخافك مخافه الصالحين، و التزم بحدودك التزام الخائفين، و اتحرك فى طريقك فى خط المتقين، لاكون انسان الايمان الذى ينفتح على ارادتك فى امرك و نهيك انفتاح الحق الذى لا يقترب الباطل منه، و الاستقامه التى لا مجال للانحراف معها، و التوازن الذى لا اختلال فى مواقعه، و الاطمئنان الذى لا وسوسه فيه، حتى انفتح على الحلال فى ما وسعت على، بالمستوى الذى انغلق فيه عن الحرام، فلا يختلط على الامر بالدرجه التى تفسد حياتى و حياه الناس من حولى فى دائره التحجر و التزمت و البعد عن الاتزان العملى.
احاديث مرتبط:
طلب علم و عمل به آن.
كما قال اميرالمومنين عليهالسلام: ان كمال الدين طلب العلم و العمل به.
الكافى، ج 1، ص 30، ح 4
رذيلت علم بدون عمل.
على بن الحسين عليهالسلام، انه قال: مكتوب فى الانجيل: لا تطلبوا علم ما لا تعلمون و لما تعملوا بما علمتم، فان العلم اذا لم يعمل به لم يزدد به صاحبه الا كفرا، و لم يزدد من الله الا بعدا.
الكافى، ج 1، ص 44، ح 4
سفارش به عمل به علم.
عن اميرالمومنين عليهالسلام: اذا علمتم فاعملوا بما علمتم لعلكم تهتدون.
الكافى، ج 1، ص 45، ح 6
علم با عمل مايه نجات.
قال اميرالمومنين عليهالسلام: من اخذ العلم من اهله و عمل به نجا، و من اراد به الدنيا فهو حظه.
الكافى، ج 1، ص 46، ح 1
رذيلت علم بدون عمل.
عن ابىعبدالله عليهالسلام: ان العالم اذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب، كما يزل المطر عن الصفا.
الكافى، ج 1، ص 44، ح 3
ورع صالحان.
قال فيه رسولالله صلى الله عليه و آله: دع ما يريبك الى مالا يريبك.
الترمذى، ج 4، ص 668
ورع متقين.
قال رسولالله صلى الله عليه و آله: لا يبلغ الرجل درجه المتقين حتى يدع ما لا باس به مخافه ما به باس.
نهجالفصاحه، ص 525، الجامع الصغير، ج 2، ص 204، سنن ابن ماجه، ج 2، ص 1409، ح 42/5