ترجمه: و اگر اين عافيت كه روز و شب از آن برخوردارم، بلائى به دنبال دارد ناگسستنى و بارى بر دوش من نهد ننهادى، پس آنچه تاخير انداختهاى پيش فرست و آنچه پيش فرستادى به تاخير انداز.
شرح:
الحمد لله على حسن القضاء و صرف البلاء:
يا رب، اننى الان اعيش فى بحبوحه من نعمائك، و فى عافيه من بلائك، و لطف من افضالك، و ذلك من خلال القضاء الحسن الذى يهمى بالرحمه الفياضه التى تحول العسر الى يسر، و البلاء الى عافيه، و الخوف الى امن، و الفقر الى غنى، فلم يبق هناك اى مجال للبلاء ان يقترب الى حياتى، و قد فتح لى ذلك كل ابواب الامل الواسع سعه الحياه فى ان تكون حياتى كلها فى هذا الجو، او فى ذلك الاتجاه، و ذلك من خلال ما عودتنى من فضلك، و اسبغته على من عطفك.
و لكنى افكر بان المساله قد تكون عافيه عجلت لى، و اختبارا لمواقفى فى السير فى خط طاعتك، او فى الاتجاه بعيدا عنها، و لذلك فانى اتوسل اليك- يا رب- ان لا تجعل هذا كل حظى من رحمتك ليكون المستقبل فى اجواء نقمتك، فتكون الفتره الباقيه لى فى الدنيا بلاء و شقاء، كما يكون المستقبل الاخروى جحيما، فتتحول لذه الحاضر آلاما فى المستقبل، و نعيم اللحظه السريعه شقاء فى الزمن الطويل الاتى، بينما يكون الاخرون عاشوا الحياه جحيما فى الموقع المستقبلى الذى يتحول فى الاخره الى امتداد فى النعيم فى رضوانك و جنتك، الامر الذى يجعل حياه هولاء سعاده فى الوقت الذى اكون فيه فى مواقع الشقاء.
ان المشكله لدى ولدى الكثيرين من الناس، اننا نتطلع الى مفهوم السعاده و الشقاء فى الجانب الحسى المباشر من تجربتنا فى الحياه، من خلال العوامل الماديه المتصله بالواقع الذى نعيشه على مستوى اللحظه، بينما يختلف الموضوع فى دراسه المساله فى العمق، على اساس النتائج الاخيره التى قد تكون خيرا فى نهايات البلاء، و قد تكون شرا فى نهايات العافيه، لان البلاء قد ينفذ الى المناطق الخفيه من وجداننا الروحى، ليملاها بالصفاء الذى تعيش معه فى سعاده روحيه يحلق معها الانسان فى الاجواء الصافيه النقيه فى رحاب الله، فى خشوع الدعاء، و ابتهال الصلاه، و قد يتحرك نحو الواقع، ليدخل الانسان- معه- الى التجربه الصعبه التى تقوى مواقع الفكر لديه فى البحث عن حلول المشكله، و تشد الاراده التى تتحدى كل حالات الاهتزاز التى تجذبها نحو السقوط فتدفع بالانسان نحو الاعلى.
و قد تفتح لنا ابواب رحمتك التى تفيض بالطافها علينا بما تغفره من ذنوبنا، او تستره من عيوبنا، او بما تمنحنا فيه من رضوانك الذى يطل بنا على كل مواقع الخير فى محبتك، لانك تتعهد عبدك بالبلاء، كما يتعهد الغائب اهله بالهديه، و انك لتحميه فى الدنيا، كما يحمى الطبيب المريض، و اذا احببت عبدا غمسته بالبلاء غمسا... بينما قد تكون العافيه املاء و امهالا و تعجيلا للثواب و تسهيلا للاسترخاء الذاتى و الغيبوبه الروحيه و الغفله القلبيه و نحو ذلك، مما يبعد به الانسان عن الاراده الصلبه و الرويا الواضحه و القرار الحاسم و الخط المستقيم، فيودى به ذلك الى سخطك فى نتائجه السلبيه على قضيه المصير فى الدنيا و الاخره.
و فى ضوء ذلك، قد يكون البلاء سعاده فى نتائجه الايجابيه، و قد تكون العافيه شقاء فى نتائجها السلبيه.
فليكن اختيارك لى- يا رب- ما هو خير لى فى الدنيا و الاخره، لان كل همى هو ان اكون فى احضان رضوانك، و لا اكون فى مواقع سخطك، فلا خير بخير يودى بنا الى النار، و لا شر بشر يودى بنا الى الجنه.
و هكذا اتوسل اليك ان تعجل لى البلاء، و توخر لى العافيه، اذا كانت العافيه العاجله حركه فى خط البلاء المستمر فى مدى الخلود فى الدار الاخره، و فى طبيعه الاثام التى تطبق على فتسلمنى الى غضبك الذى لا مجال للخروج منه عندما يقوم الناس لرب العالمين، فانه لا قيمه لعافيه تنتهى الى بلاء الابد، و لا خطوره لبلاء تعقبه عافيه الخلود.
و هذا هو ما نستهديك لتوفقنا للوصول اليه، لان وجودنا فى الدنيا كان من فيض رحمتك، فليكن وجودنا فى الاخره استمرارا لهذه الرحمه فى كل مفرداته و فى كل مداه يا رب العالمين.
براي اين فراز در برنامه حديث مرتبطي موجود نيست براي اين فراز در برنامه آيه مرتبطي موجود نيست