ترجمه: و اگر براى ما فراغتى مقدر كرده آن فراغت را چنان به سلامت بگذران كه وبال نياورد و ملال نرساند، نويسندگان گناهان با نامه سفيد بازگردند و نويسندگان طاعات از نوشتن حسنات ما شادمان باشند
شرح:
اللهم اجعل فراغنا فراغ سلامه:
يا رب، لقد دعوناك ان تشغل قلوبنا بذكرك عن كل ذكر، و السنتنا بشكرك عن كل شكر، و جوارحنا بطاعتك عن كل طاعه، لتكون قلوبنا و السنتنا و اعضاونا مشغوله بك، حاضره لديك، منفتحه عليك، حتى تبقى حياتنا معك قريبه من رضاك، و لكن ربما تتخفف النفس من العمل الداخلى و الخارجى عندما يدركها التعب، و يرهقها الجهد، فتعيش بعض الفراغ الذى يريح العقل و القلب و الجسد، حتى تعود- بعد ذلك- لمرحله جديده من العمل فى خط مسوولياتها الماديه و الروحيه، بعد ان تاخذ قسطا من الراحه، و بعضا من القوه، و هذا ما قدرته فى تركيبتنا الجسديه عندما القيت علينا النوم ليكون لنا راحه و قوه، و ما اطلقته فى تشريعك من ترويح القلوب و الاجساد، لان القلوب تمل كما تمل الابدان، مما يجعل الراحه امرا حيويا ضروريا للاستمرار من اجل تجديد النشاط و القوه.
و لكن للفراغ ايحاءاته التى قد تدخل فيها وساوس الشيطان، كما ان له مشاكله التى قد تجعل النفس وجها لوجه امام افكار السوء التى تقود الى الانحراف فى غياب الشغل الجدى الذى يصرف عنها تلك الافكار، لان الخير اذا لم يملا الفراغ بالعمل، فان الشر سوف ياخذ مكانه فينحرف به فى الاتجاه الخاطىء، و للفراغ ملله و سامه عندما يتحول بالنفس الى حاله من الضجر و الكسل الذى يودى الى النتائج السلبيه، بحيث يبعدها فى المستقبل عن الرغبه فى العمل، كما نلاحظ ذلك فى البطالين الذين اعتادوا على الفراغ، فكانت حياتهم نوما و كسلا و ضجرا و استرخاء بعيدا عن روح الجد و المسووليه.
و هذا ما حذرت منه الاحاديث الوارده عن ائمه اهل البيت (ع)، فقد روى ثقه الاسلام فى الكافى بسنده عن ابىبصير عن ابىعبدالله جعفر الصادق (ع) قال:
«ان الله عز و جل يبغض كثره النوم و كثره الفراغ».
و روى بسنده عن بشير الدهان قال: سمعت اباالحسن موسى الكاظم (ع) قال: «ان الله يبغض العبد النوام الفارغ».
و روى- ايضا- بسنده (ع) سعد بن ابىخلف عن ابىالحسن موسى (ع) قال: قال ابى«جعفر الصادق» لبعض ولده:
«اياك و الضجر و الكسل، فانهما يمنعانك حظ الدنيا و الاخره» و قال: «اياك و خصلتين: الضجر و الكسل، فانك ان ضجرت لم تصبر على حق و ان كسلت لم تود حقا».
اننا لا نريد الفراغ استغراقا فى المعصيه التى نتحمل مسووليتها- غدا- بين يديك، و لا ساما و مللا يفسد و عينا للخط المسوول الجاد فى حياتنا، بل نريده انطلاقه تامل، و تخففا من جهد و استرخاء فى الراحه و تجديدا للنشاط، و حافزا ليوم عمل جديد، ليكون الفراغ مقدمه للعمل، و نافذه على المسووليه، لا بديلا عنهما.
اننا نفكر بذلك- يا رب- و نتطلبه، لتكون حياتنا مملوءه بالحسنات خاليه من السيئات، لان ذلك هو الذى يوكد لنا التوازن فى حركه الشخصيه الاسلاميه فى الخط الذى يحمينا من الانحراف و يودى بنا الى الشعور بالامان فى حسن العاقبه.
اننا نعلم- يا رب- انك جعلت لكل واحد منا ملكين، كاتبين، يكتب احدهما حسناتنا، و يكتب الاخر سيئاتنا، لذا اننا نريد- يا رب- ان تكون اوقات اعمالنا فى طاعتك، و اوقات فراغنا فى رضاك، فلا يرى كتاب الحسنات منا الا النتائج التى تملاهم بالسرور عندما يرون صحيفه الحسنات مملوءه بحسناتنا، اما كتاب السيئات فينصرفون دون ان يكتبوا سيئه واحده، و ذلك هو الفوز العظيم.
احاديث مرتبط:
در مذمت بىكارى.
بسنده عن ابىبصير عن ابىعبدالله عليهالسلام، قال: ان الله عز و جل يبغض كثره النوم و كثره الفراغ.
الكافى، ج 5، ص 84، ح 3
برحذر داشتن از دلتنگى و كسالت.
بسنده عن سعد بن ابىخلف عن ابىالحسن موسى عليهالسلام، قال: قال ابى لبعض ولده: اياك و الكسل و الضجر فانهما يمنعانك من حظك من الدنيا و الاخره.
الكافى، ج 5، ص 85، ح 2
ابىالحسن موسى عليهالسلام قال: اياك و الكسل و الضجر، فانك ان كسلت لم تعمل، و ان ضجرت لم تعط الحق.