و از دعاهاى آن حضرت (ع) است در روز عيد فطر چون از نماز باز مىگشت روى به جانب قبله ميايستاد، همچنين روز جمعه و مىگفت
شرح:
مع الامام زين العابدين (ع) فى دعاء عيد الفطر و الجمعه
كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد:
.. ان يكون الفطر الذى يعقب شهر رمضان عيدا للفرح، معناه ان الاسلام يريد للعيد ان يختزن فى مضمونه الداخلى بعدا روحيا فى الانفتاح على الله فى موقع الطاعه لاوامره و نواهيه، و فى الايحاء للذات بحركه الفرح فى انفتاحها على المسووليه الشرعيه، ليجد الانسان المسلم نفسه فى حاله روحيه مزدوجه الفرح من خلال معنى العبوديه فى موقع الانسان الذى يسمو بانه عبدالله الذى يعيش حريه ارادته امام شهواته المنحرفه التى تقوده الى السقوط الروحى، و امام الاخرين الذين يريدون منه ان يقع فريسه اهوائهم و اطماعهم الشيطانيه التى تودى به الى الوقوع تحت تاثير عبوديته لهم، المنطلقه من حاجته اليهم.. و هكذا تكون العبوديه لله حركه
فى معنى الحريه امام الناس، و امام الشيطان الذى يدعوه ليكون من اصحاب السعير.. ثم هناك الاحساس بسر الالوهيه التى هى سر العمق فى شعوره بوجوده و فى حركته فى تفاصيل هذا الوجود، عندما يتحول الى احساس بالشفقه و الامان و الغنى الروحى، و الى انفتاح على الافاق الواسعه من الامل الكبير بكل معنى السعاده فى الدنيا و الاخره، لان الله هو رحمن الدنيا و الاخره و رحيمهما، و الى طاقه روحيه هائله توحى بالشجاعه القويه امام كل تهاويل المستقبل من خلال معنى التوكل على الله فى ايحاءاته الشعوريه او الفكريه، بان الله يتكفل برعايه الانسان فى كل ما يتجاوز قدرته من تطورات الحياه الخفيه التى لا يملك الانسان ان يرصدها فى ما ينتظره من الزمن القادم مما قد يسقطه فى مهوى الحيره لو لا اللجوء الى الله الذى يملك الامر كله.
و فى هذا الجو تاتى النتائج الايجابيه لحركه المسووليه فى الفكر و الشعور و العمل من خلال صيام شهر رمضان و ما فيه من اعمال روحيه تتصل بالعباده الصلاتيه و الدعائيه و الذكريه، و من اعمال خيريه فى ما استحبه الله من التصدق و قضاء حوائج الناس و غير ذلك.
و كان معنى هذه النتائج الحصول على القرب من الله من خلال قبوله الطاعه.. مما يعنى ان الانسان قد اجتاز الامتحان الالهى فى ما حمله الله من المسووليه فى ذلك كله.
و هذا ما عبر عنه الامام على اميرالمومنين (ع)، فى ما روى عنه، «انما هو عيد لمن قبل الله صيامه و قيامه»، ثم يطلق الفكره العامه فى المضمون الاسلامى لمعنى العيد فى امتداداته فى الزمن، فلا يختص بزمان دون زمان.. «و كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد».
و بذلك يمكن تجاوز المعنى الرسمى للعيد فى اليوم المعين المخصص له الى المعنى الاسلامى الشامل لكل حركه الطاعه الايجابيه فى مسووليه الانسان امام ربه، ليكون الامتناع عن معصيه الله فى كل يوم مناسبه لاجتذاب الحاله الشعوريه فى
عمق الذات فى الفرح الروحى الذى يغمرها، لانها حصلت على محبه الله فى هذا اليوم او ذاك، فيلتقى عيد الطاعه فى واجبات اليوم، بعيد الطاعه فى واجبات الشهر فى شهر رمضان، لينطلقا من منطلق واحد، و هو عيد القرب من الله من خلال طاعته.
العيد ليس استغراقا فى الاحاسيس الماديه التى تنسى الانسان ربه:
و قد نستوحى من ذلك كله ان الاسلام يريد للانسان فى عيد الفطر ان لا يستسلم للهو و للعبث و اللعب فى اجواء احتفاله بالعيد، ليفقد فى هذا اليوم ما حصل عليه فى الشهر كله، بل يريد له ان يستقبل عيده بالمزيد من الاهتمام بالنتائج الروحيه، و الارباح الاخرويه، فى آفاق رضوان الله و ثوابه الذى ينتظره فى هذا اليوم، كما ينتظر الاطفال عيديتهم فى يوم العيد.
و قد نجد هذا المعنى فى الحديث المروى عن بعض ائمه اهل البيت (عليهمالسلام) و ذلك فى ما روى عن الامام الحسن بن على (ع) انه مر بقوم يلعبون فى عيد الفطر فقال:
«ان الله عز و جل جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته الى رضوانه، فسبق فيه قوم ففازوا، و تخلف آخرون فخابوا، فالعجب كل العجب من الضاحك اللاعب فى اليوم الذى يثاب فيه المحسنون و يخيب فيه المقصرون».
و ليس معنى ذلك ان يمتنع الانسان فى العيد من ممارسه بعض وسائل الفرح الذى يرتاح فيه الجسد، و ينتعش فيه القلب، و ينفتح فيه الاحساس على ايحاءات البهجه و السرور فى ما اعتاده الانسان فى تعبيره عن الفرح مما احله الله من ذلك لعباده فى حاجاتهم الجسديه الى المتعه و اللذه و اللعب و الانطلاق مع حركه المشاعر
المتنوعه فى الاجواء الانسانيه الداخليه، بل ان معناه، ان لا يكون العيد، فى ما ياخذه الانسان من ذلك، استغراقا فى الاحاسيس الماديه الغريزيه التى ينسى معها ربه، و يبتعد فيها عن خط المسووليه، ليذهب، فى العيد، كل ما حصل عليه من نتائج السمو الروحى فى القرب من الله.
و لعل هذا هو الاساس فى تشريع صلاه العيد التى اريد للناس ان يلتقوا فيها جميعا على الاجتماع فى مشاعر الفرح الروحى بين يدى الله، لتتاكد اخوتهم فى داخل هذا الجو الروحانى الذى يشعرون فيه بانعدام الحواجز بينهم فى موقفهم امام الله على اساس الصفه الجامعه، و هى انهم عباد الله الذين قاموا بامتثال اوامره فى هذا الشهر المبارك، ليكون ذلك مقدمه للثبات على هذا النهج فى ما يستقبلونه من واجبات فى امتداد الزمن القادم، ثم يستمعون الى حديث الايمان الذى ينفتح على كل قضاياهم الاسلاميه فى حركه الحياه و علاقاتهم الانسانيه فى حركه المسووليه، و لينفتحوا على الله فى آفاق الدعاء المنطلق فى اجواء الله، فى رحاب عظمته، و فى مواقع نعمته، ليزدادوا بذلك معرفه منه و قربا له.
و هذا هو ما عاشه الامام على بن الحسين زين العابدين (ع)، فقد قام عندما انصرف من صلاته فى يوم الفطر، و فى يوم الجمعه الذى يحمل بعض معانى العيد كما تحمل صلاته معنى العباده الجماعيه العامه، فقال:
يا من يرحم من لا يرحمه العباد، و يا من يقبل من لا تقبله البلاد، و يا من لا يحتقر اهل الحاجه اليه، و يا من لا يخيب الملحين عليه، و يا من لا يجبه بالرد اهل الداله عليه، و يا من يجتبى صغير ما يتحف به، و يشكر يسير ما يعمل له، و يا من يشكر على القليل، و يجازى بالجليل، و يا من يدنو الى من دنا منه، و يا من يدعو الى نفسه من ادبر عنه، و يا من لا يغير النعمه و لا يبادر بالنقمه، و يا من يثمر الحسنه حتى ينميها و يتجاوز عن السيئه حتى يعفيها.
يا من يرحم من لا يرحمه العباد:
- يا رب- كيف لى ان اسمو و ارتفع اليك فى كل تصوراتى الانسانيه فى آفاق المعرفه المنفتحه عليك فى آفاق عظمتك و مواقع نعمك، و هل يملك الانسان المحدود ان يتصور ربه الذى لا تخضع صفاته لاى حد لانها تسمو فى آفاق المطلق .. و لكنى- يا رب- اتصور كل ما حولى من الناس من عبادك الذين قد يحملون بعض صفات الكمال فى علاقاتهم ببعضهم البعض، و اتصور نفسى فى حاجاتها و اعمالها و مواقعها فى ما اتطلع اليه من قضايا و فى ما ارغب فيه من نتائج، او اعيشه من اهتمامات..
ثم ادخل فى المقارنه، لو تطلعت الى الناس فى اوضاعى كلها و فى كل المتغيرات و التعقيدات و الملابسات، فما هى النتائج، و كيف تكون الامور؟
و اذا تطلعت اليك، و رغبت فى ما عندك، و او كلت امرى الى ارادتك فى مجالات عطائك، فى كل ما يصيبنى من آلام الحياه و مشاكلها، فكيف اكون.. و كيف تكون النتائج؟
فاذا بى اجد حسابات المخلوقين معى خاضعه لاهوائهم و لتعقيداتهم و لحساباتهم الدقيقه المحدوده الخاضعه لمصالحهم بعيدا عما هو معنى العطاء بلا حساب، و اجدك- يا رب- فى لطفك و رحمتك و عطفك، تتسع رحمتك لعبادك و ينطلق لطفك فى ارضك و سمائك، و يعيش الكون كله فى سحائب عطفك و حنانك، فانت ترزق من تشاء بغير حساب و ترزق الناس من حيث لا يحتسبون، و تحرسهم من حيث لا يحترسون، و توفى الصابرين اجرهم بغير حساب.. فانا معك فى العطاء المتنوع فى كل شىء من دون حدود، فكيف اتركك فى مواقع رضاك، و اتبع عبادك الذين تتعقد كل حساباتهم فى مجالات عجزهم و ضيقهم، فى ما يريدونه منى من الابتعاد عنك..
و لذلك جئت اليك اناجيك من كل عقلى و قلبى و شعورى، لاجدك فى الوهيتك المنفتحه بالعطاء المطلق على كل عبادك، و لاوحى لنفسى بكل ما تعرفت عليه من صفاتك التى عشت فى حياتى كل معانيها، فكانت المعرفه فى مجالاتها وجدانا يهز كيانى، لافكرا يختبىء فى زوايا عقلى. فانا انسان كبقيه الناس الذين يتخبطون فى مشاكلهم و يسيئون فى تصرفاتهم، و يبتعدون عن التوازن فى اقوالهم و افعالهم، و قد يعيشون الخطيئه مع الناس فى علاقاتهم معهم، كما يعيشون الخطيئه مع ربهم.. و قد تضعهم كل هذه الاوضاع السلبيه فى الموقف الصعب الذى لا يستحقون معه الرحمه، فيرفضهم الناس لانهم ينظرون اليهم نظره سلبيه، كما لو كانوا من المخلوقات التى لا تستحق الاحترام، و ليست جديره باى شىء ايجابى فى دائره الشعور الطيب و التقدير المتوازن.
و هكذا لا اجد للرحمه اى باب فى مشاعرهم تجاهى، فاحس بالغربه الموحشه القاتله تاكل وجدانى و تفترس روحى، و تقضى على الطمانينه فى كيانى.. فالجاء اليك- وحدك- و انا هارب من الناس حولى، لاننى اجد فى رحمتك معنى لا يرتفع المخلوقون اليه، فيما هو السمو الذى لا تبلغه آفاقهم.. فاذا كانوا يتحركون فى مضمون الرحمه من منطلق التعويض العاطفى او النفعى او المعنوى، فلا يقدمونها مجانا لمن لا يحصلون منه على شىء من هذا القبيل، فان رحمتك وسعت كل شىء، فقد اعطيتنى وجودى الذى لا استحقه فى ذاتى، و منحتنى بركته فى كل مواقعه و آفاقه، فانت الذى غذيتنى و ربيتنى و اعطيتنى و فتحت لى كل ابواب الحياه فى ما فتحته لى من ابواب نعمك.. و انا الذى عصيتك و تمردت عليك و انتهكت حرمتك و ابتعدت عن مواقع محبتك و مواقف رضاك، فلم اكن اهلا ان ابلغ رحمتك، و لكن رحمتك التى هى سر اللطف فى ذاتك كانت اهلا لان تبلغنى لانها سبقت غضبك..
براي اين فراز در برنامه حديث مرتبطي موجود نيست براي اين فراز در برنامه آيه مرتبطي موجود نيست