ترجمه: توشه مرا از اين جهان پرهيزكارى قرار ده و رفتار مرا سوى بخشايش خود بگردان و باب خوشنودى خويش را به روى من بگشاى و مرا در بهشت خود جاى ده. خدايا به من نيروئى بخش كه هر چه را موجب خشنودى تست آسان بجاى آرم و سوى تو گريزم و رغبت در آن نعمتها كنم كه نزد تست و در دل من انداز كه از آفريدگان شرير تو احتراز كنم و با تو و دوستان و مطيعان تو انس گيرم
شرح:
اللهم اجعل فى جنتك مثواى:
يا رب، اننا- فى الدنيا- نفكر بالزاد الذى يحفظ لنا حياتنا فى كل حاجاتها عند الحاح الجوع و العطش فى حال السفر و الحضر، و نعمل على الارتحال الى المواطن التى نجد فيها طيبات الرزق و موارد العيش، و ندخل من كل الابواب التى تومن لنا الراحه و السرور و الطمانينه، و نبحث عن الماوى الذى ناوى اليه و نستقر فيه، ليحقق لنا الهدوء النفسى و الاستقرار الجسدى، و نعمل على الحصول على القوه التى تحقق لنا كل مسوولياتنا و تصل بنا الى اهدافنا، و نفر من مواقع الخوف الى مواقع الامن.
و لكنى- يا رب- فى انفتاحى على الاخره و فى حركتى اليها، افكر فى هذا الاتجاه الذى يجعل همومى فيها منطلقه فى كل المفردات التى تمثل اهتماماتى فى الدنيا، لان للاخره شروطها فى الحياه الحقيقيه هناك، و لان للانسان قضاياه و اوضاعه و همومه و حركته فى آفاقها.
فاذا كان زاد الانسان فى الدنيا طعامه و شرابه، فان زاده فى الاخره هو تقوى الله، و هذا هو قوله تعالى: (و تزودوا فان خير الزاد التقوى)(البقره: 197 فاعطنى- يا رب- القوه فى الحصول على ملكه التقوى ليكون توازن الموقف لدى فى الدنيا فى خط طاعتك، هو الذى يحقق لى التوازن فى الموقف فى الاخره فى آفاق رضوانك.
اجعلنى الانسان التقى الذى لا يفكر الا بالحق و العدل و الخير و الاحسان، و ينطلق مع الطاعه و الالتزام و الخضوع و الانقياد لك فى كل حياته.
و اذا كانت رحله الناس فى الدنيا لمال يطلبونه او لشهوه يرغبون فيها، او لشخص ياملون عطاياه، فان رحلتى الى رحمتك من خلال كل الاقوال و الاعمال التى تجعلنى فى مواقع الرحمه لديك، و من خلال الروح المنفتحه عليك فى كل آفاقها المتطلعه الى رحاب قدسك.
و اذا كان لكل انسان مدخل يدخل اليه ليرتاح فيه، فان مرضاتك هى المدخل الذى يودى بى الى سعاده الدنيا و الاخره.
و اذا كان الناس يرغبون فى الحصول على القوه ليحققوا بها مشاريعهم الدنيويه ، فان رغبتى فى الحصول على القوه الجسديه و الروحيه و الفكريه لتحقيق النتائج الحاسمه الناجحه من خلال استخدام هذه القوه فى تحمل كل المسووليات التى تودى الى رضاك، لان القيام بالواجبات الملقاه على عاتقى يحتاج الى القوه الجسديه بالاضافه الى قوه الوعى و الاراده، و الامتناع عن المحرمات يحتاج الى القوه الروحيه و الفكريه، و لعل مشكله الكثيرين ممن ينحرفون عن خط الاستقامه و يبتعدون عن مواقع المسووليه هى فى الضعف الجسدى و الفكرى و الروحى الذى يبتعد به الانسان عن حاله التوازن و التماسك فى الموقف و الموقع.
و اذا كان الناس يفرون الى امثالهم من الناس ممن يملكون بعض الامتيازات الماديه التى تتيح لهم حمايتهم من كل عوامل الخوف، فان فرارى اليك، لانك- وحدك- غياث من لا غياث له، و حرز من لا حرز له.
و انت- يا رب- وحدك، دون الناس، الرب الذى تتجمع كل رغباتى لتتوجه الى ما عندك من الخير الوافر الذى لا ينفد لعبادك المتقين.
اللهم حقق لى ذلك كله، و اجعلنى الانسان الراحل الى رحمتك، و الداخل الى مرضاتك، و الساكن فى جنتك، و القوى فى طاعتك، و الهارب اليك، و الراغب بما عندك.
اللهم البس قلبى الوحشه من شرار خلقك، و الانس بك و باوليائك:
يا رب، قد تكون مشكله الكثيرين من الناس ان التزاماتهم الفكريه و الروحيه و العمليه لا تتصل بعلاقاتهم الاجتماعيه، فلا تترك اى تاثير سلبى او ايجابى فى طبيعه الواقع الاجتماعى الذى يعيش فيه الانسان، فقد تجد الانسان المومن التقى يقيم الصداقه مع الكافر الشقى، من دون ملاحظه لكفره و شقاوته، و من دون اعتبار لنتائجهما العمليه على حياته فى الجانب الاخلاقى و الاجتماعى و السياسى و الروحى.
و قد تجد هذا الانسان- نفسه- يتخذ موقف المعاداه و المنافره و المواجهه مع المومن التقى، بحيث لا يتحمل اقامه العلاقات معه، و لا يطيق رويته و الحديث معه، و يستشعر الوحشه منه، بقدر ما يتحسس الانس بالكافر الشقى، من دون ان يرى فى ذلك غضاضه فى ايمانه او فى تقواه.
و لكنك عرفتنا- يا رب- فى ما قراناه فى كتابك و ما بلغتنا من خلال نبيك، ان الدين هو الحب، و ان على المومن ان يوالى من واليت، و يعادى من عاديت، ليكون حبه او بغضه منسجما مع ايمانه، فى الجانب الايجابى و السلبى منه، و جعلت ذلك علامه
ايمان المومن فى اخلاص الايمان و صلابته و استقامته، لان اختلاف الحب و البغض مع الايمان يوحى بان المضمون الايمانى لا يمثل اهميه كبرى لدى المومن، فلا يغير من نظرته الى الواقع شيئا، و لا يبدل من موقفه من الاشخاص، فى الوقت الذى تفرض عليه العقيده، ان ينظر الى العالم كله من خلالها، و الى الناس بمنظارها، لان ذلك هو معنى تحول الايمان الى حاله فكريه و روحيه و عمليه تتصل بالعنصر الاصيل للشخصيه، فيكون عنوانا لها، و تجسيدا لمضمونها الوجودى. هذا من جهه، و من جهه اخرى، فان الانس باعداء الله و الوحشه من اوليائه، يودى الى الالفه لاوضاعهم، و الانجذاب الى اخلاقهم، و القرب الى مواقفهم، الامر الذى يودى الى تقويه مواقعهم، و تثبيت خطواتهم فى الواقع العام، بحيث يجتذب المومنون الطيبون اليهم من خلال ما يلاحظونه من الرعايه العامه للخط الايمانى لهم فى العلاقات العامه و الخاصه، كما يترك تاثيراته الخفيه لمصلحه الانحراف و الكفر، فى الجانب الفكرى و الشعورى للمومنين.
و هذا ما يدفعنى- يا رب- ان اتوسل اليك ان تجعلنى فى احساسى العميق، فى حاله الوحشه الطبيعيه من شرار خلقك، من الكفره و الفجره و الظالمين و المستكبرين، فاشعر بالنفور الذاتى منهم، و احس بالغربه الروحيه بينهم، انطلاقا من استغراقى فى وعيى لانحرافهم العقيدى و العملى و ابتعادهم عنك، و وفقنى للانفتاح عليك و على اوليائك و اهل طاعتك، ممن آمنوا بالحق و التزموا به، و اقتربوا اليك و اطاعوك من موقع عبوديتهم الخالصه لك، و اشعر قلبى حاله الانس و الفرح الروحى لاكون فى حاله انجذاب دائم اليك و اليهم، و ليدفعنى ذلك الى الاقبال على كل المعانى التى اتمثلها فى هذا الاحساس الايمانى، و لتكون علاقاتى و احساسيسى مرتبطه بالواقع الايمانى الذى يحيط بى من كل جانب، فيستقيم لى منهج العلاقات فى منهج العقيده و خط العاطفه فى خط الايمان.
احاديث مرتبط:
تاثير همنشين و انيس.
لذلك قال رسولالله صلى الله عليه و آله: المرء مع دين خليله و قرينه.
الكافى، ج 2، ص 642، ح 10
اهميت و تاثير قرين و همنشين.
من ذلك ما روى عن عيسى بن مريم عليهماالسلام انه قال: صاحب الشر يعدى، و قرين السوء يردى، فانظر من تقارون.
الكافى، ج 2، ص 640، ح 4
ان ابى جعفر عليهالسلام قال: قال لقمان عليهالسلام لابنه: يا بنى من يشارك الفاجر يتعلم من طرقه، و من يقارن قرين السوء لا يسلم.
الكافى، ج 2، ص 641، ح 9
عن اميرالمومنين عليهالسلام: لا ينبغى للمرء المسلم ان يواخى الفاجر، فانه يزين له فعله، و يحب ان يكون مثله، و لا يعينه على امر دنياه و لا معاده و مدخله و مخرجه من عنده شين عليه.
الكافى، ج 2، ص 640، ح 2
قال اميرالمومنين عليهالسلام: قال رسولالله صلى الله عليه و آله: انظروا من تحادثون، فانه ليس من احد ينزل به الموت الا مثل له اصحابه الى الله، ان كانوا خيارا فخيارا، و ان كانوا شرارا فشرارا، و ليس احد يموت الا تمثلت له عند موته.
الكافى، ج 2، ص 638، ح 3
نهى از مجالست با بدعت گزاران و تاثير همنشينى با آنان.
عن ابىعبدالله عليهالسلام: لا تصحبوا اهل البدع و لا تجالسوهم، فتصيروا عند الناس كواحد منهم.
الكافى، ج 2، ص 642، ح 10
آيات مرتبط:
تقوا، بهترين زاد و توشه:
الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَ لا فُسُوقَ وَ لا جِدالَ فِي الْحَجِّ وَ ما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَ تَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى وَ اتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ (حجّ در ماههاى معيّنى است. پس هر كس در اين [ماه]ها، حجّ را [بر خود] واجب گرداند، [بداند كه] در اثناى حجّ، همبسترى و گناه و جدال [روا] نيست، و هر كار نيكى انجام مىدهيد، خدا آن را مىداند، و براى خود توشه برگيريد كه در حقيقت، بهترين توشه، پرهيزگارى است، و اى خردمندان! از من پروا كنيد.) قرآن كريم، سوره مباركه البقرة (2)، آيه 197.