ترجمه: پس شاكرترين بندگان از سپاس تو عاجز است و عبادت كنندهترين ايشان در طاعت تو مقصر.
شرح:
اللهم انى عاجز عن شكرك:
يا رب، لقد امرت عبادك ان يشكروك، لا لحاجه بك الى ذلك، فانت الغنى عن وجودهم الذى صنعته، و عن كل ما يتصل به و ما يتحرك فيه، فذلك بعض فيوضاتك، فكيف تكون بحاجه الى كلمات يقولونها، او حركه يتحركون بها، او عمل يعملونه، و لكنك اردتهم ان يعبروا عن احساس العبوديه فى كيانهم، و عن وعى سر الخلق فى وجودهم، و عن امتداد النعمه فى حياتهم، حتى لا يغفلوا عن حقيقه وجودهم و معناه و غايته و منتهاه، و لا يبتعدوا عن سر الربوبيه فى ربوبيتك، و معنى الالوهيه فى الوهيتك، و انفتاح النعمه على حياتهم، لتتصل حياتهم بك، و ليعيشوا حضورك فى كل شىء فى داخلهم و خارجهم.
ثم اردت لهم ان يشكروك على نعمك لتبادلهم شكرا بشكر، ليكون شكرك لهم نعمه جديده تفيضها عليهم من كرمك و لطفك، لان شكرهم لك يتمثل فى عبادتك و طاعتك و التعبير عن احساسهم بالامتنان لك، اما شكرك لهم فانه يعبر عن محبتك لهم و لطفك بهم و رعايتك لوجودهم و تقريبهم منك، ليكونوا بذلك من عبادك المقربين مما لا تبلغه نعمه، و لا يقترب اليه موقع عظمه فى الحياه.
و لكن عبادك لا يستطيعون بلوغ الغايه من شكرك مهما شكروك، لان نعمك اكبر من ان تشكر، فلا يساوى شكرك حجم النعمه و مقدارها و امتدادها و آثارها فى حياه الانسان.
ثم ان الشكر يستتبع النعمه و يجتذب اللطف منك، فقد قلت فى محكم كتابك: (لئن شكرتم لا زيدنكم) (ابراهيم: 7) و هكذا تتلاحق كلمات الشكر و تعابيره لتزيد النعم و تتكاثر، فيلهث الشكر وراء النعمه الماضيه لتنفتح للانسان نعمه جديده امام الشكر الحاضر، و هكذا يتحرك المومن فى رحله غير متناهيه ليجتذب شكرا جديدا، لتظل حركه الحياه عنده منطلقه فى حركه النعمه عندها، لينطلق الشكر فى حركه تصاعديه منفتحه على الله فى جميع مواقع عبادته.
و قد جاء فى تفسير على بن ابراهيم القمى، قال ابوعبدالله- جعفر الصادق- (ع): «ايما عبد انعم الله عليه بنعمه فعرفها بقلبه، و حمد الله عليها بلسانه، لم تنفذ حتى يامر الله له بالزياده، و هو قوله: (لئن شكرتم لا زيدنكم) (ابراهيم: 7). و روى ثقه الاسلام الكلينى باسناده عنه قال: «من اعطى الشكر اعطى الزياده، يقول الله عز و جل: (لئن شكرتم لا زيدنكم».
و هناك نقطه اخرى، و هى ان شكرى لك- يا رب- هى نعمه و فقتنى لها و اكرمتنى بها، لانه يفتح لى باب الوحى لنعمائك، و يوحى الى بالخضوع لعظمتك، و الانفتاح على مواقع كرمك و فيوضات لطفك، فيزيد لى بك معرفه و اليك قربا، و قد جاء عن رسولك سيد رسلك محمد (ص) مما روى الرواه عنه انه قال:
«انت يا رب اسبغت على النعم السوابغ، فشكرتك عليها، فكيف لى بشكر شكرك، فقال الله تعالى: تعلمت العلم الذى لا يفوته علم بحسبك ان تعلم ان ذلك من عندى».
و جاء عن الامام جعفر الصادق (ع): «اوحى الله عز و جل الى موسى (ع): يا موسى اشكرنى حق شكرى، فقال: يا رب، و كيف اشكرك حق شكرك، و ليس من شكر اشكرك به، الا و انت انعمت به على؟ قال: يا موسى، الان شكرتنى حين علمت ان ذلك منى».
و قد قال الشاعر:
شكر الا له نعمه
موجبه لشكره
و كيف شكر بره
و شكره من بره
و هكذا اعيش يا رب هذه المناجاه الخاشعه فى معنى شكرك: «ان احدا لا يبلغ من شكرك غايه الا حصل عليه من احسانك ما يلزمه شكرا»، بزياده النعمه بالشكر، او بالشكر الذى هو نعمه.
و اذا كان العباد عاجزين عن شكرك مهما بلغوا فى تعداده، فانهم عاجزون فى الوقت نفسه عن بلوغ الغايه مما تستحقه من عبادتك مهما اجتهدوا و بالغوا فى ذلك، لان العباده تمثل وسيله من وسائل الشكر العملى الذى ينفتح فيه المخلوق على جمالات الخالق و آلائه و نعمائه، فيخشع عقله و تخضع روحه، و يخفق قلبه، و يهتز كيانه فى عمليه انحناء داخلى يسجد فيه العقل و القلب و الاراده له، و يركع لجلاله و جماله فى كل نبضات مشاعره و حركه احساسه، و يقف فى موقف الاسلام الكلى له، كما ينحنى الجسد فى التعبير الحى عن اسلامه له فى وقوفه بين يديه و ركوعه و سجوده فى انحناءه تعبيريه لكل ارادته فى ما يامر به او ينهى عنه (و ان تعدوا نعمه الله لا تحصوها) (ابراهيم: 34). و لكن نعم الله لا تتناهى و آلاءه لا تحصى، فالانسان اذا فكر- بدقه- بالنعم التى افاضها الله عليه، و كيف تحركت فى بدايتها منذ انطلقت فى حركه الوجود حتى انتهت اليه فقامت بحاجاته ليرى ان اكثر من ظاهره كونيه تدخلت فى اعدادها و وضعها و تحريكها و تنظيمها فى اكتمال نموها و عناصرها و حركه الحياه فى داخلها...
لو فكر- بذلك- لا حس بانه لا يملك شكر نعمه واحده فى حجم الفضل الالهى عليه، فكيف بالنعم الكثيره التى لا تعد و لا تحصى؟
هذا حال الانسان الذى يجتهد فى العباده، و يبلغ بها مبلغا كبيرا، فكيف بالذى لا يكاد يقوم بفرائضه، فهو يعيش الاسترخاء الروحى و الجسدى و الطغيان العملى امام بطر النعمه، و امتداد الدعه، بحيث يدفعه ذلك الى الاستعانه بالنعم الالهيه على معصيه الله، و الى التقصير فى مسوولياته العباديه و فى حركه الطاعه و العبوديه.
ثم ان العباده مهما انفتحت عليك فانها لا تبلغ الغايه فى عناصرها الروحيه و الفكريه فى تمثلها لعظمتك، و استحضارها لحقك، و خشوعها امامك، و خضوعها لجلالك، فهى فى مستوى التقصير فى داخلها مهما كثرت اعدادها و تنوعت نماذجها و امتدت مواقعها، فان فضلك اعظم، و نعمك اكثر، و احسانك افضل، و حقك اشمل، فكيف يبلغ العابدون درجه شكرك و امتداد طاعتك.
احاديث مرتبط:
اعتراف به عجز بشر از شكرگزارى از خدا.
عن ابىعبدالله عليهالسلام: اوحى الله عز و جل الى موسى عليهالسلام، يا موسى اشكرنى حق شكرى، فقال: يا رب، و كيف اشكرك حق شكرك، و ليس من شكر اشكرك به، الا و انت انعمت به على؟ قال: يا موسى، الان شكرتنى، حين علمت ان ذلك منى.
الكافى، ج 2، ص 98، ح 27
عابدترين بندگان از بجا آوردن حق اطاعت از خدا ناتوانند.
اشار اميرالمومنين عليهالسلام ، بقوله فى صفه الملائكه: لو عاينوا كنه ما خفى عليهم منك لحقروا اعمالهم، و لازروا على انفسهم، و عرفوا انهم لم يعبدوك حق عبادتك، و لم يطيعوك حق طاعتك.
نهجالبلاغه، ص 159، خطبه 109
آيات مرتبط:
كسى آنچنان كه شايسته خداست، قدر او را نمىداند:
وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَ هُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ تُبْدُونَها وَ تُخْفُونَ كَثِيراً وَ عُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَ لا آباؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (و آنگاه كه [يهوديان] گفتند: «خدا چيزى بر بشرى نازل نكرده»، بزرگى خدا را چنانكه بايد نشناختند. بگو: «چه كسى آن كتابى را كه موسى آورده است نازل كرده؟ [همان كتابى كه] براى مردم روشنايى و رهنمود است، [و] آن را به صورت طومارها درمىآوريد. [آنچه را] از آن [مىخواهيد] آشكار و بسيارى را پنهان مىكنيد، در صورتى كه چيزى كه نه شما مىدانستيد و نه پدرانتان، [به وسيلهى آن] به شما آموخته شد.» بگو: «خدا [همه را فرستاده]»؛ آنگاه بگذار تا در ژرفاى [باطل] خود به بازى [سرگرم] شوند.) قرآن كريم، سوره مباركه الانعام (6)، آيه 91.