ترجمه: و از دعاهاى آن حضرت است در درود بر حاملان عرش و هر فرشته مقرب
شرح:
دعاوه فى الصلاه على حمله العرش و كل ملك مقرب
عالم الملائكه:
فى الايمان الدينى حديث متنوع عن الملائكه كمخلوقات غيبيه مستغرقه فى عباده الله، خاضعه له، ذاكره له فى التهليل و التكبير و التسبيح و التقديس، تتنزل بامره على من يشاء من عباده، و تتنوع ادوارها فى الكون، فهناك اسرافيل صاحب الصور الذى يطلق الصيحه التى توقظ الاموات من القبور فينطلقون للوقوف بين يدى الله للحساب، و هناك ميكائيل الذى يمثل الموقع الكبير فى الجاه عند الله من خلال المكان الرفيع فى طاعته، و هناك جبرائيل الامين على وحى الله المطاع فى
السماوات، المقرب عند الله و صاحب المكانه لديه، و هناك الروح الذى هو على ملائكه الحجب، و الروح الذى هو من امر الله، و هناك فريق آخر من الملائكه الساكنين فى السماوات الذين هم دون هولاء مرتبه و لكنهم يعيشون العباده، كما لو كانت طعامهم و شرابهم و لذتهم، من دون سام و لا تعب و لا فتور، لا يغفلون عنها بشىء، و لاتشغلهم شهواتهم عن الاستغراق فى تعظيم الله، لان الشهوات لا تقترب اليهم من قريب او بعيد، فهم الخاشعون الخاضعون، الراغبون بما عند الله، المتواضعون ابدا لجلال كبريائه، الذاكرون ابدا لالائه.
و هناك قبائل الملائكه الذين يمثلون الخاصه من المقربين لله الساكنين فى بطون اطباق السماوات، المنتظرين لامر الله، كل طعامهم و شرابهم تقديس الله الذى اغناهم عن كل شىء، المنتشرين فى ارجاء السماوات عند نزول الامر لله فى تمام وعده، فمنهم خزان المطر و زواجر السحاب و مشيعو الثلج و البرد، و القوام على خزائن الرياح الموكلون بالجبال حتى لا تزول، و الذين يملكون المعرفه بمثاقيل المياه و كل ما تحويه الرياح، و منهم الموكلون بالبلاء الذى ينزل على اهل الارض، و الرخاء الذى ينتشر فيهم، و منهم السفراء الكرام البرره و الحفظه الكاتبون، و منهم ملك الموت و اعوانه، و منكر و نكير و رومان فتان القبور، و منهم الطائفون بالبيت المعمور و مالك و الخزنه و رضوان و سدنه الجنان، و الذين لا يعصون الله ما امرهم و يفعلون ما يومرون، و الذين يستقبلون المومنين ليقولوا لهم: (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار)(الرعد: 24).
و منهم الزبانيه الذين اذا قيل لهم: (خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه)(الحاقه: 31 -30)، ابتدروه سراعا و لم ينظروه. و منهم الكثيرون الذين لم نعرف اسماءهم و ادوارهم ممن اوكل الله اليهم امر الخلق فى الشوون المختلفه، من سكان الارض و الماء و الهواء.
مع الملائكه فى الدعاء:
تلك هى الصوره التى يقدمها الدعاء الينا عن الملائكه، ليعبر- فى وعى الانسان- عن حركه الايمان بهم فى الوجدان، فيتحول ذلك الى مشاعر حميمه تدفعه الى الابتهال الى الله ان يصلى عليهم و يرفع درجاتهم و يزيدهم كرامه على كرامتهم و طهاره على طهارتهم، حتى يعيش الانسان المومن الداعى التفاعل معهم فى تصوراته و تطلعاته، لا سيما انهم يبتعدون عن شوون وجوده فى الدنيا، و مواقع حركته فى الاخره، مما يجعل من الحديث عنهم و الصلاه عليهم تاكيدا للعلاقه بهم، اثاره للاحاسيس المنفتحه على كل مواقع الايمان بالغيب، حتى يكون الغيب فى آفاقه الغامضه الضبابيه، حركه فى الشهود من خلال الايحاء المستمر بمفرداته فى الفكر و الشعور.
و ربما كان ادب الدعاء فى هذه الامور اسلوبا من اساليب التربيه فى تحريك الوجدان الدينى نحو اللقاء بكل المفردات الغيبيه، ليعيش الانسان فى اجوائها، و ينفتح على آفاقها، فيقربها الى نفسه، و يثيرها فى فكره، فيكون الوجدان فى وعى الروح و التفاته الذكر بديلا عن الحس الذى تطمئن النفس اليه فى راحه الايمان، لان ذلك يمنح الذات الانسانيه الفه له و اعتيادا عليه، حتى كانه حاضر لديها حضور المحسوسات، و هذا ما نلاحظه فى احساس الانسان بالله و الملائكه و بالجنه و النار و الحور العين و الولدان المخلدين، و غير ذلك من الغيب، من خلال الذكر الدائم، و التفكير العميق المستمر.
طبيعه الملائكه فى راى الناس:
و قد حاول الناس تقديم صوره الملائكه لاذهانهم بالطريقه التى يحددون فيها حقيقتهم، فذكروا فى ذلك عده وجوه و اقوال:
احدها: و هو قول المحققين من المتكلمين: انها اجسام لطيفه، نورانيه الهيه، خيره سعيده، قادره على التصرفات السريعه، و الافعال الشاقه، و التشكل باشكال مختلفه، ذوات عقول و افهام، مسكنها السماوات، و بعضها عند الله اقرب من بعض و اكمل درجه كما قال تعالى- حكايه عنهم-:(و ما منا الا له مقام معلوم)(الصافات: 164). و الى هذا القول ذهب اكثر المسلمين، و فى اخبار اهل البيت (عليهمالسلام) ما يدل عليه.
الثانى:-و هو قول عبده الاوثان انها هى هذه الكواكب الموصوفه بالسعود و النحوس و انها احياء ناطقه، فالمسعدات ملائكه الرحمه، و المنحسات ملائكه العذاب.
الثالث: و هو قول معظم المجوس و الثنويه القائلين بالنور و الظلمه، و انهما جوهران حساسان قادران متضادان فى النفس و الصوره، مختلفان فى الفعل و التدبير. فجوهر النور فاضل، خير، طيب الريح، كريم النفس، يسر و لا يضر، و ينفع و لا يمنع، و يحيى و لا يبلى، و الظلمه ضد ذلك.
فالنور يولد الاولياء، و هم الملائكه، لا على سبيل التناكح بل كتولد الحكمه من الحكيم، و الضوء من المضىء. و جوهر الظلمه يولد الاعداء و هم الشياطين، كتولد السفه من السفيه.
الرابع: قول من قال: انها ليست باجسام بل جواهر متحيزه، ثم اختلفوا، فقال بعضهم- و هم طوائف من النصارى-: انها هى النفوس الناطقه المفارقه لابدانها، فان كانت خيره صافيه فهم الملائكه، و ان كانت شريره كثيفه فهى الشياطين. و قال آخرون- و هم الفلاسفه-: انها مخالفه لنوع النفوس الناطقه البشريه، و انها اكمل قوه، و اكثر علما، و نسبتها الى النفوس البشريه نسبه الشمس الى الاضواء، فمنها نفوس ناطقه فلكيه، و منها عقول مجرده.
و منهم من اثبت انواعا اخر من الملائكه: و هى الارضيه المدبره لاحوال العالم السفلى، خيرها الملائكه، و شريرها الشياطين.
واقع الملائكه فى القرآن الكريم:
و نحن نلاحظ على هذه التفاسير انها لا تمنحنا ايه تصورات تفصيليه عنهم بحيث نستطيع من خلالها ان نضع لهم صوره فى مستوى النموذج، بل كل ما هناك، هو المفاهيم الضبابيه التى تثير المعنى و لكنها لا تقدم المثال، لذلك فاننا لا نجد فائده فى ذلك، باعتبار انها من عالم الغيب الذى لا نطلع عليه الا من خلال مصادره القدسيه مما جاء فى الكتاب او ثبت من السنه، و نحن نلاحظ ان الله لم يحدثنا عنهم الا من خلال بعض خصائصهم العمليه و ادوارهم الكونيه، فهم ينزلون فى ليله القدر (باذن ربهم من كل امر)(القدر: 4). مما يوحى بوجود مهمات موكوله اليهم فى النظام الكونى مما عبر عنه الله سبحانه فى سوره الدخان: (فيها يفرق كل امر حكيم امرا من عندنا)،(الدخان: 5 -4).
و هم الحافظون لعباد الله الموكلون بقبض ارواحهم (و هو القاهر فوق عباده و يرسل عليكم حفظه حتى اذا جاء احدكم الموت توفته رسلنا و هم لايفرطون)(الانعام: 61).
(و لو ترى اذ الظالمون فى غمرات الموت و الملائكه باسطو ايديهم اخرجوا انفسكم)،(الانعام: 93).
(له معقبات من بين يديه و من خلفه يحفظونه من امر الله)(الرعد: 11).
و هم الكاتبون لاعمال العباد (قل الله اسرع مكرا ان رسلنا يكتبون ما تمكرون)(يونس: 21).
(اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين و عن الشمال قعيد ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد)(ق: 18 -17).
و هم العابدون و الذين لا يستكبرون عن عبادته، المسبحون الساجدون له (ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته و يسبحونه و له يسجدون)(الاعراف: 206).
(يسبحون الليل و النهار لا يفترون)(الانبياء: 20)(و ترى الملائكه حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم)(الزمر: 75).
و هم يستغفرون لمن فى الارض (و الملائكه يسبحون بحمد ربهم و يستغفرون لمن فى الارض)(الشورى: 5).
و هم الذين يعرجون الى الله فى يوم القيامه (تعرج الملائكه و الروح اليه فى يوم كان مقداره خمسين الف سنه)(المعارج: 4).
و هم (الذين يحملون العرش و من حوله و يسبحون بحمد ربهم و يومنون به و يستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شىء رحمه و علما فاغفر للذين تابوا و اتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ربنا و ادخلهم جنات عدن التى و عدتهم و من صلح من آبائهم و ازواجهم و ذرياتهم انك انت العزيز الحكيم و قهم السيئات و من تق السيئات يومئذ فقد رحمته و ذلك هو الفوز العظيم)(غافر: 9 -7).
و هم الذين يتنزلون على المومنين بالله المستقيمين على خطه، ليبشروهم بالجنه و ليعلنوا لهم و لا يهتم لهم (ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكه الا تخافوا و لا تحزنوا و ابشروا بالجنه التى كنتم توعدون نحن اولياوكم فى الحياه الدنيا و فى الاخره و لكم فيها ما تشتهى انفسكم و لكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم)(فصلت: 32 -30).
و هم عباد الله المكرمون الذين لا يسبقونه بالقول و هم بامره يعملون، و هم الشفعاء الذين لا يشفعون الا لمن ارتضى (و قالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول و هم بامره يعملون يعلم ما بين ايديهم و ما خلفهم و لا يشفعون الا لمن ارتضى و هم من خشيته مشفقون)(الانبياء: 28 -26).
و قد حدثنا الله انه ادار الحوار معهم حول خلق آدم باعتباره الخليفه الذى يريد له ان يتحمل مسووليه الارض، فكان سئوالهم عن الحكمه فى ذلك، لعلمهم، من خلال
تعريف الله لهم او من خلال تجربه انسانيه سابقه بائده كما يقال، بان هذا الخليفه- الانسان سوف يفسد فيها و يسفك الدماء، و اذا كان دوره ان يسبح و يحمد الله و يقدسه، فانهم قائمون بهذا الدور العبادى، و لكن الله رد عليهم بانه يعلم ما لا يعلمون.
ثم اجرى للملائكه امتحانا فى معلوماتهم الارضيه، ليثبت لهم انهم لا يملكون كل المعرفه ليكونوا بديلا عن هذا الخليفه، و ذلك عندما علم آدم الاسماء كلها مما يتصل بمسووليته العامه فى اداره شوون الحياه على الارض، و سال الملائكه عن هذا الجانب من العلم فلم يملكوا جوابا، فطلب من آدم ان يعرفهم ذلك، و انتهى الحوار بالحقيقه الحاسمه، و هى ان الله هو الذى يملك علم غيب السماوات و الارض و ما يبديه الخلق و ما يكتمونه مما يفرض عليهم ارجاع كل الامور اليه و التسليم له فى كل شىء.
و ذلك هو قوله تعالى: (و اذ قال ربك للملائكه انى جاعل فى الارض خليفه قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك قال انى اعلم ما لاتعلمون و علم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكه فقال انبئونى باسماء هولاء ان كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم قال يا آدم انبئهم باسمائهم فلا انباهم باسمائهم قال الم اقل لكم انى اعلم غيب السماوات و الارض و اعلم ما تبدون و ما كنتم تكتمون)(البقره: 33 -30).
و ما دمنا فى اجواء الملائكه مع آدم، فان الله قد امر الملائكه بالسجود لادم تحيه له و تعظيما للابداع الالهى فى خلقه، فسجدوا امتثالا لامره و انقيادا له، لان المساله لم تكن مساله سجود لهذا المخلوق، بل هى امتداد لعبوديتهم لله و خضوعهم المطلق له، فلا مجال لديهم- من ناحيه ذاتيه- لسئوال او اعتراض، و هكذا تم الامر بكل بساطه طبيعيه، و لكن (ابليس ابى و استكبر و كان من الكافرين)(البقره: 34)- و قد كان من الجن لا من الملائكه- لاستغراقه فى ذاته بعيدا عن الاستغراق فى عباده ربه،
و هكذا انطلق الملائكه، فى هذا الموقف، ليكونوا عباد الله المكرمين الذين (لا يسبقونه بالقول و هم بامره يعملون)(الانبياء: 27).
علاقه الملائكه مع الانبياء (ع):
و يحدثنا القرآن عن الملائكه كيف يجعلهم الله رسلا و ذلك قوله تعالى: (جاعل الملائكه رسلا)(فاطر: 1)، فيرسلهم بالمهمات الخاصه فى الارض لينزلوا العذاب على بعض الناس الذين يسعون فى الارض فسادا و يمارسون الفاحشه فى شكلها المنحرف، و هو اللواط، و هم قوم لوط الذى ارسله الله اليهم ليدعوهم الى الله و لينقذهم من هذا الانحراف الاخلاقى الجنسى، و ليحولهم الى اناس صالحين ينفتحون على الله فى مواقع رضاه، و يتبعون رسله، و لكنهم طغوا و بغوا و تجبروا و استضعفوه بينهم حتى قال لهم: (لو ان لى بكم قوه او اوى الى ركن شديد)(هود: 80).
فقد جاءوا فى البدايه الى ابراهيم- باعتباره مسوولا عن لوط فى مسووليته الرساليه- ليتحدثوا معه عن مهمتهم فى انزال العذاب على قوم لوط، و ليبشروه بغلام حليم بعد ان بلغ و زوجته (من الكبر عتيا)(مريم: 8) فاستغرب البشرى لمخالفتها القوانين العاديه فى ذلك، و حاول ان يدخل معهم فى جدال فى قوم لوط لياخذوا فرصه جديده، و لكنهم قالوا له عن البشرى: انها امر الله القادر على كل شىء، و عن قوم لوط ان العذاب قد صدر من الله بشكل حاسم، و هكذا قاموا بالمهمه (فلما جاء امرنا جعلنا عاليها سافلها و امطرنا عليها حجاره من سجيل منضود مسومه عند ربك و ما هى من الظالمين ببعيد)(هود: 83 -82). و نلاحظ فى الايات التى نقلت لنا القصه، ان الملائكه قد جاءوا الى ابراهيم ثم الى لوط بصفه شباب حسان الوجوه، و لذلك بادر ابراهيم الى دعوتهم للطعام، كما انطلق قوم لوط اليهم ليعتدوا عليهم بالفاحشه، مما ادى الى ارباك لوط و شعوره بالخزى امام ضيوفه، الامر الذى يوحى بانهم لا يظهرون بصورتهم الحقيقيه التى حدثنا الله
عنها بانهم (اولى اجنحه مثنى و ثلاث و رباع)(فاطر: 1)، لان الخلق لا يتحملون ذلك، و هذا ما تحدث الله عنه فى آيه اخرى- فى رده على الذين يقولون: لا بد ان يبعث الله ملكا رسولا- قال تعالى: (و لو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا و للبسنا عليهم ما يلبسون)(الانعام: 9).
و هذه آيات القصه فى سوره هود، فى قوله تعالى:
(و لقد جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث ان جاء بعجل حنيذ فلما راى ايديهم لاتصل اليه نكرهم و اوجس منهم خيفه قالوا لا تخف انا ارسلنا الى قوم لوط و امراته قائمه فضحكت فبشرناها باسحق و من وراء اسحق يعقوب قالت يا ويلتى ءالد و انا عجوز و هذا بعلى شيخا ان هذا لشىء عجيب قالوا اتعجبين من امر الله رحمت الله و بركاته عليكم اهل البيت انه حميد مجيد فلما ذهب عن ابراهيم الروع و جاءته البشرى يجادلنا فى قوم لوط ان ابراهيم لحليم اواه منيب يا ابرهيم اعرض عن هذا انه قد جاء امر ربك و انهم ءاتيهم عذاب غير مردود و لما جاءت رسلنا لوطا سىء بهم و ضاق بهم ذرعا و قال هذا يوم عصيب و جاءه قومه يهرعون اليه و من قبل كانوا يعملون السيئات قال يا قوم هولاء بناتى هن اطهر لكم فاتقوا الله و لا تخزون فى ضيفى اليس منكم رجل رشيد قالوا لقد علمت ما لنا فى بناتك من حق و انك لتعلم ما نريد قال لو ان لى بكم قوه ءاوى الى ركن شديد قالوا يلوط انا رسل ربك لن يصلوا اليك فاسر باهلك بقطع من الليل و لا يلتفت منكم احد الا امراتك انه مصيبها ما اصابهم ان موعدهم الصبح اليس الصبح بقريب)(هود: 81 -69).
و يحدثنا الله ان الملائكه نادت زكريا الذى دعا ربه: (قال رب هب لى من لدنك ذريه طيبه انك سميع الدعاء فنادته الملئكه و هو قائم يصلى فى المحراب ان الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمه من الله و سيدا و حصورا و نبيا من
الصالحين)(آل عمران: 39 -38).
كما تحدثت مع مريم عن اصطفاء الله لها و توجيهها لعباده الله، و تبشيرها بعيسى، و ذلك هو قوله تعالى:
(و اذ قالت الملئكه يا مريم ان الله اصطفاك و طهرك و اصطفاك على نساء العالمين يا مريم اقنتى لربك و اسجدى و اركعى مع الراكعين)(آل عمران: 43 -42).
(اذ قالت الملئكه يا مريم ان الله يبشرك بكلمه منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها فى الدنيا و الاخره و من المقربين و يكلم الناس فى المهد و كهلا و من الصالحين)(آل عمران: 46 -45).
و هكذا نجد ان القرآن لا يريد لنا ان نخوض فى حقيقه الملائكه و طبيعتهم الذاتيه بالكلمات التى لا تمنحنا الا المفاهيم الضبابيه البعيده عن كل صوره تفصيليه، و لذلك لم يحدثنا عن ذلك، بل يريد لنا ان نتصورهم فى عبادتهم لله و طاعتهم له و مهماتهم المتصله بالحياه و الكون و الانسان فى الدنيا و الاخره، و هذا ما ينبغى لنا ان نقف عنده فى حركه المعرفه العقيديه الاسلاميه.
و يحدثنا الله عنهم انه كان يرسلهم ليثبتوا النبى و المومنين فى الساعات الصعبه التى تتعرض فيها الرساله للخطر.
فنراه يتحدث الينا فى قصه النبى ليله الهجره فى قوله تعالى: (الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثانى اثنين اذ هما فى الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه و ايده بجنود لم تروها)(التوبه: 40). و هولاء الجنود هم الملائكه. و يتحدث الينا فى قصه المومنين فى بدر فى قوله تعالى: (اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم انى ممدكم بالف من
الملائكه مردفين و ما جعله الله الا بشرى و لتطمئن به قلوبكم و ما النصر الا من عند الله ان الله عزيز حكيم)(الانفال: 10 -9).
و قوله تعالى: (اذ يوحى ربك الى الملائكه انى معكم فثبتوا الذين آمنوا)(الانفال: 12).
و لكن الملائكه لا يقاتلون، بل كان دورهم تثبيت المومنين و الايحاء بالبشاره بالنصر لهم من خلال القوه الروحيه المعنويه التى يحصلون عليها من خلال ذلك.
مفهوم ملائكه العرش فى القرآن:
اما حمله العرش فيحدثنا الله عنهم انهم ثمانيه، و ذلك هو قوله تعالى: (و يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانيه)(الحاقه: 17).
و فى آيه اخرى يحدثنا الله عن الملائكه- من دون ذكر عددهم- من حول العرش، فى قوله تعالى: (و ترى الملائكه حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم و قضى بينهم بالحق و قيل الحمد لله رب العالمين)(الزمر: 75).
اما العرش، فقد يظهر من بعض الايات، و منها هاتان الايتان، انه منطقه معينه فى الكون تمثل الموقع الاعلى فيه، مما يبرر اعتباره كنايه عن موقع السلطه لله، ليتحدث القرآن تاره عنه باستواء الله عليه (الرحمن على العرش استوى)(طه: 5)، و اخرى بان الله هو (رب العرش العظيم)(التوبه: 129) و (هو رب العرش الكريم)(المومنون: 116) و (ذو العرش المجيد)(البروج: 15)، لان الله ليس جسدا يحتويه مكان معين، و ربما نستوحى ذلك من قوله تعالى: (و كان عرشه على الماء)(هود: 7) باعتبار ان الكون كان ماء بحيث كانت سلطته المطلقه فى آفاق الماء.
و ربما كان ذلك كافيا فى التصور لان المساله لاتتصل بالتفاصيل بل تقف عند
المبدا فى ايحاءات الفكره من خلال الاسلوب القرآنى الذى يوكد على وحدانيه الله و علوه و ارتفاعه و سيطرته على الكون كله، و يقدم لنا الصوره المجرده، من خلال الصوره الماديه للعرش، باعتباره مركز السلطه، و «الكرسى»(وسع كرسيه السموات و الارض)(البقره: 255)، باعتباره موقع المملكه، لان الحديث عن الله فى حقيقه ذاته غيب لا يمكن الوصول اليه و لانملك التعبير عنه، لاننا لا نجد هناك اى افق للتصور فى خط المعرفه، فيما عدا المفاهيم التى يتحرك فيها العقل بين الامكان و الاستحاله، فى ما يدركه من المفاهيم التى تتصل بوجوده.
الملائكه فى عبادتهم:
يا رب، لقد خلقت الملائكه ارواحا تهيم بك، و تستغرق فى عبادتك، و تذوب فى حبك، و تستنفد حياتها فى طاعتك، و تنفتح- فى اشراقه المعرفه- على معرفتك، ينابيع نور و صفاء، و اشراقه طهر و نقاء، من حمله عرشك الذى هو رمز الملك المطلق فى ملكك، فى عمق القدره و امتدادها، و علو العظمه و ارتفاعها، و هيمنه القوه و سلطانها، هولاء الذين (يسبحون الليل و النهار لا يفترون)،(الانبياء: 20). فهم فى تسبيح دائم على مدى الزمن لا تتخلله فتره و لا يصيبهم فتور و لا كلال، كما هو التنفس الذى لا يكل و لا يهدا، هو التسبيح الملائكى فى انفتاح الروح على الله من دون سامه او ملاله، و هو التقديس الذى يتلمس عظمه الله فى تنزيهه و ابعاده عن كل الصفات التى لا تليق به و لا تتناسب مع جلاله، فهم يتابعونه و لا يسامون منه، لانه طعامهم و شرابهم و لذاتهم الروحيه.
و هم الجادون فى عبادتك التى يستمرون فيها، فيتجدد نشاطهم و تقوى ارادتهم فلا يتعبون منها، مهما كانت طبيعتها فى كميتها و نوعيتها، فهم يمارسونها من موقع الحاجه اليها و الحب لها، كما لو كانت شانا من شوون الذات، فلا يقصرون فيها اختيارا للراحه، لان راحتهم تتعمق فى جهدهم الروحى الذى يسمو بهم الى مواقع القرب اليك فى استغراقهم فى امرك الذى يعيشون سره فى كياناتهم قبل ان تصدره اليهم. و هم فى يقظه دائمه، و احساس مستمر، و انتباه متحرك، مشدودين اليك فى حنين الواله، و وله الحبيب، و لذلك اندمجوا فى ايحاءات الوهيتك، و تطلعوا الى آفاق عظمتك، و عاشوا الشوق اليك حتى كان قلوبهم تقفز من صدورهم فى التطلع الى مواقع القرب منك، و قد قلت- و قولك الحق- فى الحديث عنهم (و من عنده لا يستكبرون عن عبادته و لا يستحسرون)(الانبياء / 19).
الملائكه بين الجبر و الاختيار:
و قد حاول العلماء اثاره البحث فى مساله الجبر و الاختيار فى الملائكه، تعليقا على قول الامام (ع)«و لا يوثرون التقصير على الجد فى امرك» من حيث دلالتها على «انهم قادرون على التقصير لكنهم لا يوثرونه اختيارا للجد عليه و تفاديا عنه».
و المساله محل خلاف- كما يقول صاحب «رياضالسالكين»- فذهب الفلاسفه و اهل الجبر: الى انهم خير محض، و انهم مطبوعون على الطاعات، لا قدره لهم على الشرور و المعاصى. و ذهبت المعتزله و جمهور الاماميه: الى ان لهم قدره على الامرين بدليل قوله تعالى: (و من يقل منهم انى اله من دونه فذلك نجزيه جهنم)(الانبياء / 29). و هذا يقتضى كونهم مزجورين. و قوله تعالى: (لا يستكبرون عن عبادته)(الاعراف: 206). و المدح بترك الاستكبار انما يحسن لو كان قادرا على الاستكبار، و لو لا ذلك ما استحقوا ثوابا على طاعاتهم، اذ لو كانوا مطبوعين على الطاعات لم يكن عليهم مشقه فى التكليف، فلم يستحقوا ثوابا، و التكليف انما يحسن فى كل مكلف تعريضا للثواب، فلا بد ان يكون لهم شهوات فى ما حظر عليهم، و نفار عما اوجب عليهم، حتى تحصل فائده التلكيف.
و نلاحظ على ذلك ان ما ذكره جمهور الاماميه و المعتزله من الاستدلال على الاختيار للملائكه، غير دقيق، لان الايات وارده فى مورد الحديث عن صفاتهم من خلال الخصائص الذاتيه التى توجب المدح، فان غير المتكبر ممدوح على ذلك من حيث الصفه فى الذات، بقطع النظر عن الاساس فى الاتصاف بها، و لا مانع من ان يمدح الانسان على الصفات الاختياريه كما يمدح على جماله الذى لا اختيار له فيه. اما الحديث عن الايه التى تتحدث عن التهديد بنار جهنم لو تحقق الشرك منهم، فانها مسوقه لبيان القضيه، من خلال الفرضيه التى قد تكون مستحيله، للتاكيد على ان الشرك يستتبع النار فى الحالات التى يختار المخلوق فيها الالتزام به، بعيدا عما اذا كان هذا المخلوق مما يمكن صدوره منه. اما حديث الثواب، فاننا اذا سلمنا انه استحقاق بالتفضل بما تفضل الله به على عباده بوعدهم به مما يجعل لهم حقا فيه، فانه لا مانع ان يكون بالتفضل بشكل مباشر، مع ملاحظه ان القرآن لم يتحدث عن ثواب الملائكه.
و على ضوء ذلك، لا مانع من القول بانهم خير محض، و انهم مطبوعون على الطاعات، و يويده ما ورد فى بعض الاحاديث ان الله خلق الملائكه عقلا بلا شهوه، كما خلق الحيوان شهوه بلا عقل، و خلق الانسان بعقل و شهوه معا.
احاديث مرتبط:
حاملان عرش و قلوب در طاعت.
روى عن الصادق عليهالسلام انه قال قال: ان لله ملائكه انصافهم من برد، و انصافهم من نار، يقولون: يا مولف بين البرد و النار ثبت قلوبنا على طاعتك.
التوحيد، ص 282، ح 11
عرش و حاملان عرش.
قال الصادق عليهالسلام: و انما صار هولاء حمله العرش الذى هو العلم لان الانبياء الذين كانوا قبل نبينا محمد صلى الله عليه و آله و سلم على شرائع الاربعه من الاولين: نوح و ابراهيم و موسى و عيسى عليهمالسلام، و من قبل هولاء صارت العلوم اليهم و كذلك صار العلم من بعد محمد صلى الله عليه و آله و سلم و على و الحسن و الحسين عليهمالسلام الى من بعد الحسين من الائمه عليهمالسلام. (و الاعتقادات فى ضمن كتاب شرح الباب الحادى عشر ص 75.(
بحارالانوار، ج 58، ص 7، ح 5
رواه ثقه الاسلام فى الكافى، باسناده عن ابىعبدالله عليهالسلام قال: حمله العرش- و العرش: العلم- ثمانيه: اربعه منا و اربعه ممن شاء الله.
الكافى، ج 1، ص 132، ح 6
حاملان عرش.
عن الصادق عليهالسلام: ان حمله العرش اربعه: احدهم على صوره ابنآدم يسترزق الله لولد آدم، و الثانى على صوره الديك يسترزق الله للطير، و الثالث على صوره الاسد يسترزق الله للسباع، و الرابع على صوره الثور يسترزق الله للبهائم، و نكس الثور راسه منذ عبد بنو اسرائيل العجل، فاذا كان يوم القيامه صاروا ثمانيه.
الخصال، ص 407، ح 5
عن حفص بن غياث النخعى قال: سمعت الصادق عليهالسلام يقول: ان حمله العرش ثمانيه، لكل واحده منهم ثمانى اعين، كل عين طباق الدنيا. (و فيه ثمانية اعين)
الخصال، ص 407، ح 4
اسرافيل از حاملان عرش.
عن ابنعباس قال: قال رسولالله صلى الله عليه و آله و سلم: ان ملكا من حمله العرش يقال له اسرافيل، زاويه من زوايا العرش على كاهله، قد مرقت قد ماه فى الارض السابعه السفلى و مرق راسه من السماء السابعه العليا.
الدرالمنثور، ج 5، ص 347
ويژگى حاملان عرش.
من خطبه لاميرالمومنين عليهالسلام فى صفه حمله العرش من الملائكه عليهمالسلام: و منهم الثابته فى الارضين السفلى اقدامهم، و المارقه من السماء العليا اعناقهم، و الخارجه من الاقطار اركانهم، و المناسبه لقوائم العرش اكتافهم، ناكسه دونه ابصارهم، متلفعون تحته باجنحتهم، مضروبه بينهم و بين من دونهم حجب العزه و استار القدره، لا يتوهمون ربهم بالتصوير، و لا يجرون عليه صفات المصنوعين، و لا يحدونه بالاماكن، و لا يشيرون اليه بالنظائر.
نهجالبلاغه، خطبه 1، ص 9
تسبيح فرشتگان.
روى الصادق عليهالسلام قال: انفاسهم تسبيح.
بحارالانوار، ج 59، ص 185، ح 28
مراد از «عرش».
روى عن ابىعبدالله عليهالسلام: كل شىء خلق الله فى جوف الكرسى و الكرسى محيط به خلا العرش فانه اعظم من ان يحيط به الكرسى.
بحارالانوار، ج 58، ص 21، ح 37
مراد از سستى نكردن دائم فرشتگان در تسبيح خداوند.
روى محمد بن الحسن الصفار، عن ابراهيم بن هاشم، عن ابىعبدالله البرقى يرفعه الى ابىعبدالله عليهالسلام، قال رجل لابىعبدالله عليهالسلام: جعلت فداك اخبرنى عن قول الله تبارك و تعالى و ما وصف من الملائكه «يسبحون الليل و النهار لا يفترون» ثم قال «ان الله و ملائكته يصلون على النبى يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما» كيف لا يفترون و هم يصلون على النبى صلى الله عليه و آله و سلم؟ فقال ابوعبدالله عليهالسلام: ان الله تبارك و تعالى لما خلق محمدا صلى الله عليه و آله و سلم امر الملائكه فقال: انقصوا من ذكرى بمقدار الصلاه على محمد، فقول الرجل: صلى الله على محمد فى الصلاه مثل قوله: سبحان الله و الحمدلله و لا اله الا الله و الله اكبر.
بحارالانوار، ج 94، ص 72-71
آيات مرتبط:
تسبيح فرشتگان:
وَ يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَ الْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَ يُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ وَ هُمْ يُجادِلُونَ فِي اللَّهِ وَ هُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ (رعد، به حمد او، و فرشتگان [جملگى] از بيمش تسبيح مىگويند، و صاعقهها را فرومىفرستد و با آنها هر كه را بخواهد، مورد اصابت قرار مىدهد، در حالى كه آنان دربارهى خدا مجادله مىكنند، و او سختكيفر است.) قرآن كريم، سوره مباركه الرعد (13)، آيه 13.
تسبيح فرشتگان:
تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَ الْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (چيزى نمانده كه آسمانها از فرازشان بشكافند و [حال آنكه] فرشتگان به سپاس پروردگارشان تسبيح مىگويند و براى كسانى كه در زمين هستند آمرزش مىطلبند. آگاه باش، در حقيقت خداست كه آمرزندهى مهربان است.) قرآن كريم، سوره مباركه الشورى (42)، آيه 5.
ملائك حاملان عرش:
وَ الْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها وَ يَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ (و فرشتگان در اطراف [آسمان]اند، و عرش پروردگارت را آن روز، هشت [فرشته] بر سر خود برمىدارند.) قرآن كريم، سوره مباركه الحاقّة (69)، آيه 17.
فرشتگان عرش و تسبيح خداوند:
الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَ اتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَ قِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (كسانى كه عرش [خدا] را حمل مىكنند، و آنها كه پيرامون آنند، به سپاس پروردگارشان تسبيح مىگويند و به او ايمان دارند و براى كسانى كه گرويدهاند طلب آمرزش مىكنند: «پروردگارا، رحمت و دانش [تو بر] هر چيز احاطه دارد؛ كسانى را كه توبه كرده و راه تو را دنبال كردهاند ببخش و آنها را از عذاب آتش نگاهدار.») قرآن كريم، سوره مباركه غافر (40)، آيه 7.