ترجمه: و هرگاه آهنگ دو چيز كنيم كه يكى تو را خشنود سازد و ديگرى تو را به خشم آرد دل ما را به جانب آن كش كه تو را از ما خشنود كند و نيروى ما را از آنچه موجب خشم تست سست گردان
شرح:
اللهم اجعل ايجابيات الحق تتغلب على سلبيات الباطل:
يا رب، قد يطوف الفكر فى اجواء الخيال ليواجه امانى النفس فى تطلعاتها و حاجاتها او فى التزاماتها و انتماءاتها، ليختار هدفا هنا او هدفا هناك، او ليخطط لمشروع معين فى هذا الاتجاه او فى ذلك الاتجاه، او ليحدد لها التزاما خاصا فى هذا الخط او ذاك، او انتماء الى هذه الجماعه او تلك.
فكيف نضبط للفكر حدوده، و كيف نحدد للنفس اتجاهاتها؟
ربما نهم بالتحرك فى ما يوحى به الفكر او يخطر فى النفس، فيكون الامر الذى نهم به، و نعزم عليه، و نخطط له، معصيه لله و موقعا من مواقع سخطه، و قد يكون طاعه له، و محلا لرضاه، لان للنفس دوافعها و رغباتها المتنوعه فى هذا المجال.
و نحن- كمومنين ملتزمين بالايمان بك، و منفتحين على آفاق رضوانك- نبتهل اليك ان تسبغ لطفك على مواقع الفكر فى عقولنا، و مجالات الاحساس فى شعورنا، و منطلقات القرار فى اراداتنا، لنتجه بها الى ما يرضيك عنا، فندرك معنى الخير الكبير فى معناه، و سر النجاح الابدى فى خطه، و عمق القوه فى موقعه.
اننا نبتهل اليك ان تثير فى كياننا الافكار و المشاعر و التطلعات التى تحول و عينا الفكرى و الروحى و الارادى و الحركى الى وعى للانفتاح عليك، و ان تضغط على كل عناصر القوه الممتده فى حياتنا بكل ايحاءاتك الخفيه، و قدرتك القويه، لتضعف قوتنا عن التحرك نحو مواقع سخطك، لاننا لا نريد الاقتراب منها فى دنيانا و آخرتنا.
و لا تعط نفوسنا الحريه المطلقه التى تنطلق من مواقعها الذاتيه، و لا تترك لها المجال الواسع الذى تتحسس فيه قدرتها على الاختيار فى كل شىء، لان مشكلتها الخالده هى انها تتحرك من مواقع الحس فيها بما تثيره عناصر الغرائز الحاره الحاده فى داخلها، و تنطلق فى اجواء الانفعال فى مشاعرها، و تلتقى فى يومياتها بالصغائر التى تربطها بجزئيات الامور و تبتعد بها عن كلياتها، فتبقى مشدوده الى الافق الضيق الذى تدور مجالاته حول المحسوسات القريبه، و تعيش مفرداته فى مواضع الراحه و الاسترخاء.
و هكذا نجدها تختار الباطل بطريقه عفويه لانه اقرب الى الراحه منه الى التعب، بينما تجد الحق صعبا و كريها مذاقه و متعبا فى مسيرته، و لكن توفيقك فى بعض مواقع لطفك هو الذى يمنعها من الامتداد فى ذلك، فتتراجع عن الرغبه الجامحه الى العقل الهادىء، و عن الاندفاع الهائج الى الحركه المتوازنه، فتعرف كيف تتغلب ايجابيات الحق فى مساله المصير على سلبيات الباطل.
ثم نلاحظ النفس و هى تلتقى بالسوء من اقرب طريق، و هو طريق الرغبه و الشهوه و الطمع و الانانيه، فتدفع الانسان الى الاستجابه للجانب المنحرف الذى يبتعد عن طاعتك و يقترب من معصيتك فى عمليه ضغط يتحول الى ما يشبه الامر، فيشل الاراده و يضعف الموقف، الا ان تدركه رحمتك التى تمنحه الوعى للعواقب السيئه و النتائج الذميمه، فيستيقظ من غفلته، و يقوم من عثرته، فيرجع اليك مطيعا لامرك رافضا لامر النفس الخاضعه لشيطان السوء و الضلال.
اننا نتوسل اليك ان ترعانا برعايتك، و تضمنا الى كنفك، و تمنحنا لطفك، ليستقيم لنا الطريق و تتوازن الخطى، و ينفتح لنا الهدف لنبقى معك، فلا ننفصل عنك، و لا نستسلم للنوازع الشريره فى ذواتنا الراكضه وراء القلق، المتعبه من كل خيالات الحيره فى الغايه و الطريق.
و لا بد من الانتباه الى ان تعلق الرضى و السخط من الله بما يهم به الانسان، سواء كان الهم بمعنى العزم على الفعل، او خطور الشىء من خلال البال، ليس واردا على نحو الحقيقه على اساس ان ذلك مصداق للطاعه فى صوره الخير او مصداق للمعصيه فى صوره الشر، بل هو اشاره الى الدوافع التى تتحول الى وقائع، او الافكار التى تنتهى الى الحقائق فى واقع الحياه، من خلال العناصر التى يتحول فيها المشروع الفكرى الى مشروع عملى يرضى الله او يسخطه، فلا مجال للحديث فى سياق الدعاء لان نثير النزاع فى ان اراده المعصيه معصيه او لا، او ان العزم على الطاعه طاعه او لا، لان السياق يتحرك فى اتجاه الواقع الانسانى الذى يتحرك سلبا
او ايجابا من خلال النوازع الشريره او الخيره فى داخل النفس.
و لنا ملاحظه، و هى ان التربيه الروحيه فى الاسلام توحى للانسان المومن ان يستعطف ربه فى الضغط على مواقع الانحراف فى فكره من خلال و عى عميق بخطوره الانحراف و بنتائجه المهلكه على صعيد المصير، و ذلك عند احساسه بالخوف من سيطره العناصر الجاذبه التى تجذبه نحو الفكر المنحرف، كما انها توجهه الى ان يستعين بالله على نفسه عندما يخشى من غلبتها عليه، و بضغطها على حركته العمليه فى اتجاه الشر، فيطلب من ربه ان يضعف قوته عندما تتحرك فى هذا الجو بكل الوسائل التى تحول القوه الى ضعف، لان المومن لا يبحث عن قوه، ايه قوه، بل يفكر بالقوه التى تنفتح على طاعه الله و تنطلق فى محبته.
ان هذا الخط التربوى يخرج الانسان من منطقه الاستغراق فى الذات فى عناصرها الخاصه، الى منطقه الاطلاله على الرساله التى تتكامل مع الخصوصيات الذاتيه فى قضايا حركه المصير التى لا تقف عند الدنيا، بل تضم الاخره اليها، او لتكون الاخره هى عمق المضمون الذى تتحرك فيه قضايا الانسان فى الدنيا، و هذا الذى يجعل من الانسان، انسان الله الذى يعيش مع الله فى كل مواقع ذاته.
براي اين فراز در برنامه حديث مرتبطي موجود نيست براي اين فراز در برنامه آيه مرتبطي موجود نيست