و از دعاهاى آن حضرت (ع) است چون از خداى تعالى تندرستى و بهبودى مىخواست و توفيق شكرگذارى بر عافيت مىطلبيد
شرح:
دعاوه اذا سال الله العافيه و شكرها
دور العافيه فى فعاليه الانسان:
للعافيه فى حياه الانسان الدور الاساس فى توازن وجوده، و استقامه حركته، و سلامه اوضاعه، لان المرض- حسب انواعه- يعطل فى الانسان حيويه الطاقه عندما ينفذ الى هذا العضو او ذاك، فيمنعه من القيام بمسوولياته، و الوصول الى اهدافه، و تحقيق حاجاته، لان الاعضاء تتكامل فى استقرار اوضاعه الماديه و المعنويه، فلكل عضو موقع فى هذه المنفعه او تلك، و قد يودى فساده او ضعفه الى فساد البدن كله او ضعفه، و الى خساره طاقه حيويه فى حركه الحياه فى داخله او فى ما حوله، كالعين و الاذن و اللسان و اليد و الرجل و نحوها، و قد يفصله ذلك عن الحياه الاجتماعيه كلها، كاختلال القوه العاقله، و ربما تحول الانسان فى المرض الى حاله تشبه حاله الموت، كما فى غياب الوعى الكامل مع بقاء الحياه الماديه فى الجسد، او فى الاصابه بالشلل الكلى و ما الى ذلك، و قد يودى به الى الحرمان من شهواته و لذاته من الطعام و الشراب و الجنس.. و هكذا تمثل العافيه عمق الاحساس بحركيه الحياه السليمه المنفتحه على المسووليه، بحيث يشعر الانسان فى الحرمان منها او من بعض مواقعها، بافتقاده لقطعه من حياته، و بنقصان فى وجوده، و باهتزاز فى اوضاعه كلها، و بالحرمان من استقلاله الذاتى بالمستوى الذى يتحول فيه الى ان
يكون عاله و عبئا على الاخرين، مما تسقط به نفسيته، و تنهزم به روحيته، و ليست العافيه محصوره فى حاله السلامه فى البدن، بل هناك العافيه فى الروح و الفكر و الدين و حركه الحياه فى شوونها العمليه.
و قد انطلق هذا الدعاء فى ابتهال الانسان الى الله من اجل ان يمنحه العافيه و استمرارها فى شوون الدين و الدنيا، و الانفتاح على عناصرها الداخليه و الخارجيه فى الاجواء الروحيه التى تنفتح بالانسان على القرب من الله و البعد عن الشيطان، و فى الاوضاع التى تبتعد به عن كل الاشخاص و الاشياء و العوامل المضاده، مما يودى الى فقدانها، ليكون محروسا من كل شىء من هذه او تلك، فى حمايه الله رعايته، بحيث يتحسس الانسان فى حياته الامن من كل من يسىء اليه فى جميع اموره، ليتمكن من ممارسه حياته فى خط مسووليته، بسلامه و راحه و اطمئنان. و هكذا لا تكون العافيه- فى وعى المومن- مجرد حاله ذاتيه يرتاح فيها فى شوونه الخاصه ليمارس- من خلالها- شهواته و لذاته و حاجاته الشخصيه فى دعه و انسجام، بل هى- الى جانب ذلك- حركه حياه حيويه يعيش فى اجوائها الانفتاح على الله بنشاط و قوه و ثبات و اخلاص، الامر الذى يجعل من الاحساس بالماده فى ذاته، لونا من الاحساس بالروح، حيث تتروح الماده فى حركه الانسان فى هذا التزاوج الرسالى بين الماده و الروح فى ما اراده الله للحياه من التكامل فى جوانبها الوجوديه بين الحاجه و الهدف، و الوسيله و الغايه.
اللهم صل على محمد و آله، و البسنى عافيتك، و جللنى عافيتك، و حصنى بعافيتك، و اكرمنى بعافيتك، و اغننى بعافيتك، و تصدق على بعافيتك، وهب لى عافيتك، و افرشنى عافيتك، و اصلح لى عافيتك، و لا تفرق بينى و بين عافيتك فى الدنيا و الاخره.
اللهم البسنى عافيتك فى الدنيا و الاخره:
يا رب، لقد وهبتنى وجودى، و حركت الحياه فى جسدى، و اطلقت الوعى فى عقلى، و وجهتنى فى دنياى الى آخرتى، و فى كل عنوان من هذ العناوين تقف العافيه لتكون العمق الذى ينفتح بالخير على مفردات المسووليه فى ذلك، فلن استطيع الاحساس بالوجود و الشعور بالحياه، و الحيويه فى الوعى، و الاعداد للاخره، الا اذا منحتنى الصحه فى جسدى و عقلى و روحى، و العافيه فى عملى، لان الجسد يثقل صاحبه، و يتعب روحه، و يعطل عقله اذا مرض، كما ان العقل يسىء الى حيويه الوعى فى ذاته، اذا فقد الصحه و ابتعد عن الاتزان، و هكذا يعيش الانسان الضياع فى حركته نحو الاخره اذا لم يعش عافيه الروح فى آفاق الايمان بالله.
يا رب، اننى ادعوك ان اكون سليم الجسد و العقل و الروح فى عافيه منفتحه على الحياه كلها، و على المسووليه كلها، لاكون الانسان الطبيعى الذى تتحرك اجهزته و خلاياه بشكل طبيعى متوازن، تنسجم فيه عناصرها و تتكامل فيه مواقعها و مواقفها و نشاطاتها، حتى يسلم لى قولى و عملى و تفكيرى، من كل عوامل الضعف و مشاكل المرض.
و هانذا ابتهل ان تمنحنى العافيه فى ذلك كله ثوبا البسه ليحيط بكل كيانى المادى و العقلى و الروحى كما يحيط الثوب بالجسد، و غطنى بالعافيه، كما تغطى الارض بالمطر و تعمها به حتى لا يبقى فيها مكان الا و غطاه، و حصنى بالعافيه حتى تكون فى قوتها و حيويتها كالحصن الذى يمنع الامراض الماديه و الروحيه من النفاذ الى الداخل، و اكرمنى بها لاحس بكرامتك لى فى عطائك هذا الذى يعطينى حيويه الوجود و فاعليته فى الحركه و الاحساس، و اجعلها غناى الذى يجلب لى الغنى فى الامور كلها، و تصدق على بها كما تصدقت على بوجودى، و اعطنى العافيه هبه يهب فيها المولى عبده رحمه به و لطفا و كرما، لتكون الفراش الذى ارتاح فيه و اغفو بهدوء على طراوته و نعومته، و اصلحها لى، فلا يدخلها الفساد فى البدايه و النهايه، و لا تفرق بينى و بينها فى الدنيا و الاخره لتكون حياتى كلها فى نطاق عافيه الدنيا فى الجسد و العقل و الروح، و عافيه الاخره فى سلامه الدين و الايمان و العمل، لاكون الانسان الذى تتحرك العافيه فيه، لتقربه منك بكل نتائجها فى النشاط الانسانى كله.
و قد احتمل السيد علىخان المدنى فى رياض السالكين ان يكون لكل لفظ فى كلمات الدعاء معنى يخصه، فلا يكون المطلوب فى الجميع معنى واحدا عاما شاملا جامعا لخيرات الدنيا و الاخره، و ذلك بان يقال: «و البسنى عافيتك من المرض البدنى، لان الالباس للثوب المخصوص بالبدن، و جللنى عافيتك: من الفضيحه، بدليل التجليل الذى هو بمعنى التغطيه و الستر، و حصنى بعافيتك: ممن يريد بى سوءا بقرينه التحصين، و اكرمنى بعافيتك: من الذل و المهانه او من المعائب و القبائح، بدليل الاكرام بمعنى التعظيم او التنزيه، و اغننى بعافيتك من الفقر و الحاجه، بدليل الاغناء، و تصدق على بعافيتك: من الاضطرار الى صدقه غيرك، وهب لى عافيتك: من الاحتياج الى هبه غيرك، و افرشنى عافيتك: اى مهادها من الخوف، كما يقال: افرشه مهاد امنه. و اصلح لى عافيتك: الحاصله عندى التى قد افسدها المرض و نحوه، و لا تفرق بينى و بين عافيتك: العامه فى امور الدنيا و الاخره».
هذه استفاده طريفه، و لكن اسلوب هذه الفقرات من الدعاء يوحى بان المقصود هو التعبير عن المعنى الواحد بكلمات متعدده باعتبار الجوانب التى يمكن الدلاله بها على الفكره، على سبيل التاكيد.
احاديث مرتبط:
درخواست لباس عافيت از خداوند.
قال اميرالمؤمنين عليهالسلام: نساله المعافاه فى الاديان كما نساله المعافاه فى الابدان. (از حضرت حق درخواست عافيت در دينمان مىكنيم چنانچه درخواست سلامتى كامل در بدنهايمان مىنمائيم.) نهجالبلاغه، خطبه 98
سلامتى و عافيت، نعمت پنهانى.
قال الصادق عليهالسلام: العافيه نعمه خفيه اذا وجدت نسيت، و اذا عدمت ذكرت. (سلامتى و عافيت نعمت پنهانى است، قدرش بر همگان مجهول است، چون يافت شود فراموش گردد، و زمانى كه از دست برود با آه و حسرت از آن ياد كنند.) بحارالانوار، ج 78، ص 243
درخواست عافيت.
قال رسولالله صلى الله عليه و آله: اسالك تمام العافيه. ثم قال: تمام العافيه: الفوز بالجنه، و النجاه من النار. (الهى از تو تمام عافيت را مىخواهم، سپس فرمود: تمام عافيت رستگارى به بهشت و نجات از آتش جهنم است.) دعوات راوندى، ص 84، فصل فى صحه البدن و العافيه.