ترجمه: و آنان را توفيق ده كه سنت تو را برپاى دارند و آداب نيكوى تو را فرا گيرند. ناتوانان خود را يارى كنند و حاجت ايشان را برآورند. بيماران را عيادت كنند. طالبان حق را راه نمايند، و مشورتجوى را خيرخواه باشند. و بازگشته از سفر را ديدن كنند، راز همكنان را پنهان دارند و عيب آنان را بپوشند و به يارى ستمديدگان برخيزند. و در رخت و كالا مواسات يكديگر نمايند. دارائى و احسان خود را از ديگران دريغ ندارند، و آنچه بايد ببخشند پيش از سئوال ببخشند.
شرح:
اللهم وفقهم للاخذ بمحاسن ادبك:
يا رب، اننى عندما افكر فى جيرانى و موالى، فاننى افكر بهم كجزء من المجتمع الاسلامى الكبير فى القيم الاخلاقيه و الاجتماعيه التى يعيش فيها كل فرد من افراده مشاكل الفرد الاخر، و يحمل همه، و ينفتح على اهتماماته، تماما كما هى الصوره الاسلاميه للمجتمع المومن المسلم من خلال حديث رسولك محمد (ص) حيث قال: «مثل المومنين فى توادهم و تراحمهم كمثل الجسد اذا اشتكى بعضه تداعى سائره بالسهر و الحمى». و قوله (ص): «من لم يهتم بامور المسلمين فليس بمسلم»: او: «من سمع رجلا ينادى يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم»، و غيرها من الاحاديث التى توكد الخط الاخلاقى الاجتماعى الذى نزلت به آياتك ، مما يوحى بضروره الترابط العضوى، و التكامل العملى، و التكافل الاجتماعى بين المومنين، ليتحول المسلم الى وحده فى التنوع فى الافكار و الطاقات و المواقع و الوسائل و الغايات.
اننى لا اريد ان اعيش معهم، كانسان يلهو مع الانسان الاخر، او يستمتع بما يقدمه له من المتع، او ينطلق معه فى اجواء اللغو و العبث و اللامبالاه، بل اريد ان اعيش معهم كانسان يتحمل مسووليه المواقع مع الاخرين، لننطلق- معا- فى بناء الحياه، على الصوره التى تحب، و ذلك من خلال الدوائر الصغيره، كالجيران فى محلتهم، و المنتمين فى مواقع انتمائهم، ليمتد ذلك الى الدائره الكبرى التى تلتقى عندها الدوائر الصغيره، كما تلتقى الجداول عند النهر الكبير.
اللهم انى ابتهل اليك ان تمدهم بتوفيقك لا قامه سنتك فى كل شرائعك التى امرت رسولك ان يخطط للناس حياتهم على نهجها القويم، لياخذوا بها فى كل قضاياهم الفرديه و الاجتماعيه، ليكون منهجك هو منهجهم، و طريقك هو طريقهم، و سنتهم هى سنتك التى تضىء لهم كل الدروب.
و خذ بايديهم الى الاخذ بمحاسن ادبك الذى ادبت به رسلك ليودبوا به مجتمعاتهم، ليعرف الناس- من خلالهم- كيف يزرعون الارض الانسانيه حبا و حنانا و عطاء و بذلا و رحمه و موده و نصحا و تضحيه، و رشدا و هدايه و انتصارا و مواساه، و تقويه للضعيف فى كل مواقع ضعفه، و كيف يتحولون الى قوه تمنح الانسان قوه، و ترتفع بالحياه كلها الى المستوى الاعلى للقوه و الرحمه و الثبات، و ذلك من خلال المفردات الاخلاقيه القيميه التاليه:
1- الارفاق بالضعيف، و ذلك بالتعرف على نقاط ضعفه فى جسده و عقله و روحه و موقعه و ثقافته و فى ماله و حركته، و ذلك من اجل ايصال القوه اليه بحسب حاجته فى الكم و النوع بلطف و لين، بحيث يتحول الى عنصر قوى فاعل يمنح الحياه القوه من خلال قوته الجديده، فان الله لا يريد للضعيف ان يستسلم لضعفه، كما لا يريد للمجتمع ان يهمل الضعفاء فى داخله، فلا بد له ان يرفق بهم فى ما يقدمه لهم من عون و مساعده.
2- سد الخله، و هى الحاجه و الفقر و الخصاصه، فلا بد للمجتمع ان يبادر للتعاون على ازالتها بكل الوسائل الممكنه، و الفرص المتاحه، و الامكانات المتوفره، من اجل التخفيف من معاناه الفقراء، او حل مشكلتهم، من خلال خطه مدروسه تضع البرنامج المتوازن لاقامه التوازن بين الانتاج و التوزيع، ليكون الحل حلا عاما للمشكله فى جذورها العميقه، فذلك هو الافضل، و لكنه اذا لم يكن ممكنا فى حجم المرحله، فلا بد من الانطلاق نحو الحلول الجزئيه فى خصوصياتها و اولوياتها فى الجماعات و الافراد.
3- عياده المريض، و ذلك بزيارته و تفقد حاله، و تقديم العواطف القلبيه اليه، بالدعاء له بالشفاء، و التمنى له بالصحه، فان ذلك مما يحبه الله، لانه يجسد الانفتاح على آلام المرضى و احزانهم، مما يخفف عنهم الضغط النفسى الذى يعانونه، و الوحده الموحشه امام تهاويل المرض و اخطاره، فلا يشعر بان مرضه قد ابعده عن الحياه، ليواجه مصيره المجهول وحيدا، بل يرى بانه لا يزال يعيش فى قلب الواقع الاجتماعى الذى يزحف اليه ليشاركه احاديثه فى قضاياه، و ليئونس وحشته بالحيويه العاطفيه التى تغمره بالحنان، فيخضر الامل فى قلبه، و تتوهج الثقه فى روحه، فيكون عنصر قوه، بدلا من ان يكون عنصر ضعف.
-4- هدايه المسترشد، و ذلك بدراسه مواقع جهله و مواطنه مع التعرف على نوعيه ذهنيته، و طبيعه آفاقه، و مدى قابليته، و ذلك من اجل تهيئه الفكر الذى يهديه، و الاسلوب الذى يرشده، و الجو الذى يفتح قلبه على الحق فى افقه الواسع و ميدانه الرحب، و تلك هى مهمه المسلم فى ذاتيته الفرديه و الاجتماعيه، فهو ليس انسانا يعيش انانيه الانتماء فى خط الهدى، بل هو انسان يعيش رساليه الحركه من اجل ان يرشد الناس الى طريق الله، ليكون كل مسلم داعيه حركيا فى كل ساحات الصراع بين الحق و الباطل، حيث يجد كل ضائع مسترشد بغيته و حاجاته.
-5- نصح المستشير، فقد يحتاج الكثيرون ممن يتخبطون فى مشاكل الحياه المحيطه بهم، و يواجهون الكثير من القضايا الشائكه و الاوضاع المعقده، و يندفعون للحصول على بعض المكاسب، و للتخفيف من بعض الخسائر، قد يحتاج هولاء جميعا و امثالهم فى المجالات الاخرى الى الراى الصواب فى حل المشكله، و مواجهه العقده، و معرفه العلاقه و الشخص و الجو و الارض و الظرف و الواقع، و نحو ذلك مما يدخل فى تحقيق الهدف، او البعد عن الاخطار، فينطلق الناصح برايه الذى يجهد كل فكره، و يستشير كل تجربته، و يستنطق كل خبرته، من اجل ان يعطيه الراى الاصوب، و الخبره الناضجه، لينصحه بالسير فى هذا الاتجاه، او ايجاد هذه العلاقه، او التوقف فى هذا الحد، او الحذر من هذا الشخص او ذاك، او التعامل بهذه المعامله، او ترك ذلك.
و قد جاء فى الحديث «ان الدين النصيحه لله»، كما جاء فى بعض الروايات: «من استشاره اخوه المومن فلم يمحضه النصيحه سلبه الله لبه»، و قد ذكر الفقهاء، ان الغيبه تجوز فى حال توقف النصيحه عليها.
-6- تعهد القادم من السفر بزيارته لتفقد احواله، و تعرف ظروفه فى ما مضى و فى ما يستقبل، لتقديم العون له اذا كان للعون حاجه من خلال ذلك.
-7- كتمان اسرارهم، لان السر امانه صاحبه عند سامعه، فلا يجوز له ان يحدث به احدا الا باذنه، لان النتائج السلبيه قد تحدث له من خلال كشفه للاخرين، و ربما تتحول الى خطر على حياته و اوضاع الناس من حوله، مما يجعل عمليه ايذائه مساله تتصل بالمصير، و اذا لم تكن القضيه بهذه المثابه فى بعض الحالات، فقد تكون مرتبطه ببعض الحالات النفسيه، او الاوضاع العاطفيه، او العلاقات الخفيه مما قد يسىء التعرف عليه الى صاحب السر.
و فى ضوء ذلك، كانت امانه السر اكثر خطوره من امانه المال، فاذا كانت خيانه الامانه فى المال كبيره من الكبائر، فقد تكون الخيانه هنا اعظم، و لذلك كانت القيمه الانسانيه الاخلاقيه للمومن كتمان السر فى الصغير و الكبير.
-8- ستر العوره، و هى كل شىء يستره الانسان انفه و حياء، مما يتصل بعيوبه الماديه و المعنويه التى يخفيها عن الناس، فان الله يريد للمومن ان يستر عوره اخيه المومن، لان اظهارها بالكلمه او بغيرها يودى الى فضيحه بين الناس و سقوط مكانته عندهم، و تحطيم روحه المعنويه فى ذاته، و هذا هو الاساس فى تحريم الغيبه التى هى عباره عن ذكر اخيك بعيب مستور فى ظهر الغيب، و قد ساوى الله فى القرآن الكريم بينها و بين اكل لحم الاخ الميت، و ذلك هو قوله تعالى: (و لا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان ياكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه)(الحجرات: 12).
-9- نصره المظلوم، و ذلك بالدفاع عنه و مساعدته على عدوه و تقويته فى موقفه و موقعه، سواء كان المظلوم فردا او جماعه، او دوله، و هذه هى القيمه الحركيه التى حمل الله الناس مسوولياتها على مستوى الالزام بقدر الطاقه، حتى ان القرآن جعل الاساس التشريعى للاذن فى القتال، فى بعض مواقعه، الدفاع عن المستضعفين الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق.
-10- حسن مواساتهم بالماعون، و ذلك بتقديم المعروف لديهم، اما بشكل عام، كما هو بعض تفاسير كلمه «الماعون»، او كل ما انتفع به، و منه مطلق المنفعه، كما جاء فى روايه ابىبصير عن ابىعبدالله «جعفرالصادق (ع)» قال: «هو القرض يقرضه، و المعروف يصطنعه، و متاع البيت يعيره و منه الزكاه: فقلت له: ان لنا جيرانا اذا اعرناهم متاعا كسروه و افسدوه، فعلينا جناح ان نمنعهم؟ فقال: لا، ليس عليكم جناح ان تمنعوهم اذا كانوا كذلك».
-11- العود عليهم بالجده و الافضال، و اعطاء ما يجب لهم قبل السئوال.
و ذلك بالاحسان اليهم و التطول عليهم بما يملكه من الثروه و من مواقع الفضل فى حياته، من دون ان يحوجهم الى السئوال، بل يبادرهم بذلك من خلال معرفته بحاجاتهم، و قد جاء فى الحديث عن الامام جعفرالصادق (ع) فى حق المومن: «و اذا علمت ان له حاجه تبادره الى قضائها، و لا تلجئه ان يسالكها، و لكن تبادره
مبادره».
جاء فى رياض السالكين للسيد على خان رحمه الله، تعليقا على اختلاف النسخ من الفقرات السابقه، قال بعضهم: «لا يخفى ان المناسب للمقام ان يقال: «و وفقنى»، لكن اتفقت النسخ على هذا النحو، و يمكن ان يكون قوله (ع): «فى ارفاق ضعيفهم» متعلقا بولايتك او بتولنى، و هو ان كان بحسب الظاهر بعيدا لكنه بحسب المعنى احسن، انتهى».
«و قال بعض المترجمين: و فى روايه: «و وفقنى» و هو اولى، و العهده عليه، و الذى اقول: ان المناسب لعنوان الدعاء هو ما عليه الروايه من لفظ: «وفقهم» فيكون الغرض الدعاء لهم بالتوفيق باستعمال هذه الاداب و الاخذ بها فى معاشره بعضهم بعضا».
و نحن نوافق السيد على خان على ما ذكره من خلال الملاحظه التى اشار اليها.
احاديث مرتبط:
آداب و سنت نيكو و پاداش خداوندى.
قال الصادق عليهالسلام: من زار اخاه فى الله قال الله عز و جل: اياى زرت، و ثوابك على، و لست ارضى لك ثوابا دون الجنه. (هر كه در راه خشنودى حق برادرش را ديدن كند، خداى عز و جل فرمايد: مرا ديدن كردى، و اجر و ثوابت بر من است، و من براى تو ثوابى كمتر از بهشت نپسندم.) كافى، ج 3، ص 171
نبودن آداب و سنت نيكو و عواقب آن.
قال الصادق عليهالسلام: امر الناس بخصلتين فضيعوهما فصاروا منهما على غير شىء: الصبر و الكتمان. (مردم به دو خصلت فرمان يافتند و هر دو را ضايع كردند، و به خاطر ضايع كردن آنها بى همه چيز شدند: صبر و رازدارى.) كافى، ج 3، ص 336
دنبال كردن عيوب ديگران مظهر كفر.
روى عن الباقر و الصادق عليهماالسلام. اقرب ما يكون العبد الى الكفر ان يواخى الرجل على الدين فيحصى عليه عثراته و زلاته ليعنفه بها يوما ما. (نزديكترين وضعى كه عبد به كفر دارد، اين است كه با مردى برادر دينى باشد، و لغزشها و خطاهاى او را شماره كند تا يك روزى او را بدانها سرزنش نمايد.) كافى، ج 4، ص 47
يارى دادن به ستمديدگان.
قال اميرالمؤمنين عليهالسلام: كونا للظالم خصما، و للمظلوم عونا. (حسن جان، حسين جان، دشمن ستمگر، و ياور ستمديده باشيد.) نهجالبلاغه، نامه 47
مراد از «ماعون».
ما رواه ابوبصير عن ابىعبدالله عليهالسلام، قال: هو القرض تقرضه، و المعروف تصنعه، و متاع البيت تعيره، و منه الزكاه، قال: فقلت له: ان لنا جيرانا اذا اعرناهم متاعا كسروه و افسدوه، افعلينا جناح ان نمنعهم؟ فقال: لا، ليس عليك جناح ان تمنعهم اذا كانوا كذلك.
الكافى، ج 3، ص 499، ح 9
حق مؤمن بر مؤمن و اداء حق او.
عن ابىاسماعيل قال: قلت لابى جعفر عليهالسلام: ان الشيعه عندنا كثير، فقال: هل يعطف الغنى على الفقير و يتجاوز المحسن عن المسىء و يتواسون؟ فقلت: لا، فقال: ليس هولاء شيعه، الشيعه من يفعل هذا.
الكافى، ج 2، ص 173، ح 11
عن محمد بن عجلان قال: كنت عند ابىعبدالله عليهالسلام فدخل رجل فسلم، فساله كيف من خلفت من اخوانك؟ قال: فاحسن الثناء و زكى و اطرى، فقال له: كيف عياده اغنيائهم على فقرائهم؟ فقال: قليله، فقال: كيف مشاهده اغنيائهم لفقرائهم؟ فقال: قليله، فقال: فكيف صله اغنيائهم لفقرائهم فى ذات ايديهم؟ فقال: انك لتذكر اخلاقا قلما هى فيمن عندنا، قال: فقال: فكيف يزعم هولاء انهم شيعه؟.
الكافى، ج 2، ص 173، ح 10
حق مؤمن.
روى عن ابىعبدالله عليهالسلام فى حق المومن: و اذا علمت ان له حاجه تبادره الى قضائها، و لا تلجئه ان يسالكها.