ترجمه: پناه به تو مىبريم از شادى دشمن و احتياج باقران و زندگى در سختى و مرگ ناگهانى
شرح:
و نعوذ بك من شماته الاعداء.
نعوذ بالله من شماته الاعداء:
هناك مشكله نفسيه انفعاليه يعيشها الناس فى حياتهم الشعوريه عندما يواجهون المشاكل المعقده التى تعقد حياتهم، فتثير فى داخلها الكثير من الاوضاع القلقه المتعبه، او عندما تحل بهم المصائب فتملا مشاعرهم بالالام و الاحزان، و تترك امورهم فى قبضه الاهتزاز او السقوط، او عندما يتنوع البلاء فى مواقع حياتهم، فيواجهون الكثير من الجهد و العناء و الخوف و المرض و الجوع و العطش و النقص فى الاموال و الانفس و الثمرات.
و فى هذا الجو المشبع بالدماء و الدموع و الاهات و الانات و الحسرات، قد يقف بعض الناس المعقدين الحاقدين، ليتطلعوا الى اولئك الناس الذين يعانون من ذلك كله، ممن يحملون لهم العداوه و البغضاء، و يحسون نحوهم بالحقد و الضغينه، فيكون رد فعلهم هو الشماته المتمثله بكل مشاعر الفرح بذلك كله فى عمليه التشفى و الانتقام، تنفيسا عن العقده الكامنه فى النفس التى ترتاح لالام الاخرين، و تفرح لاحزانهم، كما لو كانت القضيه فرصه للسعاده الذاتيه.
و قد لاتقتصر المساله على الناس الذى يضمرون العداء لبعضهم البعض، بل قد تتمثل فى الشيطان الذى حدثنا القرآن عن عداوته للانسان، من خلال حقده على آدم الذى خلقه سببا فى الجو الذى ادى الى خروجه من دائره رحمه الله و طرده من الجنه.. و لذلك فانه قد عزم على ان يقعد للانسان فى الدروب التى تودى الى الله، ليضع الحواجز النفسيه و العاطفيه و العمليه التى تحول بينه و بين التحرك فى اتجاه الله من اجل الحصول على مرضاته لينفس عن عقدته باخراجه من خط الطاعه الى خط المعصيه، ليدفع به بعيدا عن الجنه قريبا الى النار، و ذلك هو قوله تعالى:
و قوله تعالى حاكيا عن خطه الشيطان فى اضلال الناس و ابعادهم عن الله، و شماتته بهم فى نهايه المطاف: (لاقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لاتينهم من بين ايديهم و من خلفهم و عن ايمانهم و عن شمائلهم و لاتجد اكثرهم شاكرين)(الاعراف: 17 -16).
و قد جاء فى دعاء الامام على بن الحسين زينالعابدين (ع) فى الصحيفه السجاديه:
«اللهم ان الشيطان قد شمت بنا اذ شايعناه على معصيتك، فلا تشمته بنا بعد تركنا اياه لك، و رغبتنا عنه اليك».
و بذلك فان الانسان المومن يقف امام شماته ابليس به فى معصيته لله، و من خلال نجاحه فى خطته التى تبعده عن الله.
اللهم اننا نعوذ بك من كل مواقع البلاء التى تودى الى فرح الاعداء بالامنا و احزاننا، كما نعوذ بك من كل مواقع العصيان التى تجعل الشيطان فرحا جذلانا مما نعيشه من البعد عن مواقع رضاك.
و نتوسل اليك ان تملا عقولنا بالنور، و قلوبنا بالطمانينه، و حياتنا بالقوه، لنعرف كيف نواجه قضايانا بالفرح الروحى الكبير الذى لا يسقط امام شماته الشامتين و فرح الحاقدين.
و من الفقر الى الاكفاء.
الغنى ليس قيمه و الفقر ليس سقوطا:
قد يتحمل الانسان الفقر كمشكله صعبه فى حياته من خلال تاثيرها على اوضاعه فى حركه حاجاته، و لكن الفقر الى اقرانه و امثاله الذين يتحركون فى واقعه، و يقفون فى مستواه من حيث الدرجه الاجتماعيه، قد يزيد المساله صعوبه و يعمق الاثر السلبى فى النفس، لان القضيه لا تنحصر فى الضغط على حاجاته بل تتعداه الى الضغط على انسانيته، باعتبار ان ذلك يجعله ذليلا امامهم، اسيرا لهم، لان الحاجه الى الاخرين تجعلهم فى موقع السياده و السيطره، و تجعل صاحب الحاجه فى موقف الاسر و العبوديه، لان الكثيرين من الناس تستعبدهم حاجتهم التى يملكها الاخرون الذين يستغلونها ليفرضوا شروطهم المذله على الفقراء، و ليرهقوا انسانيتهم بكل اثقال تعقيداتهم.
ان مشكله هذا الانسان الذى يفتقر الى مثله، هى ان فقره يحقق للانسان المماثل فرصه التلذذ بالاستعلاء عليه، و الاحتقار له، و التلهى بمفردات حاجته، مما يجعل الاضطهاد الروحى الذى يعيشه امام هذه الحاله المعقده اكثر تاثيرا من الاضطهاد المادى الذى يعيشه امام حاجته الذاتيه، بينما لا تبلغ الحاجه الى الشخص الرفيع فى مستواه الروحى و درجته الاجتماعيه هذا الاثر السلبى الكبير، لان النتائج الصعبه لا تزيد عن نتائج الجانب الذاتى من الحاجه، باعتبار ان الشخص الذى يملك الحاجه لا يترك تاثيرا سلبيا خارجا عن الحدود الطبيعيه للموقع الذى يمثله صاحب الحاجه امامه بشكل طبيعى.
اللهم اننا نتوسل اليك ان تمنحنا الغنى الذى يحمينا من السقوط امام اللئام، فلا تجعل لنا الى لئيم حاجه، لانك تريد لعبادك الصالحين ان يكونوا الاعزاء فى انفسهم من خلال عزه الايمان فى حياتهم، و نعوذ بك- من خلال ذلك- من الفقر الذى يهدر كرامتنا، لا سيما الفقر الى امثالنا و اقراننا ممن لا يعيشون السمو الروحى فى علاقتهم بنا و بالمستضعفين فى الارض، فلا يحترمون كرامتهم فى احترام انسانيتهم و فى الابتعاد عن النظره الفوقيه الاستعلائيه التى ترى فى الغنى امتيازا و قيمه و فى الفقر سقوطا و انحطاطا.
و من معيشه فى شده.
اللهم افتح لنا ابواب الرخاء لنتفرغ لعبادتك:
افتح لنا- يا رب- ابواب الرخاء لنعيش حياتنا فى راحه النفس و طمانينه البال، لان مشكله الضيق فى العيش انها تملا العقل بالهم، و تثير الحزن فى القلب، فتشغلنا عن القيام بمسوولياتنا التى حملتنا اياها فى كل جوانب حياتنا الفكريه و العمليه، و توزع اهتماماتنا فى المفردات الصغيره، و تبتعد بها عن القضايا الكبيره.
اننا لا نريد الايحاء باننا سوف نسقط امام حالات الشده، فنحن نحاول اعداد انفسنا اعدادا روحيا ايمانيا للصبر على كل مشاكل الحياه و صعوبات العيش، و للقيام بمسووليتنا فى المستوى الكبير الذى تمتثل فيه اقوى العزمات على المواجهه للتحديات، و اشد الصلابه فى حركه الاراده امام العقبات، و لكننا نتصور ان العافيه من البلاء اقرب للنجاح، و ان السعه فى العيش اسلم للثبات.
اننا نعوذ بك- يا رب- من العيش المثقل بالشده، الملىء بالقسوه، لاننا نريد التفرغ لعبادتك، و التحرك فى خط طاعتك، و السير اليك بقوه و سرعه و انطلاق من اوسع الافاق، و اسهل الدروب.
و ميته على غير عده.
اللهم جنبنا اللقاء بالموت من دون استعداد:
لقد قدرت لنا الموت كنهايه حتميه لحياتنا، و جعلت له اجلا محدودا لا يتقدم و لا يتاخر، و لكنك اخفيته عنا، مما جعلنا ننتظره فى كل وقت، و طلبت الينا ان نستعد له بالدراسه الدائمه لاعمالنا من حيث الكم و الكيف، لنستزيد من الحسنات، و لنتخفف من السيئات، ليكون الموت مانسنا الذى نانس به، و مالفنا الذى نشتاق اليه، و ذلك من خلال ما نلقاه بعد الموت من رضوانك و لطفك و رحمتك فى جنه النعيم التى اعددتها لعبادك المتقين، الذين يوتون ما آتوا و قلوبهم و جله انهم الى ربهم راجعون.
غير انا- يا ربنا- قد نغفل فننسى الموت و ننسى الاستعداد لما بعده، فيفا جئنا على غير استعداد، فنلتقى بك فى الدار الاخره من خلاله، من دون تهيئه و اعداد، فنستحق عقابك لما اسلفناه من الذنوب، و لما اغفلناه من التوبه.
اللهم اجعلنا من الواعين لمسووليتنا امامك فى مساله الحياه و الموت، لنفكر دائما بان نكون فى مواقع رضاك، و فى رحاب رضوانك، و ابعدنا عن الامل الطويل الذى قد نعيش فيه خيالات الخلود و اوهام البقاء من دون اساس، و جنبنا اللقاء بالموت من دون استعداد، و ابعدنا عن موت الفجاه، و وفقنا للقدوم عليك من موقع ثابت يتحرك فيه العمل الصالح نحو رضاك، و تنطلق التوبه من اجل النجاه من سخطك يا رب العالمين.
احاديث مرتبط:
مرگ ناگهانى و آمادگى براى آخرت.
قال رسولالله صلى الله عليه و آله: اى المومنين اكيس؟ قال: اكثرهم ذكرا للموت و اشدهم له استعدادا. (كدام يك از مومنين زرنگتر و بافراستتر است؟ فرمود: آن كه زياد از موت ياد مىكند و آمادگى بيشترى براى سفر آخرت دارد.) بحارالانوار، ج 71، ص 267
بىنيازى جستن از مانند خود.
عن اميرالمومنين عليهالسلام: احتج الى من شئت تكن اسيره، و استغن عمن شئت تكن نظيره، و احسن الى من شئت تكن اميره.
غررالحكم، ج 1، ص 112
فقر نكوهيده.
قال الصادق عليهالسلام: كاد الفقر ان يكون كفرا.
الخصال، ص 11، ح 40
قال رسولالله صلى الله عليه و آله: الفقر سواد الوجه فى الدارين.
بحارالانوار، ج 72، ص 30
سفارش به پرهيز از درخواست از مردم و پيامد آن.
عن ابىعبدالله عليهالسلام: اياكم و سوال الناس فانه ذل فى الدنيا و فقر تعجلونه و حساب طويل يوم القيامه.
الكافى، ج 4، ص 20، ح 1
سفارش به آماده شدن براى مرگ و نزديك شمردن آن.
من كلام اميرالمومنين عليهالسلام: احذروا عباد الله الموت و قربه و اعدوا له عدته، فانه ياتى بامر عظيم و خطب جليل بخير لا يكون يعده شر ابدا، او شر لا يكون معه خير ابدا.