لا بد للانسان الذى يعيش الاحساس بالعبوديه المطلقه لربه من التعبير عنها، بمختلف الاساليب و الوسائل، من اجل تعميق معانيها فى نفسه، و اعلان ذلك فى ترديد خاشع فى دعائه، و ذلك بالتذلل لله فى تعداد حاجته اليه فى كل شىء و فقره الى عطائه، لان وجوده لا يمتد و لا يقوى الا بارادته، و بالخضوع بين يديه تعبيرا عن الشعور بطبيعه هذا الوجود الضعيف امام الوجود المهيمن على كل شىء.
و هذا هو الاسلوب الذى انطلق المنهج التربوى الاسلامى فى تحريك الانسان اليه و توجيهه نحوه، لانه الذى يوكد ارتباط الانسان بخالقه، و هو الذى يزيد فى احساسه بالحاجه اليه، و يفتح له آفاق المحبه و الانفتاح اليه، لان مساله الصله بالله خاضعه دائما للعمق الشعورى بعظمته، و الاحساس الوجدانى بضعف الانسان امامه و الحاجه المطلقه اليه فى كل شىء.
و فى هذا الدعاء اكثر من فكره للحمد، و اكثر من نبضه شعوريه للتضرع، و اكثر من احساس روحى بالخضوع، فى جوله واسعه فى آفاق نعم الله فى مواقع الحمد، و فى اجواء الطاف الله فى حاجات الانسان، و فى تطلعاته الى المزيد من فضله، و فى رحاب عفو الله و مغفرته لكل ذنوبه، و فى فيوضات رحمه الله فى كشف الضر عنه و حمايته من كل سوء، و رعايته فى كل اموره و نصره على اعدائه، و امنه من كل خوف، و انقاذه من كل فضيحه، و اعانته على نفسه بتقويه ما تعانيه من ضعف فى الاقبال على الطاعه و البعد عن المعصيه، و فى ابعاده عن السقوط تحت تاثير همومه الكثيره و عن وسوسه نفسه، ليحصل من ذلك كله على الشعور بالامن و الطمانينه من خلال التوحيد العملى الروحى فى توجيه الدعاء اليه وحده، و تحريك الرجاء له دون سواه، فهو مستودع السر، و هو موضع الشكوى و غايه التوكل، و هو ولى الخلاص من كل سوء، و الفرج من كل شده، و هو الملاذ لكل من لاذبه، و ولى العفو و الغفران الذى لا يحرم عباده من خير الدنيا و الاخره بالرغم من قله شكرهم له، و هو ارحم الراحمين.
الهى احمدك- و انت للحمد اهل- على حسن صنيعك الى، و سبوغ نعمائك على، و جزيل عطائك عندى، و على ما فضلتنى به من رحمتك، و اسبغت على من نعمتك، فقد اصطنعت عندى ما يعجز عنه شكرى.
و لو لا احسانك الى و سبوغ نعمائك على، ما بلغت احراز حظى و لا اصلاح نفسى، و لكنك ابتداتنى بالاحسان، و رزقتنى فى امورى كلها الكفايه، و صرفت
عنى جهد البلاء، و منعت منى محذور القضاء.
الهى فكم من بلاء جاهد قد صرفت عنى، و كم من نعمه سابغه اقررت بها عينى، و كم من صنيعه كريمه لك عندى.
انت الذى اجبت عند الاضطرار دعوتى، و اقلت عند العثار زلتى، و اخذت لى من الاعداء بظلامتى.
الهى انت الذى ابتداتنى بالاحسان:
يا رب، ها انذا اقف بين يديك موقف الحامد لك، فانت- وحدك- اهل الحمد بكل صفاتك و تقديرك للخلق فى كل الامور، فليس هناك شىء لا تحمد عليه، حتى ان حمد خلقك مستمد من حمدك، اننى احمدك بما يختزنه الحمد من معنى الشكر للخير النازل من عندك، فقد احسنت الصنيع الى فى انطلاقه وجودى بكل تفاصيله، و اسبغت على نعمتك بما يجعل حياتى اكثر راحه و امنا، و اجزلت لى العطاء حتى شمل كل شان من شوون حياتى، و فضلتنى على كثير من خلقك بما وهبت لى من مننك، و هذا هو الاحسان الذى امتد الى كل حياتى فى مفرداتها الصغيره و الكبيره، بحيث لا استطيع ان اجد كلمه شكر ترتفع الى مستواه،
براي اين فراز در برنامه حديث مرتبطي موجود نيست براي اين فراز در برنامه آيه مرتبطي موجود نيست