ترجمه: بلكه اى خداى من! اختيار آنان پيش از آنكه بدست خودشان باشد بدست تست و ثواب آنها را پيش از آنكه به طاعت پردازند آماده ساختهاى، چون سنت تو انعام كردن و عادت تو احسان و طريقهى تو بخشش است.
شرح:
و هكذا كنت الرب الشاكر لعباده كل طاعتهم، و المثيب لهم على يسير ما قدموه من جهد فى سبيلك، مما عبروا به عن شكرهم العملى لك، كما لو كان الامر اختياريا لهم يملكون الامتناع منه بعيدا عنك، فكان الثواب على ذلك و الجزاء العظيم عليه، منطلقا من المكافاه و المجازاه، و لكن لو عقلوا واقع الخلق فى كياناتهم و سر القدره فى اجسادهم، لعرفوا انهم يتحركون بقدرتك التى منحتهم اياها، و يطيعونك بارادتك التى حركتها فى طاقاتهم، فانت المالك لاسباب الاعمال و الرابط- بحكمتك- بين السبب و المسبب فى قانون السببيه الذى اودعته فى النظام الكونى و الانسانى و جعلت بيد الانسان حركه السبب لينتقل منها الى النتائج فى واقع المسبب، فانت فى عمق العقل و الحركه و الاراده و العمل فى دائره الاختيار المنطلق من نعمه القدره فى حياه الانسان، فكيف يرى لنفسه حقا عليك، و هو لا يملك الامتناع عنه، و كيف يملكون- بالاستقلال، ايجاده و ذلك من خلال حركه النظام الطبيعى فى وجودهم، تماما كما هو فى وجود الكائنات الاخرى.
فقد ملكت- يا رب- كل وجودهم بكل تفاصيله و جزئياته فى الحركه و السكون ، و كل امرهم فى كل ما يفيضون به و يتحركون معه، فلا يملكون منه شيئا فى معنى الذات قبل ان يملكوا عبادتك القائمه على القوه، و المنطلقه من خلال القدره، و هو هبه منك، و نعمه من فضلك.
و قد اعددت بذلك ثوابهم قبل التحرك الارادى فى طاعتك، لانك انت الذى وفقتهم له، و هيات لهم الوسائل لذلك، و مهدت لهم الظروف و الارضيه التى ساعدتهم على الافاضه فيه، فكنت العالم بما يفعلونه قبل ان يفعلوه، فوضعت الثواب قبل العمل، لانك تعرف حركه الانسان فيه مما لا يتخلف فيه المعلوم عن العمل من دون ان يبتعد عن الاختيار.
و هذا هو الذى ينطلق من خلال سنتك الالهيه فى الافضال على عبادك، و عادتك الربوبيه فى الاحسان للخلق كله و العفو عن الناس فى كل اخطائهم.
براي اين فراز در برنامه حديث مرتبطي موجود نيست براي اين فراز در برنامه آيه مرتبطي موجود نيست